يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 167 - ربيع الأول 1438 هـ

العدد 167

عدد الزوار: 159


أنا العبد، وحتى النفس الأخير، لن أتراجع ذرّة واحدة عن الدفاع عن مجتمع النخب والحركة العلميّة المباركة التي ستكون عاقبتها خيراً، وستتقدم إلى الأمام إن شاء الله.

 
 

النخب هدايا إلهيّة!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اختيار ومسؤولية
لقد منح الله تعالى الإنسانَ حريّة الاختيار. ويترتب على هذا الاختيار مسؤوليّات، أولاها وأكبرها هي شكر الله تعالى الذي أعطاكم نعمة طاقة الشباب هذه. ويكون الشكر بمعرفة النعمة، وأنّها من الله تعالى؛ واستخدامها في مكانها المناسب.

الغرب.. وتحقير الشعوب!
لقد نظر الغرب، بسبب العلم الذي وصل إليه قبل الآخرين ورفَعَه عالياً، إلى الشعوب الأخرى نظرة احتقار، واعتبرها تابعة له.

ثمّ إنّ البلد التابع لقوة أخرى ومرتبط بها، تكون كلّ إمكاناته وطاقاته مرتبطة بتلك القوة شاء أم أبى؛ فيأتي أصحاب هذه القوة لاستغلال موارده وطاقاته.

ثورة تضرب التبعية
لقد أحدثت الثورة الإسلاميّة تحوّلاً عظيماً؛ ففيها نهض «الإيمان بالذات» و«الثقة بالنفس» لمحاربة التبعيّة، وثبت أن شبابنا قادرون ويمتلكون إرادة النزول إلى الميدان والتغلّب على الخصوم والمنافسين. فبرزت الطاقات والقابليات بعد أن كان اليأس والإحباط قد سيطرا على شبابنا.

حرب ثقافية عميقة!
الحرب الثقافية هي من الحروب العميقة والناعمة التي لا تظهر نتائجها على المدى القصير؛ ولا تترتّب على انتصار مرحليّ معيّن، فأنتم قد تنتصرون في مرحلة، إلّا أنّ الطرف المقابل سوف يجهّز نفسه مجدّداً ويهاجم مرة أخرى. وهذا ما حصل؛ حيث أعيد إنتاج آفة التبعيّة تلك في بلادنا بأشكال أخرى وبأدبيات حديثة ومؤطّرة بقوالب وتصنيفات أخرى بأسماء جديدة، كالعولمة والدخول إلى المجتمع العالمي.

العولمة: خضوع ثقافي
العولمة تعني الخضوع الثقافي للقوى الكبرى التي فرضت نفسها على اقتصاد العالم وسياسته وأمنه، ثم تُظهر مفهوم الخضوع لسياسات هؤلاء في هذا القالب الجديد؛ فهذا هو معنى العولمة عند هؤلاء. عندما يقولون: «كونوا عالميّين وانضمّوا إلى الأسرة الدوليّة» فهم يهدفون إلى التبعيّة نفسها.

الاهتمام بالنُخب؛ لهدفٍ كبير!
الهدف الذي يحتّم علينا الاهتمام بالنخب واعتباره فريضة واجبة، والنظر إليها نظرة جدّيّة وعمليّة ونظرة رحمة وحنان ومتابعة دؤوبة، هو عبارة عن الوصول إلى بلد متقدّم وشريف، يتمتّع بالعزة ويشعر بها، وحمْل راية الحضارة الإسلاميّة الجديدة، وطرح الأفكار الجديدة في القضايا الإنسانيّة والمسائل العالمية، والوصول بالبشريّة إلى وضع يرتضيه الإنسان. وهذا الهدف غير متاح بدون الاعتماد على جيل من النخب الشابّة: جيل شجاع متعلّم، متديّن مبدع، متفوّق ومبادر، واثق بنفسه وغيور، يتحلّى بالإيمان والعلم والثقافة والغيرة والشجاعة والثقة بالنفس والدافع الكافي للحركة والنشاط، أن يركّز على الهدف وينظر إلى الأهداف البعيدة، كما عبّر أمير المؤمنين عليه السلام: «أعِرِ اللهَ جمجمتَك»، بحيث يضع حياته ووجوده في سبيل الهدف ويتحرّك بجدّية نحوه؛ وبعبارة موجزة: أن يكون «إنساناً ثوريّاً»؛ هذا هو معنى الثوريّة.

اسبقوا الأجنبي
أخشى أن تصبح المراكز التي تعرض الإنجازات العلميّة مراكزَ لتعريف طاقاتنا ونخبنا إلى الأجانب؛ إذ يجري فيها التعريف بالشباب المتفوّقين، فيقوم الأجنبيّ بالتعرّف إليهم ورصدهم ثم المجيء لجذبهم وأخذهم! فعليكم التعرّف إليهم قبل الأجنبيّ، وجذبهم واستقطابهم وتقديم العمل لهم. لا يوجد أي شاب يفضّل الغربة على أجواء حياته وأسرته. إنّهم يقدّمون له امتيازات ليتحمّل الغربة، وأنتم يمكنكم أن تقدّموا له امتيازات وإمكانات أقلّ من الخارج فيبقى في بلده ويعمل فيه.

تحريك دورة العلم
من العوامل التي تحرّك بشكل قويّ دورة العلم والتقنية والدفاع عن النخب في البلد، هي «الشركات القائمة على العلم». ولحسن الحظّ، فإنّ هذه الشركات قد زاد عددها بشكل ملحوظ.

وأنا بدوري أوصي بـ.:
أوّلاً:
استمرار هذا النمو والرشد.
ثانياً: منح هذه الشركات فرصة المشاركة في الأقسام الهامّة والأساس في صناعة وتقنيات البلد.
ثالثاً: الاهتمام بنوعية هذه الشركات العلمية، والاهتمام بالمعايير والموازين، وتحديد الأولويّات، وتحديد كيفيّة التعامل وردّة الفعل تجاه هذه الشركات.
رابعاً: الترويج للمنتوجات التي تنتجها شركاتنا العلمية؛ وذلك بأنْ لا يُعتمد في المراكز الحكومية والرسميّة إلا على منتوجات هذه الشركات.
خامساً: التأسيس لـ «نواة النخبة» داخل الجامعات، بأن يجمع أستاذ في الجامعة أو أستاذان مجموعة من الشباب ويؤسّسوا معاً «نواة النخبة». ثمّ العمل على زيادة هذه النخبة وتنميتها.
سادساً: عدم تعطيل المشاريع الكبرى في المواضيع البحثية الهامة كالمسائل الجويّة – الفضائيّة والأقمار الاصطناعيّة والطاقة النووية؛ إذ إنّ العالم الشاب الذي يعمل بكل جدّ وأمل عندما يرى الإهمال والتعطيل فإنّه سييأس ويفقد أمله.

إنقاذ البشرية
نحن نريد لمجتمعنا المسلم أن يرفع رأسه في المحافل العلميّة العالميّة؛ لينقذ العالم من الجهالة والضلالة. وهذا الهدف يتحقّق بجعل بلدكم متقدّماً على المستوى العلمي، وعلى مستوى الثقة بالنفس والإبداع وبذل الجهود في هذا العالم المليء بالجهالة والضلالة. فإنْ تحقّق هذا الأمر، فسيكون أهم عامل مؤثر في جذب إيمان الناس وقلوبهم. أنتم تستطيعون إنقاذ البشريّة.

لا تحسنوا الظنّ بهم
إنّ القوى الشيطانيّة في العالم تُغرق الناس يوماً بعد يوم بشكل أكثر في مستنقع الجهالة والضلالة، وتحارب كل من يخالف حركتها الشيطانية. ولهذا، فإنّ السادة الأمريكيين الذين يلتقون في اجتماعات مع مسؤولينا، يعتبون عليّ –أنا العبد الحقير- ويسألون: لماذا هو متشائم وسيّئ الظنّ بنا إلى هذا الحدّ؟ حسناً، هل ينبغي أن أتفاءل؟ إنّني أقول لهم: مع هذا الوضع الذي أنتم عليه، هل يمكن حسن الظن بكم؟!

تحدّث أحد هؤلاء «السادة» مؤخّراً في برنامج تلفزيوني، عن الحظر على إيران، قائلاً: طالما أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تؤيّد «المقاومة» في المنطقة وتقدّم لها الدعم والمساعدة، فمن غير المعلوم أن يتغيّر وضع العقوبات!

وهذا الأمر كرّرته مراراً في اللقاءات الخاصة والعامة؛ حيث كنت أقول: «هل تظنّون أنّكم إن تراجعتم في مسألة الطاقة النووية فستنتهي مسألتكم مع أمريكا؟». كلا، بل سيتمّ طرح مسألة الصواريخ: لماذا تملكون صواريخ؟ وعندما يصلون لليأس من مسألة الصواريخ يطرحون قضيّة المقاومة ولماذا تدعمون حزب الله وحماس وفلسطين؟ إذا استطعتم حلّ هذه المسألة وتراجعتم أمامهم ستُطرح قضية جديدة. هل سيتركونكم وشأنكم؟ إنّهم لا يستطيعون تحمّل وجود نظام في بلد يتمتّع بهذه المساحة الواسعة وهذا العدد من السكان وهذه الإمكانات.

عليكم معرفة ذلك
في البيان الذي صدر مؤخّراً عن الاتحاد الأوروبي ووصل إلينا أيضاً، يتحدّثون فيه عن العلاقات مع إيران ويحلّلون أوضاع إيران، ويذكرون ما لبلدنا من إمكانات وموارد وطاقات وأسواق، وأنّ لديه شعباً كهذا وقابليات كبرى ومصادر جوفيّة وموقع استراتيجي استثنائي... حين يقف بلد لديه هذه المميزات في مواجهة التسلّط والهيمنة، فإنّ هذا يصعب كثيراً عليهم! لا يمكنهم تحمّل نظام إسلامي، نظام ديني، لذا، هم يعارضونه. ينبغي للشباب والنخب أن يعرفوا هذا الأمر، ويتمكّنوا من تحليل المسائل السياسية في المنطقة وفي البلاد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

خواطر

 

شجاعة قلَّ نظيرها

يقول حجّة الإسلام والمسلمين محمد محمدي اشتهاردي: «كان سماحة آية الله الخامنئي في مدينة مشهد في السنة التي كانت الثورة الإسلاميّة في أوجِ تحرّكها ضد نظام الشاه، وكان سماحته المحور الأساس في تحريك المظاهرات وإلقاء الخطب ضد
نظام الشاه.

ألقى النظام الطاغوتي القبض على السّيد القائد ونفاه إلى مدينة إيرانشهر، وقمت بزيارته في مدينة إيرانشهر، وقد استقبلنا في غرفة كبيرة في منزله، وكان قد جمع حوله عدداً من الشباب والجامعيّين ممن جاؤوا لرؤيته.

تحوّل اللقاء إلى لقاء سياسي، فكان سماحته يجيب عن كل سؤال دون خوف من وجود أحد عملاء الشاه في تلك الجلسة.

لقد فوجئت بشجاعته وصلابته، وذلك مما رفع من معنوياتي، ولن أنسى تلك الشجاعة العالية لسماحته».

 
 

من توجيهات القائد

 

مبدأ إصلاح العالم

يُعَدُّ إصلاح النفس الإنسانيّة نقطة الانطلاق المركزيّة لإصلاح العالم من وجهة نظر الإسلام، حيث يُعتبر مبدأ لتحقيق كلّ النتائج. وقد خاطب القـــرآن الجيل الذي يريد تغيير وجه التاريخ بإرادته القويّة، قائلاً: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ (التحريم: ٦)، و ﴿عَلَيْـــكُمْ أَنْفـُسَـــكُمْ (المائدة: ١٠٥). راقبوا أنفسكم واصرفوا اهتمامكم إليها فأصلحوها وزكُّوها: ﴿قَـدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(الشمس: ٩).

إنّ الإسلام ما كان ليثبّت أقدامه، ولا لينتشر ولا لينتصر لولا أنّ المجتمع الإسلامي في الصدر الأول للإسلام شرع في تزكية الناس، وتوفّر في داخله أناس مهذَّبون ومخلصون وصادقون.

 
 

نشاطات القائد

 

الإمام الخامنئي دام ظله خلال تخريجه دفعة جديدة من الطلبة العسكريين: «العالم برمته يذعن اليوم لعظمة الجمهورية الإسلامية»_2016/09/28
شارك سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم تخرج وأداء القسم ومنح الرتب العسكرية للطلبة الجامعيين في جامعات الضباط في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وخلال كلمته التي ألقاها في المراسم أكّد سماحته على وجوب تطوير جهوزية القوات المسلحة بشكل يومي، بما فيها الجهوزية «الإيمانية والعقائدية»، «العلمية والتقنيّة» و«التنظيمية والانضباطية» ونقل تجارب فترة الدفاع المقدّس القيّمة إلى القوى الشابّة. كما وقال: «إنّ الشعب الإيراني اليوم ولأنه يصرُّ على إسلامه، استقلاله، قيمه الرفيعة واعتقاده بحاكمية الدين الإلهي أمام جبهة معادية واسعة، ينبغي لقوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تبقى على أهبة الاستعداد للقيام بدورها وقت الحاجة».

لقاؤه دام ظله رئيس فنلندا السيد ساولي نينيستو_2016/10/26
أثناء لقائه رئيس فنلندا السيد ساولي نينيستو والوفد المرافق له، أشار سماحة الإمام الخامنئي دام ظله إلى ظاهرة الإرهاب باعتبارها واحدة من المصائب الموجعة التي ابتلي بها المجتمع الإنساني، معتبراً المجازر التي ترتكب بحق البشرية مثل قتل الشعب اليمني أبشع أنواع الإرهاب.
كما أكّد دام ظله أنّ مواجهة الإرهاب تتطلب إرادة جدية من كل من يمتلك نفوذاً لدى القوى الدولية وعقلاء العالم. واعتبر تصريحات وممارسات أمريكا وبعض الحكومات الأخرى فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب غير جدية، قائلاً: «هذه الحكومات تدرس جميع القضايا بما يتوافق مع مصالحها، وهي ليست بوارد استئصال جذور الإرهاب سواء من العراق أو من سوريا».

الإمام الخامنئي دام ظله أمام رئيس مجلس الرئاسة البوسني: أمريكا وبعض الدول الأوروبية هي العامل الأصلي لموجة التكفير والإرهاب_2016/10/25
استقبل سماحة الإمام الخامنئي دام ظله السيد باقر عزت بيجوفيتش رئيس مجلس رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك، وأكّد خلال اللقاء على ضرورة مواجهة سياسات بعض الحكومات الغربية المثيرة للحروب والداعمة للإرهاب، قائلاً: «على البلدان المستقلة -بتعزيز العلاقات فيما بينها وعدم التأثر بسياسات الحكومات المستكبرة- أن تطفئ نيران الخلافات والنزاعات».
واعتبر سماحته دام ظله التحالف العسكري للحكومات الغربية ضد الإرهاب ليس حقيقياً، قائلًا: «مع أن هذه التحالفات قد تدخل أحياناً في حروب مع الإرهابيين، لكنها لا تهدف -في العراق ولا في سوريا- إلى استئصال الإرهاب بشكل حقيقي، وسياساتهم السيئة والشريرة تزيد من مشكلات البشرية يوماً بعد يوم».

 
 

استفتاء

 

التحلُّل من وِزر إطلاق الرصاص

س: هل ثمّة وسيلة للتحلُّل من وِزر إطلاق الرصاص؟
ج: يجب على مَن ارتكب المعصية التوبة منها، وإذا ألحق ضرراً بالآخرين يضمنه.

2016-11-30