يتم التحميل...

الحل لمشكلات البلاد بالإعتماد على القدرات الداخلية، والتعمل بالحكمة مع الخارج

النهوض والتقدم

الحل لمشكلات البلاد بالإعتماد على القدرات الداخلية، والتعمل بالحكمة مع الخارج

عدد الزوار: 80

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم (تنفيذ) إمضاء حكم رئاسة الجمهورية _3/8/2013
الحل لمشكلات البلاد بالإعتماد على القدرات الداخلية، والتعمل بالحكمة مع الخارج

الصبر والأناة مدخل النجاح في معالجة المشكلات
وبالطبع أنا أوصي الناس بالصبر وكذلك أوصي المسؤولين المحترمين بالصبر والأناة. لا ينبغي لنا أن نتوقع زوال المشكلات التي تعترض معيشة الناس - سواء على الصعد الاقتصادية أو على الصعد الأخرى - خلال مدة قصيرة. بالطبع ينبغي الطلب من الله تعالى أن يوفق المسؤولين لإنجاز الأمور والأعمال بأسرع ما يمكنهم، لكن طبيعة الأعمال الكبرى في البلاد أنها تستغرق وقتاً.

واوصي رئيس الجمهورية‌ المحترم وكذلك اعضاء الحكومة التي ستنال بتوفيق من الله - إن شاء الله - الثقة في المستقبل القريب من مجلس الشورى الإسلامي هي إنجاز الأعمال بصبر ودون تسرّع. اقطعوا الخطوات بثبات وطمأنينة. ثمة مجال للعمل في كل الميادين، وثمة أهداف سامية أيضاً، والبشائر والاشارات الإيجابية ‌في بلادنا ليست بقليلة.

الإعتماد على القدرات الداخلية ضمانة المعالجات
وبالتأكيد فإن جبهة الاعداء تتعامل معنا بعدوانية. وقد أشار رئيس الجمهورية المحترم إلى حالات الحظر والضغوط التي يمارسها أعداء الشعب الإيراني - وعلى رأسهم أمريكا بالطبع - على البلاد. وأريد أن أقول: صحيح أن ضغوط الأعداء تخلق مشكلات للشعب، لكنها توفر في الوقت نفسه تجارب قيمة للمسؤولين والشعب. الدرس الكبير الذي تعلمناه من هذه الضغوط الاقتصادية هو أن نعمل كل ما نستطيع لتمتين البنية الداخلية‌ لاقتدار البلاد، ونفعل كا ما يمكننا لنكون مقتدرين في داخلنا، ولا نعقد الآمال على الخارج. الذين يعقدون الآمال على خارج إمكانات الشعب الإيراني، حين يواجهون مثل هذه المشكلات فسوف يُنزع سلاحهم. إمكانات الشعب الإيراني كبيرة‌ جداً. يجب أن نعكف على تمتين البنية‌ الداخلية‌ للاقتدار الوطني.

التعامل مع القضايا الدولية بعقلانية لا يعني التفريط بالأهداف
وقد أشرت،منذ عدة ايام، لمسؤولي البلاد إن القضايا الأهم والتي تصنف ضمن الدرجة الأولى في البلاد هي القضايا الاقتصادية والعلمية، ويجب متابعتها بكل جدّ.

القضايا السياسية أيضاً قضايا مهمة. إنني أؤيد الرأي الذي ذكره رئيس الجمهورية المحترم بخصوص التعامل الحكيم في مختلف القضايا الدولية والمسائل السياسية وقضايا العلاقات الدولية وما إلى ذلك. لا ريب في أن التعامل يجب أن يكون حكيماً وعقلانياً. وبالطبع يوجد لنا أعداء‌لا يفهمون كثيراً اللغة العقلانية، لكن واجبنا أن نقف بقوة وبالنظر لأهداف الجمهورية‌الإسلامية السامية، ونعلم ما نفعله ونقوم به، ونعرف أهدافنا ونضعها نصب أعيننا ونتابعها بجدّ واجتهاد.

نعم، كما قال (الشيخ روحاني ) فإن "الأمة الوسط" هي خصوصية المجتمع الإسلامي.. (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة/143). الطريق الوسط هو طريق الإسلام ذاته، فلننظر ونرى ما الذي يقوله لنا الإسلام وما الذي يريده منا. سبيل النجاح هو أن نسعى لرضا الله وأداء التكاليف الإلهية. وقد حدَّد الله تعالى لنا السبل، وإذا سلكنا هذه السبل وسرنا فيها فسنحصل على النجاح والتوفيق (الإلهي).

ولا ننسى أنه منذ اليوم الأول الذي انتصرت فيه هذه الثورة كان هناك أعداء أعلنوا عن عدائهم بصراحة وقالوا إنهم يريدون القضاء‌على هذه الثورة وإسقاط نظام الجمهورية‌ الإسلامية. منذ ذلك اليوم وإلى اليوم حيث مضت أربع وثلاثون سنة، تقدّم الشعب فيها الإيراني أكثر على الرغم من إرادة الأعداء. لم يعجزوا عن إضعاف النظام الإسلامي فحسب، بل لم يستطيعوا أن يحولوا دون نمو هذا النظام وازدهاره. لقد تقدمنا اليوم في مجالات لم نكن حتى لنتصورها في بدايات الثورة. هذا الأمر تحقق بفضل الألطاف والمعونات الإلهية والحضور القويّ للشعب وجهود المسؤولين الذين عملوا طوال هذه المدة بشكل دؤوب. سبيل نجاح هذا البلد وهذا الشعب هو طريق الإسلام، والالتزام بمباني (مبادئ) الإسلام وبالقيم الإسلامية وبما تركه لنا إمامنا الخميني العظيم كإرث من الإرشادات والتوجيهات والخطوط الواضحة والمنيرة الموجودة بين أيدينا.

إنني أوصي كل المسؤولين المحترمين بأن يضاعفوا من تعاونهم إن شاء الله في مجال رفع مشكلات البلاد. لتتعاون السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية الى أقصى حدود التعاون.


 

2017-02-24