ضرورة إنتخاب المؤمنين الثوريين الحريصين على عزة البلد واستقلاله
الحكومة الدينية
من كلمة الإمام الخامنئي في حشد من أهالي قم المقدسة بمناسبة يوم 19 دي1 "الحكومة الدينية" 09-01-2016
عدد الزوار: 170
من كلمة
الإمام الخامنئي في حشد من أهالي قم المقدسة بمناسبة يوم 19 دي1
"الحكومة الدينية" 09-01-2016
ضرورة إنتخاب المؤمنين الثوريين الحريصين على عزة البلد واستقلاله
ضرورة مشاركة الجميع في الإنتخابات النيابية المقبلة
لنتحدّث في قضية الانتخابات التي هي إحدى هذه الوظائف والمهام. فإن
الانتخابات في حقيقة أمرها تبعث روحاً جديدة في أبناء الشعب الإيراني، والشعب يكتسب
بها أنفاساً جديدة، هذه هي طبيعة الانتخابات. فأن ينزل كل واحد من أبناء الشعب
الإيراني إلى الساحة، ويدلي بصوته للمرشح الفلاني معتقداً بضرورة أن يكون هو
المسؤول - سواء في رئاسة الجمهورية، أو في مجلس الشورى الإسلامي، أو في مجلس
الخبراء؛ ولكل واحد على حدة أهمية بالغة - وأن يشعر كل فرد من أفراد الشعب
بالمسؤولية، فإنّ هذا بحد ذاته يعدّ واحداً من تلك العناصر التي تصون الثورة
وتحفظها. وحضور الشعب هو أحد تلك العوامل التي تلحق الهزيمة بالعدو. وهذا هو السبب
في تأكيدنا وتشديدنا وإصرارنا على مشاركة كل الناس في الانتخابات. ولطالما ذكرت
سابقاً - ولا أعلم بالضبط كم كررت هذا الأمر - مطالباً بأن يشارك في الانتخابات حتى
أولئك الذين يعارضون النظام، وذلك من منطلق صيانة البلد وحفظ سمعته. قد يوجد من لا
يقبل بي، ولا ضير في ذلك، غير أن الانتخابات ليست للقائد، وإنما هي لإيران الإسلام،
ولنظام الجمهورية الإسلامية. فعلى الجميع المشاركة في هذه الانتخابات، لأن ذلك
سيؤدي إلى إرساء دعائم نظام الجمهورية الإسلامية، وضمانة استقراره واستمراريته،
وبقاء البلد مصونا تمامًا في أمنه - وهو اليوم كذلك والحمد لله - واكتساب الشعب
الإيراني سمعة حسنة ومصداقية عالية ومتقدمة في أنظار الشعوب الأخرى، ومجداً وشموخاً
في أنظار أعدائه.. هكذا هي الانتخابات.
ومن هنا فإن الأساس في الانتخابات هو حضور الناس عند صناديق الاقتراع والإدلاء
بأصواتهم. فعلى الجميع المشاركة في الانتخاب لأنها مبعث عزة نظام الجمهورية
الإسلامية، وعزة الإسلام، وعزة الشعب الإيراني، وعزة البلد. هذه هي القضية الأولى.
ضرورة السعي لإنجاز إنتخابات صحيحة
قد تختلف الآراء والتوجهات، ولا إشكال في ذلك، لكن على الجميع أن
يجتهدوا في الوصول إلى الانتخاب الصحيح. فلنبذل سعينا، فقد يصل هذا السعي إلى
النتيجة المرجوّة ويكون انتخابنا صحيحاً، وقد لا يصل إلى النتيجة المطلوبة ويكون
انتخابنا خاطئاً، ولا بأس في ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى سوف يتقبل منا، لأننا
أنجزنا ما علينا، وبذلنا جهدنا وسعينا. وأمامنا عمليتان انتخابيتان: انتخابات مجلس
الشورى الإسلامي وانتخابات مجلس الخبراء.
يتسم مجلس الشورى الإسلامي بأهمية فائقة، سواء في تشريع القوانين، أو في تعبيد
الطريق ووضع السكك للحكومات - فإن المجلس هو الذي يتصدى لإعداد السكك الحديدية من
أجل أن يتحرك القطار ويتجه نحو الأهداف . وعلى الصعيد الدولي ؛ وتلاحظون أنّ المجلس
الحالي - ولله الحمد - يتخذ مواقف جيدة جداً حيال القضايا الدولية، وهذا مغنم وفيه
صلاح للغاية بالنسبة إلى البلد. وشتان ما بين هذا المجلس وبين أن نشكّل مجلس شورى
يتحدث باسم الأعداء الدوليين والجبهة المعادية الموحدة، هناك بونٌ شاسع بينهما.
ويوجد فرق بين مجلسٍ يردد على لسانه قول العدوّ، سواء في الملف النووي، أو في
الملفات المختلفة الأخرى، وبين مجلس مستقلٍ، حرٍّ، شجاعٍ، يعكس في شعاراته مطالب
الناس، ويعبّر في مواقفه عن المواقف التي ينشدها الناس، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية.
ومن هذا المنطلق، فإن مجلس الشورى الإسلامي يتسم بأهمية كبيرة، سواء في البعد
الداخلي للبلد، أو في سمعته العالمية والدولية، وهذا ما يساهم فيه كل واحد من نوّاب
المجلس.
ضرورة إنتخاب الحريصين على عزة البلد واستقلاله
تريدون الإدلاء بأصواتكم، فالمدينة الفلانيّة مثلاً لها نائب واحد،
والمحافظة الفلانية لها عشرة نواب، ولكل واحد منهم دوره ونشاطاته، على المرء أن يصل
إلى النتيجة بنحو يبعث على الاطمئنان. وبرأيي، بما أننا قد لا نعرف الأشخاص فرداً
فرداً - وأنا شخصياً حينما يعرضون عليَّ القوائم الانتخابية للإدلاء بالصوت، لا
أعرف بعض من سُجِّلت أسماؤهم في هذه القوائم، وإنما أثق بمن عرّفهم، فأنظر وأرى من
هم الذين قاموا بإعداد هذه القائمة، فإن وجدتهم من المتديّنين المؤمنين الثوريين،
أثق بكلامهم، وأصوّت لمصلحة قائمتهم، وإن رأيت أنهم لا يأبهون كثيراً بقضايا الثورة
والدين واستقلال البلاد، وقلوبهم ميالة إلى ما تمليه أمريكا وغير أمريكا عليهم، لا
أثق بقولهم، وهذا برأيي طريق جيد - يجب علينا أن نفتّش لنرى من الذي أعدّ هذه
القائمة الانتخابية لمجلس الشورى الإسلامي أو مجلس الخبراء، ولنثق بمن نعتقد حقاً
بتديّنه والتزامه، ونعرف أنه من المتدينين الثوريين السائرين على خط الإمام الخميني
ونهجه والمؤمنين به حقاً؛ فإن التعرف إلى هؤلاء هو السبيل. ومن سلك هذا السبيل،
وتصدى للبحث والتحري في هذا الإطار، فقد أدى ما عليه، وسيثيبه الله تعالى على ذلك،
حتى ولو أخطأ في مجال من المجالات. كما إذا كنتُ أتصور على سبيل المثال أن الشخص
الذي أدليتُ بصوتي له شخص صالح، واتفق أنه لم يكن هو الشخص المطلوب، إلا أني قد
بذلت جهدي، وإن الله تعالى سيهبني الأجر والثواب.
أهمية إستثنائية لانتخابات مجلس الخبراء
وكذلك مجلس خبراء القيادة هو الآخر يقع على جانب كبير من الأهمية. فإذا
ما نظرنا إلى هذا المجلس بالعين الظاهرة، لوجدنا أن أعضاءه يجتمعون في كل سنة
مرتين، لمداولة الأبحاث السياسية وغيرها، ثم ينصرفون من بعد ذلك، لكن، لا ينبغي أن
ننظر إلى هذا المجلس من هذا المنظار. فإن من المفترض أن ينهض مجلس الخبراء بمهمة
اختيار القائد، وهل هذا مزاح؟ على هؤلاء أن يختاروا قائدًا عندما يرتحل القائد
الحالي عن دار الدنيا، أو لا يكون هناك قائد أساساً. ولكن، على من سيقع اختيارهم؟
هل سيختارون شخصاً يقف أمام عدوان العدو، ويتكل على الله، ويثبت بشجاعة وبسالة،
ويسير على نهج الإمام الخميني؟ هل سيختارون مثل هذا الشخص، أم يختارون فرداً يتسم
بسمات أخرى؟ هذا أمرٌ بالغ الأهمية. إنّكم تريدون أن تنتخبوا لمجلس الخبراء من ينهض
في الحقيقة بمسؤولية اختيار القائد التي تكون مقاليد مسيرة الثورة بيده، وهذه قضية
بالغة الأهمية، ولا تصَنَّف في صنف الأعمال الصغيرة. ولذا يجب التقصي والتحري
وتحصيل الثقة.
إذًا، أساس الانتخابات والمشاركة فيها كأصل هو مسألة، وانتخاب الأصلح أو الصالح
مسألة أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار.
وكذلك المعالم والمؤشرات الثورية أيضاً هي مسألة فائقة الأهميّة، فلنعرف ما هي
المؤشّرات الثوريّة حقاً، ولنفتّش عنها بشكل صحيح، ونحدّدها في أذهاننا، ونسأل من
هو أعلم بها منا. ولو قمنا بذلك سوف تتسم الثورة بالبقاء والخلود والاستمرار لا
محالة.
1- 19 دي (هجريّاً شمسيّاً) موافق لـ 9 ك2 1978م؛ ذكرى انتفاضة أهالي قم، وهي حادثة مفصلية في تاريخ الثورة الإسلاميّة.
2017-02-22