يتم التحميل...

الانتخابات تجسّيد للسيادة الشعبية الدينيّة الحقيقية في البلد

الحكومة الدينية

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مختلف شرائح الشعب_09/09/2015

عدد الزوار: 107

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مختلف شرائح الشعب_09/09/2015
الانتخابات تجسّيد للسيادة الشعبية الدينيّة الحقيقية في البلد
ولنتعرّض قليلًا إلى قضية الانتخابات1 علمًا بأنّ البعض ــ وللأسف ــ أخذوا قبل سنة ونصف، وقبل سنتين من إجراء الانتخابات يطرحون المسائل التي لها صلتها بهذا الموضوع، وأعتقد أنّ هذا لا يصبّ في مصلحتنا، فلا ينبغي لنا أن نشحن البلاد بأجواء الانتخابات قبل أوانها، حيث بدأ البعض قبل سنة ونصف ــ أي قبل نحو سنتين من الانتخابات التي ستقام في نهاية السنة الجارية ــ بالحديث عن الانتخابات ومداولة القضية في الصحف والخطابات، وعندما تتسبّب أجواء الانتخابات [قبل أوانها] في البلاد، بتهميش الكثير من قضايا المجتمع الرئيسيّة ونسيانها ــ لأنّ أجواء الانتخابات أجواء منافسة ومعارضة ــ فلماذا نجرّ هذه الأجواء التنافسيّة والتعارضيّة إلى ما قبل سنة أو سنتين؟ إنّ طرح هذه المسائل قبل أوانها لا يصبّ باعتقادي في مصلحتنا. ولكن في الوقت الحاضر حيث للانتخابات ثلاثة أو أربعة أشهر مثلًا، فمن المناسب أن نتحدّث بشأن هذا الموضوع. وسأطرح اليوم بعض النقاط، وفي المستقبل أيضًا سوف يكون لي حديث في هذا المجال إن بقيت على قيد الحياة.

تقع قضية الانتخابات في البلد على جانب كبير من الأهمية، فإنّها تمثّل المظهر التامّ لمشاركة الشعب وانتخابه؛ ذلك أنّ الشعب بحضوره في ميدان الانتخابات ــ سواء الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات النيابية أو انتخابات مجلس الخبراء ــ يجسّد السيادة الشعبية الدينيّة الحقيقيّة في البلد، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية. فإنّنا على مدى الأعوام الـ36 أو الـ37 التي مضت من بداية الثورة، لم نسمح بإلغاء الانتخابات أو تأخيرها، بينما نجد في البلدان المختلفة، إذا ما اندلعت حرب أو حدث حادث أجّلوا الانتخابات، ولكن لم تتأجّل الانتخابات في إيران عن موعدها المقرّر حتى يومًا واحدًا في أي فترة من الفترات. ففي الأيام التي كانت تُقصف فيها طهران ومدن خوزستان وإيلام وكرمان وبقية المناطق، كانت الانتخابات تُجرى في موعدها المحدّد. وكذلك الحال في أقصى نقاط البلد، وفي القرى والأرياف، وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها. رغم أنّ البعض من المتلاعبين بالسياسة أو المتسيّسين كانوا يبتغون في بعض المراحل إلغاء الانتخابات أو تأجيلها، ولكن تمّ ــ بتوفيق من الله ــ صدّهم، وأُجريت الانتخابات في موعدها المقرّر. هذه هي أهمية الانتخابات، ومن هنا أصبحت انتخاباتنا تجسيدًا للسيادة الشعبية، والحمد لله.

الأميركيون ينتقدون: أين كنتم من انتخابات الشاه الهزلية ؟
فإنّ نظام الجمهورية الإسلامية يعتبر نظام سيادة شعبية بالمعنى الحقيقي. والعدوّ يتشدّق بالقول طبعًا، فالأمريكون وأياديهم الإعلامية دومًا يتكلّمون ضدّ انتخاباتنا وبأشكال مختلفة. بيد أنّ أمريكا نفسها على مدى 25 عامًا من وجودها في إيران إبان عهد النظام الطاغوتي، لم توجّه لمجالس الشورى الشكلية والهزلية في ذلك اليوم، حتى انتقادًا واحدًا. ولو راجعتم التاريخ وطالعتم أحداث الانتخابات في عهد محمد رضا، وقبله وأسوأ منه في عهد رضا شاه، حيث الهيمنة البريطانية على إيران في بادئ الأمر، ومن بعدها الهيمنة الأمريكية، لوجدتم أنهم لم يعترضوا ولو لمرة واحدة على هذه الانتخابات الشكلية والصورية والهزلية، كما ولم يوجّهوا اليوم أيضًا كلمة اعتراض على الأنظمة المستبدّة والدكتاتورية والوراثية في المنطقة، ولكن تراهم تجاه إيران التي تعاقبت فيها الانتخابات، ويتم فيها بواسطة الناس انتخاب أركان النظام كافة ــ من القائد إلى رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الشورى وأعضاء مجلس الخبراء وأعضاء مجالس البلدية ــ يوجّهون إليها اعتراضهم وانتقادهم باستمرار، ويتّهمونها بتهم كاذبة.

مراقبة شديدة وانتخاباتٌ نزيهةٌ
بيد أنّ انتخاباتنا خلال هذه المدّة كانت نزيهة والحمد الله. والنقطة التي أودّ الإشارة إليها هي أنّ انتخاباتنا بناءً للمعايير الدولية الشائعة، تعتبر من أفضل الانتخابات وأكثرها نزاهة وبنسبة مشاركة جماهيرية عالية. وممّا يؤسف له أنّ من العادات السيئة التي دأب البعض عليها هي أنّهم وفي كلّ مرحلة يطعنون دومًا بنزاهة الانتخابات، ويكرّرون الحديث منذ ما قبل إجرائها عن التلاعب فيها وعن الهاجس الذي يراودهم في ذلك وعن كذا وكذا، ولكنّه عملٌ خاطئ. فقد شارك الناس في ميدان الانتخابات مشاركة ملحميّة على مدى 37 عامًا لثقتهم بالنظام في مختلف الأدوار وشتى الحكومات، فلماذا يعمل البعض على المساس بهذه الثقة؟ إنّ أبناء الشعب يثقون بهذا النظام، وحينما يحين وقت الانتخابات ينزلون إلى الساحة ويدلون بأصواتهم، فلماذا يطعن المرء بهذه الظاهرة من خلال هواجس خاوية وكاذبة؟.

فإنّ من البديهي أن لا يُسمَح ]لأحد القيام بمثل هذه الأعمال[، وأن تكون هناك مراقبة شديدة. وإنّ من أكبر بركات مجلس صيانة الدستور هو أنّهم يراقبون الأخطاء والاشتباهات، ولا يسمحون بحصول أيّ مخالفة، وكذلك الحال بالنسبة لسائر الأجهزة أيضًا. وبالطبع قد وصلتنا خلال هذه الأعوام أحيانًا وفي بعض المراحل تقارير تدلّ على حدوث إشكال في الانتخابات، فكنّا نأمر بدراسة القضية، وبعد التحرّي، يتبيّن أنّ الأمر لم يكن على هذا النحو. وأحيانًا قد تُرتكب هنا وهناك بعض المخالفات التي لا تترك أي أثر على نتائج الانتخابات، وليست بالأمر المهم، إلا أنّ الانتخابات في جميع الأدوار كانت سليمة نزيهة.

أصوات الشعب حق لهم وسندافع عنها
كما وتعتبر أصوات الشعب من حقوق الناس بكلّ ما للكلمة من معنى. فعندما يشارك الأخ الإيراني أو الأخت الإيرانية في الانتخابات ويدلي بصوته في صناديق الاقتراع، يعتبر مراعاة حقّه هذا من الواجبات الشرعيّة والإسلامية، ولا يجوز خيانة هذه الأمانة، فإنّها من حقوق الناس حقًّا. كما ويجب الالتزام بنتائج الآراء مهما كانت، وهذا بدوره يعتبر من حقوق الناس أيضًا. وإنّ سبب صمودنا ومقاومتنا لإصرار البعض على إلغاء نتائج انتخابات عام 1388 [2008] هو الدفاع عن حقوق الناس، حيث شارك في تلك السنة 40 مليون شخص وأدلوا بأصواتهم، وسجّلوا أعلى مستويات المشاركة، وأفرزت أصواتهم بالتالي نتيجة معيّنة، ولكن كلّ من كان سيفوز في هذه الانتخابات، سنتّخذ حياله هذا الموقف ذاته، وسندافع ]عن أصوات الشعب[. فإننّي قد دافعت عن حقوق الناس وحقوق الشعب. وبعد هذا أيضًا، كلّما هبّ الناس للانتخاب وصوّتوا لكلّ من يرغبون فيه ويقبلونه، فإنّي سأدافع عن أصوات الناس، وسأقف ظهيرًا ومساندًا لهم، ذلك أنّ أصوات الشعب تعتبر حقًّا من حقوق الناس. فلا نطعن عبثًا بهذه الثقة التي يحملها الناس تجاه النظام من خلال الكلمات الفارغة من العقل والمنطق. إذ نجدهم تارة يوجّهون إشكالاتهم إلى وزارة الداخلية وأخرى إلى مجلس صيانة الدستور.

في حين يعتبر مجلس صيانة الدستور عين النظام الباصرة في الانتخابات، وهذا ما هو موجود في جميع بلدان العالم ــ وله هناك بالطبع اسم آخر، واسمه هنا مجلس صيانة الدستور ــ، حيث يتصدّى لمراقبة من يخوض ساحة الانتخابات ويترشّح لها، ويقوم بالنظر في أهليّته، ليرى هل هو مؤهّل أم لا، فإن شاهد تقصيرًا في هذا الجانب، أو دخول من ليس مؤهّلًا إلى ساحة الانتخابات، يبادر إلى منعه وصدّه عن ذلك، وهذه هي من حقوق المجلس القانونيّة والعقليّة والمنطقيّة، وإشكالات البعض عبثيّة لا معنى لها. فإنّ حقّ الرأي الذي يحمله مجلس صيانة الدستور، وحقّ الإشراف الاستصوابي المؤثّر له، يعدّ جانبًا من جوانب حقوق الناس، وهذا ما يجب مراعاته وصيانته. هذا هو حديثي في الحال الحاضر عن الانتخابات التي تتمتّع بالأهميّة. علمًا أني أؤمن بمشاركة الناس الملحميّة، وأعتقد أنّ هذا ما يتكفّل بصيانة البلد. ولو بقيت على قيد الحياة سأتحدّث في هذا المجال أكثر.

وأقول لكم أيها الإخوة والأخوات مؤكّدًا: اعلموا أنّ جمهورية إيران الإسلامية، بهذا الشعب وبهذا المنطق وبهذا الدستور سوف تتغلّب على كلّ أعدائها، شريطة أن نتوكّل على الله، وأن نعزّز دعائم تعاضدنا وتكاتفنا، وأن لا نعمل على شقّ صفوفنا في البلد، ولا يعمد بعضنا إلى تضعيف بعضنا الآخر، فلو التزمنا بهذه الأمور، سيشملنا الله أيضًا بعنايته ورعايته. ومن ينصر الإسلام، ينصره الله.









[1] الانتخابات النيابية التي ستُجرى في الشهر الثاني عشر من سنة 1494؛ بداية سنة 2016م.

 

2017-02-22