يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي في أهالي مدينة سقز

2009

والحمد لله ربّ العاملين والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين وصحبه المنتجبين، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

عدد الزوار: 51

كلمة الإمام الخامنئي في أهالي مدينة سقز 19-05-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العاملين والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين وصحبه المنتجبين، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أنا مرتاحٌ وراضٍ جدًّا؛ لأنّني وُفّقت للحضور اليوم في هذا الحشد العظيم المتحمّس. مع أنّي لم أزر مدينتكم الجميلة من قبل، لكنّني قرأت وسمعت وعلمت الكثير عن سقز1، وأهاليها الشجعان الأبطال وروحهم العالية المتحمّسة. خلال تجربة الثلاثين عامًا الطويلة من عمر الثورة الإسلاميّة، اجتاز أهالي سقز- بنجاح وتوفيق- امتحانات عصيبة، في ظروف حسّاسة.

ربّما لم يكن الكثير من أبناء بلادنا والعديد من شبابنا اليوم، يعلمون أنّ شباب سقز رابطوا في الصفوف الأولى للدفاع والقتال، خلال فترة الحرب المفروضة وفي أكثر المناطق حساسيّة وفي أصعب المراحل والأوقات. في جزيرة مجنون، كان الشباب الأبطال، من سقز ومريوان وباقي أنحاء كردستان، يقاتلون ويقاومون مقاومة مستميتة إلى جانب سائر المقاتلين في الصفوف الأولى، وكلّ من يعرف عمليّات "خيبر" و"عمليات بدر" في الأعوام الأولى للحرب المفروضة، يعلم مدى أهميّة هذا الجهاد.

أرى من الضروري اليوم- وأنا وسط حشودكم أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء من مدينة "سقز"- أن أشكر، من أعماق القلب، أهالي هذه المدينة على مواقفهم الواضحة المجيدة. وأنتهز الفرصة هنا، لأهدي التحيّة والسلام إلى أهالي مدينة "بانه" الأعزّاء، وسائر مدن هذه المحافظة، الذين لم أوفّق شخصيًّا لزيارتهم واللّقاء بأهاليهم عن قرب، وأسأل لهم جميعًا التوفيق من الله تعالى.

نظام الجمهوريّة الإسلاميّة؛ فخر العالم الإسلامي
إنّ المسألة المهمّة والحسّاسة التي وقف أعداء الإسلام وأعداء النظام الإسلامي عاجزين أمامها، ولم يعثروا لها على جواب أو إيجاد علاج، هي أنّ كلّ المفكّرين والعلماء وكلّ الشخصيّات الدينيّة والجامعيّة البارزة، في العالم الإسلامي وبين الجموع الهائلة للبلدان الإسلاميّة، يعتبرون نظام الجمهوريّة الإسلاميّة تلبيةً لدعوة الإسلام، ويرون راية الإسلام المرفوعة المرفرفة فخرًا للعالم الإسلامي.

مع بزوغ فجر انتصار الثورة، كان مخطّطو سياسات الاستكبار يأملون، في ظلّ الاختلافات المذهبيّة والطائفيّة في العالم الإسلامي، أن يخلقوا فجوةً بين نظام الجمهوريّة الإسلاميّة والشعوب والبلدان المسلمة الأخرى. هذه المؤامرة - وإن نجحت إلى حدٍّ ما -بالنسبة إلى بعض الحكومات التابعة للاستكبار- لكنّها لم تنجح على الإطلاق مع الشعوب. يشعر مفكّرو العالم الإسلامي بالفخر؛ لأنّ نظامًا سياسيًّا تأسّس على أساس أحكام القرآن والشريعة الإسلاميّة، بكامل الاستقلال والعزّة في هذه البقعة من منطقة الشرق الأوسط الحسّاسة. وهذا ما قاله لنا، بصراحة، المفكّرون والعلماء الكبار والجامعيّون المتديّنون البارزون من البلدان العربيّة، من شمال أفريقيا وشبه القارة الهنديّة، ومن بلدان آسيا النائية - البلدان الإسلاميّة - طوال الأعوام الماضية؛ حيث أكّدوا أنّهم يفخرون بوجود الجمهوريّة الإسلاميّة. هذا مع وجود تباينات طائفيّة ومذهبيّة. عقد العدوّ أمله على أن يخلق هذا التفاوت الطائفي شروخًا، بيد أنّ المفكّرين المتديّنين والكتل المتديّنة، فرضت اليأس على العدوّ بفكرها الراسخ وعزيمتها الراسخة. وهذا الشيء نفسه، حصل في داخل بلادنا -أيّها الإخوة والأخوات الأعزّة- وفي منطقة كردستان هذه.

أهالي كردستان والولاء للإسلام والنظام الإسلامي
اليوم هو اليوم الثامن الذي أقضيه بين الأهالي الأعزّاء في مدن كردستان، وألتقي فيه بمختلف أطيافهم، حيث التقيت مجاميع جماهيريّة كبيرة، والتقيت النخب والمثقّفين في المحافظة، واجتمعت مع رؤساء العشائر ووجهاء العشائر الكرديّة المختلفة، من شتّى أرجاء كردستان والمنطقة الكرديّة، والتقيت بالشباب الجامعيّين وحشودهم الهائلة في الجامعة. كان لديّ، في جميع هذه اللقاءات، إصرار على الاستماع إلى ما يعتمل في قلوب هذه الجموع الجماهيريّة المحبّة، بدون واسطة أو حجاب، وكذلك الاستماع إلى النخبة والمبرّزين منهم. وإنّ ما سمعته طوال هذه الساعات، بشكلٍ متتابع وفي شتّى مناطق المحافظة، هو نداء العزّة الإسلاميّة والوفاء للإسلام والنظام الإسلامي، والذي يحكي عن روح قيّمة جدًّا، يتمتّع بها الأهالي في هذه المحافظة. إنّها الحالة التي أراد العدوّ خلافها تمامًا. وإنّ ما تحقّق وثبت في المواجهة مع أهالي هذه المحافظة، هو عكس إرادة الأعداء. هذا ليس بالشيء الجديد عليَّ. أنا على معرفة قريبة، منذ سنوات، بالشباب الكرد والمقاتلين الكرد والأهالي الكرد. كنت قد تعرّفت عن كثب على محبّة الأهالي الكرد، وعشقهم، ومودّتهم، ووفائهم، وشجاعتهم، وبسالتهم، وهي ليست بالشيء الجديد عليّ. لكنّ المهم بالنسبة إليّ، أن تُعرض هذه المشاعر الطاهرة المتوثّبة، وهذا الوفاء العميق، وهذه البصيرة والوعي، وهذه الوحدة والتلاحم– رغمًا عن إرادة أعداء الشعب الإيراني وإعلامهم -على شاشات التلفزة، وأن يُعرض على كلّ الشعب الإيراني، وعلى أصدقائنا وأعدائنا في الخارج أيضًا؛ وهذا ما حصل.

حذار الجماعات المعادية للثورة
نشكر الله لأنّ الأهالي الكرد ومحافظة كردستان قد أثبتوا لأعداء الشعب الإيراني، بعملهم وتحرّكهم ومشاركتهم المشرّفة، أنّ حيلهم ومكرهم لتمزيق شعب إيران والقوميّات الإيرانيّة، قد أُحبطت على أيدي الأهالي الكرد أنفسهم؛ هذه نقطة أساسيّة جدًّا. أرى لزامًا عليَّ في هذه الساعات الأخيرة، حيث أحضر في هذه المحافظة، أن أتقدّم بالشكر، من أعماق القلب، لكلّ الفئات الشعبيّة والجماهيريّة وأقول لهم: لقد مارستم دوركم بشكلٍ جيّد؛ هذا استعراض لعظمة الشعب الإيراني. وأقول للشعب الإيراني عامّةً، من كافّة القوميّات: حذار الخطأ، وحذار سلوك جماعات قليلة العدد، تنشب أظافرها في وجه الثورة والجمهوريّة الإسلاميّة، وأن يعتبروها في عداد هذه الجماهير العزيزة، وهذه الجموع الحاشدة وهذه القلوب الوفيّة. فهناك عدد قليل من الأشخاص الأشرار أو المخدوعين في أيّة منطقة -سواءٌ في كردستان أو غيرها- وهؤلاء حسابهم منفصل تمامًا عن حساب عموم الشعب العزيز في هذه المحافظة. كما أنّ أعداء الثورة في أيّة محافظة أخرى من محافظات البلاد، في خراسان، أو أصفهان، أو فارس، أو أيّة منطقة أخرى يوجدون فيها، ليسوا من أهالي تلك المحافظة وغيرها. أراد العدوّ تلقين هذا المعنى والإيحاء به وإثباته للشعب الإيراني. أرادوا إظهار عدم توفّر الأمن في هذه المحافظة. والشعب الإيراني يرى أمام عينيه، ببركة هممكم- أيّها الأهالي- ووعيكم، وتضحية الشباب الشجعان، أنّ هذه المحافظة تتمتّع اليوم بالأمن التام.

تحيةً إلى الشباب الكرد المتصدين لأعداء الثورة
عليَّ هنا، أن أحيّي ذكرى الشباب الشجعان من البيشمركة المسلمين الكرد؛ هؤلاء الرجال البسلاء- من شيبٍ وشبّان- قد انتفضوا هنا، منذ الأيّام والسنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلاميّة، ووقفوا بوجه العدوّ، وقلّما شهدنا نظيرًا لتضحياتهم في منطقة أخرى. ولأذكر الدليل على ذلك؛ لأنّنا لا نريد أن نطلق كلامًا اعتباطيًّا.

حقيقة القضيّة هي أنّ الناس ينظرون، بعظمة خاصّة، إلى الأخ التعبويّ أو الحرس، في أيّة منطقةٍ كان، أو أيّة محافظة، ويشعرون في ظلّه وظلّ جهوده بالأمن. وكان الشاب البيشمركة المسلم الكردي في هذه المنطقة- وخصوصًا في المناطق القريبة من الحدود- يحافظ على أمن المدن والشوارع والأزقّة والمناطق الخارجيّة، وكان الأعداء ينتقمون منه، وكذلك كانت المجموعات المسلّحة المرتزقة للعدوّ، في بعض الأحيان تذبح أقارب هؤلاء الشباب دون رحمة انتقامًا من بطولاتهم؛ لكنّ أولئك الرجال الأبطال صمدوا أمام هذه المشكلات وصبروا؛ لذلك أعتقد، من صميم الفؤاد، أنّ هؤلاء الشباب الشجعان من البيشمركة المسلمين الكرد، هم في الصفّ المتقدّم لأبطال هذا البلد.

إيّاكم والغفلة عن العدو
تحدّثت حول الأمن، وتحدّثت حول وعيكم أيّتها الجماهير؛ هذه حقائق. أي إنّ أهالي محافظة كردستان وشبابها الأبطال قد وفّروا، هم أنفسهم، أرضيّة الأمن في هذه المحافظة، وهبَّ الشباب المضحّون من المناطق الأخرى لمساعدتهم، واستطاعوا إحباط مخطّطات العدوّ؛ هذه حقيقة. لكنّني أريد أن أقول، في الوقت نفسه: إنّ على الأهالي الكرد الأعزّاء الحفاظ على هذا الوعي؛ ينبغي عدم الغفلة إطلاقًا. يقول الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة: "من نامَ لم يُنم عنه"2. أي إنّكم إذا غفلتم فإنّ عدوّكم ليس غافلًا بالضرورة؛ يجب الحذر من العدوّ ومراقبته. وهذا الأمر لا يختصّ بهذه المنطقة، بل هذه وصيّتي لكلّ الشعب في كلّ أنحاء البلاد ولكافّة الشرائح الناشطة والواعية والمتيّقظة في البلاد: يجب أن تحافظوا على الوعي. مع أنّ العدو لم يعُد- كما في الأيّام الأولى للثورة- يأمل في استئصال جذور هذه الثورة، كلا، كانوا يومها يأملون في القضاء على الثورة والجمهوريّة الإسلاميّة، وهم اليوم يائسون؛ ليس لديهم مثل هذا الأمل، فهم يرون أنّ هذه الشجرة الهائلة قد رسخت جذورها، ولكن ينبغي عدم الغفلة عن كيدهم.

العدو يخطط للإيقاع بين القوميات والمذاهب
أقولها بشكل قاطع: مع الأسف، يعمل الأمريكيّون، خلف حدودنا الغربيّة، على إعداد المؤامرات والإرهابييّن. هناك أموالٌ وأسلحةٌ وتنظيمٌ وأعمالٌ يمارسها الأمريكيّون، بشكلٍ مباشر، خلف الحدود الغربيّة للبلاد، بهدف إيذاء النظام الجمهوري الإسلامي، والتطاول عليه ومواجهته. يجب أن نكون متيقّظين.

لدينا معلومات - وهذه ليس تحليلات بل معلومات - بأنّ لدى الأمريكيّين مخطّطات خطيرة لكردستان، وليس هدفهم الدفاع عن القوميّة الكرديّة؛ إنّما هدفهم السيطرة والتسلّط على القوميّة الكرديّة. إنّنا نعلم ذلك وفق معطيات ومعلومات، وليست القضيّة قضيّة تحليل، بل قضيّة اطّلاع ومعلومات. أخبرنا أصدقاؤنا الكرد- في الجهة الأخرى لحدودنا الغربيّة- أنّ الضبّاط الأمريكيّين كانوا يحملون الأموال إلى أعالي مرتفعات "قنديل"، ويأخذون المعلومات منهم3، مقابل دماء الشباب الكرد، يعطون الأموال لصناعة المرتزقة. هذا ليس من شأن الشاب الكرديّ. يمدّون أيديهم إلى أيّ مكان يتمكّنون منه؛ لينشبوا أظفارهم المخزية الدامية في جسد الكرد. شعبنا والكرد الإيرانيّون واعون، والحمد لله، وأقولها لكم: غالبًا ما يعتبر الكرد، والقوميّة الكرديّة -حتّى في غير إيران- أنفسهم إيرانيّين ويفخرون بإيرانيّتهم. إذا كان بعض الكرد في خارج إيران قد انخرطوا في خدمة الأهداف الأمريكيّة، فليعلموا أنّه من الممكن أن يحصلوا على شيء في العاجل، إلّا أنّ لعنة الكرد ستبقى تلاحقهم على المدى البعيد ولن تتركهم. يجب الحفاظ على حالات التيقّظ هذه. ليس التيقّظ في هذا المجال وحسب؛ فيما يتعلّق باختلافاتنا الداخليّة، أيضًا، على الجميع التحلّي باليقظة والحذر. لقد قلت في سنندج ، أيضًا، في اليوم الأوّل، وأكرّر الآن هنا: على المذاهب الإسلاميّة أن تضع يدًا بيد، وتتحرّك نحو الأهداف والمبادئ الإسلاميّة العليا، بتعاونٍ وأخوّة. عقد العدوّ أمله على وضع أتباع المذاهب بعضهم في وجه بعض. يجب أن لا يستسلم أحد لهذا المخطّط الخائن الخبيث للأعداء. إنّهم يريدون أن يقف الشيعي في وجه السنّي، والسنّي في وجه الشيعي، ويوغروا في القلوب ويؤلبّوها بعضها على بعض. هذا ما يريدونه؛ لذلك أعلنتُ، وأؤكّد ثانية: إنّ الخط الأحمر، من وجهة نظر النظام الإسلامي ومن وجهة نظرنا، عبارة عن إهانة بعضنا مقدّسات بعض. الذين يهينون مقدّسات الآخر، عن جهل أو غفلة وأحيانًا بسبب العصبيّات العمياء الخاوية، سواء كانوا من السنّة أم من الشيعة، لا يفهمون ماذا يفعلون. هذه أفضل وسيلة للأعداء، وأفضل أداة في يد الأعداء؛ هذا هو الخّط الأحمر.

يؤدّي كلّ من السنّة والشيعة شعائرهم المذهبيّة وآدابهم وتقاليدهم وعاداتهم وواجباتهم الدينيّة، وينبغي أن يقوموا بها؛ إلّا أنّ الخطّ الأحمر هو أن لا يظهروا شيئًا يعدّ إهانة لمقدّسات الآخر، سواءً ما قد يصدر عن بعض الشيعة عن غفلة، أم ما يصدر-عن غفلة أيضًا- عن بعض السنّة كالسلفيّين وأمثالهم ممّن يلغون غيرهم. هذا ما يريده العدوّ؛ هنا أيضًا، يجب التيقّظ والوعي.

سمعتُ في لقاءاتي ومشاهداتي خلال هذه الأيام، الكثير من الأمور- بالطبع لديّ الكثير من التقارير والمعلومات حول قضايا هذه المحافظة -عن ألسن أناس مخلصين ومحبّين حول قضايا كردستان، سواءً في التقارير المكتوبة أم ما شاهدناه بأعيننا. الاحتياجات هنا كثيرة. قلتها في اليوم الأول، وأصِل اليوم إلى النتيجة ذاتها: إنّ أهمّ حاجة في هذه المحافظة هي العمالة، وتوفير فرص العمل التي يجب تأمينها بالاستثمارات الصناعيّة والزراعيّة في هذه المحافظة. ما نقوله للجماهير في المحافظات الأخرى: تشكّل هذه المنطقة وهذه الأرض الغنيّة الثرة بهؤلاء الناس المتديّنين والجادّين، وبكلّ هؤلاء الشباب الطيّبين، أرضيّة جيّدة جدًّا للاستثمار. إذا كانوا يتصوّرون في يوم من الأيّام أنّ هذه المنطقة يعوزها الأمن، فقد انقضى ذلك الزمن. اليوم، أمن هذه المنطقة، والحمد لله، متوفّر ومستتبّ. ثمّة أمنٌ جيّد هاهنا، وبإمكاننا المجيء والاستثمار هنا، والحكومة تقدّم التسهيلات وتشجّع.

أمّا فيما يتعلّق بالقضايا والمشاكل والحاجات هنا، فقد أصدرت هيئة الحكومة، خلال زيارتها إلى المحافظة قرارات، إضافةً إلى الدراسات التي قام بها المسؤولون –سواء كانوا حكوميّين أم غير حكوميّين - خلال هذه الزيارة؛ وإذا تمّ تنفيذ هذه القرارات- إن شاء الله- وتحقّقت جميعها، سوف تُحلّ غالبيّة مشاكل هذه المحافظة. وصيّتنا للمسؤولين أن يتابعوا بجدّ، تحقيق هذه المطاليب والقرارات. الحمد لله، تتمتّع المحافظة بإدارة حكوميّة جيّدة. إدارة المحافظة إدارة كفوءة وجيّدة. يتعيّن متابعة هذه القرارات من هنا، إضافةً إلى أنّي أعلن من هنا للمسؤولين في العاصمة أن يسعوا بجدّ، لتحقيق وتفعيل القرارات المتّخذة.

معظم الأمور، التي تُطرح كمطالب، هي معقولةٌ ومقبولةٌ ومنطقيّة. ما سمعناه كمطالب تتعلّق بهذه المحافظة على لسان النخبة والطلبة الجامعيّين، وفي الرسائل الكثيرة التي قدّمها الناس لنا في هذه الزيارة، هي في الغالب منطقيّة وصحيحة. وكما ذكرنا، إضافةً إلى قرارات الحكومة خلال هذه الزيارة، فسوف يُصار إلى تلبية أكثريّة هذه المطالبات. ولكن أحيانًا، يلاحظ المرء لائحة من المطالب غير المعقولة وغير العمليّة، التي لا أثر لها سوى أنّ الأجهزة المسؤولة غير قادرة على تحقيقها، وتؤدّي إلى حرف ذهنيّة الجماهير. التوقّعات المعقولة والمنطقيّة، هي ما يسمعه الإنسان عن ألسنة الناس وفي رسائلهم، ويكرّرها النخبة منهم. أحمد الله، على أنّ ما قيل في هذه الزيارة- خطابًا للمسؤولين، وخطابًا لكلّ واحد من أبناء الشعب- كان نابعًا، برأينا، من صميم الواقع.

أنا أقول: إنّ اللغة الكرديّة ثروة وطنيّة، ومواهب الشباب العلميّة والفنيّة هنا، ثروة وطنيّة، والمواهب الرياضيّة للشباب في كردستان ثروة وطنيّة. يجب الاستفادة من هذه الثروات الوطنيّة والانتفاع منها وتفعيلها.

وأحمد الله على أنّ المسؤولين يتابعون قضايا الناس في مختلف المحافظات بإخلاص؛ إنّي أشاهد هذا الشيء وأراه. وأرى عن كثب، أنّ المسؤولين الحكوميّين، سواءً في زياراتهم التي يقومون بها - زيارات المحافظات – أم في قراراتهم الأخرى، يتابعون مشكلات الناس بإخلاص وتحرّق. نتمنّى أن تتابع قضايا كردستان -إن شاء الله- بنفس هذه الروح وهذا الإخلاص. ونحن طبعًا سنطالبهم بالإجابة وتحمّل المسؤوليّة وبما يجب أن يُطبَّق، وأتمنّى، بفضل من الله، أن يكون مستقبل كردستان كمستقبل هذا البلد العظيم أفضل وأشمخ وأعزّ بكثير من حاضره. كان هذا اليوم، والحمد لله، يومًا جدّ طيب، ومحبّب بلقائكم في آخر يوم من زيارتي لكردستان.

ربّنا، احفظ هؤلاء الشباب الأبرار الأعزّاء لكردستان وللوطن العزيز إيران، واشملهم بتوفيقك. اللّهم ذلِّل مشكلات الناس في جميع أنحاء البلاد وفي هذه المنطقة. اللّهم زد يومًا بعد يوم، من عزّة شعب إيران أمام الشعوب الأخرى، وأمام العتاة والمتغطرسين. ربّنا اجعلنا من عبادك الصالحين المخلصين. تقبّل منّا ما قلناه وسمعناه، بكرمك، ووفّقنا للعمل والتطبيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1- سقز: احدى مدن محافظة كردستان الايرانية.
2- ميزان الحكمة، ج63، ص 1848
3- أي: يغرون أهالي المرتفعات تلك، بالمال، لأخذ المعلومات حول جيرانهم وسكان المناطق المحاذية.

2017-02-14