مبادئء النظام الإسلامي مبادئء قابلة للتعريف والتطبيق
الحكومة الدينية
من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء الطلاب الجامعيّين _ 19 شهر رمضان المبارك 1434 هـ _ 28-7-
عدد الزوار: 164من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء الطلاب الجامعيّين _ 19 شهر رمضان المبارك 1434 هـ _ 28-7-2013
مبادئء
النظام الإسلامي مبادئء قابلة للتعريف والتطبيق
مسألة أخرى هي أنّ أهداف ومبادئ النظام الاسلامي التي هي في الحقيقة
المبادئ الاسلاميّة هي منظومة؛ مجموعة، لها مراتب مختلفة أيضاً. بعض منها أهداف
غائيّة ونهائيّة، وبعضها أهداف مرحليّة، لكنّها جزء من الأهداف، علينا أن نسعى
وراءها جميعاً. افترضوا مثلاً أنّ المجتمع العادل والمتطوّر والمعنويّ بهذه
الخصوصيّات هو هدف، هو جزء من الأهداف التي تقع في الدّرجة الأولى ومن أفضل
الأهداف. يسعى الإسلام أوّلاً إلى تشكيل مجتمع يحكم بالعدل، أي على المسؤولين وقادة
المجتمع أن يتعاملوا بعدل، ثانياً، على المجتمع نفسه أن يكون مجتمعاً عادلاً
فالعدالة ليست خاصّة بالمسؤولين، على عموم أفراد الشعب أن يكونوا عادلين فيما بينهم
وعندها يكون المجتمع مجتمعاً متطوّراً. الإسلام لا ينتج أبداً مجتمعاً متخلّفاً في
المسائل العلميّة، وفي المسائل السياسيّة، وفي المسائل الحضاريّة وفي أيّ ميدان
آخر. الإسلام يسعى لتشكيل مجتمع متطوّر، وإنّ قسماً مهمّاً من أحكام الإسلام تنادي
بهذا الأمر. بناءً على هذا، هذا جزءٌ من المجموعة الكبرى للمجتمع الإسلاميّ ذاك.
وهكذا، يسعى الإسلام إلى تشكيل مجتمع معنويّ. في النظام الاسلاميّ، يُدار المجتمع
بعدل، وأيضاً يكون المجتمع في نفسه مجتمعاً عادلاً، ويكون مجتمعاً متطوّراً،
ومجتمعاً معنويّاً أيضاً . أي أنّه مشبع بالمعنويّة، يتحلّى بالمعنويّة: المعنويّة
التي توجب على الإنسان أن لا يعدّ الأهداف الدنيّة والماديّة وشهوات الحياة
اليوميّة، أهدافاً عالية له، بل يضع لنفسه أهدافاً أعلى، وأرفع، تحافظ على ارتباط
عموم أفراد الإنسان، وارتباط القلوب بالله تعالى. هذا هو المجتمع الذي ينظر إليه
الإسلام. حسنٌ، هذا هدف. حتماً إنّ هكذا مجتمع سيصبح عندها مثالاً يُحتذى. إذا
استطعنا نحن من خلال السعي الجماعي أن نوجد مثل هكذا مجتمع والذي هو حتماً، ممكن
وقابل للتحقّق تماماً وعمليّ بنظري، وقد قطعنا نحن شوطاً مهمّاً في هذا المجال سوف
يصبح هذا المجتمع (قدوة ونموذجا)ومثالاً يُحتذى، ليس فقط للمجتمعات المسلمة
والبلدان الإسلامية، بل حتّى للبلدان غير الإسلامية. حسنٌ، إيجاد مثل هكذا مجتمع
بهذه الخصوصيات هو واحد من الأهداف.
هناك هدف آخر هو الاقتصاد المقاوم، والذي هو هدف جزئي بالنسبة إلى الهدف السابق.
على الرغم من أنّ الاقتصاد المقاوم نفسه يعد أمراً مهمّاً، إلّا أنه في الواقع،
يُعرّف تبعاً لذلك الهدف السابق. السلامة في المجتمع، والصناعة الأفضل، والزراعة
الأفضل، والتجارة الرابحة، والعلم المتطوّر، وهذه جميعها من الأهداف. النّفوذ
الثقافيّ في العالم، وكذلك النّفوذ السياسيّ في العالم وفي المنظومة السياسية
للسلطة في العالم؛ إنّ هذه جميعاً من الأهداف. تحقيق العدالة الاجتماعيّة، واحدة من
الأهداف. لذلك، عندما نتحدّث عن الأهداف، لا يذهب فكرنا إلى أمر بعيد غير قابل
للتعريف، الأهداف تعني هذه. هذه جميعاً أهداف؛ حتماً على درجات مختلفة.
تشكّل مجموعة الإرادات والأهداف هذه، منظومة الأهداف الإسلامية. وحين تسعون أنتم في
سبيل أيّ منها، تكونون تسعون من أجل المبادئ. تلك المجموعة التي نفترض أنّها تعمل
في سبيل الاقتصاد المقاوم، أو تلك المجموعة التي تعمل على نشر الثقافة الثوريّة
والاسلاميّة في عالم الإسلام، هؤلاء جميعاً يقومون بأعمال مبدئيّة وذات أهداف. ذاك
الذي يقوم بهذا العمل على الصّعيد السياسيّ والديبلوماسيّ، عمله يكون عملاً
مبدئيّاً ومن أجل الأهداف. وذاك الذي يعمل على سبيل المثال في مجال السّلامة، فإنّه
يعمل من أجل الأهداف. هذه هي الأهداف، هناك مراتب مختلفة للأهداف، وجميعها لازم.