يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي(دام ظله) في لقائه قادة القوة الجوية

2017

الرهان على القوى المادية والشيطانية مآله الخيبة والخسران

عدد الزوار: 71

كلمة الإمام الخامنئي(دام ظله) في لقائه قادة القوة الجوية1_7-2-2017

الرهان على القوى المادية والشيطانية مآله الخيبة والخسران

بسم ‌الله‌ الرّحمن‌ الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أهلًا بكم أيّها الإخوة الأعزّاء، العاملون المجدّون والفعّالون وطيّبو السمعة، في القوّات الجوّيّة للجمهوريّة الإسلاميّة. المناسبة هي أيضًا مناسبة موجبة - بالمعنى الواقعي للكلمة- للسمعة الطيّبة للقوّات الجوّيّة في الجمهوريّة الإسلامية. أشكر فرقة الإنشاد على أدائها المميّز، والشعر، ذي المحتوى والمليء بالمضامين، الذي قدّمته.

مبايعة "القوّة الجويّة" لقائد الثورة من المدد الإلهي
حسنًا، منذ سنوات طويلة ونحن نعقد المجالس في ذكرى واقعة التاسع عشر من بهمن من العام 57 [7-2-1979] الفائقة الأهميّة، نتكلّم ونثير المواضيع حولها، لكنّ الكلام حول هذه الحادثة -بالمعنى الواقعي للكلمة- لا ينتهي. لقد قيل الكثير من الكلام حول هذه الحادثة، لكن ما زال هناك الكثير من الكلام ليُقال. على حدّ تعبير الشاعر: يمكن التكلّم عمرًا عن زُلْف2 الحبيب3.

لقد كانت حادثة التاسع عشر من بهمن من العام 57 حادثة مصيريّة. فالقوّات الجوّيّة في النظام الطاغوتي، كانت في الواقع، من أقرب أقسام الجيش إلى الجهاز الطاغوتي والنظام السياسي المرتبط بأمريكا. ولم يكن أيّ من أقسام الجيش الأخرى في ذلك العهد، موضع ثقة النظام الطاغوتيّ واعتماده ومحطّ آماله بقدر القوّات الجوّيّة. وقد تلقّى هذا النظام من هذه القوّات تمامًا ضربةً موجعة. هذه الضربة الموجعة التي أتكلّم عنها، هي ضربة بالمعنى الواقعي للكلمة: تأتي فجأة، جماعة من العاملين في الجيش، مع كلّ ذلك النَظم الذي نُظّم به، وذلك الجوّ الذي هُيّئ له؛ وأيضًا من ذلك القسم الحسّاس ــ أعني به القوّات الجوّيّة التي كانت محطّ ثقتهم إلى حدٍّ كبير- فتبايع إمام الثورة وقائدها ــ وليس في الخفاء، [بل] في وضح النهار وعلنًا ــ وهي ترفع بطاقات هويّاتها في أكفّها. لقد كنت يومها هناك في شارع إيران، حيث كانوا يتوافدون إلى المدرسة، التي كان الإمام يقطن فيها، أفواجًا أفواجًا -كسرايا- يسير بعضها خلف بعض، مطلقةً الشعارات ورافعة بطاقات هويّاتها في أيديها. لقد كانت حادثة عجيبة جدًّا. وهي حقًّا مصداق للآية الشريفة: "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"4. ومن حيث لم يكن النظام الطاغوتي يحتسب، تلقّى الضربة. ففي حساباتهم كان كلّ شيء محتملًا إلّا هذا. ووقع تمامًا هذا الشيء نفسه الذي كان من أبعد الاحتمالات: أن تأتي القوّات الجوّيّة للجيش في ذلك العصر فجأة، بالرغم من تبعيّة قائدها، وبالرغم من ارتباطاتها المتنوّعة؛ارتباطاتها وتبعيّتها الكثيرة: التجهيزيّة والتدريبيّة وغيرها- وتقف إلى جانب الناس وتبايع الإمام وقائد الثورة؛ لهي ضربة عجيبة، لم يكن أحد ليتوقّعها. نحن أيضًا لم نكن نتوقّعها. أي إنّ المؤمنين والثوريّين أيضًا الذين كانوا في الجبهة المقابلة، لم يكونوا يتوقّعون مثل هذا الأمر. لقد كان هذا في الواقع الرزق الذي لا يُحتسب: "ومن يتّق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب"5. أحيانًا قد تصل إلى الإنسان مساعدة: عون، نَفَس، دم، من مكان لم يكن ليخطر على باله، أو يحسب له حسابه. وكانت [هذه الحادثة] رزقًا لا يُحتسب لهذه الجبهة. نحن أيضًا لم نكن نحسب مثل هذا الأمر، أي إنّه لم يخطر ببال أحد منّا -الشعب الإيراني والثوريّين والإمام العظيم- أبدًا، أن يرد الميدان أشخاص من الجيش. بالطبع، كانت تربطني قبل ذلك في "مشهد"، علاقات صداقة مقرّبة ببعض عناصر الجيش المعدودين جدًّا. وكنت أعلم أنّهم يوافقوننا في الفكر. كما كانت تربط بعض عناصر الجيش في طهران أيضًا علاقة صداقة ببعض الأصدقاء. هؤلاء كانوا موجودين؛ أمّا أن تقوم جماعة كهذه ــ بهذه الحركة العظيمة والعلنيّة ــ وتأتي [للمبايعة]، فهذا واقعًا كان رزقًا لا يُحتسب؛ ولم يكن بالحسبان.

لا تغفلوا عن عنصر "المدد الإلهي" في حساباتكم
حسنًا، لنأخذ ههنا درسًا: ضعوا "الرزق الذي لا يُحتسب" دومًا وبنحو إجمالي في حساباتكم. صحيح أنّ الحسابات العقليّة والماديّة لها تأثيرها ولازمة؛ لا شكّ في هذا. لا يوجد في تعاليم الإسلام ما يدعونا إلى ترك الحسابات العقليّة، أو المحاسبات الفكريّة والمادّيّة. لا، فينبغي حتمًا أخذها بعين الاعتبار. لكن افسحوا المجال في مكان ما للحسابات التي تعلو على المسائل المادّيّة، وتتخطّى ما يمكن أن يخطر في عقل الإنسان. هذا موجود في جميع حساباتنا. وينبغي مراعاته وأخذه بالحسبان وتوقّعه في جميع أعمال الجبهة المؤمنة. نقرأ في الدعاء: "يا من إذا تضايقت الأمور فتح لها بابًا لم تذهب إليه الأوهام"6. عندما تتعقّد الأمور؛ عندما نصل بحسب الظاهر إلى طريق مسدود، أحيانًا يفتح الله تعالى من زاوية من زوايا هذا الطريق المسدود طريقًا،لم تذهب إليه الأوهام: ما وصل إليه وهمُ بشر ولا فكر إنسان.

- الحرب المفروضة مثالا
مثل هذا الشيء موجود. والحرب المفروضة [أكبر] مثال عليه7..

حين بدأت الحرب المفروضة، كان بيننا وبين ذلك المهاجم -نظام صدّام البعثي- بونٌ شاسع من حيث الإمكانات، ومن حيث عدد القوّات، والتنظيم والتشكيلات. لقد كان هو مستعدًّا، منظّمًا تجهيزاته وقوّاته. فرقه معروفة، قوّاته الأرضيّة والجويّة كلاهما على [أتمّ] الجهوزيّة. دفاعاته، إسناداته، فرقه الهندسيّة، [أقسامه] المختلفة وكلّ وحداته جاهزة. [أمّا] نحن، فقد كنّا نعاني مشاكل في جميع هذه الأمور، سواء في العدّة والعتاد، أم في عديد القوّات، أم في الفرق الهندسيّة، أم في الإسناد والدعم، أم في التجهيزات والتشكيلات. كنّا نعاني مشاكل. لقد قلت ذات يوم في مثل هذه الجلسة، في التاسع عشر من بهمن8: إنّ قائد القوّات الجويّة حينذاك، قد أحضر لي لائحة بالطائرات التي يمكن الاستفادة منها، وقال إنّ سائر طائراتنا ستتوقّف عن العمل في ظرف سبعة عشر أو ثمانية عشر يومًا بالحدّ الأقصى، وستتعطّل. وذلك أنها بحاجة إلى قطع غيار. وكان آخر من سيتوقّف منها عن العمل هو طائرات  C130. وكان من المفترض في الأيّام الثلاثة الأولى أن تخرج طائرات  F5 و  F6 و  F12 وأمثالها، من الخدمة تدريجيًّا. وما كان سيستمرّ منها في الخدمة لمدّة خمسة عشر أو عشرين يومًا، كان طائرات C130.وهي طائرات نقل. كان لدينا عدد منها على سبيل المثال. هذا ما كنّا نتصوّره يومها. لكن [الله] "فَتَحَ بابًا"، واستمرّ نشاط قوّاتنا الجويّة حتّى نهاية الحرب. هذا هو معنى "فتح لها بابًا لم تذهب إليه الأوهام". وهذا هو معنى الرزق الذي لا يُحتسب.

عليكم دومًا أن تضعوا هذا الأمر في حسبانكم. إن كنّا مؤمنين، وإذا ما أعملنا العقلانيّة إلى جانب التوكّل على الله تعالى والأمل به؛ حينها سيُفتح لنا هذا الباب. لا أن نعطّل العقل، ونلقي الحسابات المادّيّة جانبًا. لا، فجميع هذه الأمور لازمة، ونحن دومًا نؤكّد عليها. لكن، دعوا إلى جانب هذه الأمور مكانًا للمدد الإلهي. هذا إن كنّا من أهل التوكّل على الله، ومن أهل الثقة به. هذا ما حصل بالنسبة إلى جميع مشاكل الثورة، في هذه السنوات السبع والثلاثين أو الثماني والثلاثين التي مضت على انتصارها. وقد شهدنا المدد الإلهي على الدوام.

إنجازات القوات الجوية بعد إنتصار الثورة
أريد الآن أن أتكلّم بأمرين فيما يخصّ القوّات الجوّيّة في جيش جمهوريّة إيران الإسلامية، ومن ثمّ أعود إلى هذا البحث.

أ ــ القوات الجوية تحبط إنقلابا كبيرا ومدبرا
لقد أبلتْ القوّات الجويّة بعد هذه الحادثة بلاءات حسنة. حين أعود بالذاكرة إلى الوراء وأفكّر في أحداث الإنقلاب الذي كان يُعدّ له قبل الحرب المفروضة -وكان يشارك فيه عناصر من القوّات الأرضيّة والجوّيّة ومدنيّون وغيرهم- [أرى] أنّ من كان السبب الأوّل في إفشال هذه العمليّة، هو ضابط في القوّات الجويّة. فقد جاء إليّ طيّار وأبلغني بما يجري، فأبلغت الحكومة وأخذت استعداداتها. فالتحرّك الكبير الذي كان من المفترض أن يبدأ في قاعدة الشهيد "نوجه" في همدان وينتقل من ثمّ إلى طهران والمناطق الأخرى، قد أحبطه عنصر من القوّات الجوّيّة. أنا لا أنسى هذا الأمر. والنظام لا ينسى هذه المحبّة، وهذا العون، وهذه الخدمة الكبيرة.

ب ــ القوات الجوية تطلق " جهاد صناعة قطع الغيار "
القسم الأوّل من أقسام الجيش الذي أطلق فيه جهاد "صناعة قطع الغيار" -وبدأوا بصناعتها- كان القوّات الجويّة. قبل ذلك، لم تكن صناعة قطع الغيار موجودة في القوّات الجوّيّة. حتّى إنّهم لم يكونوا يسمحون للعناصر الفنّيّة بأن تتعرّف إلى قطع الغيار المركّبة والمعقّدة. وقد ظهر جهاد صناعة قطع الغيار في القوّات الجويّة تحت عنوان "الجهاد" هذا. لقد قاموا واقعًا بحركة جهاديّة. فكانت القوّات الجويّة هي القسم الأوّل الذي بدأ بهذا الأمر، ومن ثمّ تبعته أقسام الجيش الأخرى، وكانوا هم السبّاقين والمبتكرين في هذه المسألة.

ج ــ في الحرب المفروضة دورها كان مصيريا
في الحرب المفروضة، ومنذ الأيّام الأولى، أمدّت الطلعات الجويّة الشعب بالروحيّة. كنت حينها نائبًا في المجلس. [عندما] دخلت إلى المجلس وقدّمت لهم تقريرًا بعدد طلعات كل طائرة من الطائرات الإيرانية، ذُهل الجميع عجبًا: كلّ هذا العمل، وبهذه العظمة. كما شاع الخبر وسرى إلى الشعب في كافّة أنحاء البلاد وترك أثره فيه. وهذا ما حصل طوال تلك المدّة. في العمليّات المختلفة التي أنجزها الجيش أو الحرس ـ خاصّة العمليّات المهمّة من قبيل "والفجر8" و "والفجر5" وأمثالها التي حقّقت إنجازات كبيرة ومهمّة ـ كان دور القوّات الجويّة دورًا مصيريًّا. رحم الله الشهيد "ستّاري" الذي كان يومها ضابطًا في الدفاع الجويّ؛ فقد قام بالعمل الدفاعي في "والفجر 8" بسرعة وجدّيّة أذهلت الجميع. وأذهل العدوّ كذلك؛ [لأنّه استطاع] إسقاط عدد كبير من الطائرات. إنّ القوّات الجويّة قوّات ذات سمعة طيّبة. وقد عملتم بعد ذلك وما زلتم تعملون إلى الآن.

أيّها الشباب الأعزّاء: اعملوا، واسعوا، وفكّروا، وأقدموا، وسدّوا الثغرات، وقوّوا الإدارات، و[ضاعفوا] مهما أمكنكم البناء والصناعة في القوّات الجويّة. أنا أعرف مصاعبكم -مصاعبكم هي مصاعب البلد- تغلّبوا على هذه المصاعب وسدّوا الثغرات بهمّتكم الإنسانيّة العالية، بعلمكم، بتقواكم، بأملكم باللطف الإلهي والتوكّل عليه سبحانه. ويمكن سدّها، وذلك كما حصل وأُنجزت إلى الآن الكثير من الأعمال.

 الاعتماد على القوى الشيطانية مآله الخيبة والخسران
حسنًا؛ الأمل بالله والتوكّل عليه ــ الذي يستتبع الرزق الذي لا يُحتسب ــ متى يؤتي أُكُلَه؟ عندما يُعمِل الإنسان العقل إلى جانب التوكّل على الله تعالى والرجاء له. وإذا ما صار العكس؛ فلا. إذا ما أردنا إعمال العقل في ظلّ الاعتماد على الشياطين، فحينها سيحصل أمر آخر. يقول الله تعالى في سورة النور: "أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً"؛ كالسراب، حيث يرى العطشان الأرض من بعيد كأنّها ماء، وحين يقترب "لم يجده شيئًا ووجد الله عنده"9. هكذا هو تعليق الأمل على الشياطين؛ تعليق الأمل على القوى المادّيّة والشيطانيّة.

إنّ العقلانيّة والتدبير والعمل العقلاني في المسائل المختلفة - في الدبلوماسيّة، وفي قضايا البلاد، وفي الإدارة الداخليّة، وفي التجهيزات، في العلم، في الصناعة، وغيرها - أمر لازم وضروريّأمّا الاعتماد على الشياطين، وعلى من هو مخالف لأصل وجودكم، لهو خطأ كبير.

لا يصحّ الاعتماد والثقة بتلك القوّة التي لا يمكنها احتمال أصل وجود الجمهوريّة الإسلامية، وأصل صيرورة الإسلام قويًّا، ولا تتقبّل ذلك. لا يمكن تعليق الآمال عليه: "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً".هذا هو ذلك السراب نفسه . إذا ما توكّلتم على الله فهناك الرزق الذي لا يُحتسب. وإن اعتمدنا على الشيطان، فاعتمادنا سيكون "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً". ينبغي لهذا الكلام أن يبقى دومًا في ذهني وذهنكم فردًا فردًا، وفي ذهن كلّ واحد من أبناء الشعب الإيراني. اسعوا، وجدّوا، وابتكروا، ورِدُوا الميدان بطاقاتكم الحقيقيّة التي وهبكم الله إيّاها ــ  بالتوكّل على الله، والأمل بمعونته ــ وحينذاك سيمدّكم الله تعالى بالعون. أمّا إن جلستم منتظرين الشيطان -والشيطان الأكبر- ليأتي ويمدّكم بالعون، حينها سيكون ذلك الأمر نفسه "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً"، ولن يصلنا منه خير.

من جرائم حكومة أوباما بحق إيران والمنطقة
والآن جاءنا هذا السيّد 10 الذي أصبح للتوّ رئيسًا للولايات المتّحدة الأميركيّة، ليقول لنا: عليكم أن تشكروا أمريكا، وأن تشكروا حكومة أوباما. ولِمَ نشكرها؟! إنّنا لسنا شاكرين على الإطلاق. فقد كان11 من ضمن تلك التشكيلة التي فرضت تلك العقوبات القاسية على الشعب الإيراني بهدف شلّ الجمهوريّة الإسلامية وشعبها. وكانوا يأملون بأن تُشلّ. بالطبع، لم يحقّقوا هذه الأمنية، ولن يحقّقوها أبدًا. ولن يستطيع أيّ عدوّ مطلقًا، أن يشلّ إيران.

يقول: عليكم أن تشكروا [أمريكا]. لا يا سيّد، لن نشكرها، وعلامَ نشكرها؟ على العقوبات؟ على إيجاد داعش؟ على إحراقها المنطقة؟ على حرقها لسوريا؟ على إحراقها العراق؟ علامَ نشكرها؟ لدعمها فتنة انتخابات العام 2009م في البلاد؟ من ناحية يرسل [أوباما] رسالة إليّ ويبدي فيها محبّته وودّه وتعاونه، ومن ناحية أخرى يدعم بشكل علني وصريح مثيري الفتنة، ويقول: إنّنا نقف وراءكم، ويسعى لخلق الفتنة في البلاد. هذا هو وجه النفاق. وذاك هو القفّاز المخملي الذي يغطّي اليد الحديديّة الذي أشرت إليه مرارًا وتكرارًا.

الرئيس ترامب يكشف الوجه الحقيقي لأميركا
 لن نشكر أحدًا. نحن ندرك ونعي ماذا كانوا يفعلون. ويأتي هذا ويقول: عليكم أن تشكروه، وأن تخافوني أنا. لا؛ فنحن أيضًا لا نخافك. وسيردّ الشعب في الثاني والعشرين من بهمن على هذه التهديدات وهذا الكلام في الشارع. بلى، نحن نشكر هذا السيّد الذي تولّى الرئاسة للتوّ. وشكرنا له، كونه وفّر علينا الجهد في الكشف عن الوجه الحقيقي لأمريكا. الأمر الذي تكلّمنا عنه مرارًا طوال نيّف وثلاثين عامًا: فيما يخصّ الفساد السياسي، والفساد الاقتصادي، والفساد الأخلاقي، والفساد الاجتماعي في الجهاز الحاكم لأمريكا. فجاء هذا السيّد وكشف عن هذا الأمر وعرّاه في فترة الانتخابات وبعدها. وها هو الآن أيضًا يظهر من خلال الأعمال التي يقوم بها الوجه الحقيقي لأمريكا، وحقيقة حقوق الإنسان الأميركيّة: يكبّلون يدي طفل في الخامسة من العمر! هذه هي حقوق الإنسان خاصّتهم.

متيقنون من إنتصار الشعب الإيراني
لقد وجد الشعب الإيراني طريقه. والشعب الإيراني يتقدّم في هذا الطريق ويطويه بمنطق وعقلانيّة. وبالتوكل على الله تعالى، وبقوّة وسرعة، وبثقة بالنفس. إنّ الشعب الإيراني اليوم يثق بنفسه. وشبابنا يعملون بثقةٍ بأنفسهم. صروحنا الجامعيّة ومجموعاتنا الجامعيّة مملوءة ومفعمة بالفكر والإبداع الذي يحصل اليوم على الصعيد العلمي. وهكذا هو الوضع على صعيد البناء والعمران. وهو أيضًا كذلك في المجالات المتنوّعة. والكلام الأوّل في البلاد هو للعقلانيّة. غاية الأمر أنّها مصحوبه بالتوكّل على الله والاعتماد عليه. إنّنا نعلم أنّ الشعب الإيراني سينتصر يقينًا في هذا الطريق. وسيحقّق نتائجه المطلوبة، وأهدافه المنشودة.  

رحم الله الإمام الخميني العظيم الذي أوضح للشعب الإيراني الحقائق، حول هذه المسائل في بداية الثورة وعلى امتداد عشر سنوات من عمره المبارك. انظروا في خطابات الإمام: فالإمام كان يعرف الصديق، ويعرف العدوّ. ويعرف الشعب الإيراني، كما كان يعرف الأهداف. فالإمام كان يبيّن مرارًا وتكرارًا، ويقول، ويصرّ على عدم الاعتماد على الشيطان، وعدم الثقة بالعدوّ، ويحذّرنا من الثقة بالعدوّ، لأنّه يعرف العدوّ. وكنّا نحن بالطبع، نقول هذا الكلام. إنّ هذا الكلام اليوم واضح. ويُعلن للملأ، والجميع يراه. وتصرّفات هذا السيّد [ترامب] تظهر حقيقة أمريكا وطبيعتها، وباطن هذا الكلام المتعلّق بحقوق البشر ومحبّة الإنسان وأمثالها التي يتشدّقون بها. هذا هو الشيء الذي يمكننا استخلاصه ممّا يجري  ومن التدبّر في أقوال الإمام.

أسأل الله ربّ العالمين أن يوفّقكم. عليكم أيّها الشباب أن تكونوا جاهزين لتتمكّنوا بعونه تعالى من النهوض بالعمل الكبير الملقى على عاتقكم. عليكم أن تؤدّوا عملًا كبيرًا. فقد أدى الجيل الذي سبقكم أعمالًا مهمة، وبقيت أعمال مهمة أخرى يجب أن تؤدوها أنتم. ستجهزون أنفسكم إن شاء الله بالتوكل على الله تعالى، وتوصلون هذه الأمانة للأجيال القادمة بعدكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1- في بداية هذا اللقاء تحدّث الأمير اللواء الطيار حسن شاه صفي قائد القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
2- الشعر النابت على صدغ الرأس.
3- الشاعر الإيراني صائب تبريزي: يمكن التحدث عن جدائل شعر الحبيب عمرًا بكامله، فلا تَخَل أنه لم يبقَ مضمونًا ليقال.
4- سورة الحشر، جزء من الآية 2 .
5- سورة الطلاق، جانب من الآيتين 2 و 3 .
6- قصص الراوندي، باب في أحوال محمد (ص)، ص 363 ، بقليل من الاختلاف.
7- هذا العنوان كلام القائد أيضا
8- بتاريخ 8 شباط 1992 م .
9- سورة النور، شطر من الآية 39 .
10- دونالد ترامب رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة.
11- يقصد أوباما نفسه

2017-02-14