يتم التحميل...

خلق الانسان بين العلوم التجريبية والقرآن الكريم (2)

شبهات حول القرآن الكريم

تعرضنا في المقالة السابقة الى الآيتين السادسة والسابعة من سورة الطارق وعن تفسير معنى خلق الانسان من بين الصلب والترائب وأجبنا عن الإشكالات المطروحة حولها ووصل الكلام إلى خلق النطفة علقة والتي اعترض عليها أن العلقة هي دم متجمد وليس من مراحل تكون الجنين بحسب العلوم التجريبية أن تتحول النطفة إلى علقة!

عدد الزوار: 179

خلق الانسان (2)

﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً(سورة المؤمنون،الآية:14) تعرضنا في المقالة السابقة الى الآيتين السادسة والسابعة من سورة الطارق وعن تفسير معنى خلق الانسان من بين الصلب والترائب وأجبنا عن الإشكالات المطروحة حولها ووصل الكلام إلى خلق النطفة علقة والتي اعترض عليها أن العلقة هي دم متجمد وليس من مراحل تكون الجنين بحسب العلوم التجريبية أن تتحول النطفة إلى علقة!

للإجابة على السؤال لا بد أن نبين معنى كلمة علقة في القاموس اللغوي وقد أشار القرآن الكريم إلى خلق الإنسان من علق في آية أخرى:

العلقة مصدرها علق ويعني كل ما علق ويقال لمن على يديه بقايا طين عالق " بيده علق " وإذا تمزق الثوب حين يعلق به شيء فيقال لموضع الخرق علق ويقال لما تعلق به القربة علق ويطلق أيضا على الدود الذي يعيش في الماء الآسن ويمتص الدم إسم العلق ومن استخداماتها أيضا الدم الغليظ أو الجامد ولا يبعد أن يكون هناك نقطة مشتركة بين هذه المعاني الثلاث وأن يكون استخدامه بنفس اللحاظ حيث يصعب إزالة الدم بعد تجمده لأنه يكون قد علق بموضع الجرح هذه استخدامات كلمة علق في اللغة العربية وهي اللغة التي نزل بها القران الكريم لذلك من الطبيعي أن لا نتكلف تفاسير بعيدة عن اللغة مع عدم وجود مانع أو وجود قرينة على صرف المعنى عن ظاهره.

وإذا قارنا هذا المعنى مع ما يقوله العلم فلن نجد أي نوع من الاختلاف أو التناقض كما يدعي البعض حيث أن العلم يقول أنه بعد تلقيح النطفة للبويضة تلتحم البويضة الملقحة بجدار الرحم وهذا ما ينسجم مع المعنى الأول ثم تبدأ بامتصاص الغذاء وهذا ما ينسجم مع المعنى الثاني وليس فقط لا يتعارض مع ما تقوله الآية الكريمة من خلق النطفة علقة ونحن هنا لا نريد أن نستخرج النظرية العلمية من الآية الكريمة بل كل ما نبتغيه أن الآية لا تتعارض مطلقا مع ما يقوله العلم دون أن ندخل في متاهة تبني القران الكريم للنظريات العلمية المختلفة حيث أن عدم مناقضة التجارب العلمية يختلف عن تبني تلك التجارب والفرضيات والنظريات المختلفة حيث ذكرنا سابقا أن السمة العامة للنظريات العلمية هي التزلزل وعدم الثبات وتبني أو تأييد أو رفض أي نظرية علمية ليس من شأن القرآن الكريم باعتباره كتاب هداية وليس كتاب فيزياء.

ثم تكمل الآيات الحديث عن مراحل تكون الجنين ﴿فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْم وهو ما سنتعرض له في المقالة التالية حيث سنبين معنى المضغة ونقارن بقية مراحل تكون الجنين مع ما يثبته العلم التجريبي.



 

2016-11-25