يتم التحميل...

شبهة وجود اختلاف بين آيات القرآن الكريم

شبهات حول القرآن الكريم

لا يوفر الملحدون وغيرهم من أتباع بعض الديانات جهدا في سبيل محاولة نقض رمزية وقدسية رمزين أساسيين من رموز الدين الاسلامي باعتبارهما من الأسس التي بني عليها الدين

عدد الزوار: 147

لا يوفر الملحدون وغيرهم من أتباع بعض الديانات جهدا في سبيل محاولة نقض رمزية وقدسية رمزين أساسيين من رموز الدين الاسلامي باعتبارهما من الأسس التي بني عليها الدين وفي حال تم نقضهما فلا يبقى للدين قائمة الأول هو شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه واله ومحاولة تشويه صورته وسيرته وصفاته معتمدين تارة على الكذب وتارة على تقديم بعض الحوادث بصورة منقوصة.والثاني هو القران الكريم دستور الاسلام ومعجزته الخالدة وذلك من خلال القول أن هناك اختلافا وتناقضا بين اياته الكريمة غافلين أن شخصية النبي الأكرم والقران الكريم أرقى من أن تنال منها بعض تلك الشبهات كما لا يمكن أن يشكك الأعمى المبصرين بنور الشمس ﴿رِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصف:8).

سنبين بعون الله تعالى الايات الكريمة التي طرحت حولها الشبهات وما أجاب به المفسرون وسيظهر للقارئ الكريم أن تلك الشبهات ترجع اما الى عدم اطلاع على أبسط قواعد اللغة أو عدم فهم للحوادث التي نزلت بسببها تلك الايات الكريمة اضافة الى سوء النية الذي يؤدي الى التدليس واخفاء الحقائق عن القارئ الكريم.

إن أحد أعمدة اثبات انتساب القران الكريم الى الذات الالهية المقدسة حول عدم وجود اختلاف بين ايات القران الكريم ﴿أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً (النساء:82) حيث أن القران الكريم نزل على امتداد 23 سنة هي الفترة الممتدة من البعثة النبوية الى وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه واله حيث مرت الرسالة بظروف صعبة من قبيل الحصار والتهديد بالقتل والهجرة تارة وبمرحلة بناء الدولة والانتصارات الكبرى والفتوحات تارة أخرى وكان الخطاب القراني منسجما بين أوله وآخره ولو كان مصدر هذا الكتاب هو مصدر بشري لظهر الاختلاف بشكل كبير نتيجة تأثره بالأحداث ولكن الخطاب القراني كان يتكلم بقوة حين كان رسول الله وحيدا وحين انتشر الاسلام في غالبية ربوع الجزيرة العربية.

شبهة الاختلاف في تحديد عدد الملائكة في معركة بدر:


نص الشبهة: يذكر القرآن الكريم أن الله تعالى أنزل الملائكة لنصرة المؤمنين في معركة بدر ولكنه يذكر رقمين مختلفين لعدد الملائكة الذين نزلوا ففي المورد الأول الاية 124 من سورة ال عمران يذكر أن عدد الملائكة هو ثلاثة الاف ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ وفي المورد الثاني في الاية 9 من سورة الانفال يخبرنا أن عدد الملائكة هو عبارة عن ألف فقط ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ والفرق بين الرقمين واضح!!؟

الاجابة عن الشبهة: إن التأمل البسيط والاطلاع البسيط على بعض المفردات الواردة في الايات يحل المشكلة ويظهر مدى الانسجام بين الايات الكريمة والتي تتحدث عن معركة بدر ففي السورة الأولى وهي سورة ال عمران يبين لنا الله تعالى وعد النبي صلى الله عليه واله لأصحابه قبيل معركة بدر بنزول ثلاثة الاف من الملائكة ويخبرهم ان عدد الملائكة سيصل الى خمسة الاف في حال الصبر والثبات وهذا نص الايات الكريمة: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَىٰ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ (آل عمران:123-127)

هذ أولا ثم يخبرنا القران الكريم في سورة الأنفال عما جرى في المعركة شارحا حالة المؤمنين عند الخروج الى المعركة من كره البعض للخروج ورغبة البعض بملاقاة قافلة قريش والاشتباك معها بدل الاشتباك مع جيشها الذي أعدته لملاقاة المسلمين وما جرى لاحقا من نزول الملائكة: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (الأنفال:5-9)

فهل هناك فرق بين عدد الملائكة الذين وعد رسول الله بنزولهم وهم ثلاثة الى خمسة الاف وبين العدد الذي نزل فعلا لنصرتهم؟

إن التأمل البسيط في الآية التاسعة من سورة الأنفال يكشف لنا الانسجام التام بين الآيات الكريمة وعدم وجود أي اختلاف وذلك من خلال الالتفات الى كلمة "مردفين" الواردة في الآية فالآية تتحدث عن نزول ألف من الملائكة ولكنها تقول أنهم مردفين فما معنى أنهم مردفين؟

إن كلمة مردفين مشتقة من الأصل ردف وقد استخدمت بعدة صيغ في القران الكريم ﴿قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (النمل:72) وهذه الاية تتحدث عن استعجال المشركين للعذاب فأجابهم رسولهم أن العذاب عسى أن يكون ردف لكم ومن الواضح أن المقصود من كلمة ردف لكم هو لحقكم أي يتبعكم أي أن العذاب سيكون قريبا...وكذلك فإن معنى كلمة مردفين هو متبعين فالألف يتبعها ألف أي أن الألف في ردف الألف فالاية اذن لا تتحدث عن نزول ألف فقط بل تتحدث عن نزول آلاف وهذه الالاف يعرف عددها من خلال الاية التي وردت في سورة ال عمران وهو ثلاثة الاف في بداية المعركة ليصل الى خمسة الاف عند الصبر والثبات.

2016-11-15