يتم التحميل...

قوة النظام الإسلامي: إرادة المسؤولين الراسخة وحضور الشعب وصموده

الحكومة الدينية

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء حشدٍ من أهالي قم المقدّسة وعلماء الحوزة في ذكرى "19 دي". ــ 9/1/2012م.

عدد الزوار: 182

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء حشدٍ من أهالي قم المقدّسة وعلماء الحوزة في ذكرى "19 دي". ــ 9/1/2012م.
قوة النظام الإسلامي: إرادة المسؤولين الراسخة وحضور الشعب وصموده

هناك عاملان مترابطان يشكّلان سلسلة اقتدار الشعب:
العامل الأول، هو الموقف الحازم لنظام الجمهورية الإسلامية المقدّس بعدم الانحراف وعدم الخضوع. الصمود مقابل التجاوز والتسلّط الذي تمارسه القوى العظمى والاستكبار. إنّ النظام الإسلامي بمجموعه، وبهويّته الجمعية، يُدرك تماماً ماذا يفعل، وقد اختار الطريق وثبت عليه. هذا هو العامل الأول.

والعامل الثاني، هو الحضور الواعي الفائض بالعزم للشعب الوفي. فلو أنّ هذين الشيئين انفصلا عن بعضهما بعضا، ولو أنّ مسؤولي النظام ومدراء البلاد كانوا متواجدين والشعب لم يكن متواجداً، فلا شكّ أنّ العمل لن يتقدّم. لو أنّ مدراء النظام ابتُلوا بزيغ النوايا ووهن القدرة على التشخيص والفهم واتّخاذ القرارات أمام حشود الكفر والضلالة التي اصطّفت مقابلهم، فمن المؤكد أنّه سيكون لذلك أثره في اختلال النظام، وسيُخرج الناس من الساحة. فهذان العاملان موجودان معاً، وهما اليوم كذلك، وسيبقيان في المستقبل إن شاء الله. فمع هذين العاملين لن تؤثّر أيّ من الضربات والمؤامرات والمكائد والأحابيل التي يمارسها العدوّ مع هذا الشعب.

الحصار الإقتصادي لتعطيل عناصر القوة
إنّ الجبهة التي تواجهنا اليوم ـ والتي تتزعمها أمريكا والصهيونية ـ تتوسّل بجميع الطرق التي يمكن استخدامها وتتشبّث بها، وتستعمل كل الوسائل التي يمكن استخدامها في مواجهة شعب إيران، علّهم يتمكّنون بذلك من إضعاف هذين العاملين والقضاء عليهما، وهما عامل اقتدار النظام، وعامل ثبات الشعب وصموده في الساحة. وهم بأنفسهم يُصرّحون بهذا الأمر ويقولون إنّ كل هذا الحظر الذي نُقرّه ونفرضه على إيران ـ ويتابعونه بمنتهى العناد ـ من أجل أن نُنهك هذا الشعب فيخرج من الساحة ويُعرض الناس عن النظام الإسلامي. فإمّا أن يحدث هذا الأمر، أو أن يتسلّل الوهن إلى إرادة المسؤولين فيعيدون النظر في حساباتهم. وبحسب تعبيرهم: إنّنا نريد أن يشعر مسؤولو الجمهورية الإسلامية أنّهم سيدفعون ثمناً باهظاً مقابل قراراتهم، وذلك من أجل إيجاد ثلمة وصدع في إرادة مسؤولي البلاد. فهم يلاحقون هذين الأمرين بكل ما أوتوا من قوّة وبجميع الوسائل التي يعرفونها. فإمّا أن يوجدوا الترديد والشكّ في قلوب الشعب ويبعدوه عن النظام، وإمّا أن يوجدوا التزلزل في المسؤولين ويحملوهم على إعادة النظر في قراراتهم وخياراتهم. لقد أخطؤوا، فإنّهم لن يتمكّنوا من تحقيق أيٍّ منهما.

ذات يوم، في صدر الإسلام، ظنّ الأعداء أنّه بإمكانهم أن يخضعوا المسلمين في شِعب أبي طالب بالحصار الاقتصادي، ولكنّهم لم يتمكّنوا. وهؤلاء أصحاب الوجوه المُظلمة والحسابات الخاطئة، يتصوّرون أنّنا اليوم نعيش في أوضاعٍ مشابهة لشِعب أبي طالب. الأمر ليس كذلك، نحن الآن لسنا في ظروف تشبه ظروف شِعب أبي طالب، فنحن الآن في أوضاع بدرية وخيبرية. إنّنا نعيش في ظروفٍ شاهد شعبنا فيها علائم الانتصار بعينيه، وقد اقترب منها، وقد أنجز العديد من مقدّمات الانتصار بشموخ. فهل يخاف شعبنا اليوم من الحصار الاقتصادي؟! أفبهذه الكلمات وهذه الأحابيل يريدون أن يُخرجوا الشعب من الساحة؟! وهل يمكن هذا الشيء؟! أم يريدون اليوم أن يُلقوا الوهن في إرادة المسؤولين (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) 1، هذا هو الطريق الذي اختير ببصيرة، وقد افتُتح بالجهاد، وقد تم تعبيده بدماء أعزّائنا. لقد سلكنا هذا الطريق، وقد تسنّمنا القِمم، ولن نتوقّف، وإن شاء الله سنتقدّم أكثر وإن كنّا قد بلغنا إلى اليوم الكثير من القِمم. أين هي الجمهورية الإسلامية اليوم؟ وأين كانت قبل عشرين أو ثلاثين سنة؟ أين كانت هيمنة أعداء الجمهورية الإسلامية، وصخبهم وضجيجهم في ذاك الزمان؟ وأين هو ضعفهم وانكسارهم اليوم؟ إنّ هذه دلائل تشجّع شعب إيران. إنّ إرادة المسؤولين ستبقى مُحكمة في الاستمرار على طريق الإسلام الذي هو طريق الله، وطريق الدين، وطريق سعادة الدنيا والآخرة.والشعب اليوم وفي الغد سيبقى ثابتاً في هذه الحركة العظيمة.

الانتخابات مظهر حضور الشعب
إنّ من المجالات التي يمكن للشعب أن يُظهر حضوره فيها هي الانتخابات. أمّا هم (الأعداء) فلم يبدؤوا بذلك (أن يوجدوا الترديد في قلوب الشعب) من اليوم؛ لقد شرعوا به منذ مدّة، علّهم يتمكّنون من تقليل حضور الناس في هذه الانتخابات. تسمعون ثم ترون، والآن كذلك بالمقدار الذي يصل إلى أسماع الناس وإلى أعينهم من خلال المطبوعات والوسائل الإعلامية المختلفة، فإنّ أعداءنا ومن أعلى المستويات حيث مراكز القيادة لجبهة الكفر والاستكبار، وحتى تلك الدمى والأيادي الصغيرة، وعملاء نظامهم الذين نشروهم في كل مكان، فهنا يوجد منهم وفي الخارج أيضاً، استنفذوا سعيهم علّهم يستطيعون أن يقوموا بعملٍ لكي لا يشارك الناس في هذه الانتخابات. وإنّني من خلال تجربتي مع سلوك هذا الشعب وبالثقة بلطف الله تعالى، أتوقّع بلطف الله وفضله وبحوله وقوّته أن يكون حضور الناس في هذه الانتخابات حضوراً يكبت العدوّ ويهب بهذه الانتخابات دماً جديداً لكيان الثورة والبلد ونظام الجمهورية الإسلامية، حيث سيمنحه ذلك حركة جديدة ويجلب المزيد من النشاط، مثلما كانت جميع الانتخابات. إنّ الانتخابات هي مظهر حضور الشعب ومظهر تدخلّه في رسم مصيره.
 


1- يوسف، 108.

 

2017-02-22