بيان الإمام الخامنئي بمناسبة جرائم الكيان الصهيونية بحق الفلسطينيين
2008
جرائم الصهاينة ضد قطاع غزة تفوق الوصف
عدد الزوار: 84
بيان
الإمام الخامنئي بمناسبة جرائم الكيان الصهيونية بحق الفلسطينيين؛ ندد فيه بصمت
العالم الإسلامي والأوساط الدولية .الزمان: الاثنين 24 صفر 1429هـ 3/3/2008
وفيما يلي نص هذا البيان.
بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم
الصهاينة ضد قطاع غزة تفوق الوصف
أيتها الأمة الإسلامية العظيمة؛ أيها الشعب الايراني الكريم
إنَّ الأحداث الدموية التي تقع في قطاع غزة هذه الأيام هي
بدرجة من الفجاعة والألم لا يمكن وصف الحزن والأسى الناجم عنها بقلم أو
لسان. إن الأطفال الأبرياء والنساء والرجال المظلومين الذين رزحوا تحت حصار
مطبق فرض عليهم واستمر شهوراً طويلة, يقتَّلون ويذبَّحون في بيوتهم من
قبل الصهاينة المجرمين والأشقياء, البراعم الصغيرة تذبح أمام أعين آبائهم
وأمهاتهم وكذلك الآباء والأمهات يحترقون بنيران أحقاد الجلادين الغاصبين
أمام أعين أطفالهم الأبرياء.
صمت العالم الإسلامي غير مقبول مطلقا
إنَّ صمت العالم الاسلامي ازاء هذه الاعتداءات الصهيونية التي
قل مثيلها غير مقبول مطلقا.
يجب على الأمة الإسلامية أن تهب بوجه هذا الكيان الغاصب وعلى زعماء
بلدانها رفع صرخات السخط بوجهه.
على الشعوب والحكومات الإسلامية أن ترفع نداء وصرخات الفلسطينيين
المضطهدين وتوصلها الى أسماع سكان العالم برمته, وإيقاظ الضمائر الصامتة.
قوى الإستكبار شريكة في سفك دماء الفلسطينيين
رغم كل هذه الجرائم يتابع المتشدقون بالحضارة والإنسانية بكل
وقاحة وبدم بارد وعدم اكتراث هذه الكارثة الإنسانية العظيمة بل ويعرب
البعض عن ابتهاجه لهذه المجازر دون أي شعور بالخجل.
إنَّ أيدي الحكومة الأميركية أيضا ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني المظلوم.
بدعم من هذه الحكومة المستكبرة والطاغية يبادر الصهاينة بكل وقاحة وصلافة
الى ارتكاب هذه الجرائم التي لا تغتفر.
هل يعلم الشعب الأميركي بأن ساسته ينتهكون الحرمات البشرية ويضحون بها
من أجل الصهاينة ؟.
هل تعلم الشعوب الأوروبية الى أين بلغ الأمر بساستهم اثر سيطرة أصحاب
الأموال الصهاينة على مقدرات بلدانهم ؟.
قدسية الرسول الأكرم (ص) أيضا؛ تنتهك في بلاد الإستكبار
ليس من باب الصدفة والاتفاق أن تنتهك بالتزامن مع هذه
الجرائم العسكرية أسمى المقدسات الإسلامية في منطقة أخرى من العالم تخضع
لسيطرة الاستكبار, حيث تبادر الأقلام المشينة والسياسات الشيطانية الداعمة
لها الى انتهاك قدسية الرسول الأكرم (ص) الذي هو رحمة للعالمين وتدين
له البشرية برمتها لإبلاغه الرسالة الإلهية ولذاته المقدسة.
نعم أن الاسلام العزيز برسالته الداعية الى الحرية ومقارعة الظالمين ومن
خلال بعث روح الكرامة والعزة في نفوس الناس والشعوب أثار هلع ورعب
المستكبرين وأضرم نار الأحقاد في قلوبهم ضد الشعوب الإسلامية وأصابهم
بالجنون في تصرفاتهم.
على المستكبرين الطغاة أن يعلموا أنهم لن يستطيعوا إخماد الجذوة المتنامية
للصحوة الإسلامية في العالم عبر ممارسة العنف والقيام بالتصرفات الوحشية.
إنَّ المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني والشجاعة المدهشة التي يبديها
الرجال والنساء, شيباً وشباناً في مواجهة الصهاينة السفاكين هي شاهد حي على
هذه الحقيقة الناصعة.
لا ريب أن عاقبة هذا الصراع ونهايته ستكون بانتصار الحق على الباطل حيث
قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ".
إنني أحيي أهالي قطاع غزة المقاومين والمظلومين من رجال ونساء وأطفالهم
المضطهدين وبراعمهم المتناثرة وأسال الله سبحانه وتعالى أن يلهمهم الصبر
ويجعل عاقبتهم الفرج ويرزقهم النصر على أعدائهم.
والسلام
عليكم ورحمة الله
السيد علي الخامنئي
23 صفر 1429هـ
2 ـ 3 ـ 2008م