كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة أسبوع التعبئة
2006
"الجندية" في الإسلام: حصن للدفاع عن الشعب وحقوقه وكرامته
عدد الزوار: 178
كلمة
الإمام الخامنئي بمناسبة أسبوع التعبئة الزمان: 4/9/1385هـ.ش ـ 4/11/1427هـ. ق
ـ25/11/2006م
"الجندية" في الإسلام: حصن للدفاع عن الشعب وحقوقه
وكرامته
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك لكم جميعاً في قوات التعبئة
ولكافة أبناء الشعب الإيراني بداية أسبوع التعبئة المبارك، كما أبارك لكم شروع
مهامكم في الجندية والحرس, أنتم يا شبابنا الأعزاء, الذين تزيّنتم رسمياً اليوم
باللباس المقدس للجندية والخدمة في سبيل الدفاع عن الثورة الإسلامية، كما أتقدّم
بالتبريك لقوّات حرس الثورة الإسلامية على تجشّم العناء في الإعداد لهذه المراسم.
"الجندية" في الإسلام: حصن للدفاع عن الشعب وحقوقه
وكرامته
إنّ موضوع الانخراط في الجندية والمجال العسكري ـ الذي نعتبره اليوم
شيئاً مقدساً ـ يختلف تمام الاختلاف في المنطق الإسلامي عما هو عليه الآن, وما كان
عليه سابقاً في المنطق المادي السائد في العالم.
ففي منطق الغطرسة المادية تعتبر الجندية والخدمة العسكرية وسيلة لإرضاء نزوتهم
السلطوية، ولكن شعلة هذه النزوة لا تنطفئ أبداً, بل تزداد تأجّجاً بمرور الزمان في
صدور المستكبرين وطلاب الدنيا وعبدة المادة.
لقد كان المستكبرون والجبابرة سبباً في وقوع كوارث مريعة على طول التاريخ, معتمدين
في ذلك دائماً على تلك الوسيلة والأداء التي تحمل مفهومهم الخاطئ لمعنى العسكرية
والجندية.
ولكن المنطق الإسلامي يختلف تمام الاختلاف عن هذا المنطق.
لقد أوصى الإسلام بأن تكون الجندية قيمة رفيعة للدفاع عن حقوق الشعوب والمستضعفين
وإقرار العدالة والحق والمساواة.
إنّ جميع أبناء الأمة الإسلامية مكلّفون بالدفاع عن الحق والحقيقة, والذبّ عن
حقوقهم في مواجهة المعتدين, وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لإقرار الأمن, والحفاظ
على عزّتهم وكرامتهم.
إلاّ أننا نجد من بين جميع أفراد الشعب، وطبقاً لنظام توزيع الواجبات، عدداً من ذوي
الشخصية القوية والعزم الراسخ والإرادة الصلبة, ممن يتشرّف بإرتداء هذا الزيّ
المقدس، على غرار طلائع الأمة الذين يُعتبرون قلاعاً وحصوناً حصينة للدفاع والأمن
القومي؛ وهذا هو مفهوم الجندية والعسكرية في الإسلام.
إنّ الشاب الذي يتقدّم إلى ميدان الشرف والكرامة متسلّحاً بمثل هذا العزم وهذه
الإرادة يكون قد دخل إلى ساحة العبادة منذ الوهلة الأولى.
حرس الثورة تشكيل قائم على المبادئ والقيم الإسلامية
وإنكم اليوم أيها الشباب الأعزاء تُعِدّون أنفسكم حتى تكونوا جميعاً
حصناً حصيناً لأمن الشعب والبلاد وقيم هذا الشعب العظيم.
إنّ لقوات حرس الثورة الإسلامية أن تفتخر بأن تشكيلها منذ البداية كان قائماً على
أساس المبادئ والقيم الإسلامية.
وإنّ استمرار وجود هذا الكيان المقدس يحتاج إلى أشخاص يعدّون أنفسهم ويربّونها على
نفس تلك المبادئ والأهداف السامية التي كانت سائدة في ظروف وأوضاع بداية الثورة
والدفاع المقدس, وإن كانت الأوضاع مختلفة الآن.
إنكم أيها الشباب الأعزاء تواصلون طريق أولئك الذين استطاعت البلاد أن تتجاوز بسلام
أحد أخطر المنعطفات في تاريخها؛ بفضل ما قدمّوا من جهاد وصمود ومقاومة وتضحية وما
أظهروا من روح خلاّقة.
إنّ عليكم أن تعدّوا أنفسكم على الصعيد الفكري والبدني والتدريبي, وأن تقوّوا
صِلَتكم بالله تعالى.
إنّ قلوبكم الشابة والمضيئة مستعدّة للارتباط بالله سبحانه، وإنّ هذا الارتباط هو
الذي يمنحكم القوة في أحلك الظروف وأشدّها وفي أصعب الميادين.
إنّ التوكل على الله والشعور بالارتباط به سبحانه وتعالى يمنح الإنسان العزة والثقة
بالنفس ويملأه قوة وشجاعة؛ وهو ما تحتاجه كل أمة في سبيل التغلّب على الأزمات
وتجاوز المنعطفات الصعبة.
أعدوا أنفسكم بما يشعر الشعب بالأمن والإستقرار
فاستعدّوا على شتّى الأصعدة، واجعلوا هذا الشعب يتذوّق طعم الأمن
والاستقرار النفسي بفضل وجود شباب لائقين في صفوف القوات المسلحة، ودعوه يشعر بأن
ثمة حصناً منيعاً يحافظ على أمنه وسلامته بإذن الله تعالى.
إنّ نظرة الأعداء إلى البلاد والشعب تتبدّل عندما يشاهدون جهوزية واستعداد القوات
المسلحة.
إنّ الكثير من الأطماع مردّها إلى الظن بوجود ضعف في الشعوب، فعلى الشعوب ألاّ تشعر
بالضعف والهوان، وإنكم مظهر القوة والعزم والإرادة للشعب الإيراني.
أسأل الله تعالى أن يوفّقكم، وأن يمنّ بتوفيقه الإلهي على قوّات حرس الثورة
الإسلامية، حتى تستطيعوا أن تكونوا علامة مميزة لأمن واستقرار الشعب الإيراني,
والحفاظ على قيم الثورة الإسلامية في كافة الأزمنة سواء أكان هذا البلد مهدداً
بالأخطار أم لا.
وندعوا الله سبحانه أن يسرّ بكم أرواح الشهداء المباركة والروح المطهرة لإمام
الشهداء، وأن يشملكم دعاء بقية الله الأعظم أرواحنا فداه.
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته