علينا أن نصنع الوحدة، ونوحّد كلمتنا، ونجعل قلوبنا واحدة؛ فهذا تكليف كلّ من يمكن أن يكون له تأثير في هذه الأمّة الإسلامية الكبرى.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ أهمية الوجود الأقدس للنبيّ الأعظم
(صلى الله عليه وآله وسلم) هي لدرجةٍ أنْ قد منّ الله تعالى على البشريّة إذ منحها
هذه النعمة؛
﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ
رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾(آل عمران: 164). يخاطب الإمام السجاد (عليه السلام) في
الصحيفة السجادية ربَّه قائلاً: «الحَمدُ لِلّهِ الَّذي مَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ
نَبیِّه دونَ الأُمَمِ الماضیَة وَالقُرونِ السّالِفَة».
لقد أرسل الله تعالى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
﴿رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء:107)، وليس رحمةً «لفرقة من البشر» أو «لجمعٍ من
العالمين»، بل
﴿رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
الجهاد: فرضٌ دائم
إنّ المتسلّطين والكافرين لا يرغبون في أن ينهل الناس من مائدة الرحمة الإلهيّة
الواسعة، ويعارضون قوّتهم، فتجدهم يواجهون هذه الحركة الإلهيّة، فيقول الله سبحانه
وتعالى حينئذٍ:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ
الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾(الأحزاب:1)، ولا تسِر وراءهم واحذرهم، ويقول في
موضع آخر:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ
وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾(التوبة:73). يقول تعالى:
﴿جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ﴾، وليس «قاتل الكفار والمنافقين»؛ لأنّ القتال ليس واجباً
ضروريّاً دوماً، ولكن الجهاد ضروريّ ولازم على الدوام.
على صراطٍ مستقيم
إنّ الآيات الكريمة التي نزلت حول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، والتعاليم التي
أُعطيت له لتعلّمه بناء المجتمع الإسلامي الجديد خطوة بخطوة وكلمة بكلمة، كثيرةٌ
جدّاً. وصيتنا إلى أنفسنا، وإلى شبابنا، وإلى المبلّغين للشؤون الدينية، وإلى من
بيده مقاليد أفكار الناس، هي الرجوع إلى هذه الآيات كلّها، ومشاهدة هذه المفاهيم
القرآنية بأجمعها، فإنّها منظومة كاملة. إنّ مشكلتنا تكمن في الغفلة عن هذه
التعاليم التي يخاطب الله بها نبيَّه، والصفات التي يصفه بها. فلو وضعنا هذه
المنظومة الكاملة نصب أعيننا، حينها سيظهر لنا بوضوح ذلك المسار والموقف الصحيح،
وذلك الصراط المستقيم الذي كان النبي يسلكه؛
﴿إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
(الزخرف:43).
الاتّحاد الإسلامي سبيلُ العلاج
يعاني العالم الإسلامي من محن كبرى، وسبيل العلاج هو الاتحاد الإسلامي: الوحدة،
تكامل الجهود، التعاون، تجاوز الاختلافات المذهبيّة والفكريّة. إنّ دأب القوى
الاستكبارية اليوم هو إبعاد العالم الإسلامي عن الوحدة أكثر فأكثر؛ لأن وحدة العالم
الإسلامي تشكّل تهديداً لها: مليار مسلم ونصف، موارد كبيرة، طاقات بشرية جبّارة، إن
توحّدت فيما بينها، وتحركت متّحدة نحو الأهداف الإسلامية، لما عاد بوسع المتسلّطين
أن يقرعوا طبول قوّتهم أو أن يفرضوا إرادتهم في العالم، ولما كان باستطاعة الشبكة
الصهيونية الخبيثة أن تمسك الحكومات والقوى المختلفة بمخالب اقتدارها، وأن تسيّرها
في طريقها ومسيرها.
التشيّع البريطاني والتسنّن الأمريكي: شفرتا مقصٍّ واحد!
توجد في المنطقة اليوم إرادتان متعارضتان: إرادة الوحدة، وإرادة التفرقة.
إرادة الوحدة تختصّ بالمؤمنين، ونداء اتحاد المسلمين واجتماعهم يعلو من الحناجر
المخلصة التي تدعو المسلمين إلى الاهتمام بقواسمهم المشتركة؛ فلو حدث هذا وتحققت
الوحدة لما بقيت أوضاع المسلمين الراهنة على ما هي اليوم عليه، ولاكتسب المسلمون
العزة.
لاحظوا كيف أنّ المسلمين اليوم، من أقصى شرق آسيا في ميانمار إلى غرب أفريقيا في
نيجيريا وأمثالها، وفي كل مكان، يُقتلون؛ في بعض الأماكن على يد البوذيّين، وفي
أماكن أخرى على يد بوكوحرام وداعش وما شاكلها. وهناك من يصبّ الزيت على هذه
النيران. التشيّع البريطانيّ والتسنّن الأمريكيّ متشابهان، وهما شفرتان لمقصّ واحد؛
حيث يسعيان لتنازع المسلمين وتقاتلهم. هذه هي رسالة إرادة الفُرقة «الشيطانيّة».
لكنّ نداء الوحدة يدعو إلى تجاوز هذه الاختلافات، والاصطفاف معاً والتعاون بين
المسلمين كافّة.
الصحوة الإسلاميّة تهديدٌ للاستكبار
منذ أن ظهرت علامات الصحوة الإسلامية في هذه المنطقة، تصاعدت وتيرة إثارة الفتنة
والتفرقة؛ ذلك أنّ التفرقة -في نظر الاستكبار العالميّ- وسيلة للهيمنة على الشعوب.
ومنذ أن انطلقت -في هذه المنطقة- آراء جديدة، وأفكار إسلامية حديثة، وتجلّت استقامة
الشعوب وحيويتها وثباتها، تسارعت حركة الأعداء المشعلة للفتن. بعد أن أقيم النظام
الإسلامي في إيران، وحمل راية الإسلام، ورفع لواء القرآن، وقال بكل فخر واعتزاز:
إننا نعمل بمنهج الإسلام، وكان يتمتع بالقوة والسياسة والإمكانات والجيش والقوات
المسلحة وبكل شيء، وراح يستثمرها، ويعزّزها يوماً بعد آخر، أخذت حركة الفتنة
والتفرقة هذه تسير بوتيرة أسرع، وبات أعداؤها يضغطون بكثرة على هذه الحركة، لمواجهة
هذا القيام الإسلامي وهذه العزة الإسلامية. أصبح الإسلام يهدّدهم منذ أن منح الصحوة
للأمة الإسلامية، وأما ذلك الإسلام الذي لا يمتلك حكومة ولا جيشاً ولا جهازاً
سياسياً ولا مالاً ولا شعباً كبيراً مجاهداً، فهو يختلف عن الإسلام الذي يتمتع بكل
هذه الأمور.
الجميع يعشق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أهم أنواع الاستعداد اليوم -باعتقادنا- هو اتحاد المسلمين. فليحذرِ المسلمون من
إثارة الخلاف والشقاق فيما بينهم، لا فرق في ذلك بين الشيعي والسني. على جميع
المذاهب والفرق الإسلامية أن تتغاضى عن اختلافاتها الفكرية لمصلحة المشتركات
الكثيرة. إنّ الوجود المقدّس للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو نقطة
الارتكاز والمحور الأساس الذي تتوجه إليه محبّة المسلمين كافة. وكذلك الحال بالنسبة
إلى القرآن الكريم والكعبة الشريفة. فما أكثر المشتركات بين المسلمين!
والواجب هو أخذ هذه القواسم المشتركة بالاعتبار، ومعرفة عملاء الأعداء وعملاء
الاستكبار في المنطقة. فإنّ ممّا يؤسَف له أنْ يأتي ذلك العدو السافر ليقول: «أنتم
أعداء فيما بينكم، وهذا البلد الإسلامي مصدر تهديد لكم»؛ أي أنّكم أعداؤه، وهو عدوّ
لكم! والحال أنّ الذي يتحدث بهذا الكلام هو العدو!
فلماذا نجد أولئك الذين يستمعون إلى حديثه -وهم يظهرون بمظهر الإسلام ويسيرون في
حياتهم وحُكمهم باسم الإسلام- يقبلون كلامه؟ ولـماذا ينبغي أن يصدّقوا أقواله؟
لماذا تتبع بعض دول المنطقة -وللأسف- نهج عدوّ الإسلام وعدوّ الأمة الإسلاميّة
السافر؟
سبيل العزّة والفخار!
إنّ العزة في دار الدنيا والعزة في الملأ الأعلى رهن بالتمسّك بالقرآن والعترة،
وبالأحكام الإلهيّة، والصمود مقابل الأعداء، نهج ترك المحاباة في سبيل إظهار
الحقيقة والدفاع عنها. وإن مواصلة هذا النهج ستُكسبنا السعادة في الدنيا والآخرة.
نحن ندعو جميع الدول والبلدان الإسلامية إلى التكاتف وتضافر الجهود وإلى التعاون
فيما بينها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغمر أبناء الأمة الإسلامية والبلدان الإسلامية والشعوب
الإسلامية جميعاً بخيره وبركته ورحمته، وأن يدفع شرّ الأعداء عن هذه المنطقة بإذنه
ومشيئته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
هذا هو أسلوبهم
يمكن تشبيه أسلوب العدو بالسارق الذي يريد سرقة بيتٍ ما ولكنّه يحاول إظهار السلاح الذي يمتلكه صاحب البيت لكي يدافع به عن نفسه، سبباً لعدائه لصاحب البيت، ويتظاهر أن النزاع سوف ينتهي بمجرد أن يسلِّم صاحب البيت سلاحه، ولهذا يسعى عبر الاحتيال مستغلاً جميع الأساليب بما فيها الكلام، المزاح، الابتسام والتهديد لكي يجبر صاحب البيت على تسليم سلاحه من أجل أن يستطيع هو دخول البيت.
|
المعروف الأسمى
إنّ الواجب الكبير الملقى على عاتق هذه الأمة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان الراسخ بالله تعالى. ولا معروف أسمى من إنقاذ الشعوب من براثن هيمنة الاستكبار الشيطانية، كما إنّه لا منكر أبشع من التبعية للمستكبرين وخدمتهم. إنّ مساعدة الشعوب المسلمة، والسهر على وحدة المسلمين، ومكافحة الأيدي الوسخة والألسن العميلة التي تحاول المساس بهذه الوحدة، ونشر الصحوة والشعور بالمسؤولية والالتزام بين الشباب المسلمين في جميع الأقطار الإسلامية،... مسؤوليات جسيمة تُلقى على عواتق الخواص من أبناء الأمة.
|
تعزيته (دام ظله) بوفاة سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ أكبر هاشمي
رفسنجاني.08/01/2017
بمناسبة وفاة سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني أصدر الإمام
القائد الخامنئي (دام ظله) بيان تعزية، جاء فيه: ببالغ الحزن والأسف تلقّيت نبأ
وفاة الصديق القديم ورفيق السلاح وشریك مرحلة نضال النهضة الإسلامية والرفيق المقرب
في السنوات المديدة في عهد الجمهورية الإسلامية، حجّة الإسلام والمسلمين السيد
الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني.
إن فقدان رفيق السلاح والرفيق الذي يعود تاريخ التعاون وبدء الصداقة معه إلى تسعة
وخمسين عاماً «صعب ومؤلم».
كان أنموذجًا نادراً من الجيل الأول من المناضلين ضد النظام الملكي ومن المعذَّبين
في هذا الطريق المليء بالمخاطر والفخر. وإنّ سنوات السجن وتحمُّل تعذيب السافاك
والمقاومة في وجه هذا كلّه، والمهام الخطيرة في الدفاع المقدّس ورئاسة مجلس الشورى
الإسلامي ومجلس الخبراء وغيرها، هي أوراق ناصعة من حياة هذا المناضل القديم المليئة
بالمتغيّرات.
أتمنّى الغفران والرحمة والعفو الإلهي له من صميم القلب، وأعزّي زوجته الكريمة
وأبناءه وإخوته وباقي ذويه.
غفر الله لنا وله.
خلال لقائه أهالي قم، الإمام الخامنئي (دام ظله): أمريكا،
بريطانيا والصهاينة أشد أعدائنا خصومة (2017/01/08)
بالتزامن مع الذكرى السنوية لوفاة السيدة فاطمة المعصومة (عليها
السلام)، التقى سماحة القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) الآلاف من أهالي مدينة قم
المقدسة. وخلال كلمته بالمناسبة أجاب سماحته عن سؤال: «من هو العدو؟» بقوله: عدو
إيران المستقلة والمتقدمة الأصلي هو أمريكا، بريطانيا، المستكبرون الدوليون
والصهاينة.
واستدرك سماحته كلامه قائلاً: «فضلاً عن الأعداء الخارجيين، ثمّة أعداء داخليّون
يتمثلون بـ«عدم وجود الدافع، اليأس، الكسل، الخمول، السياسات الخاطئة، السلوك
السيّئ، الاختلافات المتنوعة وضيق الأفق».
وحذّر سماحته (دام ظله) من مغبّة الكسل وعدم التحرك في الوقت المناسب والانخداع
بالأعداء بقوله: إذا تكاسلنا ولم نتصرف في الوقت المناسب، وأخطأنا في تعيين العدو
واتخذنا من الأخ عدواً بدلاً من الشيطان الأكبر الحقيقي، حينها سوف نتلقى الضربة.
لقاؤه (دام ظله) جمعاً من طلبة جامعة شريف الصناعية
(2017/01/02)
التقى سماحة القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) جمعاً من نخبة طلّاب
جامعة شريف الصناعية الحاصلين على ميداليات في الأولمبيادات العلمية على مستوى
البلاد والعالم، حيث قام الطلبة بإهداء ميدالياتهم لسماحة القائد (دام ظله).
وفي كلمته التي ألقاها خلال اللقاء، اعتبر (دام ظله) النخب العلميّة أشبه ما تكون
بالبيوت البلاستيكية التي تحتضن الأزهار اليافعة والتي سرعان ما ستنتشر في كل أنحاء
البلاد، لتملأ مستقبل البلاد بعطر العلم والخبرة والقدرة والتدين والثورية.
ورأى سماحته أنّ موضوع الالتزام الديني والثوري إلى جانب الجهد العلمي على درجة كبيرة من الأهمّيّة؛ إذ ليس بمقدور التقدُّم العلمي وحده أن يصل بشعب وبلد ما إلى السعادة، إنّما اقتران هذه الحركة العلمية بالمُثُل المعنوية والثورية العليا هو الذي يوصل البلاد إلى الخير والرفاهية المطلوبة.
|
خمسُ المال مع وجود الدين
س: هل يجب الخمس على الموظفين الذين قد يزيد عندهم شيء
من المال عن مؤنة سنتهم، مع العلم أن عليهم ديوناً نقداً وأقساطاً؟
ج: إذا كان الدَّين حاصلاً من الاقتراض في خلال السنة لمؤنة نفس تلك السنة،
أو من شراء بعض حاجيات السنة نسيئة، فإن أراد أداء الديون من أرباح نفس تلك السنة
فإنه يُستثنى من الأرباح المتبقية، وإلاّ فالأرباح المتبقية يجب فيها الخمس.