تحقيق حول خلق الجن
أبحاث عامة
الجن كما جاء في المفهوم اللغوي هو نوع من الخلق المستور، وقد ذكرت له مواصفات كثيرة في القرآن منها:
عدد الزوار: 374
الجن كما جاء في المفهوم اللغوي هو نوع من الخلق المستور، وقد ذكرت له مواصفات
كثيرة في القرآن منها:
1 ـ إنّهم مخلوقون من النار، بعكس الإنسان المخلوق من التراب: (وخلق الجان من مارج
من نار).(1)
2 ـ إنّهم يمتلكون الإدراك والعلم والتمييز بين الحق والباطل والقدرة على المنطق
والإستدلال، (كما هو واضح من آيات سورة الجن).
3 ـ إنّهم مكلّفون ومسؤولون (كما في آيات سورة الجن والرحمن).
4 ـ وفيهم المؤمنون والصالحون والطالحون: (وأنا منّا الصالحون ومنّا دون ذلك).(2)
5 ـ إنّهم يحشرون وينشرون : (وأمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطباً).(3)
6 ـ لهم القدرة على النفوذ في السماوات وأخذ الأخيار واستراق السمع، ولكنّهم منعوا
من ذلك فيما بعد: (وأنّا منّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع
الآن يجد له شهاباً رصداً).(4)
7 ـ كانوا يوجدون ارتباطاً مع بعض الناس لإغوائهم بما لديهم من العلوم المحدودة
التابعة إلى بعض الأسرار الروحية: (وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن
فزادوهم رهقاً).(5)
8 ـ ويوجد فيهم من يتمتع بالقدرة الفائقة كما وجود في أوساط الإنس: (قال عفريت من
الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك).(6)
9 ـ لهم القدرة على قضاء بعض الحوائج التي يحتاجها الإنسان (ومن الجن من يعمل بين
يديه بإذن ربّه... يعملون ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب)(7).
10 ـ إنّ خلقهم كان قبل خلق الإنسان: (والجان خلقناه من قبل)(8) ولهم خصائص أُخرى
بالإضافة إلى ذلك فإنّه يستفاد من الآيات القرآنية أنّ الإنسان هو نوع أفضل من
الجن، وبخلاف ما هو مشهور على الألسن لأنّهم أفضل منّا، ودليل اختيار الأنبياء من
الإنس، وإنّهم آمنوا بنبي الإسلام الذي هو من الإنس واتبعوه، وهكذا وجوب سجود
الشيطان لآدم (عليه السلام) كما صرّح القرآن بذلك ،وكون الشيطان من أكابر طائفة
الجن (الكهف 50) هو دليل على أفضلية بني الإنسان على الجنّ.
إلى هنا كان الحديث عن أُمور تستفاد من القرآن المجيد حول هذا الخلق المستور
والخالية من كل الخرافات والمسائل غير العلمية، ولكنّنا نعلم أن السذج والجهلاء
ابتدعوا خرافات كثيرة فيما يخص هذا الكائن بما يتنافي مع العقل والمنطق، منها ما
نسب إليهم الأشكال الغريبة والعجيبة والمرعبة، وأنّهم موجودات سامة وذوات أذناب!
مؤذية، ومبغضة، سيئة التصرف والسلوك إذ يمكن أن تحرق دوراً بمجرّد أن يسكب إناء ماء
مغلي في بالوعة مثلاً، وأوهام أُخرى من هذا القبيل، في حين أنّ أصل الموضوع إذا تمّ
تطهيره من هذه الخرافات قابلاً للقبول، لأننا لا نملك دليلاً على حصر الموجودات
الحية بما نحن نراه.
* من تفسير الامثل اية الله ناصر مكارم الشيرازي
1 ـ الرحمن، 15.
2 ـ الجن، 11.
3 ـ الجن، 15.
4 ـ الجن، 9.
5 ـ الجن، 6.
6 ـ النمل، 39.
7 ـ سبأ، 12 ـ 13.
8 ـ الحجر، 27.