يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء رجال العشائر ووجهائها في كردستان

2009

كل ما يملكه الشعب الإيراني هو من بركات الإسلام والثورة

عدد الزوار: 120

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء رجال العشائر ووجهائها في كردستان 14-05-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

كل ما يملكه الشعب الإيراني هو من بركات الإسلام والثورة
هذه الجلسة جلسة مفعمة بالصفاء، وفائضة بالمحبّة واللطف، ببركة القلوب النقيّة والأرواح النضرة للأعزّاء أبناء العشائر. إنّ ما ذكره الإخوة الأعزاء هنا حول ثورتنا المجيدة وعن الوفاء لمبادئ هذه الثورة هو من معتقداتي القلبيّة أنا العبد الحقير. إنّنا منذ بداية الثورة وإلى اليوم، لم نشكّ حتى لحظةً واحدة في وفاء العشائر الغيورة المؤمنة البطلة في هذه المنطقة الشامخة المجيدة. وما قلتموه أيّها الإخوة الأعزّاء، وخصوصًا مقدّم الحفل المحترم، الحسن الصوت، حول شخصي المتواضع يعود كلّه في حقيقة الأمر إلى الثورة. شخصي المتواضع ذرّة من البحر الهائل لهذه الثورة العظيمة وهذا الشعب العملاق.

كلّ ما يملكه الشعب الإيراني، وكلّ ما أحرزه أبناء هذا الشعب ومسؤولو البلاد و مضحّو هذا الطريق من مفاخر -إنّما هو بفضل الإسلام، ولهذه الثورة العملاقة، وبفضل اللطف والرحمة اللامتناهية التي ظلّل الله تعالى بها هذا الشعب فاستطاع ببركتها النهوض بهذه الحركة العظيمة.

العشائر هم حراس الحدود وحماة الهوية الوطنية
أنا مسرور جدًّا لحضوري في جمعكم. كان لي في بعض زياراتي خلال فترة الحرب بل وقبل بدء الدفاع المقدس لقاءات مع بعض هذه العشائر العزيزة الغيورة في هذه المناطق، لكنّ اجتماعكم اليوم والمتشكّل من عشائر ثلاث محافظات1، هو جمع له معانيه العميقة ورسالته، يتحدّث بلغة فصيحة.

يكتسب الشعب موقعه المتقدّم بين شعوب العالم حينما يتحدّث مع العالم بأعماله وبلغة حضوره ومشاركته. و قد أثبت شعبنا وجودَه بأعماله خلال ثلاثين سنة من عمر الثورة، خصوصًا في الفترات الحسّاسة. ليست المفاخر الوطنيّة شيئًا يمكن إثباته بالادّعاءات والكلام، إنّها بالعمل. ولقد عمل هذا الشعب. وقد كان لكم أيّتها العشائر الكرديّة الغيورة في هذه المنطقة دورًا حسّاسًا وخلّاقًا ومميّزًا في أعمال الثورة وحركتها.

العشائر هي ذخائر الثورة كما قال الإمام الخميني. جميع أبناء العشائر هم في الواقع حرّاس الحدود، وحماة الهويّة والسمعة المحلّية لهذا البلد، ما من شكّ في هذا. لكنّ بعض العشائر وبسبب موقعها الجغرافي والسياسي والحساسيّات التي برزت طوال هذا التاريخ الحافل بالمنعطفات، وجدت الفرصة لإثبات هويّتها وحقيقتها وكونها ذخرًا بالفعل للثورة، وأنتم أيّها الأعزّة من هذه الفئة. لقد تحدّثتم اليوم، لكنّكم في الفترات الماضية وفي الأعوام السابقة كنتم قد عملتم. وإنّ أعمالكم دالّة على الحقائق التي ذكرتموها اليوم.

كانت كردستان والمنطقة الكرديّة بسبب موقعها الخاص هدفًا للمؤامرات منذ بداية الثورة، وكان ذلك قبل بدء الحرب المفروضة. لقد عقد أعداء الثورة الإسلاميّة الآمال على هذه المنطقة. استقرّت شخصيّات تابعة للنظام الطاغوتي في هذه المنطقة على أمل أن تحظى بدعم عشائرنا الغيورة المؤمنة و توجّه الضربات إلى الثورة. لقد رأينا هؤلاء و عرفنا تحرّكاتهم. ثمّة فرق بين عشيرة تعيش في بيئتها وإقليمها و لا تواجه تآمرًا ولا تحريضًا ولا نوايا سيّئة، وتعمل طبعًا لخدمة الثورة و البلاد، وبين عشيرة تكون هدفًا لمؤامرات الأعداء وتبقى مع ذلك صامدة ثابتة. إنّنا لن ننسى هذا. لقد سجّلت ذاكرة الشعب الإيراني وذاكرة الثورة الإسلاميّة وذاكرة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة هذه الحقائق الواقعة وهذا هو الواقع. لقد حامت العشائر عن الحدود. ولقد حرستم الحدود في هذه المنطقة على أحسن وجه.

كانت هاهنا قبائل وعشائر متعدّدة. وقد ظهرت في ساحة بعضها اختلافات تاريخيّة ونزاعات حول الأراضي. وكانت بعض القبائل شيعيّة وبعضها سنيًّا. و كان بينها اختلافات طائفيّة أيضًا. نظر الأعداء إلى هذا الواقع كفرصة لهم وأرادوا استغلاله ضد الثورة. لكنّ عشائر المنطقة خيّبت ظنون الأعداء وأفشلت خططهم. وإنّ لهذا الشيء قيمة كبيرة.

الثورة الإسلامية بداية تحول فكري وإنساني على مستوى العالم
أعزّائي: قام الشعب الإيراني في الثورة الإسلاميّة بتحرّك كان بداية تحوّل ليس للمنطقة وحسب، بل لعالم الإنسانيّة. وأصبح بداية نظرة جديدة ومسار جديد في الحركة الفكريّة للبشريّة وسوف يزداد ظهورًا في المستقبل.
إنّ ما رسمه الإسلام للإنسانيّة ولسعادة الإنسان لا تعود فوائده على معتنقي الإسلام خاصةً. يقول الإسلام عليكم الوقوف بوجه العسف والجور والدفاع عن المظلوم، وأن لا تهابوا ضغوط العتاة الظالمين، وأن تتحلّوا باليقظة والوعي مقابل مؤامرات المخادعين المحتالين قطّاع طرق الحياة الإنسانيّة. يوصي الإسلام الإنسان بالعودة إلى فطرته. يناصر الإسلام الحق والعدل. وهذه الأمور علاج لأوجاع البشريّة وأمراضها. لقد عانت البشريّة طوال التاريخ من الظلم والإجحاف والتمييز. وتلقّت الأجيال الإنسانيّة ضربات من قبل عتاة التاريخ. ذات يوم ظهر هؤلاء الطواغيت في شخصيّات من قبيل فرعون وقارون وفي يوم آخر ظهروا في صور أبي جهل و أبي لهب، وظهروا في يوم آخر على شكل العتاة المتعسّفين في زماننا. وإنّ خطر هؤلاء أكبر من خطر الفراعنة، وضررهم على البشريّة أكبر من أضرار كلّ ظلمة التاريخ. هؤلاء مجهّزون ولهم عدّتهم؛ إنّهم مجهّزون بكلّ أسباب القوّة والتزييف والخداع. تحاول دعايات الأعداء اليوم - ليسوا أعداءنا و حسب بل أعداء الإنسانيّة كلّها - أن تصنع لهم وجوهًا إنسانيّة و تُظهرهم كمناصرين للبشر والإنسان. هؤلاء خطرون جدًا. وقفت الثورة الإسلاميّة بوجه مثل هذه الجبهة الخطيرة وصمدت ونجحت.

هذه فرصة كبيرة لشعب إيران. نحن أبناء هذا الماء والتراب يجب أن نفخر بأن غرس الله تعالى بيد قدرته هذه الشجرة الطيّبة في أرضنا، وعند شعبنا، وفي قلوبنا. إنّه لفخر لنا نحن الإيرانيّين أن استطعنا رفع راية الإسلام وهي راية العدالة والإنصاف، والعقلانيّة، والتقدّم الوطني، والإحسان، والعدل، والإنصاف. رفع الإيرانيّون هذه الراية وبذل أعداء الإنسانيّة ومستكبرو العالم كلّ جهودهم وقدراتهم لإنزال هذه الراية و قطع هذه اليد، لكنّهم لم يستطيعوا. وكان دور عشائرنا العزيزة في هذه المنطقة كبيرًا جدًّا في هذا المسعى المقدّس.

قضية منطقتكم اليوم أمنية:علينا مضاعفة يقظتنا باستمرار
ما أوصيكم به اليوم - مع أنّي أرى والحمد لله أنّ يقظتكم هي على درجة قد لا تحتاج إلى هذه التوصيات لكنّني أؤكد مع ذلك - هو أنّ قضيّة هذه المنطقة اليوم هي قضيّة الأمن. لقد استطعتم الحفاظ على الأمن. وعليكم تعزيز هذه القدرة في أنفسكم، وأن تشعروا دومًا بهذه المسؤوليّة الجسيمة الملقاة على كواهلكم. وأقول لكم: انقلوا هذا الشعور بالمسؤوليّة إلى أبنائكم و شبابكم. ينبغي لهذا البلد ولهذا الشعب أن يواصل هذه الحركة، وإنّ حالات العداء سوف تستمر. علينا مضاعفة يقظتنا باستمرار. لقد نزل العدو إلى الساحة طبعًا بكلّ قدراته وعدّته ولم يجن نفعًا و لن يستطيع بعد الآن أيضًا بفضل من الله وبإذن منه أن يفعل شيئًا. لكنّ هذا سيكون في حال تحلّينا باليقظة والوعي. إذا أصابتنا الغفلة وانشغلنا بالأمور الصغيرة، وإذا تجاهلنا في زحمة قضايانا اليوميّة قضيّتنا الرئيسيّة وهي حفظ كيان هذا الشعب وهذا النظام المقدّس فقد يستطيع العدو توجيه ضربته. قال الإمام علي (ع) في نهج البلاغة:"ومن نام لم ينم عنه". إذا غلبكَ النعاسُ وأنت في الخندق، فلا يعني ذلك أنّ عدوّك نائم هو الآخر في خندقه. قد يكون يقظًا و يستغلّ نومكَ و غفلتك.

نحن اليوم على علم بأنّ أعداء نظام الجمهوريّة الإسلاميّة يتآمرون خلف حدودنا. نحن نعلم أنّ الأكراد حتى في الجهة الأخرى للحدود يعتبرون أنفسهم إيرانيّين. نعلم أنّ أصدقاء النظام الإسلامي والثورة الإسلاميّة ليسوا قليلين بين إخوتنا الكرد في الجهة الأخرى للحدود، وربّما أمكن القول إنّهم الأكثريّة. لقد استفاد شبابنا المؤمن كثيرًا من قدرات ويقظة إخوتنا الكرد في الجهة الثانية للحدود خلال فترة الحرب المفروضة. واليوم أيضًا عندما يزورون إيران- يسافرون دومًا ويتحاورون- يتذكّرون عظمة النهضة الإيرانيّة و ثقتهم الدائمة بها. نحن نعلم هذا، بيد أنّه لا يعني أنّ الأعداء أقلعوا عن محاولات التغلغل والتآمر والاندساس؛ إنّهم هناك يعملون ويسعون. يحاولون بمؤامراتهم و بثّهم للخلافات واستخدام الأساليب الدنيئة أن يوجّهوا ضربتهم متى ما استطاعوا ذلك. وهذا يتطلّب اليقظة. هذه اليقظة والجاهزيّة التي أتحدّث معكم عنها ليست جاهزيّة عسكريّة فقط. بل هي الجاهزيّة الروحيّة أيضًا. قد لا يستطيع العدو فعل شيء من الناحية العسكريّة ولا يخامره الأمل في ذلك، لكنّه من الناحية الثقافيّة، ومن الناحية السياسيّة، والأمنيّة، ومن حيث إعداد الجواسيس والتغلغل إلى المعتقدات والإيمان الراسخ لدى الرجال والنساء المؤمنين في هذا البلد، قد يروم على هذه الصعد اصطناع وسائل معيّنة لبلوغ أهدافه السوداء. هذه الأمور تهدّد أمننا.

ألأمن أساس التقدم لأي بلد
يمثّل الأمن في البلاد وفي أيّة منطقة أساس التقدّم. خسرنا بعض فرص العمل والتقدّم في هذه المحافظة والمحافظات المجاورة - في مناطق غرب و شمال غرب البلاد - بسبب انعدام الأمن الذي فرضه عملاء العدو ومرتزقته طوال الأعوام الأولى على هذه المنطقة. صحيح أنّ الأهالي الكرد دافعوا دفاعًا مستميتًا لكنّ الإمكانات التي أنفقت للدفاع العسكري في هذه المنطقة كان يمكن صرفها على الإعمار، ولو حدث ذلك لكانت المنطقة أكثر تقدّمًا ممّا هي عليه اليوم. طبعًا تمّ إنجاز الكثير من الأعمال. نحن نعلم هذا وأهالي المنطقة يشاهدونه ويعلمونه عن كثب، غير أنّ ما يجب إنجازه وما كان يمكن إنجازه أكبر بكثير من حجم الأعمال التي أنجزت لحدّ اليوم. وكذا سيكون الحال بعد اليوم أيضًا. كلّما تكرّس الأمن ازدادت إمكانيّات العمل، والإنتاج، والعمران، والتقدم، وتقديم الخدمات. هذه المنطقة جديرة بما هو أكثر من هذا. الإمكانيّات الطبيعيّة في المنطقة والمصادر الغنيّة الهائلة فيها - المصادر الطبيعيّة والطاقات البشريّة - قيّمة جدًا. و كذا الحال بالنسبة إلى العشائر العزيزة هنا وفي المناطق الأخرى التي شهدناها عيانًا.. العشائر مركز مواهب متألّقة و بارزة. شبابكم هؤلاء مواهب يمكن للمرء أن يعقد عليهم الأمل في ازدهار البلد و مجده مستقبلًا. ينبغي أن تتفتّح هذه المواهب. إنّ تنمية الخدمات و تنمية المشاريع التعليميّة، ورفع مستوى التعليم والمعارف بين الأهالي وبين العشائر في المدن المختلفة تؤمّن لنا ولكم هذه الإمكانيّة في مستقبل المنطقة.

تفاؤلنا بمستقبل مشرق للبلاد تفاؤل يقيني
أملنا كبير أيّها الأعزّاء. تعلّمنا التجارب أن نكون آملين متفائلين ويكون لنا يقيننا بالمستقبل. تجاربنا تجعل هذا الأمر مبرمًا ومسلّمًا به بالنسبة إلينا. ذات يوم ظنّ الأعداء أنّ بوسعهم استئصال هذا النظام، وأصدقاؤنا في شتى بقاع الأرض كانوا أيضًا خائفين من هذا. كانت قلوب المؤمنين في البلدان الإسلاميّة والشباب المؤمن الذين عقدوا آمالهم على هذه الثورة خائفةً على مستقبل هذا النظام الفتي. ودخل عدوّنا الجار الأبله صدام العفلقي البعثي الحرب بهذه الظنون الباطلة و تصوّر أنّه سيُنهي كلّ شيء، لكنّ الثورة صفعته على وجهه بحيث شاهدتم عاقبته. كما أنّ الأعداء ممّن هم أكبر من صدام عقدوا الآمال طوال هذه الأعوام المتمادية وفكّروا وتآمروا وحاكوا الأساطير التي أمّلوا بها أنفسهم، إلّا أنّ كلّ هذه الظنون عادت خائبة. كانوا يتصوّرون أنّ الثورة الإسلاميّة إمّا أنّها لا تبقى أو أنّها إذا بقيت فلن تستطيع التقدّم بالبلاد إلى الأمام. و بقيت الثورة الإسلاميّة على رغم أنوف الأعداء وتجذّرت وبهرت الأنظار أيضًا في العلوم والتقنيّة ومختلف مظاهر التطوّر الاجتماعي والسياسي.

إنّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في هذه المنطقة اليوم، وبين مجموعة من الأنظمة المختلفة التي وصل بعضها إلى السلطة بالدكتاتوريّة العسكريّة وتولّاها بعض آخر بالدكتاتوريّة الوراثيّة وراح يحكم الناس، طفق نظام الجمهوريّة الإسلاميّة يبثّ أملًا جديدًا في هذه المنطقة على أساسٍ من الديمقرطيّة الدينيّة من خلال المشاركة الحقيقية للجماهير في انتخاب المسؤولين التنفيذيّين والتشريعيين على اختلاف مستوياتهم، وبمساهمة الشعب في الميادين المختلفة، وبفضل الأنس والودّ بين المسؤولين والجماهير، واعلموا أنّ جلسة مثل جلستنا اليوم تطفح بالمحبّة المتبادلة بين الطرفين و تمتلىء فيها القلوب بالمودّة، لا نظير لها على الأقلّ في أي من البلدان القريبة التي نعرفها. و نحن لسنا على علم بالبلدان البعيدة ولا نخال أنّ فيها مثل هذا الشيء حيث تشعر شرائح الشعب المختلفة بالقرب والألفة مع مدراء البلاد من الطراز الأول، و يودّ مسؤولو البلاد بدورهم شرائح الشعب. هذه محبّة صادقة لا يوجد لها نظير في البلدان الأخرى حين ترون أنّ الحكومة الفلانيّة التابعة لأمريكا، أو الحكومة الفلانيّة المسلمة في ظاهرها والمتحالفة في باطنها مع الصهاينة، أو الحكومة الفلانية المستبدة المستكبرة لا تكفّ لحظة واحدةً عن الإساءة والحقد على الجمهوريّة الإسلاميّة، فما هذا إلّا بسبب هذه الخصوصيّة في النظام الإسلامي الذي استطاع النفوذ إلى قلوب شعوبهم.

حينما تزورون اليوم البلدان المسلمة العربيّة وتخالطون الناس فيها وتعاشرونهم في الأسواق، إذا علموا أنّكم إيرانيّون فسيبدون تجاهكم المحبة والمودة. ومسؤولوكم حينما يزورون هذه البلدان - في البلدان التي يترك للناس الحرية - تبدي الجماهير هناك مودتها و مشاعرها الطيبة لهم. و هذا ما لا يوجد له نظير في أي مكان آخر من العالم. يزور رؤساؤنا البلدان المسلمة فيخرج الشباب والطلبة الجامعيون والأساتذة والناس في الأزقة والأسواق ومن مختلف شرائح الشعب يحيّونهم ويهتفون لهم ويبدون لهم المودة ويجتمعون حولهم كما يفعل الناس في أي مدينة من إيران. هذا مؤشر نفوذ هذه الثورة في قلوب الشعوب المسلمة. وهو ما يُغضب ويُقلق الحكومات المعارضة للإسلام ولنظام الجمهورية الإسلامية.

كل ما لدينا هو من لطف الله: حذار الإغترار بالذات
ما لدينا هو من لطف الله. يجب أن نتعلم من الإسلام ولا نغترّ بأنفسنا. الاغترار بالذات بداية الانزلاق ومقدمة الهزيمة. كل ما لدينا يجب أن نعدّه من لطف الله و فضله: "ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابكم من سيئة فمن نفسك". كل التقدم والتوفيق والفرص الإيجابية من لطف الله. وكل النواقص هنا وهناك ناجمة عن أدائنا. يجب أن نراقب أعمالنا، نحن المسؤولون بدرجة أكبر، وشرائح الشعب وأبناؤه كلُّ بدوره، وأنتم رجال العشائر الكردية والمتنفذين في المدن الكردية تقع عليكم مسؤوليات جسيمة حسب مواقعكم أيضًا. وقد عملتم لحد اليوم بصورة إيجابية والحمد لله اطلبوا العون من الله وسيروا في المستقبل أيضًا على هذا الطريق، وحافظوا على وحدتكم، وزيدوا من العلاقة الحميميّة بينكم. الثورة ثورتكم و البلد بلدكم، والمسؤولون أبناؤكم وخدمكم.. اعتبروهم منكم واعتبروا أنفسكم منهم. حافظوا على يقظتكم ووعيكم ما استطعتم، واعلموا أن المستقبل لكم ولشعب إيران بفضل من الله تعالى.

أسأل الله تعالى توفيقاته ولطفه ورحمته لكم جميعًا أيها الأعزاء.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


1- محافظة آذربيجان الغربية، ومحافظة كردستان، ومحافظة كرمانشاه.


 

2017-02-14