يتم التحميل...

العدو يتربص بحركة البلاد العلمية شرا فاحذروه

العلم والتطور

العدو يتربص بحركة البلاد العلمية شرا فاحذروه

عدد الزوار: 77

من كلمة الإمام الخامنئي(دام ظله) في لقاء النخب العلميّة الشابة/28-7-1395 ه ش 19-10-2016 م

العدو يتربص بحركة البلاد العلمية شرا فاحذروه
حسنًا، لقد بدأت هذه النهضة. انظروا، أنا العبد ومن خلال فهمي لهذه المسألة، أي فهم مسألة البلاد وحاجتها لآليات كهذه وحركة كهذه ، قد طرحت من خمسة عشر عامًا أو أكثر قضية النهضة العلمية ونهضة إنتاج البرمجيّات والحركة العلميّة العظمى، وقد رحّب وتفاعل وشارك فيها العلماء والشباب والأساتذة والجامعات والكثير من الأقسام الرسمية المتعدّدة التي تتولّى الأعمال وزمام الامور، وقد تقدّمت هذه الحركة؛ لكنها ليست حركة سهلة على جادة معبّدة بالإسفلت، إنّ هذه الحركة أمامها موانع وعقبات، يجب التعرّف إلى هذه الموانع وإزالتها. هناك عدوّ لهذه الحركة. من هو العدو؟ بعضهم سيقول الآن بالطبع هذا واضح، بمجرّد أن يطرح "فلان" كلمة العدو، فهو يقصد أمريكا والصهاينة وأمثالهم وإن لديه "وهم نظرية المؤامرة"! كلا، ليس هذا توهّمًا للمؤامرة، بل هو معرفة المؤامرة ومشاهدة المؤامرة. عندما أرى مؤامرة وأشاهدها بدقّة، لا يمكنني أن أخفي هذا عنكم، يجب عليّ أن أقول لكم. هناك بعضهم، وبمجرّد أن أتحدّث عن العدو، يقول فورًا: كم يتحدّث "فلان" عن العدو ويكرّر كلمة العدو. حسنًا، يجب ألا نقول إنّ هناك عدوًّا؟ كم ذكر الله اسم الشيطان في القرآن؟ كان يكفي أن يذكره مرّةً وكفى. لماذا يكرّره إلى هذه الدرجة؟ كي لا ننسى –أنا وأنتم- هذا العدو. يجب مراقبة العدو دائمًا. لأنّ العدو لا يجلس هكذا عاطلًا عن العمل. العدو يعمل دائمًا ويتحرّك. وإن استطاع فإنه سيوقف هذه الحركة العلمية. وإن رأى أنّه لا يستطيع إيقافها فإنّه سيعمل على انحرافها عن مسيرها ومن الممكن أن نقوم نحن وبسبب بساطتنا وقلّة نضجنا بمساعدته على هذا الانحراف. وقد قمت أنا بتكرار هذا الأمر مرارًا–والآن قد ذكره أيضًا بعض شبابنا الأعزّاء- بأن تكون الأعمال البحثيّة والتحقيقات والمقالات ورسائل التخرّج وغيرها في خدمة حاجات البلاد وأن تتمّ وتُنجز بهذه النيّة ولأجل هذا الهدف، فكلّ هذا لأجل أن لا تنحرف الحركة العلمية.

إن لم يستطع العدو إيقاف هذه الحركة أو حرفها عن مسارها، يسعى إلى تشويه سمعتها وتلويثها. يأتي شخص من الخارج إلى هنا بعنوان عالم، ويتمّ استضافته ثم يذهب إلى الشارع المقابل للجامعة، فيصوّر لوحة إعلانية عن بيع رسائل التخرّج وينشرها في العالم. هذا مثال عن التشويه. من يقوم بدعوة هؤلاء إلى إيران؟ هل هؤلاء علماء حقًّا؟ لماذا لا نفهم هذا؟ لماذا نرتكب هذه الأخطاء؟

لا تسمحوا بأن تتراجع وتيرة الحركة العلمية
خلال السنوات الماضية، قام شباب البلاد والمسؤولون المعنيّون بأعمال جعلت مستوى رشد التقدّم العلمي في البلاد يكسر الأرقام القياسية للتقدم في المواقع المرجعيّة المعروفة في العالم. حين كرّرنا مراراً أنّ سرعة تقدم البلاد علميًّا في السنة الفلانيّة هي ثلاثة عشر ضعف المتوسّط العالمي للنمو العلمي؛ فهذا ليس كلامي أنا. فلا خبر عندي، بل هذا ما أعلنته المراكز المرجعيّة المعروفة في العالم وأنتم تعرفونها وقد شهدت بهذا. هل هي مزحة وأمر عابر أن تكون سرعة حركة بلد ما ثلاثة عشر ضعف المتوسط العالمي؟ حين أقول لا تسمحوا بأن تقلّ هذه السرعة، فالسبب هو أننا متأخرون جدًّا. يجب أن تبقى سرعتنا مضاعفة حتى الوصول إلى الصفّ الأوّل. لقد قلت هذا مرارًا، والآن فإنّ المسؤولين المحترمين يجيبونني: يا سيد، إنّ موقعنا العلمي مثلًا لم ينزل عن الدرجة الفلانيّة؟ هل كان من المقرّر أن ينزل وينخفض؟! من المقرّر أن يرتفع وبسرعة أكبر أيضًا؛ هذا هو الإشكال. يجب ألا نسمح بوقوع خلل في هذه الحركة العلميّة. إنّ هناك عدوًّا لهذه الحركة العلميّة. فإن كان لهذه الحركة عدو ولم نفهم نحن هذا ولم نراقبها ونحافظ عليها، فإنّ النتيجة ستكون قاسية ومريرة جدًّا. هل تعرفون ما هي النتيجة؟ إنها عبارة عن إيجاد اليأس عند الطاقات الشبابية للبلاد. فإن حصل هذا، فإنّ إصلاحه وترميمه لن يكون بهذه السهولة.

لقد اشتعل أمل في المجتمع الشبابي الحكيم والمتعلّم خلال هذه السنوات الماضية. حسنًا منذ سنوات طويلة ونحن نلتقي بالشباب هنا وهم يأتون ويتحدّثون. وأنا الآن أقارن، بين الكلام الذي طرحه هؤلاء الشباب اليوم مع الكلمات التي كانت تلقى وأسمعها منذ عدة سنوات مثلًا، أجد أنها اختلفت من الأرض إلى السماء. لقد أصبح شبابنا أكثر رشدًا، تقدّموا ونضجوا وصاروا أكثر عمقا وأوسع نظرًا. هذه أمور بالغة الأهمية. فإذا دخل اليأس إلى هؤلاء الشباب، وفقدوا الأمل، لا يمكن إرجاعه لهم بهذه الطريقة.

على أجهزتنا إجتذاب طاقاتنا الشبابية ورعايتها
حسنًا، يوجد بعضهم هنا ممّن أصيب باليأس، وهو يذهب إلى أماكن أخرى. الأفخاخ والكمائن كثيرة أيضًا. إنّني أقول لكم هذا الآن ومن هنا: إنّ لدينا لقاءات ومعارض للتقدّم والإنجازات العلميّة وهذا أمر جيّد جدًّا، لكن يجب الانتباه والمراقبة بأن لا تصبح هذه المعارض والمؤتمرات مراكزَ لتعريف طاقاتنا ونخبنا إلى الأجانب؛ حيث تقومون هناك بتعريف الشباب المتفوّقين، فيقومون هم بالتعرّف إليهم ورصدهم ثم المجيء لجذبهم وأخذهم. كلا، قبل أن يتعرّف إليهم الأجنبي، فلتتعرّف إليهم قطاعاتنا ومؤسساتنا نحن. لا يصحّ بأن يبقى هؤلاء الشباب المميّزين خلف الستارة ثم يتمّ تكريمهم وإظهارهم. على أجهزتنا الداخليّة أن تكشفهم وتتعرّف إليهم قبل الآخرين وتقوم بجذبهم واستقطابهم وتقديم العمل لهم. لا يوجد أي شاب يفضّل الغربة على أجواء حياته وأسرته؛ إنّهم يقدّمون له امتيازات ليتحمّل الغربة. أنتم يمكنكم أن تقدّموا له امتيازات وإمكانات أقلّ من الخارج فيعمل لكم ويعمل لبلده.

إنّني أقول لكم، أنا العبد، وحتى النفس الأخير، لن أتراجع ذرّة واحدة عن الدفاع عن مجتمع النخب والحركة العلميّة في البلاد، وأنا أدرك بأنّ هذه الحركة هي حركة مباركة وإن شاء الله ستكون عاقبتها خيرًا؛ وسنتقدم إلى الأمام إن شاء الله.

عوامل يمكن لها أن تدفع حركة العلم والتقنية إلى الأمام
أ ــ الإهتمام بـ "الشركات العلمية"
من العوامل التي يمكنها أن تحرّك بشكل قويّ دورة العلم والتقنية والدفاع عن النخب في البلد، هي هذه "الشركات القائمة على العلم"؛ والتي أشار إليها السيد الدكتور ستّاري في كلمته، وكذلك بعض الأصدقاء الآخرين في كلماتهم. ولحسن الحظّ فإنّ هذه الشركات قد نمت من الناحية الكمية بشكل جيّد. وأنا أوصي؛ أوّلًا: أن يستمرّ هذا النمو والرشد، ثانيًا ــ وكما قال أحد شبابنا الأعزاء،: أن تُمنح هذه الشركات فرصة المشاركة في الأقسام الهامّة والأساسيّة في صناعة وتقنيات البلد، وترتبط بتلك الأقسام التي تمّ الإقرار بأهمّيتها البالغة في السياسات العامة للبلاد؛ ثالثًا، الاهتمام بنوعية هذه الشركات العلمية؛ أي إنّ عدد الشركات جيد ومهم، لكن التفتوا واهتموا بالمعايير والموازين ثم حدّدوا الأولويات، وعلى أساسها حدّدوا تعاملكم وردّة فعلكم تجاه هذه الشركات القائمة على العلم. إذا نمت هذه الشركات وكانت ذات نوعيّة جيّدة وانطلقت بأعمالها، بلا شك لن يكون عندنا مشكل بالدعم المالي الحكومي للنخب، لأنّ هذه الشركات نفسها ستُغني النخب عن دعم الحكومة المالي، لن ينتظروا الحكومة لتقول يومًا: "الدعم متوفّر" وتقول يومًا آخر "لا يوجد دعم مالي". هذه نقطة هامة.

من الأمور التي يمكن أن تروّج لهذه الشركات العلميّة: الترويج لمنتوجاتها. لقد تكلّمنا كثيرًا حول مسألة الواردات واستيراد البضائع التي يُنتج مثلها أو ما يعادلها في الداخل وما شابه؛ ويجري حاليًّا القيام ببعض الأعمال في هذا المجال، لكنّي أريد التأكيد هنا على ضرورة الترويج للمنتوجات التي تنتجها شركاتنا العلمية. من الأعمال الأساسية لهذا الترويج أن لا يتمّ في المراكز الحكومية والرسميّة إلا شراء واستخدام واستهلاك منتوجات هذه الشركات؛ لأنّ الحكومة هي أكبر مستهلك في البلاد، أي إنّ أهم مستهلك في البلاد هو الحكومة.

ب ــ تشكيل نواة النخبة"
هناك نقطة حول تشكيل "نواة النخبة" داخل الجامعات، وكنت قد أوصيت بهذا سابقًا، بأن يجمع أستاذ في الجامعة أو أستاذان مجموعة من الشباب ويؤسّسون معًا "نواة النخبة". وهذا يمكن تكثيره وتوسيعه وهو أمر مبارك جدًّا. لم يصلني حتى الآن أي تقرير حول حصول أمر كهذا. كنت سابقًا قد كرّرت هذا الاقتراح في السنة الماضية وخلال لقاءات متعدّدة. يجب أن يتم تحقيق هذا العمل. وهو ليس من أعمال أجهزة الحكومة وإداراتها وما شابه. إنّه عمل المجموعات الجامعيّة نفسها.

ج ــ تفعيل عمل"المنظمة الوطنيّة لتنمية الطاقات المتألقة"
يوجد نقطة أخرى، مع أنّ وزير التربية والتعليم المحترم ليس حاضرًا هنا، ولكن يجب أن تصل إلى مسامعه، وهي حول مسألة "سمباد": "المنظمة الوطنيّة لتنمية الطاقات المتألقة"؛ فأنا قلق عليها. تصلني تقارير حولها وهي تقارير ليست مُرضية. منظمة "سمباد" هذه مهمة جدًّا. هذا العمل مهم جدًّا وكذلك ما أشار إليه البعض في كلمته بأنّ هناك عددًا كبيرًا من المدارس يجري تأسيسها وفق نموذج مدارس "سمباد"، ولكن كل هذا يتوقف على أن تدير هذه المنظّمة المدارس بشكل جيد. التقارير التي تصلنا في هذا المجال ليست مُرضية.

د ــ تصويب وتفعيل دور "مؤسسة النخب"
هناك أمرٌ مقلق آخر، وقد تحدّثت عنه مع السيد ستّاري بشكل إجمالي، وهو القلق على "مؤسسة النخب " نفسها. إنّ هذه المؤسسة مهمّة جدًّا، من الضروري أن تكون مؤسسة النخب مؤسّسة حيّة ونشيطة وحيوية جدًّا. وأنا في الواقع عندي ثقة كبيرة بالسيد الدكتور ستّاري، فأنا مطمئنّ حقًّا إلى قدراته الذهنيّة والعلميّة وكذلك إلى صحة عمله. يا سيد ستّاري: إن كنت ترى أنّ عمل المعاونيّة العلمية ومؤسسة النخب لا ينسجمان معًا؛ أي أنّ مهام مؤسسة النخب تتعارض مع الأنشطة الواسعة للمعاونيّة العلمية، ففكّر بحلّ ما لهذه المسألة: إما بفصلهما عن بعض وإما بالحدّ الأدنى أن تعيّن مديرًا قويًّا في نطاق المعاونية العلمية لإدارة مؤسسة النخب؛ ولا تترك عمل مؤسسة النخب للجامعات. لو كانت الجامعات مؤهّلة وقادرة على هذا العمل لما كنّا أسّسنا مؤسسة النخب أصلًا.

هـ ــ المشاريع يجب أن لا تتعطّل أبدًا
المشاريع الكبرى في مواضيع بحثية هامة كالمسائل الجويّة ــ الفضائيّة، والأقمار الاصطناعيّة وما شابه تتعرّض للتوقف أو التلكّؤ. هذا الأمر يقلقني. أريد أن أطرح هذا هنا لكي يتحوّل إلى مطالبات عامة، إنني أطلب من المسؤولين وبشكل جدّي أن يتصدّوا لمتابعة هذه المسائل؛ هذه المشاريع هي مشاريع مهمة جدًّا؛ حتى بعض هذه المشاريع التحقيقية تتعلّق بالطاقة النووية تتعرّض لهذا أيضًا.

يجب أن لا تتوقّف هذه المشاريع أبدًا؛ يجب أن لا تتعطّل كليًّا ولا جزئيًّا، حيث يُقال إنّ بعض هذه المشاريع نصف معطّلة أو إنها على مشارف التعطيل والإغلاق. وأعتقد أنّ المعاونيّة العلميّة تستطيع أن تقوم بدور مؤثّر في هذا المجال. هذا أمر مهم جدًّا. فهذه خسارات علميّة لنا، وكذلك فإنّ العالم الشاب الذي يعمل بكل جدّ وأمل في القسم النووي مثلًا أو المجال الجوي- الفضائي أو تقنيات النانو أو العلوم البيئيّة، عندما يرى الإهمال والتعطيل فإنّه ييأس ويفقد أمله.

لقد ذكرت سابقًا أنّ اليأس وفقدان الأمل لدى شبابنا خطر كبير جدًّا. وأنا العبد كنت قد دوّنت عندي أنّ هذه المشاريع إمّا أنّه يجب أن تُسلّم إلى المعاونيّة العلمية وإما في الحدّ الأدنى أن تُشرف عليها المعاونيّة العلميّة بشكل جيّد ودقيق؛ يجب جذب الطاقات واستقطابها نحو هذه المجالات.

و ــ لتنمية المستوى الثقافي إلى أرفع المستويات
هناك نقطة أخرى أطرحها، وهي أنه ولحسن الحظّ قد تمّ تشكيل معاونيّة ثقافيّة داخل المعاونيّة العلميّة وهذا عمل جيّد. غاية الأمر، فليكن السعي والعمل أن يكون هذا النشاط الثقافي ذا مستوى راقٍ ورفيع.

فاليوم ولحسن الحظّ، إنّ مستوى التفكير الديني بين فئات الشباب قد ارتفع وتطوّر. وأنا أستفيد هنا من هذه الفرصة لأشكر هذه اللجان والمجموعات التي كانت تدير مراسم العزاء والمجالس في أيام عاشوراء، والتي أعرف بعضها وأنا مطّلع على نشاطها، وبعضها الآخر تصلني تقارير عنه. لقد ارتفع مستوى الهيئات بشكل مميّز؛ خطباء جيّدون، مطالب جيّدة فأنا أسأل حتى عن موضوع البحث الذي يُطرح في المجالس. وقد لاحظت حقًّا أنّ الوضع جيد جدًّا: المستويات رفيعة، الكلام والأفكار جيدة والشباب حاضر بقوة في هذه المجالس. وقد كان لنا هنا أيضًا مجالس إحياء؛ لعلّ أكثر من تسعين بالمئة من الحاضرين كانوا شبابًا؛ وقد طُرحت هنا أبحاث جيدة، لكن هناك مجالس بقيت لعشر أو خمس عشرة ليلة أو نهار، كان الخطباء جيّدين وكانت اللطميات أحيانًا جيّدة وبعض مجالس العزاء كانت عميقة جدًّا؛ كل هذا له قيمة عالية.

إنّ مستوى فكر الشباب في مجال المسائل الدينيّة قد ارتفع عاليًا؛ ويجب أن ينمو العمل الثقافي ويصل للرشد بهذه النسبة نفسها.

ز ــ إقامة الرحلات الجهادية
من الأمور التي يمكن أن تكون مفيدة جدًّا؛ إقامة الرحلات الجهاديّة للشباب النخبة. هذه الرحلات الجهادية ذات قيمة عالية؛ إنّ حضوركم أيها النخب هناك، يعرّفكم أولًا إلى أوضاع بلدكم وكذلك يعرّفكم إلى مختلف فئات المجتمع، ويعرّفكم إلى المهام الكبرى الملقاة على عاتقكم ويُظهر لكم تقصيرنا ونقاط ضعف أعمالنا طوال هذه السنوات بعد انتصار الثورة – نحن قصّرنا حقًّا في بعض المجالات- إنّ حضوركم هناك يمنحكم النشاط والحركة؛ إنّ دماءً تجري في شرايين الإنسان عند حضوره في أمثال تلك المناطق (جبهات الدفاع المقدّس على الحدود الإيرانية -العراقية).

أنتم الشباب تستطيعون إنقاذ العالم من الجهالة والضلالة
خلاصة الأمر؛ أطرحها في عبارة واحدة في ختام كلامي: نحن نريد مجتمعًا وبلدًا يرفع رأسه في المحافل العلميّة العالميّة لينقذ العالم من الجهالة والضلالة التي تسودها.

أيها الشباب الأعزاء: إنّ هذا الهدف ممكن التحقيق. إن استطعتم أن تجعلوا بلدكم متقدّمًا على المستوى العلمي، وعلى مستوى الثقة بالنفس، الإبداعات وبذل الجهود في هذا العالم المليء بالجهالة والضلالة، فيغدو بلدكم معلمًا بمقياس المعايير المقبولة عالميًّا – شواخص العلم والتقدم التقني والثروة والماديات والموارد البشرية ــ وفي الوقت نفسه، يكون بلدًا يتحلّى بالمعنويات والشرف والتوجّه إلى الله، والإيمان والثقة بالله في أعلى المستويات. إنْ تحقّق هذا الوضع، فسيكون أهم عامل مؤثر في جذب إيمان الناس وقلوبهم. أنتم تستطيعون إنقاذ البشريّة. أن نقوم بلقاء الأشخاص والجلوس معهم واحدًا واحدًا وطرح الاستدلالات لكي نوجّه أذهانهم نحو الإيمان بالله والإسلام، فهذا أثره في مقابل حركة كهذه، مثل عُشرٍ أو واحد بالمئة، أو واحد بالألف أو واحد بالمليون مقابل عدد كبير جدًّا! كنسبة قطرة ماء إلى البحر؛ نحن نريد أن تحصل حادثة كهذه. يجب إنقاذ الناس والبشرية من هذه الضلالة وهذه الجهالة؛ أنتم من يمكنه القيام بهذه المهمة.

واليوم، إنّ أجهزة العالم الشيطانية ــ القوى الشيطانية، القوى الشيطانيّة في العالم ــ تُغرق الناس يومًا بعد يوم بشكل أكثر في مستنقع الجهالة والضلالة هذا، وتحارب كل من يخالف حركتها الشيطانية في أي نقطة في العالم.

2017-02-24