الإسلام هو البديل للحضارة الغربيّة المأزومة
الحكومة الدينية
من كلمة الإمام الخامنئي في أهالي مريوان في اليوم الخامس من زيارته لمحافظة كردستان/16-5-2009
عدد الزوار: 105
من كلمة
الإمام الخامنئي في أهالي مريوان في اليوم الخامس من زيارته لمحافظة
كردستان/16-5-2009
الإسلام هو البديل للحضارة الغربيّة المأزومة
وجوب المحافظة على العزّة الوطنيّة والكفاح ضد التبعية
لقد خضعت هذه المنطقة لذلك الامتحان. لا أريد التحدّث عن التاريخ؛ وهو
ما يجب طبعًا أن تعلموه، خصوصًا الجيل الشاب. عليكم أيّها الشباب أن تطّلعوا على
الامتحانات الكبرى التي مرّت بها الجمهوريّة الإسلاميّة؛ وعلى هذه الحركة العظيمة
التي قام بها شعب إيران؛ حيث حقّق هذا النصر الكبير بالاعتماد على كلّ واحد من
أبناء إيران، فهي بمثابة عِبر تاريخيّة عظيمة، ودروس تاريخيّة ذات قيمة؛ لكي تدركوا
حجم ووزن الدعايات التي تبثّها اليوم أيادي الاستكبار في العالم. لا أريد سرد
الوقائع التاريخيّة، بل أروم أن أقول: تحدّثت في سنندج يوم الثلاثاء عن العزّة
الوطنيّة. على الشعب أن يعتبر نفسه عزيزًا، وأن يجعل نفسه عزيزًا. على الشعب أن
يكافح الصَّغار والذلّ بأيّة وسيلة -ومن أيّ طرف جاءه- ويصل إلى مواقع العزّة. هذه
العزّة التي هي ضروريّة لشعب إيران، وقد توفّرت، بفضلٍ من الله وبواسطة الثورة
الإسلاميّة، الأرضيّة الكاملة للشعور بالعزّة لدى شعبنا؛ ومن عناصرها عدم الميل إلى
الأجنبي والتبعيّة له وللأعداء وللذين لا يرون أيّ نفع لهم في المستقبل المزدهر
لشعبٍ مثل شعبنا؛ فهم يلهثون وراء مصالحهم ويرون هذه المصالح في إذلال الشعوب
وسحقها واستضعافها. ينبغي عدم الركون إلى هؤلاء.
أنتم الشباب: مستقبل هذا البلد في عهدتكم. البلد بلدكم والمستقبل لكم. على شبابنا
أن يحفظوا هذا الشيء في أذهانهم كمبدأ عام؛ فلا يختاروا لإدارة البلاد ومستقبل
البلاد، الوصفات التي يصفها الأجانب. ليختاروا الوصفات الإسلاميّة والوطنيّة
والمحليّة.
في الوقت الحاضر ــ ومنذ سنين ــ تركِّز الدول الغربيّة والناشطون في المدنية
الغربيّة كل جهودهم على فرض ثقافتهم ومعارفهم ومعطياتهم وأقاويلهم على الشعوب وعلى
الأذهان. وإنّ الشعب الذي ينشد العزّة ويريد أن يكون مستقلًّا، يجب عليه الصمود في
وجه هذا التحرّك.
الإسلام هو البديل للحضارة الغربيّة العاجزة ثقافيا
واقتصاديا
والعالم بأجمعه، يشهد اليوم حجم الضعف والخواء الذي يعاني منه النظام
الرأسمالي الغربي، في مواجهة الأحداث والأزمات؛ فهذا النظام نفسه ولّاد أزمات،
وحينما تظهر الأزمة لا يستطيع الدفاع عن نفسه. هذا هو النظام الاقتصادي الغربي الذي
كانوا يفتخرون به؛ الاقتصاد الرأسمالي. وقد حاولوا فرضه على الشعوب، بألف أسلوب
وبألف لغة كوصفة اقتصاديّة فريدة.
إنّ عجز أساليب الإدارة في البلدان الغربيّة يجب أن يكون محلّ نظر شعبنا وشبابنا
وعلمائنا وطلبتنا الجامعيّين وصنّاع مستقبلنا. كما يجب أن يكون عجزهم في إدارة
الجزء الأهم منها -أي الاقتصاد- محلّ نظرهم أيضًا. كما أنّ للثقافة مكانها، وللآداب
الإنسانيّة مكانها، ولإهمال حرمة الإنسان مكانها، والتمييز الذي يمارسونه في
بلدانهم له مكانه هو الآخر؛ لقد خرجت الحضارة الغربيّة في كلّ واحدة من هذه الشؤون
منكّسة الرأس؛ فليجعل شعبنا ومسؤولونا، وشبابنا خصوصًا، هذا الشيء محور بحثهم
وفكرهم. وليتأمّلوا ويتدبّروا، على هذا الأساس، في الوصفات الذاتية1
والمحلّية لإدارة البلد والأساليب المتنوّعة لإدارة هذا الشعب الكبير. وهذا يستدعي
أن تنظروا إلى الإسلام بدقّة أكبر. للإسلام نظرة جليّة وتنويريّة إلى الإنسان
والإنسانيّة والأساليب الإنسانيّة. نحن لا ندافع عن الإسلام المتحجّر، ولا ندعو إلى
الإسلام الذي ينظر إلى كافّة الأمور بمنتهى الضيق2؛ كما يفعل بعض أدعياء
الإسلام. إنّ الإسلام الأصيل هو الإسلام الذي ينبِّه الإنسان ويحثُّه على التعقّل
والتفكير والتدبّر؛ هو إسلام القرآن والسّنة وأهل البيت، الإسلام الذي استطاع
نموذجه في بلدنا الكبير، ومع وجود كل هذه المعضلات التي تعود إلى عشرات السنين خلال
فترات هيمنة الأعداء- أن ينظِّم مثل هذه الحركة، ويُظهر مثل هذه الحرية ومثل هذا
الاستقلال؛ نحن ندعو إلى هذا الإسلام.
ليتأمّل شبابنا وأصحاب الفكر والثقافة عندنا، وليتحرّك مسؤولو البلاد باتّجاه
السياسات الإسلاميّة؛ فأن يتحدّث مسؤولونا أو مرشّحو الانتخابات في مواسم
الانتخابات، كما هو الحال الآن، بكلام الغربيّين من أجل لفت انتباه الآخرين إليهم-
فهذا لا يُعدّ ميزة على الإطلاق. ليس الامتياز أن نقول ما يرضي الغرب. إنّهم
يعارضون الفكر الإيراني، والفكر الإسلامي والهويّة الإسلاميّة - الإيرانيّة. نشكر
الله على أنّ الشعب الإيراني أحرز الرشد والوعي اللازم الذي أهّله للتغلّب على هذه
العقبات.
1- المقصود من "الوصفة" هنا:
الطريقة أو المنهجية المعتمدة في إدارة البلاد وتنظيم شؤونه المختلفة؛ الرؤية التي
تستند إلى معايير وشروط وقواعد منبثقة من رؤية الإسلام وابتكار أبناء الشعب.
2- أو: بقصر نظر شديد