يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 163 - ذو القعدة 1437 هـ

العدد 163

عدد الزوار: 230


لقد استطاع الإمام الرضا عليه السلام، وفي تلك الظروف القاسية، أنْ ينشر الخطّ المنيـر الواضــح للسيرة النبويّة، وأن يروّج للمعارف القرآنيّة والإسلاميّة في مجتمع المسلمين، وأن يقــرّب القلــوب إلى منهج أهل البيت عليهم السلام.

 
 

الإمام علي بن موسى الرضا (ع) وولاية العهد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حماية شجرة التشيُّع
عندما استشهد الإمام الكاظم عليه السلام، سيطر جوٌّ عام من القمع على البلاد الخاضعة للسلطة العبّاسيّة. وفي ذلك الجوّ الخانق، كان أكبر عمل للإمام الرضا عليه السلام هو أنّه استطاع أنْ يحافظ على شجرة التشيّع وسط أعاصير الحوادث، ويمنع تشتّت وفتور عزم أتباع أبيه الجليل. وبأسلوب التقيّة المدهش استطاع أن يحفظ حياته الّتي هي محور وروح الشّيعة، ليستمرّ في جهاد الإمامة العميق في عهد أكثر خلفاء بني العبّاس قدرةً، وفي زمن الاستقرار والثبات الكامل لذلك النّظام.

المأمون والعلويُّون
كان أوّل ما قام به المأمون بعد استتباب الخلافة له، التفرّغ لحلّ مشكلة العلويّين وجهاد التشيّع. لذا، وضع أمام عينيه تجربة مَنْ سبقه من الخلفاء.
تجربةٌ أظهرت القدرة والشموليّة والعمق المتزايد لهذه النهضة العلويّة وعجز أجهزة السلطة عن اقتلاعها أو إيقافها ومحاصرتها.
لقد كان المأمون يرى أنّ سطوة وهيبة هارون حتّى مع السّجن الطويل وتسميم الإمام السابع في السّجن لم تتمكّن من منع الانتفاضات والمواجهات السياسيّة والعسكريّة والإعلاميّة والفكريّة للشيعة.
لعلّ المأمون في تقييمه لخطر الشيعة على جهازه، كان يفكّر بطريقة واقعيّة. كان المأمون يشعر بهذا الخطر بحدسه الذكيّ ويفكّر في مواجهته. وبناءً على ذلك، كانت دعوة الإمام الثامن من المدينة إلى خراسان واقتراح ولاية العهد الإلزاميّة عليه.

حربٌ خفيّة
من الجدير أن نطالع واقعة ولاية العهد. ففيها واجه الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام تجربةً تاريخيّة عظيمةً في معرض حربٍ سياسيّة خفيّة تحدّد نتيجتها انتصار أو هزيمة مصير التشيّع. ففي هذه المعركة، نزل الخصم وهو المأمون إلى الميدان بعدّته وعديده، متمتّعاً بالدهاء الواسع والتدبير القويّ والفهم والدرايّة غير المسبوقة، بحيث لو انتصر لاقتلع شجرة التشيّع وتيّار المعارضة الّذي يمثِّل شوكةً في أعين زعماء الخلافات الطاغوتيّة.

إنّ ربّك لبالمرصاد
لكنّ الإمام الثامن عليه السلام، وبالتدبير الإلهيّ، تغلّب على المأمون وهزمه في ذلك الميدان السياسيّ الذي أوجده بنفسه. فلم تكن النتيجة أنّ التشيّع لم يضعف فحسب، بل كانت سنة ولاية العهد للإمام عليه السلام، من أكثر سنوات تاريخ التشيّع بركةً وثمرةً، وقد بثّت نفساً جديداً في جهاد العلويين. كلّ ذلك ببركة التدبير الإلهيّ للإمام الثامن عليه السلام وأسلوبه الحكيم الّذي أظهره هذا الإمام المعصوم في هذا الامتحان الكبير.
وكما يُشاهد فإنّ هذا التدبير كان من العمق والتعقيد لدرجة أنّه لم يكن لأحدٍ غير المأمون القدرة على القيام به، ولهذا السبب، كان أنصار المأمون والمقرّبون غافلين عن أبعاده وجوانبه. ويُستنتج من بعض الوثائق التاريخيّة، أنّ الفضل بن سهل، الوزير والقائد الأعلى، وأكثر الأفراد قرباً من جهاز الخلافة، كان غير مطّلعٍ على حقيقة هذه السياسة ومحتواها. وذلك حتّى لا تتعرّض أهدافه في هذه الحركة الالتفافيّة إلى أيّة نكسة.

على درب أسلافه
بينما المأمون الّذي بذل هذه الجهود وأنفق من رأسماله الكبير في هذا السبيل، لا أنّه فقط لم يحقّق أي شيء من الأهداف الّتي كان يريدها، بل إنّ سياسته الّتي اتّبعها انقلبت عليه. فالسّهم الّذي كان يريد أن يرمي به مقام ومكانة وطروحات الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام، أصاب المأمون، بحيث إنّه وبعد مضيّ فترة قصيرة أصبح مضطرّاً لأن يعتبر كلّ تدابيره وإجراءاته الماضيّة هباءً منثوراً. وفي نهاية المطاف عاد المأمون ليختار الأسلوب نفسه الّذي سلكه أسلافه من قبله وهو قتل الإمام عليه السلام. فالمأمون الّذي سعى جاهداً لتكون صورته حسنة ومقدّسة وليتّصف بأنّه خليفة طاهر عاقل، سقط في النهاية في تلك المزبلة الّتي سقط فيها كلّ الخلفاء السابقين له، أي انجرّ إلى الفساد والفحشاء ووُسمت حياته بالظلم والكبر.

في مواجهة المأمون
بعد هذا العرض لسياسة المأمون، نتعرّض للسياسات والإجراءات الّتي اتّبعها الإمام الرضا عليه السلام حيال ذلك:

الخطوة الأولى: عندما دُعي الإمام عليه السلام من قبل المأمون، لينتقل من المدينة إلى خراسان، نشر في المدينة جوّاً يدلّ على انزعاجه من هذه الخطوة، بحيث إنّ كلّ شخص كان حول الإمام عليه السلام تيقّن أنّ المأمون يضمر سوءاً للإمام عليه السلام من خلال إبعاده عن موطنه. وبناءً على ما كان يتصوّره المأمون في أن يُنظر إليه نظرة حسنة، بينما يُنظر إلى الإمام عليه السلام الّذي قبل بطلب المأمون نظرة سيّئة، نرى أن قلوب الجميع، ونتيجةً لردّ الفعل الّذي قام به الإمام عليه السلام في المدينة، ازدادت حقداً على المأمون منذ اللحظة الأولى لسفر الإمام عليه السلام. فقد أبعد المأمون إمامهم العزيز عليه السلام عنهم بهذا الشكل الظالم ووجّهه إلى مقتله.

الخطوة الثانية: عندما طُرحت ولاية العهد على الإمام عليه السلام في «مَروْ» رفض عليه السلام هذا الطرح بشدّة. ولم يقبل حتّى هدّده المأمون صراحةً بالقتل. ولقد انتشر رفضُ الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام لولاية العهد في كلّ مكان. كما إنّ العاملين في الحكومة، الّذين لم يكونوا على علم بدقائق سياسة وتدابير المأمون، قاموا، وعن غباء، بنشر رفض الإمام عليه السلام في كلّ مكان.

الخطوة الثالثة: على الرغم من كلّ الضغوطات والتهديدات الّتي مورست على الإمام الرضا عليه السلام، لم يقبل بولاية العهد إلا بشرط الموافقة على عدم تدخّله في أي شأن من شؤون الحكومة من حرب وصلح وعزل ونصب وتدبير وإشراف على الأمور. وبهذا ينأى الإمام بنفسه عن أن يكون مؤيِّداً أو مبرِّراً لأعمال حكومة المأمون.

الخطوة الرابعة: لقد استطاع الإمام عليه السلام بقبوله ولاية العهد أن ينشر دعوة الإمامة الشيعيّة على مستوى كبير في العالم الإسلاميّ، حيث تمّ إيصال نداء التشيّع إلى أسماع جميع المسلمين، فمنبر الخلافة القويّ جُعل تحت تصرّف الإمام عليه السلام. وقد قام الإمام عليه السلام من خلاله برفع ندائه وإعلان ما كان يُقال طيلة ١٥٠ سنة في الخفاء والتقيّة للخواص والأصحاب المقرّبين.

فأهل بيت النبيّ الّذين كانوا يُشتمون علناً على المنابر لسبعين سنة، وفي السنوات الّتي تلتها، لم يكن شخص ليجرؤ على ذكر فضائلهم، فعاد في زمانه عليه السلام ذكر عظمة وفضائل أهل البيت في كلّ مكان، كما إنّ أصحابهم ازدادوا جرأة وإقداماً بعد هذه الحادثة، وتعرّف الأشخاص الّذين كانوا يجهلون مقام أهل البيت عليهم السلام إليهم وصاروا يحبُّونهم وأحسّ الأعداء الّذين أخذوا على عاتقهم محاربة أهل البيت بالضعف والهزيمة.

فما أراده المأمون من فصل الإمام عليه السلام عن الناس لقطع العلاقة المعنويّة والعاطفيّة بين الإمام والناس، لم يتحقّق، بل إنّ الإمام عليه السلام لم يكن يترك أيّة فرصة تُمكّنه من الاتّصال بالناس إلّا ويستفيد منها.

إنّ كلّ ما ذكرناه من استفادة الإمام عليه السلام من مسألة قبوله ولاية العهد، يدلُّ على مدى النجاح العظيم الّذي حقّقه الإمام عليه السلام في صراعه ضدّ سياسة المأمون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

نور من نور

 

وممّا رزقناهم يُنفقون

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (البقرة: ٢-٣)، إنّه لا بدّ من الإنفاق. فالرزق الإلهيّ المقدّم لكم لا بدّ أن تنفقوا منه، وليس الإنفاق محصوراً بالإنفاق المادّيّ، بل ثمّة نوع أرقى وأرفع بكثير من الإنفاق المادّي، ألا وهو إنفاق رزق العلم بأن يكون في خدمة المجتمع والتاريخ والمستقبل، وأن تضعوه في خدمة وطنكم وشعبكم. فأنفقوا هذا النوع من الرزق في سبيل الله، وابذلوه في خير ومصلحة عباد الله، وليكن خالياً من أيّ مِنَّة.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

سهّلوا زواج الشباب

إنّني قلق وأخشى أن تؤدّي نظرة اللامبالاة إلى مسألة الزواج إلى عواقب وخيمة في المستقبل.

إنّ الزواج يجب أن يحصل ويتحقّق. حين يقول الله تعالى: ﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ (النور: ٣٢)، فهذا وعدٌ إلهيّ، ويجب علينا أن نؤمن ونثق بهذا الوعد. إنّ الزواج وتأسيس الأسرة لم يؤدِّ يوماً ولا يؤدّي إلى تدهور الوضع
المعيشيّ للشباب، بل إنّ الزواج ربّما يؤدّي إلى الفرج واليسر.

في الماضي كان من المتعارف أن يقوم بعض المؤمنين وأهل الخير بالتوسّط والتعريف بفتيات مناسبات أو شبان مناسبين للزواج، وكانوا يسهّلون الزواج. يجب القيام بهكذا أعمال، في الواقع يجب أن توجد حركة في هذا المجال في المجتمع.

 
 

نشاطات القائد

 

لقاؤه دام ظله المسؤولين وسفراء البلدان الإسلاميّة وجمعاً من شرائح الشعب 06/07/2016
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئيّ دام ظله مديري النظام الإسلاميّ وسفراء البلدان الإسلاميّة لدى طهران وجمعاً من شرائح الشعب. واعتبر دام ظله في كلمته أنّ المصدر الأصلي للحرب وانعدام الأمن والإرهاب في المنطقة والعالم الإسلامي هو القوى الاستكباريّة، وعلى رأسها أميركا، كما أكّد سماحته أنّ هدف هذه القوى هو توفير أجواء لتنفُّس الكيان الصهيوني، ونسيان قضية فلسطين المحوريّة، قائلاً: «السبيل الوحيد لمواجهة هذه المؤامرات هو معرفة العدوّ الحقيقيّ والصمود مقابله».

لقاؤه دام ظله حشداً من الطلبة وأعضاء التنظيمات الجامعيّة 02/07/2016
أكثر من ألف طالب جامعيّ مضافاً إلى ممثّلي التنظيمات الطلابيّة المختلفة، التقوا سماحة الإمام القائد الخامنئيّ دام ظله. كان اللقاء وديّاً وصريحاً، واستمر لأكثر من خمس ساعات، عبّر فيه الطلّاب عن هواجسهم الطلابيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لشريحة الشباب، واستمعوا لوجهات نظر سماحته حول «القضايا الطلابيّة والجامعيّة، الواجبات المهمّة للجامعيّين في مسيرة مقاومة الشعب ومختلف المواضيع والقضايا الراهنة».

لقاؤه دام ظله عوائل شهداء السابع من تير وشهداء الحرم 25/06/2016
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئيّ دام ظله جمعاً من عوائل الشهداء، منهم عوائل شهداء حادثة السابع من تير (تفجير مقرّ الحزب الجمهوري الإسلامي في ٢٨ حزيران ١٩٨١)، وعوائل الشهداء المدافعين عن مراقد أهل البيت عليهم السلام. وقد ثمّن سماحته «إيمان الشهداء وجهادهم وبطولاتهم ووفاءهم الخالص»، وأشاد بـ«صبر عوائلهم الكريمة وصمودها». وقد ألمح سماحته خلال اللقاء إلى كتابة العديد من الكتب حول العمليّات العسكريّة في ملحمة الدفاع المقدس وشهدائها، موصياً كل الناس، وخصوصاً الشباب، بقراءة هذه الكتب قراءةً دقيقة. كما تطرَّق دام ظله لموضوع الدفاع عن مراقد أهل البيت عليهم السلام والشهداء المدافعين عنها، قائلاً: «هذه القضية من الأحداث والأمور العجيبة المذهلة في التاريخ بأن يهبّ شباب من إيران وبلدان أخرى وبإيمان ودوافع قويّة ويغضّوا الطرف عن زوجاتهم الشابّات وأطفالهم الصغار وحياتهم المريحة، ويجاهدوا في بلد غريب في سبيل الله ويستشهدوا في هذا السبيل».

 
 

استفتاء

 

استقرار البدن حال الذكر

س: هل يجب استقرار البدن بصورة كاملة عند قراءة الأذكار المستحبّة للصلاة أم لا؟
ج: في وجوب الاستقرار والطمأنينة أثناء الصلاة لا فرق بين الأذكار الواجبة والمستحبّة. نعم لا إشكال في الإتيان بالذكر حال الحركة بقصد مطلق الذكر.

2016-07-27