أهمّية الوحدة
الوحدة الإسلامية
من الأمور التي كثر الحديث عنها في أيّامنا، مسألة الوحدة الإسلامية، والتي تغصّ المنابر الإعلامية والثقافية بالدعوة لها ومحاولة تثبيتها في فكر الناس، وتجسيدها عملاً بين المسلمين.
عدد الزوار: 294
مدخل
من الأمور التي كثر الحديث عنها في أيّامنا، مسألة الوحدة الإسلامية، والتي تغصّ
المنابر الإعلامية والثقافية بالدعوة لها ومحاولة تثبيتها في فكر الناس، وتجسيدها
عملاً بين المسلمين.
ومن المناسب في هذا التمهيد أن نذكر الجذر الإسلاميّ لهذه الفكرة، فالفكرة أساساً
لم تكن منطلقة من فكرِ شخصيّ واجتهاد واستنساب يُظنُّ فيه المصلحة الخاصّة لفرد ما
أو مجموعة ما، بل إنّ أساسها وجذرها الحقيقيّ من قلب الشريعة الإسلامية، وهذا ما
يميّزها بأمور:
1- أنّها فكرة أصيلة بحدّ ذاتها وثقافة من قلب الإسلام، ولم تستورد إليه ولم تخترع
لظروف سياسية أو مرحلية.
2- تمتلك هذه المسألة بعداً ثقافياً يجعلها فكرة قابلة للإقناع، لأنها تعني كلَّ
مسلم، وكل ذي ثقافة إسلامية أصيلة.
3- أنها مسألة قابلة للدوام بسبب كونها أصيلة، بخلاف الثقافات التي لا تعتمد على
أساس ثابت. ولهذا فإنّ الوحدة الإسلامية يمكن أن تكون حلاً لمشاكل المسلمين في جميع
العصور.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأمة الإسلامية في حالة من الاحتضار على كلّ مستوياتها،
قامت ثورة مباركة، قام بها شعب أعزل بقيادة العالم الزاهد الشجاع القائد السيد روح
الله الموسويّ الخمينيّ قدس سره في إيران، والتي كانت مرتعاً للمخابرات الأجنبية
ولا سيّما الأمريكية والصهيونية، وأرضاً مسلوبة الخيرات مسخّرة لتنفيذ المآرب
الكبرى لقوى الاستكبار العالميّ وأذنابه من الحكام الذين باعوا ضمائرهم وشعوبهم
ليصبحوا مجرّد أداة بيد أسيادهم الإمبرياليين الطامعين بالسيطرة على مقدّرات
العالم.
قيام هذه الثورة المباركة أحبط الكثير من المؤامرات، وأهمّها التي كانت تحاك لتوسعة
الشقاق في الأمة الواحدة، فلطالما كانت التفرقة بين مذاهب الأمّة من الأساليب
الدنيئة التي ينتهجها العدوّ الطامع في السيطرة على الأمم الأخرى. فقاعدة فرّق تسد
تاريخياً لم يخل عهد ولا زمان من رموز انتهجتها كأسلوب تتوصّل به إلى الهيمنة في
بعض الأحيان، ولاستتباب الهيمنة في موارد أخرى، فإنّ السيطرة على أمة ممزّقة،
ومتكالبة على أطرافها غافلة عما يحاك لها أمرٌ في غاية السهولة، ولا تكلف العدوّ
إلا عناء جني الثمار بعد أن أنضجتها الخلافات والنزاعات.
ولوعي الإمام الخمينيّ قدس سره في تلك الفترة لخطورة الأمر على الأمة، فقد ركّز في
الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامية، ولم يألُ جهداً في تذكير
الأمة دائماً بخطر الاختلاف والتشرذم وهذا ما سنحاول الإضاءة على أبعاده حيث يصحّ
القول بحقّ إنّ أفضل من دعا إلى الوحدة وكرسها عملا ً في حياته وأورثها للأجيال هو
الإمام الخمينيّ. وهذا ما سيتبيّن لنا خلال هذا الكتاب.
الوحدة الإسلامية في الكتاب والسنّة
سوف نتناول هنا بعض ما ورد في الكتاب الكريم، وما ورد عن لسان النبي صلى
الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام في ما يخصّ الوحدة الإسلامية،
وهي تدلّ تلقائياً على مدى أهمية هذه المفردة الإسلامية العامة التي لها التأثير
الكبير في تشكيل كيان الأمة ومنعتها.
أ- الوحدة الإسلامية في القرآن الكريم
كما نعلم فإنّ القرآن الكريم قد أورد المبادئ الأساسية التي ينبغي للأمة الإسلامية
الالتزام بها حتى تصل إلى الهدف النهائيّ لها ألا وهو علوّ كلمتها بين الأمم. ولذلك
نجد بعض الآيات القرآنية التي تدعو وتأمر باتّحاد الكلمة واتحاد موقف المسلمين،
لتصبح أشد قوة وأصلب منعةً، حيث يقول الله تعالى:
﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ
جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ
أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾1.
إنّ الآية الشريفة تتحدّث بوضوح عن التوحّد ونبذ الاختلاف بين المسلمين، حيث تدعوهم
للاعتصام؛ أي التمسّك جميعاً بحبل الله. والاعتصام يكون طلباً للعصمة، وهي الحفاظ
والغطاء، وهذا يعني أنّ في ترك هذا الاعتصام الهلاك الحتميّ، وهذا ما يكون من خلال
التفرّق والاختلاف على الأمور الصغيرة.
كما أنّ الله سبحانه وتعالى يمتنّ علينا بنعمة الإسلام، هذا الدين الذي يجمعنا
جميعاً على كل اختلافاتنا في دائرة واحدة، بعد أن كانت تفرّقنا القوميات والعشائر
والمناطق والشعب. فحين هدى الله تعالى الناس برسوله الأكرم صلى الله عليه وآله
وسلم، أخرجهم من ظلام هذه القواقع الفارغة إلى رحابة الإسلام دين الإنسانية والرحمة
والسلام، وهذا من أكبرِ نعم الله تعالى علينا.
وكذلك نجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدّث عن الوحدة وتحذّر من
الاختلاف. وسنستعرض بعضها، فمنها قول الله تعالى:
﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ
مَعَ الصَّابِرِينَ﴾2.
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾3.
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾4.
﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا
جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾5.
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي
شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ
يَفْعَلُونَ﴾6.
﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾7.
ومن هنا فإنّ الإمام الخمينيّ قدس سره لطالما أكّد على أهمّية وعي الأساس الدينيّ
والقرآنيّ للوحدة. وممّا قاله في هذا الإطار: "القرآن وضع عقد الأخوّة بين جميع
المسلمين. وإنّني آمل أن يكون جميع إخواننا في أطراف إيران سواء الأخوة أهل السنة
أو إخواننا أهل التشيّع، وجميع أبناء هذا الشعب من الأقليات الدينية متّحدين فيما
بينهم، ويتعاملون كالأخوة، حتّى تتقدّم البلاد، وتطبق فيها أحكام الإسلام، ويتحقّق
رفاه جميع المسلمين وجميع الذين يسكنون في هذا البلد الإسلاميّ. وأنا آمل أن لا
تتصوّر الشعوب الإسلامية أنّنا في زاوية وأنّهم في زاوية أخرى، فالقرآن اعتبركم
إخوة جميعاً، ووضع عقد الأخوّة بينكم، فالمؤمن والمسلم الذي يتواجد في آخر نقطة من
العالم وذلك المؤمن والمسلم الذي يتواجد في أول نقطة من العالم وبينهما ما بين
المشرق والمغرب هما أخوان ولا يفصلهما شيء عن بعضهما بعضاً. ويجب أن يكونا أخَوَين
كما يحكم الإسلام بذلك ولا يتفرّقا، وأن يعتبرا مصالحهما هي مصالح الإسلام ومصالح
جميع الشعوب، وأن يعتبر كل شعب أنّ مصلحة الشعب الآخر هي مصلحته أيضاً، وأن يكون
المؤمنون أينما كانوا أخوة فيما بينهم ويتعاملوا بأخوّة، وأن يعتبروا اعتداء أي
ظالم على دولة إسلامية اعتداءً عليهم. وإنّني آمل، ومن خلال النظر لهذا الحكم
الإسلاميّ الذي يعتبر جميع الناس، جميع المسلمين، أخوة فيما بينهم، أن تسيطر هذه
الدول على مصالحها، وأن تنتصر جميع الدول الإسلامية على القوى العظمى، ويوفّقوا
لتطبيق الأحكام الإسلامية حتى النهاية"8.
ولطالما حذَّر الإمام ممّا حذر منه القرآن الكريم وهو التنازع والتناحر حيث يقول
قدس سره: "اليوم على الجميع أن يتّحدوا مع بعضهم بعضاً، وأن لا يتنازعوا بموجب
تعليمات الإسلام والقرآن الكريم. فالتنازع ممنوع حسب أوامر القرآن مهما كان نوعه.
وإذا تنازعوا فإنّه يؤدّي إلى الفشل، وتذهب ريحهم، سواء الأشخاص أو الشعوب. وهذه
أوامر الله. إنّ الذين يدعون الإسلام، ويسعون من أجل زرع الفرقة والتنازع لم يجدوا
ذلك الإسلام الذي كتابه القرآن، وقبلته الكعبة، ولم يؤمنوا بالإسلام. إنّ الذين
آمنوا بالإسلام إنّما هم الذين يقبلون القرآن ومحتوى القرآن الذي يقول
﴿إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾9 فيلتزمون بكلّ ما تقتضيه الأخوّة. تقتضي الأخوة أن يتأثر
جميع الإخوان أينما كانوا إذا ألمّت بكم مشكلة، وأن يفرحوا جميعاً لفرحكم"10.
ب- الوحدة الإسلامية في السنّة الشريفة
تضافرت الروايات الشريفة التي تحذِّر من الخلاف والفرقة من خلال التأكيد على منع
الأساليب التي تؤدّي إليها. وسنذكر بعضاً من هذه الأساليب التي نهت عنها الروايات:
1- التكفير:
التكفير من أخطر الأمور التي يمكن تصوّرها في هذا المجال، فهو الحائط والسد الكبير
الذي يطيح بالحوار الهادف للوصول إلى الحق، ويحلّ مكانه إخراج من الدين وقطع
للتواصل. ومن الروايات التي نهت عن التكفير ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله"11.
ويروي بلال الحبشي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بلال نادِ في الناس
من قال لا إله إلا الله قبل موته بسنة دخل الجنة أو شهر أو جمعة أو يوم أو ساعة"12.
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "المرء مع من أحب، ومن قال لا إله إلا
الله دخل الجنة"13.
2- التقاتل:
التقاتل فيما بين المسلمين هو الذروة التي ينتظرها كل شامت أو مقتنص للنيل من الأمة
والدين، وهذا ما حذّرت منه الروايات أيضاً، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ ممّا أتخوّف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت
بهجته عليه، وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه ونبذه وراء
ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قال: قلت: يا نبيّ الله، أيهما أولى
بالشرك المرميّ أم الرامي؟ قال: بل الرامي"14.
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال في إحدى خطبه في الحج: "إنّ
دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا،
وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلّالاً يضرب بعضكم رقاب بعض،
ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم"15.
وهكذا كان إمامنا الراحل قدس سره على منهاج نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
يحذِّر دائماً من هذه الأساليب التي تزرع الشقاق بين أبناء الأمة الواحدة. وما أبلغ
قوله حين يقول قدس سره: "من أيّ لسان انطلق الاختلاف، فإن ذلك اللسان لسان
شيطان"16.
ومن أقواله أيضاً:
ـ "الفرقة من الشيطان، والاتحاد ووحدة الكلمة من الرحمن"17.
ـ "أعزائي... اجتنبوا الاختلاف فإنّه من إلهام إبليس"18.
ـ "إذا واجهنا بعضنا بعضاً فإنّنا لن نجني شيئاً سوى استغلال الآخرين لوضعنا"19.
ـ "إذا كنا مختلفين في الأسلوب أو الرأي، فعلينا أن نجلس لنتحاور ونطرح مشاكلنا
ونحلّها في جوّ هادئ"20.
مخاطر التفرقة
لو دقّقنا النظر فيما يجلبه التفرّق من المخاطر على الأمة لألفيت كل
أفراد الأمة يتحملون المسؤولية في الحفاظ على توحّدها وعدم حصول النزاعات فيها.
فالمشكلة الأساسية هي في عدم الوعي لدى الكثيرين أنّ هذه الاختلافات لا تستدعي
نزاعاً ولا ملاحاة بين أفرادها، ولا يصل الأمر حتى للتكفير والإخراج من الدين. وهذا
الأمر يعتبر سهل العلاج نسبة إلى غيره من المخاطر، فالخطورة الكبرى متمثّلة في
الرؤوس الكبيرة المسيطرة على مراكز المسؤولية في بعض بلداننا الإسلامية، فرغم أنّهم
واعون كل الوعي لهذه المؤامرة الكبرى التي تحاك لهم في الليل والنهار، فإنّهم لا
يهبّون لمقارعة هذا المشروع الخطر على حاضرهم ومستقبلهم، ويخلص الإمام قدس سره في
نهاية المطاف إلى تشخيص مكامن الخطر على الأمة في مشكلتين أساسيتين.
يقول قدس سره: "إنّنا نعلم، وكذلك المسلمون، بل المهم أنّ الحكومات الإسلامية تعلم
أيضاً، أنّ ما لحق ويلحق بنا ناتج عن مشكلتين:
الأولى:
هي المشكلة بين الدول ذاتها، حيث لم تتمكّن حتى الآن ومع الأسف من حلها، وهي مشكلة
الاختلاف فيما بينهم. ويعلمون أنّ سبب جميع مصائب المسلمين هو هذه الاختلافات، ونحن
تحدّثنا عن هذا الموضوع منذ ما يقرب من عشرين سنة، وقلنا وكتبنا ودعونا قادة هذه
الدول للاتحاد، ولكن مع الأسف لم يحصل شيء حتى الآن.
والمشكلة الثانية:
هي مشكلة الحكومات مع شعوبها، فنرى أنّ الحكومات تعاملت معها بحيث إنّ الشعوب لم
تعد سنداً للحكومات، وبسبب عدم التفاهم بين الطرفين فإنّ الشعوب لا تساهم في حلِّ
المشاكل التي تواجه الحكومات، والتي يجب رفعها بيد الشعوب، فتقف الشعوب موقف
اللامبالاة، هذا إنْ لم تزد في مشاكل الدول"21.
ولو تم تجاوز هاتين المشكلتين، وكانت كلمة الشعوب والحكّام سواء في مواجهة
المؤامرات التي تحاك للأمة لأفضى الأمر إلى عزة الأمة وانتصارها. يقول قدس سره: "لو
أن الشعوب الإسلامية وحكومات البلدان الإسلامية بكل ما تمتلكه من إمكانات إنسانية
وذخائر حياتية ضرورية للمقتدرين تتخذ منهم موقفاً من موضع القوة، وتتجنب الخوف من
ضجيج وجعجعة أصحاب القصور، وتبتعد عن التأثر بأكاذيب وسائل الإعلام المؤيدة الأجيرة
للمتجبّرين، وترفع صوتها بوجه أولئك (الطواغيت) اتكالاً على قدرة الله اللامتناهية
وشكراً لنعمه المغدقة عليهم، وتهدّدهم بإغلاق حدودها بوجههم وقطع مساعداتها النفطية
وغير النفطية عنهم، (لو فعلت ذلك) فما من شك أنّ هؤلاء (المتجبرين) سيستسلمون لهذه
القدرة التي لا نقدرها حقّ قدرها".
وفي نهاية المطاف وبعد معرفتنا لمخاطر التفرّق والتشتّت فلا بدّ من أن ننطلق لنسلط
الضوء على مكامن القوة في الأمة لكي نسعى للتمسّك بها صوناً لها من الوصول إلى
الوقت الذي لا يمكن التدارك فيه حيث لا يبقى لنا من قوتنا أي شيء لندافع به عن
أنفسنا.
1- سورة آل عمران، الآية 103.
2- سورة الأنفال، الآية 46.
3- سورة الحجرات، الآية 10.
4- سورة آل عمران، الآية 104.
5- سورة آل عمران، الآية 105.
6- سورة الأنعام، الآية 159.
7- سورة المؤمنون، الآية 52.
8- منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، مؤسسة
تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني قدس سره، طهران- إيران، 2006م، ط2، ص 432.
9- سورة الحجرات، الآية 10.
10- منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص
435.
11- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص209.
12- المتقي الهندي، كنز العمال، ج1، ص64.
13- علي بن يونس العاملي، الصراط المستقيم، ج1، ص 199.
14- ابن كثير، تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير-، تقديم: يوسف عبد الرحمن
المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، لا.مط، لا.ط، 1412
- 1992م، ج 2، ص 276.
15- أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، ج 1،ص 290.
16- الكلمات القصار، مواعظ وحكم من كلام الإمام الخميني قدس سره، ص 140، إصدار
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
17- م.ن، ص 140.
18- م.ن، ص 140.
19- م.ن، ص 140.
20- م.ن، ص 141.
21- منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص
431-432.