كلمة الإمام الخامنئي في علماء الدين وطلّاب الحوزات الشيعة والسنّة بكردستان
2009
الخلاف الفكري بين السنة والشيعة ينبغي أن لا يتحول إلى عداء
عدد الزوار: 113
كلمة
الإمام الخامنئي في علماء الدين وطلّاب الحوزات الشيعة والسنّة بكردستان 13-5-2009
الخلاف الفكري بين السنة والشيعة ينبغي أن لا يتحول إلى عداء
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة
والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين
وصحبه المنتجبين.
لهذا الاجتماع خصوصيّات استثنائيّة وفريدة، حيث اجتمع هنا العلماء المحترمون،
وأئمّة الجمعة والخطباء، وطلبة العلوم الدينيّة من الشيعة والسنّة. وقد حضر
الاجتماع أيضًا، الأخوات طالبات العلوم الدينيّة من السنّة والشيعة. وكما قيل لنا،
فإنّ عائلات الشهداء من رجال الدين في كردستان حاضرة في الاجتماع أيضًا.
فالمعنويّة، والعلم، والروحانيّة، والشهادة، والوحدة تتجلّى كلّها في هذا الاجتماع
النيّر؛ وهذا شيء بارز ومميّز. عليَّ أنا وعليكم أنتم أيضًا، معرفة قدرَ هذا
الاجتماع، وقدرَ هذا التعاطف والألفة والتعاون والودّ؛ إذ تقع على عواتقنا جميعًا
مسؤوليّات جسيمة. المسؤوليّة مسؤوليّة كبيرة، على كلّ واحد من أبناء الشعب الإيراني
في هذه الفترة، خصوصًا حمَلَة العلم والوعي والدين والشريعة.
وظيفة علماء الدين
أ ــ مقارعة الطواغيت
أوّل ما يخطر على بالي الحديث به في هذا الاجتماع النيّر والمعنوي، هو ما أشرت إليه
الآن من جسامة المسؤوليّة. علماء الدين في الإسلام هم روّاد الإصلاح والرقيّ
والتقدّم. وقد أُلقيت هذه المسؤوليّة على عاتق علماء الدين. ما قاله الإمام علي
(عليه السلام) وورد في نهج البلاغة: "وما كتب الله على
العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم"1 ؛ معناه أنّه لا
يمكن لعالم الدين اتّخاذ جانب الصمت والحياد حيال الظلم والإجحاف واعتداء الناس
بعضهم على بعض. لا معنًى للحياد هنا. القضيّة لا تتلخّص بأن نعرض على الناس حكم
الشريعة والمسائل الدينيّة. مهمّة العلماء مهمّة الأنبياء:
"إنّ العلماء ورثة الأنبياء"2. لم تكن مهمّة الأنبياء مجرّد عرض
المسائل؛ فلو اكتفى الأنبياء بهذا الجانب واكتفوا ببيان الحلال والحرام للناس، لما
كانت ثمّة مشكلة ولما عارضهم أحد. في هذه الآيات الشريفة التي تلاها المقرئ المحترم
بصوته الحسن وتجويده الرائق: ﴿الذين يبلّغون رسالات الله
ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله﴾3؛ لنا أن نتساءل: أيّ تبليغ هذا الذي
تندرج فيه خشية الناس، وعلى الإنسان أن لا يخشاهم حينما يبلّغ؟ لو كانت القضيّة
تقتصر على بيان جملة أحكام شرعيّة، لما كان هناك سبب للخوف؛ بحيث يثني الله تعالى
على الذين لا يخشون الناس ولا يخشون أحدًا إلا الله. ما هو سبب التجارب الصعبة التي
عاناها الأنبياء الإلهيّون طوال أعمارهم المباركة؟ وما الهدف منها؟
﴿وكأيٍّ من نبي قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما
أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا﴾4. ما هي الرسالة التي
ينبغي القتال من أجلها؟ ويجب تعبئة جنود الله من أجلها والتحرّك بهم؟ هل كانت مجرّد
ذكر بضعة عبارات في الحلال والحرام وبعض المسائل؟ لقد ثار الأنبياء لإقامة الحق
والعدل ومقارعة الظلم والفساد وتحطيم الطواغيت. ليس الطاغوت ذلك الوثن الذي
يعلّقونه على الجدران أو يضعونه في الكعبة أيّام الجاهلية؛ ذلك الوثن ليس بشيء حتى
يطغى. إنّما الطاغوت هو ذلك الإنسان الطاغي الذي يفرض صنم وجوده على الناس،
استنادًا إلى ذلك الصنم المعلّق على الجدران. الطاغوت هو فرعون:
﴿إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفة
منهم﴾5. هذا هو الطاغوت. نهض الأنبياء لمحاربة هؤلاء ومقارعتهم ووضعوا
أرواحهم على الأكفّ ولم يقعدوا ساكتين عن الظلم والعسف وتضليل الناس. هؤلاء هم
الأنبياء، "والعلماء ورثة الأنبياء". إذا كنّا
نرتدي ثياب علماء الدين- سواء كنّا رجالًا أم نساء، سنّةً أم الشيعة- فنحن في
الواقع نطلق ادّعاءً كبيرًا ونقول أنّنا ورثة الأنبياء. ما هي وراثة الأنبياء هذه؟
إنّها مقارعة كلّ تلك الأمور التي يعدّ الطاغوت مظهرها: مقارعة الشرك، والكفر،
والإلحاد، والفسق، والفتنة.. هذا هو واجبنا. ليس بوسعنا القعود والسكون، والاقتناع
بأنّنا عرضنا على الناس بضع مسائل. التكليف لا يرتفع بهذه الأمور؛ هذه هي الخطوة
الأولى.
ب ــ نشر الدين
لكلّ مرحلة مقتضياتها. فذات يوم، كنّا نؤلّف الكتب ونسوق الأدلّة ونتحدّث من أجل
الدفاع عن الهويّة القرآنيّة للإسلام، وكان يصغي لنا عدد من المستمعين والمريدين
والراغبين، وكانت أمورنا تسير على هذا النحو. وكان الطاغوت حاكمًا، ولا يسمح
بالتحرّك أكثر من هذا المقدار. بعضنا ممّن كان أكثر حذاقة أبدى تحرّكات أوسع،
وبعضنا اكتفى بهذا المقدار القليل، ولكن ماذا عن وضع اليوم؟ توجد اليوم خصوصيّتان
تجعلان الأعباء على كواهلنا- أنا وأنتم- ثقيلة.
1. تطوّر أساليب الفكر
الخصوصيّة الأولى هي تطوّر أساليب نقل الأفكار. لاحظوا لأيّة أهداف يستخدم التلفاز
والإذاعات والأجهزة الإلكترونيّة والإنترنت وسائر وسائل الاتّصالات في العالم
اليوم. لا يكتفي الاستكبار اليوم بأن يشهر سيفه. هو يشهر سيفه طبعًا، لكنّه يستخدم
إلى جانب ذلك عشرات الأساليب الأخرى، من أجل أن يفرض ذلك الفكر الخاطئ والطريق
الخاطئ، والمناهج الظالمة الطاغية على الشعوب. لقد ثَبُتَ اليوم، وفقًا للمعلومات
الأكيدة، أنّ مؤسّسة هوليود الكبرى6 والشركات السينمائيّة الكبيرة، مواكبة ومتعاونة
على الدوام مع السياسات الإستكباريّة الأمريكيّة. هذه المؤسسة السينمائيّة الكبرى
التي تحتوي في داخلها على عشرات الشركات السينمائيّة الكبيرة، بما فيها من فنّانين
ومخرجين وممثّلين وكتّاب مسرحيّات وسيناريوات سينمائيّة ومستثمرين؛ إنّما تعمل
لخدمة أهداف معيّنة. وهي الأهداف السياسة الإستكبارية ذاتها التي تحرّك الحكومة
الأمريكيّة. هذه ليست بالمسألة الصغيرة.
تواجهون عوائق كبيرة، من أجل أن تدلّوا الناس على الإسلام والدين والحقيقة والصراط
المستقيم، وتجعلوهم يسيرون على هذا الصراط.
علينا أن نكيّف أنفسنا مع الزمن. فالشبهات ليست من قبيل شبهات ما قبل مئة سنة ومئتي
سنة. الشبهات التي يلقونها في أذهان شبابكم وطلبتكم الجامعيّين -وحتى طلبة مدارسكم-
هي شبهات عصريّة7. من الذي يجب أن يقف بوجه ذلك غير علماء الدين وحماة حدود
العقيدة؟ من الذي ينبغي أن يقف أمام هذه السهام المسمومة؟ هذه هي النقطة الثانية.
2. وجود حكومة قرآنيّة
الخصوصيّة الأخرى في عصرنا هذا، هي وجود حكومة قرآنيّة. توجد اليوم مثل هذه
الحكومة. ولم تكن موجودةً بالأمس، لكنّها اليوم قائمةٌ. لا توجد لدينا طوال تاريخ
الإسلام -ومنذ صدر الإسلام وإلى اليوم، ومنذ أن تحوّلت الخلافة في العالم الإسلامي
إلى وراثة وإلى حدّ اليوم- أيّة حكومة حكمت على أساس الشريعة. حتى الخلافة
العثمانيّة التي كانت تسمّى خلافة - وكان الكثير من المسلمين قد عقدوا الآمال
والقلوب على الجهاز العثماني، لأنّه حمل عنوان الخلافة- لم تكن أكثر من جهازٍ
ملكيّ. أي إنّ الحكم هناك، لم يكن على أساس الدين ولا على أساس الشريعة. لم تكن
لدينا حكومة دينيّة؛ أمّا اليوم فلدينا مثل هذه الحكومة.
إنّني لا أدّعي أنّ هذه الحكومة الدينيّة حكومةً قرآنيّة كاملة8، أبدًا. أنا أوّل
منتقد للحكومة. إنّنا نسير في تطبيق الشريعة الإسلاميّة وفقًا للحد الأدنى. بيد أنّ
الاتّجاه اتّجاه صحيح. ونروم التحرّك والتقدّم صوب الحدّ الأعلى. هذه الحكومة حكومة
دينيّة رسميًّا وقانونيًّا وبحسب الدستور. وإنّ أيّة خطوة أو قانون بخلاف الشريعة
الإسلاميّة فهو مردود. هذه الحكومة حكومة تقوم على أساس الدين؛ وهي ظاهرة مهمّة
للغاية. معناها: أنّ الجهاز السياسي في البلاد يسمح لأهل الدين، بل ويريد منهم
التحرّك على سبيل إشاعة الشريعة. إذا لم يكن مسؤولو النظام متطابقين مع المعايير
الدينيّة فسوف يفقدون شرعيّتهم بمقتضى القانون؛ هذا شيء بديع وجديد لم يكن لنا في
الماضي، ويجب استثمار هذه الفرصة. إذًا، هذه هي الخصوصيّة الثانية للوضع الحالي.
يمكن توظيف هذه الخصوصيّة إلى أقصى درجة من أجل إشاعة حقائق الإسلام ومعارفه
وشريعته في هذا العالم المبتلى بالماديّات.
سيّد قطب وتأثير "الحكومة الإسلاميّة" في إشاعة الإسلام
للمرحوم سيد قطب9 كلامٌ ورد في بعض كتاباته، وقد قرأته قبل أربعين سنة أو أكثر؛ وهو
في ذهني دائمًا. يقول، بدل أن يكتبَ أنصار الإسلام ودُعاته -وهذا مضمون كلامه ولا
أتذكّر التفاصيل لتباعد الزمن - كلّ هذه الكتب، وبدل أن يجترحوا كلّ هذا الإعلام
والخطابات، وبدل إدارتهم لكلّ هذه المساجد؛ لو يقوموا بشيءٍ واحدٍ لإشاعة الإسلام،
لكان تأثير ذلك الشيء أكبر من كلّ هذا الذي يفعلونه؛ وهو أن يشكّلوا في زاوية نائية
من العالم حكومةً إسلاميّة -أظنّ أنّه قال في جزيرة بعيدة. وإنّ مجرّد تشكيل حكومة
إسلاميّة في ناحية من هذا العالم الكبير، له من التأثير ما يفوق آلاف الكتب وآلاف
المحاضرات وآلاف الأفكار الدقيقة الرامية إلى نشر الدين.
لقد اختبرنا هذا الشيء وجرّبناه، حينما تأسّس النظام الإسلامي، وحينما صدر هتاف
الإسلام من حنجرة ذلك الرجل الكبير الشجاع الفذّ ــ أي إمامنا الجليل الذي لا يسعنا
مقارنته بأيّ من هذه الشخصيّات الإسلاميّة المُصلحة في تاريخنا؛ حيث إنّني على
معرفة بحياة وسير الُمصلحين الكبار نظير السيّد جمال الدين10 وسواه. ولا يمكن
مقارنة ذلك الرجل الكبير، أي إمامنا العزيز، الذي وفقنا الله لإدراك عصره بأيٍّ من
هذه الشخصيّات، حيث تحدّث عن الإسلام بتلك الشجاعة والصراحة والشعور بالعزّة ــ
توجّهت قلوب كلّ المسلمين فجأةً نحو الإسلام. عندما تقصدون أيّة جامعة من جامعات
البلدان الإسلاميّة اليوم، تلاحظون حبَّ الإسلام والميل إليه بين الطلبة الجامعيّين
والشريحة الشابّة المتعلّمة؛ حيث كان الشيوعيّون يستقطبونهم بسهولة وتجتذبهم
التيّارات الملحدة على اختلاف أنواعها. لقد بلغت تلك الميول والاستقطابات اليوم
أدنى مستوياتها، وأصبح التوجّه إلى الإسلام. حينما ترون كلّ هذه الأعمال التي تقوم
بها الحكومات الرجعيّة، التابعة، الأسيرة، الذليلة في المنطقة، ضدّ الثورة، فهذا هو
السبب. إنّهم يخافون؛ يرون التوجّهات والحبّ والغبطة التي يكنّها شبابهم خصوصًا،
وشعوبهم نحو هذه الثورة وهذا النظام وهذه الراية الإسلاميّة المرفوعة الخفّاقة هنا.
يرون هذا وينتابهم الخوف فينشطون ضدّنا. في نهاية الأمر أعمالهم متنوّعة. ولو أردنا
إحصاء ما يقوم به السلاطين والرؤساء الظلمة المتسلّطون على البلدان الإسلاميّة من
أنواع النشاط المعادي للثورة الإسلاميّة، والعداء الذي يقومون به وعدم الإنصاف
-لكانت لدينا قائمة طويلة. وقد تعلمون الكثير من هذه الأنشطة. هذا هو السبب؛ السبب
هو تأثير الثورة الإسلاميّة. لو لم يكن للثورة الإسلاميّة هذا التأثير العجيب
العميق المستمرّ والجذري، لما حاربوا الثورة الإسلاميّة إلى هذه الدرجة؛ خصوصًا أنّ
اسمهم مسلمون.
إثارة العصبيات المذهبية ناجم عن تأثير النظام الإسلامي
أعزّائي: إنّ قضيّة النـزاع بين الشيعة والسنّة، التي تلاحظون أنّها اشتدّت خلال
فترة معيّنة، بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، ناجمة عن هذا الواقع. فخلال فترة الحكم
الإسلامي، لاحظنا فجأة تسارع وتيرة النـزاع بين الشيعة والسنّة في إيران وفي العراق
وفي بلدان أخرى. يلقون القبض الآن على بعض الأفراد في بعض البلدان بتهمة أنّهم
يدعون إلى التشيّع. هذا كلام فارغ وخاطئ وكاذب. خصوصًا في بلدان، شعوبها محبّة لأهل
البيت عليهم السلام. فهؤلاء هم من السُّنة، لكنّهم سُنة محبّون لأهل البيت، يعشقون
أهل البيت. هذا ما رأيناه ونراه.
بلغ الأمر درجة أنّ الكثير من العرب الذين كانوا يستمعون إذاعات إيران في بدايات
الثورة، بدافع الرغبة والمحبّة، قد تعلموا اللغة الفارسيّة. التقى بي كثير من
الأشخاص في السنوات الأولى للثورة وقالوا لي أنّنا تعلّمنا الفارسيّة بسبب حبّنا
للثورة. بقينا نستمع للإذاعة الفارسيّة التي لا نعلم ماذا تقول إلى أن تعلّمنا
الفارسيّة تدريجيًّا. كانوا يتكلّمون بالفارسيّة بعد أن تعلّموها. هذا هو نفوذ
الثورة. صحيح ما قاله سيد قطب: إنّ تأثير هذا الشيء – أي النظام الذي تأسَّسَ على
ركائز الإسلام أفضل وأكبر تأثيرا من آلاف الكتب.
النظام الإسلامي أثبت قدرته على البقاء والتقدم
لو كان باستطاعتهم دفن هذا النظام في السنوات الأولى، لكانت خسارة للإسلام،
ولقالوا: انظروا كيف لم يستطع الإسلام الاستمرار. فجّر الإسلام ثورةً وأسَّس
نظامًا، ولم يستطع الاستمرار لأكثر من سنتين أو لأكثر من خمسة أعوام. ولو بقي
النظام الإسلامي، لكنّه لم يتقدّم ويتطوّر- لَعادَ ذلك بالضرر على الإسلام أيضًا؛
ولقالوا: نعم، تأسَّس نظام إسلامي وعاد بالناس إلى عهد ما قبل التاريخ حيث تركهم
بلا علم، ولا تقدّم، ولا تقنيّة؛ لكنّ الثورة الإسلاميّة بقيت وتجذّرت وتقدّمت
علميًّا بنحوٍ حيَّرَ العقول، وقدّمت جيلًا شابًّا نخبويًّا واعيًا. حين تسمعون أنّ
إيران هي البلد الثامن في العالم في الخلايا الجذعيّة
، فهذا كلام كبير جدًّا.
إيران التي حرموها من كلّ إمكانات التقدّم.
حينما استلم النظام الإسلامي هذا البلد، لم تكن البُنى التحتيَّة تلائم كلّ هذا
التقدّم العلمي على الإطلاق. حينما يقولون أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة بإطلاقها
قمرًا صناعيًا إلى الفضاء12- أذهل منافسي الجمهوريّة الإسلاميّة وأعدائها - كانت
البلد العاشر أو التاسع الذي يفعل ذلك، فهذا كلامٌ كبيرٌ جدًّا. إيران؟! من الذي
فعل هذا؟ إنّه النظام الإسلامي. من الذي تقدّم بالعلم هكذا؟ من الذي أطلق النهضة
العلميّة في البلاد؟ من الذي وظّف الذكاء الإيراني الذاتي لخدمة الإبداع
والابتكارات؟ إنَّه النظام الإسلامي. إذًا، فقد أثبت النظام الإسلامي قدرته على
البقاء، وأثبت أيضًا، قدراته على التقدّم بالشعب إلى الإمام.
تقدّم إيران واشتداد عداواة الإستكبار
وعندما يصبح هذا الأمر مبعثَ افتخار واعتزاز لكلّ مسلم في أيّة نقطة من العالم؛
تبدأ العداوات حينها وتشتدّ. إذا لمستم شخصًا في الشارع لمسة خفيفة، فأقصى ما سيفعل
هو أن ينظر إليكم بغضب ويكمل طريقه. لكن إذا ما لكمتموه، فسيعود ويُسمعكم كلامًا
شديدًا. وأمّا إذا وجّهتم له ضربة شديدة، فسيمسك بتلابيبكم ولن يترككم وشأنكم. وحين
ترون أنّهم يأخذون بتلابيب الجمهوريّة الإسلاميّة والنظام الإسلامي، ولا يتركونه
وشأنه؛ فهذا دليل على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة قد وجّهت ضربة قويّة إلى جسد
الاستكبار، وكانت ضربة محكمة وموجعة. ليس عدوّنا زمرة صغيرة أو أربعة أشخاص صغار أو
كبار. ليس عدوّنا الحكومة الإقليميّة الفلانيّة العاجزة، والتي ليس لها قواعد
شعبيّة حتى بين أبناء شعبها. إنّ عدوّنا هو أجهزة الاستكبار الضخمة، التي يُعدّ
الرأسماليّون الصهاينة وأصحاب الشركات والكارتلات العملاقة في العالم، أهمّ وأبرز
من يتّخذون القرارات فيها. هؤلاء هم الواقفون في وجه النظام الإسلامي وهم طبعًا
يستخدمون كافّة الأساليب والأدوات. لقد تلقّوا ضربةً؛ لذلك ترونهم يستخدمون كافّة
الإمكانات والوسائل:ابتداءً من بثّ روح الانهزام والتشكيك في العقائد الإسلاميّة
ودفع الشباب نحو المخدّرات والأفيون والفساد، واستغلال غفلة بعض المؤسّسات لتوجيه
ضربة إلى الشباب ، إلى تأجيج الخلافات الطائفيّة والنزاع بين الشيعة والسنة، إلى
تحريض الزمرة الفلانيّة، وإلى النفوذ - لو أمكنهم ذلك - في المسؤولين ذوي المستوى
الرفيع أو من هم دونهم في الجمهوريّة الإسلاميّة. إنّهم يبذلون جهودًا متعدّدة
الأشكال والأنواع. ورغم كلّ هذه المساعي، فإنّ المؤمنين صامدون: "كالجبل الراسخ لا
تحرّكه العواصف". ليس بوسع هذه الأعاصير هزّ الجمهوريّة الإسلاميّة.
يدُ القدرة الإلهيّة مع النظام
حينما ننظر إلى قلوبنا وإلى قلوب أفراد شعبنا نشاهد الرحمة الإلهيّة. عندما نلاحظ
أنّ عزمنا راسخ وأنّ تحريض العدو لا ينفع معنا، ولا يخيفنا عبوسه، ولا تخدعنا
وعوده، ندرك أنّ هذه رحمة إلهيّة. وإنّ الله تعالى وراء كلّ هذه العوامل الظاهريّة
والماديّة. يد القدرة الإلهيّة وراء هذا النظام، وهي التي تتقدّم به إلى الأمام
وتهديه. "اللهم إنّما يكتفي المكتفون بفضل قوّتك"13.
في الصحيفة السجّاديّة - وأوصيكم جميعًا بالإكثار من قراءة الصحيفة السجّاديّة
والاستئناس بأدعية الإمام السجاد سلام الله عليه ــ ورد أنّ كلّ من لهم قوّة وقدرة
في الدنيا وكلّ المكتفين بذاتهم، إنّما هم ضيوف مائدة قدرتك، وهم في قبضة قدرتك:
"فصلِّ على محمد وآله واكفنا، وإنّما يعطى المعطون من فضل
جدتك فصلّ على محمد وآله وأعطنا، وإنّما يهتدي المهتدون بنور وجهك فصلّ علی محمد
وآله واهدنا"14. فالاعتماد على الله والاكتفاء بالكفاية الإلهيّة
والوثوق والاستظهار بالرحمة والهداية الإلهيّة، لا يترك الإنسان فريسةً لليأس.
وحينما أنظر إلى جماهير شعبنا أرى مثل هذا؛ سواءً كانوا في كردستان، وإنْ كانوا
سنّةً، أم بلوشًا، أم شيعةً، أم كانوا في إصفهان، أم شيراز، يرى الإنسان آيات
الرحمة الإلهيّة واضحةً في أعماق قلوبهم. لقد ربط الله تعالى على القلوب، وأتمَّ
الحجة علينا بتوفيره هذه الإمكانيّات وهذه الأرضيّة؛ فتحرّكوا وسيروا إلى الأمام.
ضرورة معرفة العدو من الصديق
على رجل الدين في هذا الزمن توظيف هذه الإمكانيّة والانتفاع منها إلى أقصى درجة،
ولا بدّ له من التعرّف على الأفكار الجديدة والاطّلاع على طرق الأعداء وأساليبه،
وأن يكون عالمًا بزمانه: "العالم بزمانه لا تهجم عليه
اللوابس"15؛ كجبهة الحرب تمامًا. قد يكون الكثيرون من الحاضرين في هذا
الاجتماع ممّن شهدوا جبهات القتال -لم يشهد الشباب تلك الأيام طبعًا- ففي جبهات
القتال تتساقط القذائف وزخّات الرصاص وتأتي صنوف النيران من كلّ حدب وصوب، وتمرُّ
فوق رأس الإنسان، بحيث يضِلّ اتّجاهه أحيانًا ولا يدري، هل هذا الرصاص وهذه القذائف
تُطلق من قبل العدوّ أم أنّ الصديق هو الذي يدكّ مواقع العدوّ؟ هذا خطرٌ كبيرٌ
جدًّا. الخطر الأكبر بالنسبة إلى المقاتل هو أن يضلّ اتّجاهه ولا يعلم أين العدو
وأين الصديق. إذا لم يعلم أين العدو وأين الصديق، فقد يفتح النار على الصديق، ظنًا
منه أنّه يطلق النيران على العدو؛ هذه حالة خطيرة جدًّا. البعض منّا يطلق النار على
الأصدقاء ويتوهّم أنّه يطلق النيران على العدوّ! البعض منّا يغفل عن أنّ بثّ
الخلافات الطائفيّة مخطّط يريده العدوّ ليشغلنا بعضنا ببعض. نغفل؛ فتصبح ذروة همّة
الشيعي ضرب السنّي وكلّ همّة السنّي ضرب الشيعي. هذا شيء مؤسف جدًّا، وهو ما يريده
العدو.
مضاعفات الغفلة عن تشخيص "العدو:
أــ الإمتناع عن دعم البعض لأهل غزة باعتبارهم نواصب
أضربُ مثالًا من قضيّة "دعم فلسطين"، حيث لم يبلغ أيّ بلد ولا أيّة حكومة ما بلغته
الجمهوريّة الإسلاميّة في دعم فلسطين. وهذا ما يعترف به العالم كلّه. ووصلت الأمور
إلى درجة أنّ بعض البلدان العربيّة امتعضت جدًّا وقالت: إنّ إيران تبذل كلّ هذه
الجهود هنا من أجل مصالحها وأهدافها! طبعًا لم يبال الفلسطينيّون بهذا الكلام. ومن
ذلك ما حدث في قضيّة غزة - في حرب الـ 22 يومًا التي وقعت قبل أشهر -حيث عملت
الجمهوريّة الإسلاميّة بكافّة مستوياتها: من القيادة ورئاسة الجمهوريّة والمسؤولين
والمدراء والجماهير والتظاهرات والأموال والمساعدات والحرس الثوري وغير ذلك؛ عمل
الجميع لخدمة الإخوة الفلسطينيّين المظلومين المسلمين، وفي ذروة هذا الوضع شاهدنا
فجأةً، أنّ فايروسًا ينتشر ويتكاثر؛ حيث يتردّد باستمرار إلى بعض العلماء
والمحترمين والمبرّزين ويقولون لهم: من هؤلاء الذين تساعدونهم؟ أهالي غزّة من
النواصب! والنواصب هم أعداء أهل البيت، وصدّق بعضهم ذلك! ورأينا بعض الرسائل
والردود تقول: إنّ هؤلاء نواصب. قلنا: العياذ بالله، لعنة الله على الشيطان الرجيم
الخبيث. في غزّة هناك مسجد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومسجد الإمام
الحسين، كيف يمكن أن يكونوا نواصب؟ نعم، هم سُنّة لكنّهم ليسوا نواصب. فهؤلاء
المغرضين هكذا تحدّثوا وعملوا وبادروا.
ب ــ الإشتباه بأن الشيعة يهينون مقدسات السنة
وهناك في الاتّجاه المقابل أيضًا، تذهب جماعة إلى قم، يفتّشون بين طيات الكتب
الشيعيّة، ليجدوا أين أُهينت مقدّسات أهل السنّة، يصوّرونها ويوزّعونها في المحافل
السنيّة ويقولون: هذه كتب الشيعة. أو يجدوا خطيبًا جاهلًا غافلًا أو مغرضًا يُسيئ
إلى مقدّسات أهل السنّة على المنبر، فيسجّلون كلامه على شريط أو على قرص مضغوط
ويوزّعونه هنا وهناك، ويقولون: انظروا، هؤلاء هم الشيعة. يشوّهون هذا عند ذاك وذاك
عند هذ16. فما معنى هذه المساعي؟! ما معنى ﴿وتذهب ريحكم﴾17؟ هذا هو معناها في
النهاية. حينما يشيع الخلاف والتفرقة وسوء الظن فيما بيننا، وحينما يعتبر بعضُنا
بعضًا خونة، فمن الطبيعي أنّنا لن نتعاون. وحتى لو تعاونّا فلن نكون أودّاء بعضنا
مع بعض. وهذا ما يريده الأعداء.
الخلاف الفكري بين المذهبين ينبغي أن لا يتحول إلى عداء
على علماء الشيعة وعلى علماء السنّة أن يفهموا هذا ويدركوه. من البديهي أن يكون لدى
المذهبين اختلافات في بعض الأصول وبعض الفروع، وهما متوافقان في الكثير من الأصول
والفروع الأخرى. والاختلاف لا يعني العداء. تختلف فتاوى الفقهاء الشيعة بعضها عن
بعض، أحيانًا، مئة وثمانين درجة. وتختلف فتاوى أئمّة أهل السنّة بعضها عن بعض
أحيانًا اختلافًا كبيرًا. ولكن لا ضرورة حينما تختلف الفتاوى، لأن يلجأ الإنسان إلى
السباب، والإساءة إلى من يختلف معه. هذا مذهبه كذا، وذاك مذهبه كذ18.
نعم، هكذا هم أهل السنة؛ أي، ينبغي أن لا يتصوّر أحد أنّ أهل بيت النبي هم للشيعة
فقط، كلا؛ إنّهم لكلّ العالم الإسلامي. من ذا الذي يرفض فاطمة الزهراء (سلام الله
عليها)؟ ومن هو الذي يرفض الحسنين (عليهما السلام) سيّدي شباب أهل الجنة؟ من ذا
الذي يرفض أئمّة الشيعة الأجلّاء؟ يعتبرهم البعض أئمّةً واجبي الطاعة والبعض لا
يعتبرونهم كذلك، لكنّهم لا يرفضونهم. هذه حقائق يجب فهمها وتكريسها. البعض، طبعًا،
لا يفهم هذا وتستفزّه تحريضات الأعداء وهو يحسب أنّه يحسن صنعًا...
﴿قل هل ننبئّكم بالأخسرين أعمالًا، الذين ضلّ سعيهم في
الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا﴾19. يتوهمّون أنّهم يفعلون
خيرًا، وهم في غفلة عن أنّهم إنّما يعملون للأعداء؛ هذه خصوصيّة زماننا.
لقد طال بي الكلام، ولديّ الكثير ممّا أقوله لكم طبعًا. لديّ الكثير من الكلام مع
العلماء وخصوصًا مع الطلبة الشباب، إلّا أنّ المجال ضيّق. لو كان ثمّة مجال وفرصة
أوسع، فهناك كلام أكثر يمكن أن يُقال. إجمالًا، اعلموا أنّ معاداة الإسلام، اليوم،
هي أخطر من السابق، والسبب هو قيام حكومة الإسلام هنا. يشعرون بالخطر من سيادة
الإسلام ورفع رايته في إيران. يجب أن تمسكوا هذه الراية بقوّة، وعلى الجميع معرفة
قدر هذه السيادة الحكومة. كلّ من يحبّ الإسلام، ويحبّ القرآن- عليه أن يعرف قدر هذه
السياد؛ هذا هو الهدف والاتّجاه العام.
الأكثر إستهدافا من ألأعداء العلماء وجيل الشباب
ومن الناحية العمليّة؛ ينبغي التنبّه إلى النقطة الأولى التي ذكرتها، فقد مرَّ
الزمن، وحصلت الكثير من التغييرات وازدادت طرق النفوذ إلى أذهان الشباب. عليكم
معرفة هذه الطرق، والاهتمام على نحو خاص بمواجهة الأعداء على صعيد أفكار الشباب
ومشاعرهم، واعلموا أنّ النقطة الأولى التي يستهدفها العدوّ هي النقطة الناشطة، التي
يشكّل جيل الشباب أحد جوانبها؛ إذ الأمل منعقد على جيل الشباب وهو الذي يصنع
المستقبل. لذلك، يستهدفه الأعداء. وطبعًا، إنّ من النقاط الحسّاسة الأخرى: علماء
الدين؛ فالأعداء يستهدفون علماء الدين أيضًا بأساليب وأشكال مختلفة. والشاهد على
ذلك الضغوط المشهودة، وقد أشار سماحة السيّد موسوي20 إلى الضغوط الشديدة التي فرضت
على علماء كردستان في السنين الأولى من الثورة والشهداء الكثيرون الذين قدّموهم
-سبعون شهيدًا- وقد وفّقنا الله بالأمس لزيارة أضرحة بعض هؤلاء الشهداء الأبرار في
روضة الشهداء، وقرأنا لهم الفاتحة. نرجو أن يرفع الله درجات الشهداء أكثر فأكثر.
اللّهم اجعل ما قلناه وسمعناه لكَ وفي سبيلك وتقبّله منّا بكرمك. اللهم بمحمّد وآل
محمّد أنزل توفيقك ورحمتك وفضلك على شعب إيران، وعلى كلّ واحد من الحاضرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- نهج البلاغة، خطبة 3
2- الكافي، ج1، ص32
3- الأحزاب؛ 39
4- آل عمران؛ 146
5- القصص؛ 4.
6- هوليود هي منطقة في مقاطعة لوس أنجلس في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة
الأمريكية تقع بين الغرب والشمال الغربي لمركز مدينة لوس آنجليس. سبب شهرتها وجود
استوديوهات السينما والنجوم العالميين فيها، تعد المركز التاريخي للسنيما الأمريكية
والممثلين الأمريكيين. تستخدم كلمة «هوليوود» غالبا كـ كنايةللسينما في الولايات
المتحدة الأمريكيّة؛ تشترك سياسات العمل في هذه المؤسّسة كثيرًا مع سياسات الحكومة
الأمريكيّة خاصّة لجهة دعم الهيمنة وإبراز القوّة والفرادة والتفوّق الأمريكي في
مختلف الميادين؛ والمساهمة في نشر الثقافة الأمريكيّة وتثبيت دعاية التفوّق العالمي
لهذه الدولة. وقد ثبت من خلال الإحصاءات والأبحاث بل والواقع المعاش أنّ لهذه
المؤسّسة الأثر الأقوى في الرأي العام الثقافي والاجتماعي والسياسي..
7- عبّر حرفيًا: هي شبهات من جنس هذا العصر.
8- المقصود هنا أنّ حكومة قرآنية بالتمام والكمال.
9- سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (9 أكتوبر 1906م - 29 أغسطس 1966م) كاتب وأديب
ومنظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم
نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين. مرّ سيد قطب بمراحل
عديدة في حياته من حيث الطفولة ثم أدب بحت في مدرسة العقاد ثم ضياع فكري ثم توجه
للأدب الإسلامي إلى أن صار رائد الفكر الحركي الإسلامي. يعتبر سيد قطب من أكثر
الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن
الماضي، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية.
10- جمال الدين الأفغاني: أحد الأعلام البارزين في النهضة المصرية ومن أعلام الفكر
الإسلامي بالنسبة للتجديد.
11- الخلايا الجذعية عبارة عن تجمعات خلوية تشتق من النسيج الأصيلي الخارجي
epiblast tissue من كتلة الخلايا الداخلية inner cell mass للكيسة الأرومية. الكيسة
الأرومية تكون عادة مرحلة مبكرة من التطور الجنيني بعمر حوالي 4-5 أيام في الإنسان
وتتألف من 50-150 خلية.
تعتبر الخلايا الجذعية الجنينية بسبب قدرتها الانقسامية اللامحدودة وتعدد خياراتها،
مصدرا كامنا للعديد من الأفكار في مجال الطب واستبدال الأعضاء بعد أذيتها أو مرضها.
12- القمر ناهيد
13- الصحيفة السجادية، الدعاء الخامس
14- الصحيفة السجادية، الدعاء الخامس
15- الكافي، ج1، ص26.
16- يشوهون السنة في نظر أهل الشيعة ويشوهون الشيعة في نظر أهل السنة.
17- الأنفال، 76.
18- هنا قرأ أحد الحضور هذين البيتين: آل النبـي ذريعتـي وهـم إليه وسيلتي
أرجو بهم أُعطى غدًا بيد اليمين صحيفتي
19- الكهف؛ 103-104.
20- ممثل الولي الفقيه في محافظة كردستان.