يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي في أهالي مدينة بيجار

2009

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين وصحبه المنتجبين، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

عدد الزوار: 112

كلمة الإمام الخامنئي في أهالي مدينة بيجار 18/05/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين وصحبه المنتجبين، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أنا سعيد جدًّا؛ لأنّي حضرت اليوم بين حشود أهالي مدينتَي بيجار1 وگروس، الودودين المتحمّسين، بما لهم من سوابق تاريخيّة ومفاخر كبرى. أبدى أهالي بيجار- فضلًا عن مفاخركم التاريخيّة القديمة- جوهرهم المتألّق، في الفترة المعاصرة أيضًا، وفي أحداث الثورة المختلفة، وأثناء الحرب المفروضة وملحمة الدفاع المقدّس عن حدود البلاد. لقد عرض رجالهم ونساؤهم وشيوخهم وشبابهم- وحتّى أحداثهم وناشئتهم- شجاعة في الميدان، سوف لن تُنسى يقينًا. قبل قليل، زرنا روضة الشهداء، ووقفنا عند المزار المقدّس لمجموعة من الشهداء التلامذة، لإحدى المدارس الذين ذهبوا معًا إلى سوح الجهاد، ونالوا هناك وسام الشهادة، وزرنا هناك أضرحة هؤلاء الأعزاء. وإنّ هذه بمثابة أوسمة عظيمة، وإشارات مهمّة، وعلامات كبيرة لأهالي مدينةٍ ما؛ وإنّ التاريخ سيُصدر أحكامه في هذه الأمور. لقد ولّى الزمن الذي كانت فيه جهود الأقوياء وسكّان المراكز2، منصبّةً على تجاهل المدن البعيدة وقوميّات البلاد. في نظام الجمهوريّة الإسلاميّة اليوم، يعدّ كلّ فرد إيراني، في أيّة نقطة من بلادنا العظيمة الواسعة، شخصيّة لها قيمتها المستقلّة. وإنّ مجموعة هذه القيم، ومجموعة هذه الشخصيّات المستقلّة، ومجموعة السماحة والودّ والمحبّة تشكّل الشعب الإيراني الكبير، الشعب الذي استطاع في الفترة المعاصرة- ورغمًا عن إرادة القوى العالميّة المستكبرة- فرض حضوره وإرادته وتأثيره على المعارضين والمعاندين. وإنّ صمود الشعب الإيراني- وهو اليوم صمودٌ يُضرب به المثل، ونموذج يُحتذى لدى كثير من الشعوب- ناشئ عن صمود وصبر كلّ واحد من أبناء الشعب، وعن الجوهر المتألّق لشخصيّة كافّة قوميّات البلاد، في جميع المدن والنواحي والمناطق من هذه البلاد المترامية الأطراف.

ما يلفت الانتباه بالنسبة إلى مدينة "بيجار"، هو أنّ أهاليها استطاعوا بمحبّتهم لأهل البيت-سواءً الشيعة منهم أم السنّة، وخصوصًا الشيعة من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)- أن يخرجوا من امتحانات كبيرة، مرفوعي الرأس. لقد خرج هؤلاء الأهالي من امتحان حماية حدود البلد الإسلامي ناجحين..

يعيش أهالي كردستان في كافّة أنحاء هذه المحافظة، ومنها مدينة بيجار مركز التشيّع في المحافظة، بعضهم إلى جوار بعض، وبعضهم مع بعض، سنّة وشيعة مقدّمين نموذجًا من التضامن الإسلامي والوحدة الإسلاميّة؛ هذه ظاهرة جديرة بالتقدير.

إنّنا من خلال الدراسات والأبحاث التي أجريناها؛ لاحظنا أنّ النظرة إلى هذه المنطقة في عهد الطاغوت كانت نظرة سلبيّة. اعتبروا أهالي هذه المنطقة أجانب ولم يأبهوا لهم. ولذلك كان أوّل فريق عمراني تحرّك في بداية الثورة -بأمر من الإمام الجليل (رضوان الله تعالى عليه) تحت عنوان مكتب عمران كردستان- قد توجّه إلى هذه المنطقة، لتقديم خدماته من أجل معالجة المشاكل المتراكمة فيها، منذ العهد السابق. بالطبع، كانت حالة انعدام الأمن التي خلقها أعداء الثورة خلال برهة من الزمن، قد فوّتت الفرص وأوجدت تأخّرًا في تقديم الخدمات، بيد أنّ شباب الوطن الإسلامي الغيارى- سواء شباب جهاد البناء، أو أبطال حرس الثورة الإسلاميّة، أو الرجال الأقوياء في الجيش وقوّات الشرطة- وبدعم منكم أيّها الأهالي، استطاعوا القيام بأعمال في هذه المنطقة وهذه المحافظة؛ ومع ذلك، ليست حالات التأخّر بقليلة. أشار إمام الجمعة المحترم إلى بعض المطالب. ولحسن الحظ، تعالج الحكومة الخدومة في جلساتها -ومنها الجلسة التي عُقدت قبل يومين في سنندج- القضايا والمشكلات، واتّخذت قرارات جيّدة بخصوص منطقة بيجار. ورفعوا لنا تقريرًا، وأكّدنا على متابعة هذه القرارات وسوف تتابع إن شاء الله. بهمّتكم أيّها الأهالي ومساعدتكم، تستطيع الحكومة إن شاء الله، إنجاز أعمال كبيرة لهؤلاء الناس، ولهذه المنطقة، ولكم أيّها الأعزّاء.

ثلاثة عناصر أساسية وراء نجاح تجربة الشعب الإيراني الحضارية
أذكر نقطة حول الشؤون العامّة للبلاد والثورة، لكنّها تتعلّق بشكل خاصّ بقضايا بيجار؛ وهي أنّ التحرّك العظيم الذي قام به الشعب الإيراني وأذهل العالم، إنّما قام به بمساعدة ثلاثة عناصر أساسيّة هي: الاتّحاد، والحضور، والوعي. وقد قطع الشعب الإيراني هذه الخطوة المتقدّمة باتّحاده، وحضوره في الساحة، ووعيه، وأوجد حضارة جديدة، وحركة جديدة، وتيّارًا جديدًا في الفكر السياسي في العالم. وقد عثرت الشعوب المسلمة على هويّتها وشخصيّتها: شعروا بأنّهم قادرون على تعويض التخلّف الذي فُرض على الأمّة الإسلاميّة. لذلك تلاحظون أنّ تحرّك الشعب الإيراني ترك أثره في الشعوب المسلمة -من شمال أفريقيا إلى شرق آسيا- وأيقظ الشعوب. ففي قضيّة فلسطين، وفي قضيّة لبنان، وفي قضايا العراق وأفغانستان تبدو تأثيرات أنفاسكم -أيّها الشعب الإيراني- محسوسة في كلّ المحطّات والمواقع. هذا الإنجاز الكبير إنّما تأتّى بفضل هذه العناصر الثلاثة:

- الوحدة الوطنيّة
الوحدة الوطنيّة: حيث تقاربت القلوب، وصاحت الحناجر بهتافٍ واحد بلغ جميع الأسماع. وتعاضد الشعب ووحّد رسالته وكلمته في كلّ أرجاء الوطن -وبمختلف قوميّاته ومذاهبه- تحت راية الإسلام والجمهوريّة الإسلاميّة. استطاع هذا التلاحم في بداية الثورة أن يُثقِل كاهل العدوّ، إلى أن كسر ظهر النظام الطاغوتي. كانت هذه الوحدة التي تحلّى بها الشعب الإيراني - بعد ذلك وإلى اليوم- في الاختبارات والامتحانات المتعدّدة، هي التي أوصلت الكلمة الأخيرة إلى أسماع العدوّ، وجعلته ييأس من التغلغل في صفوف الشعب الإيراني؛ ينبغي الحفاظ على هذه الوحدة.

ولذلك قلت في سنندج، وأكرّرها هنا: على الإخوة المسلمين أن يرجّحوا الوحدة الإسلاميّة على الفوارق المذهبيّة الشيعيّة-السنيّة، وأن لا يسمحوا للاختلافات المذهبيّة أن تؤدّي إلى الاختلاف في الوجهة والاتّجاه والمنهج. إنّ الوحدة بين القوميّات الإيرانيّة، والوحدة بين المذاهب الإسلاميّة، والوحدة بين التّيارات السياسيّة المختلفة- هي ضمانة هيبة البلاد؛ وأنا أوصي الجميع بالوحدة هنا أيضًا. كانت هذه وصيّتنا في المواطن التي يشكّل الإخوة السنّة فيها الأكثريّة، وكذلك هنا، حيث يشكّل الشيعة الأكثريّة، وصيّتي هي: كونوا إخوانًا، وتعاضدوا وتعاونوا. هذه هي النقطة الأولى.

- الحضور في الساحة
النقطة الثانية هي الحضور في الساحة. استطاع حضور الشعب في الساحة فرضَ اليأس على الأعداء. لو لم يشارك الشعب طوال هذه الأعوام الثلاثين في الانتخابات، أو في مظاهرات الثاني والعشرين من بهمن، أو في مظاهرات يوم القدس، وكذلك في المناسبات والفعاليّات المختلفة؛ لو لم يظهروا حضورهم ومشاركتهم الواسعة العظيمة أمام الأعداء- لما كانت هيبة الشعب الإيراني على ما هي عليه اليوم دون ريب. حافظوا على هذه المشاركة والحضور في الساحة.

حينما نشدّد في جميع الانتخابات على حضور الجماهير في الساحة وفي الميادين المختلفة، فهذا هو السبب. ليس هذا الحضور مختصًّا بالميادين السياسيّة فقط، وليس في الانتخابات فقط؛ إذ يجب أن تسجّل الجماهير حضورها ومشاركتها، في ميادين البناء والاقتصاد أيضًا. وكما ذكرت، فهذا الكلام لكلّ الشعب الإيراني، لكنّه يصدق على مدينة "بيجار" أيضًا. ليعرف أهالي "بيجار" قدر مدينتهم وقدر أراضيهم الخصبة الخضراء المترعة، ومنطقتهم العامرة بالخيرات والبركات. ما يُسمَع من أنّ بعض أهالي هذه المنطقة يهاجرون إلى مناطق بعيدة عنها، هو خلاف صفةالحضور في الميادين الاقتصاديّة. ابقوا هنا وابنوا منطقتكم واعمروها. لقد مضى الزمن الذي كانت فيه الحكومات غير مبالية بالمناطق البعيدة. لحسن الحظ، تنظر الحكومة الخدومة إلى أقصى أنحاء البلاد، وتهتمّ بقضاياها وشؤونها. إنّني أرى وأشاهد وأشرف على الأمور من قرب، أرى كيف يهتمّون بقضايا المحافظات والمدن بدقّة. فيما يتعلّق بمدينة "بيجار" هذه؛ لقد شاهدت يومها، أنّ مسؤولي الحكومة يتفهّمون مشكلات هذه المنطقة وهذه المدينة بدقّة: مشكلة شُحّ المياه، ومشكلة تسرُّب مياه السدود نحو المحافظات الأخرى، وحرمان هذه المنطقة من المياه، وما إلى ذلك من المشكلات، هذه كلّها أمور يهتمّ بها مسؤولو المحافظة، ويفكّرون في معالجتها، ويعملون على حلّها. إنّه لأمرٌ يستحقّ التقدير، أن يفكّر المسؤولون بمناطق البلاد المختلفة، حتى الأماكن البعيدة عن المركز وحتى المناطق غير المعروفة لدى كثير من الناس؛ هذه فرصةٌ تستحقّ الثناء، وجيّدة جدًّا.

على أهالي المنطقة أنفسهم أن يتعاونوا؛ فتعاونوا ولتكن لكم مشاركتكم. هذه المشاركة والحضور من أهم القضايا، ذات الصلة بمواصلة المسيرة العظيمة للشعب الإيراني، في مختلف المناطق وفي هذه المحافظة، وهذه المدينة على وجه الخصوص. اعرفوا قدر مدينتكم ودياركم، ومناخكم، وبيئتكم المباركة الجميلة النضرة الخضراء، واستفيدوا منها. وليتعاون المسؤولون أيضًا، وليتعاضدوا. هذا بالنسبة إلى مسألة الحضور في الساحة.

- الوعي
وهناك مسألة الوعي، أي، العنصر الثالث الذي يلعب دورًا مهمًّا جدًّا، كما هو الحال بالنسبة إلى دور الاتّحاد والوحدة والحضور في الساحة. لقد أثبت الشعب الإيراني أنّه شعب واعٍ. فلولا وعي الشعب الإيراني، لسجّلت تلك الحكومات المتزلزلة المهزوزة- التي قامت في السنوات الأولى للثورة ولم تؤمن بالثورة3- مصيرًا سيّئًا لهذا البلد، دون أدنى شكّ. لو قُدّر أن يبقى على رأس السلطة أولئك الذين كانوا يقولون صراحةً أنّهم لا يؤمنون بالثورة، وكانوا يقولون أنّهم يخافون من أمريكا، والذين كانوا ينزعون إلى اللين، ويظهرون التذلّل والخضوع أمام القوى الكبرى- لكان شعبنا اليوم في مسارٍ ووضعٍ مختلفين، ولما كانت هذه العزّة وهذا التقدّم وهذه السمعة والشأن العالمي.

وقف إمامنا الجليل بقوّة، ووقف شعبنا بفضل وعيه خلف الإمام وسار معه؛ هذا الوعي ساعد الجماهير.

أريد أن أقول: يا أعزائي، هذا الوعي ضروري دومًا؛ وهو ضروري اليوم وغدًا أيضًا. الجيل الشاب، لحسن الحظّ، هو الغالب في كافّة أنحاء البلاد حاليًّا. ليكن الشباب واعين متيقّظين. المعايير واضحة. ولا بدّ أن يترك هذا الوعي تأثيره في الانتخابات. كما يجب أن يكون له تأثيره في إعلان المطالب والحاجات، وفي حضور الشعب في الميادين المختلفة وفي القضايا والأمور المختلفة.

ليكن الشعب الإيراني واعيًا متفطّنًا في انتخابه. وقد ذكرت يومها معايير الانتخاب، وهذه تكملة لتلك المعايير- فلا يُمسكنّ زمام الأمور- من خلال أصوات الشعب- أناس، يريدون الاستسلام أمام الأعداء، وهتك سمعة الشعب الإيراني. لا يأتيَنّ إلى السلطة والمسؤوليّة أناس، يريدون التملّق للغرب والحكومات الغربيّة والدول المتغطرسة المستكبرة، ليحقّقوا لأنفسهم -حسب ظنّهم- مكانة على المستوى الدولي. هذه أشياء لا قيمة لها بالنسبة إلى الشعب الإيراني. لا يأتينّ إلى السلطة أفراد يطمع فيهم أعداء الشعب الإيراني ليجعلهم وسيلة لتمزيق صفوف الشعب وإبعاده عن دينه ومبادئه وقيمه الثوريّة. على الشعب التحلّي بالوعي. إذا ما تسلّم المراكز والمناصب والمؤسّسات السياسيّة والاقتصاديّة المختلفة أشخاصٌ يريدون أن يفكّروا بخطب ودّ القوّة الغربيّة الفلانيّة أو المستكبر الدولي الفلاني، بدل التفكير بمواصلة طريق الإمام والقيم والمبادئ المرسومة من قبل الإمام، فسيكون ذلك بمثابة الكارثة والمصيبة على شعب إيران؛ هذا الوعي ضروري بالنسبة إلى الشعب.

إذن، يحتاج الشعب الإيرانيّ، في يومنا هذا، وكما في الأعوام الثلاثين المنصرمة، إلى هذه العناصر الثلاثة: عنصر الاتّحاد، وعنصر الحضور في الساحة والميادين المختلفة، وعنصر الوعي. أقول لكم: إذا توفّرت هذه العناصر الثلاثة لدى الشعب -وهي كلّها من بركات الإيمان بالله، ومن بركات التعاليم القرآنيّة- فستكون لهذا الشعب الدنيا والآخرة؛ إنّ الشعب، بفضل إيمانه، وبفضل عقيدته، وببركة تمسّكه برعاية النبي الكريم وأهل بيت العصمة وتعاليم القرآن- سيتمكّن من أن يحسِّن حال دنياه أضعافًا ممّا هي عليه، وأن يكسب إلى جانب ذلك رضا الله تعالى، هذا هو خطّنا ومنهجنا العام.

أشكر الله؛ لأنّني خلال زيارتي هذه إلى كردستان- مع علمي المسبق ومعلوماتي الكثيرة عن هذه المنطقة، والتي حصّلتها سماعًا وقراءةً- قد اكتسبت أفكارًا ومعلومات وحقائق أكثر من خلالكم مباشرة، أيّها الأهالي الأعزّاء الودودون الأوفياء الشجعان النجباء. أتمنّى أن يعرف المسؤولون قدركم، أيّتها الجماهير الطيّبة النجيبة المتديّنة الوفيّة، وأن تعلموا أنتم أيضًا قدر هؤلاء المسؤولين الخدومين. بهذا الاتّحاد والتعاضد بين الشعب والمسؤولين، تستطيع إيران العزيزة الوصول إلى الأهداف التي يرسمها الإسلام الثوري والإسلام الأصيل.

اللّهم نقسم عليك بمحمد وآل محمد، أَمطر رحمتك وبركاتك وفضلك وتوفيقك على هذا الشعب. ربّنا احشر الروح الطاهرة لهذا المرجع الجليل[4]، والفقيه العارف - الذي أفجعنا رحيله حقًا- مع أوليائه. اللّهم، بمحمّد وآل محمّد، وفّقنا لبناء أنفسنا وتهذيبها وللمعرفة الكاملة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1- بيجار: إحدى المدن الكبيرة في محافظة كردستان، ذات الغالبيّة الشيعيّة.
2- المقصود المدن الرئيسية وما كان سائدًا في نظام الشاه البائد (قبل الثورة) حيث كانت بضعة مدن تتلقّى الاهتمام وفيها الخدمات والتجارة و.. وغيرها كان على هامش الدولة.
3- المقصود حكومة بزركان ورئاسة بني صدر..
4- آية الله الشيخ بهجت.

2017-02-14