يتم التحميل...

تسلحوا بالعلم والأخلاق وحصنوا أنفسكم من تغلغل الأعداء بين صفوفكم

العلم والتطور

تسلحوا بالعلم والأخلاق وحصنوا أنفسكم من تغلغل الأعداء بين صفوفكم

عدد الزوار: 85

كلمة الإمام الخامنئي في حفل تكليف جمع من تلامذة المدارس في طهران_13/12/2016
تسلحوا بالعلم والأخلاق وحصنوا أنفسكم من تغلغل الأعداء بين صفوفكم

وصايا القائد للبالغين مرحلة التكليف
أ ــ عززوا علاقتكم بالله تعالى
يا أعزائي ويا أبنائي: إنني أوصيكم [ابتداءً] من هذه اللحظة ومن هذه الأيام والأشهر التي تشرّفتم فيها ببلوغ مرحلة التكليف أن تعزّزوا علاقتكم بالله سبحانه وتعالى. فإن النقيصة الكبرى التي مني بها العالم الغربي المادي، هي قطع علاقة الإنسان بالله، ولهذا تجدهم يعانون من انحطاط معنوي ومزالق أخلاقية جمّة، ويشعرون باليأس والإحباط، ويعيش شبابهم في تيه وحيرة، وباتت الحضارة الغربية تقترب يوماً بعد آخر من الزوال والاضمحلال ؛ لأنهم قطعوا علاقتهم بالله. فإن السرّ في تكامل الإنسان شخصياً وتكامل المجتمع اجتماعياً، هو أن يتمكّن من الحفاظ على علاقته بالله، فحافظوا على علاقتكم معه.

ب ــ الصلاة الطريق الامثل لتعزيز العلاقة بالله
والطريق الأمثل لإيجاد العلاقة بالله في الدرجة الأولى هي هذه الصلاة التي تؤدونها. فحاولوا من هذه اللحظة ومن هذه المرحلة التي دخلتم فيها سنّ التكليف أن تؤدوا الصلاة بحضور قلب، ولكن ما معنى حضور القلب؟ يعني أن تشعروا، وأنتم في أثناء الصلاة، بأنكم تخاطبون ربكم العظيم وتتحدثون مع الله، فاسعوا لتحصيل هذا الشعور في نفوسكم. فإن المرء حين يتحدث مع الله سبحانه وتعالى، يعني أنه يستند إليه ويتوكل عليه، ويسأله ويطلب منه، وهذا الاعتماد والتوكل على الله، يمنح الإنسان شجاعة وقوة. وعليكم أن تسيروا في حياتكم بشجاعة وثقة بالنفس. والشجاعة والثقة بالنفس تُكتسَب من خلال الارتباط بالله. فحاولوا أن تؤدوا الصلاة في أول وقتها وبحضور قلب.

ج ــ الأنس بالقرآن
أعزائي: ينبغي لكم الأنس بالقرآن، وتلاوة ما تيسّر من القرآن - ولو بضع آيات - في كل يوم، والالتفات إلى المعاني والمفاهيم القرآنية. فإن القرآن هو الذي يهدي الإنسان إلى الصراط المستقيم: ?إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ?.

د ــ ليكن لكم حضوركم وتأثيركم في محيطكم
ويجب أن يكون لكم حضور مؤثر في بيئة المدرسة والبيت، بصفتكم فتيان تتسمون بالحيوية والنشاط والمثابرة والصفات الحسنة. فحاولوا أن تتركوا أثراً في من حولكم من أقرانكم وغيرهم، سواء في المدرسة أو البيت أو ساحة اللعب.

هـ ــ حصنوا أنفسكم من الأعداء
أعزائي: ثمة أعداء لشعبنا وبلدنا في الوقت الراهن، ويحاولون جاهدين الاستفادة من كلّ الطرق لبسط نفوذهم وهيمنتهم على البلد، بما في ذلك الهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وإحدى الطرق التي يتّبعونها هي النفوذ والتغلغل في أوساط الشباب والناشئة، فالتفتوا إلى هذا النفوذ، وحاولوا أن تحصّنوا أنفسكم، و[ان تحصنوا] كلّ من له صلة بكم من زملاء الصف والدراسة واللعب، في قبال الأعداء.

و ــ تسلحوا بالعلم والفكر والأخلاق
وتسلّحوا بالعلم والمعرفة، فإني أوصيكم جميعاً أيها الشباب الأعزاء بأن تحملوا الدراسة وتحصيل العلم على محمل الجدّ. وتوصيتي الأخرى هي أن تجدّوا في ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة الجسدية. فلا بد أن يتمتع شبابنا اليوم بالسلامة الجسدية والسلامة المعنوية والسلامة الفكرية معاً، وأن يحافظوا عليها. فتزوّدوا بالسلامة الجسدية عبر الرياضة والتغذية المناسبة، وبالسلامة المعنوية والقلبية عن طريق التوجه إلى الله والصلاة والدعاء والتوسل وذكر الشهداء، وتزودوا بالسلامة الفكرية من خلال مطالعة الكتب؛ استفيدوا من الكتب الجيدة والنافعة والفاتحة لآفاق جديدة والمرشدة التي كتبت بواسطة مفكّرينا ومؤلّفينا الجيدين ووضعت بين أيدينا.

فإنّ هذا سيؤدي إلى أن يتمتع جيلنا الناشىء بالسلامة الجسدية والسلامة المعنوية والروحية والسلامة الفكرية والعقليّة أيضاً، وهذا هو الذي سيضمن مستقبل البلد.

أحبائي: لقد خرجتم اليوم من فترة الطفولة والصِبا، ودخلتم في مرحلة الحداثة وبداية فترة الشباب، وتفتّح الاستعدادات؛ تحملون اليوم استعداداً كبيراً جداً للتعلّم وتزكية النفس، فاغتنموا هذه الفرصة، وقوموا بتزكية أنفسكم، سواء التزكية البدنية، أو التزكية المعنوية والروحية، أو التزكية الفكرية، بالطريقة التي ذكرتها. وبعد أن تسيروا أنتم الفتيان الأعزاء في ميدان الحداثة العظيم هذا وربيعه الغضّ بالشكل اللازم والصحيح، عندئذ يستطيع الإنسان أن يكون واثقاً بأن مستقبل البلد سيكون أفضل من حاضره، وستكونون أنتم رجال المستقبل ومدراء المستقبل ونشطاء المستقبل وشخصيّات المستقبل. فإن مستقبل هذا البلد لكم أنتم الجيل الناشىء، وأنتم من سيتولى إدارة هذا البلد وهذا الشعب وهذه الحركة وهذا التاريخ، فأعدّوا أنفسكم لذلك اليوم.

ز ــ لا تغفلوا عن التوسل وذكر الشهداء
أعزائي: لا تغفلوا عن التوسل والدعاء وذكر الشهداء. فإن شهداءنا الأعزاء وهم في ريعان الشباب، والبعض منهم في فترة الحداثة، كانوا مستعدّين للتضحية بأنفسهم من أجل خير البلد وصالحه وحفظ استقلاله ودفع أعدائه. وهذا أمرٌ بالغ الأهميّة. إنّ أسمى ما يمتلكه الإنسان هو عمره وروحه، ويحتاج إلى همة عالية وشجاعة كبيرة لأن يضحي بهما في سبيل الله.

ح ــ اقراوا كتب الشهداء والجرحى
إنني أوصيكم بقراءة الكتب التي أُلّفت حول الشهداء وكتبت عن جرحى الدفاع المقدس، وتناولت شخصياتهم، فإنها من جانب، كتب ممتعة وجذابة، ومن جانب آخر، تعرّفكم إلى الكثير من المسائل.

أبنائي الأحبة؛ أيّها الفتية الأعزاء: إنكم تمثلون باقة وردٍ في بستان هذا البلد الكبير، وهناك الملايين من أمثالكم في جميع أرجاء البلد، وأنتم الحاضرون في هذا اللقاء تشكلون نموذجاً عنهم. فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغمركم وجميع الناشئة الأعزاء في كافة أقطار البلد بلطفه وفضله الدائم، وأن يوفّقكم لتحقيق حياة سعيدة لكم ولأبويكم ولمستقبل بلدكم. وبمناسبة ذكر الأبوين أقول لكم: إعرفوا قدر آبائكم وأمهاتكم، وحافظوا على احترامهم، وكافئوا ألطافهم، فإنهم يغمرونكم بالعطف والحنان، وعليكم ردّ هذا الجميل لهم.

والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

 

2017-02-24