كيفية استعادة القدس وفلسطين
القدس في فكر الإمام الخميني
بعد تشخيص المشكلة وأسبابها وعللها المتراكمة على مدى عقود من الزمن، والمتمثلة اساساً في التقاعس عن اداء الواجب وعن القيام لمواجهة عدو الامة الذي استطاع بفعل ذلك
عدد الزوار: 176
بعد تشخيص المشكلة وأسبابها وعللها المتراكمة على مدى عقود من الزمن، والمتمثلة
اساساً في التقاعس عن اداء الواجب وعن القيام لمواجهة عدو الامة الذي استطاع بفعل
ذلك ان يثبت اقدامه في قلب العالم الاسلامي ويشعر بالارتياح وبالقدرة على التوسع
وعلى مدّ النظر في كل الاتجاهات ليحدد هدفاً جديداً في اقطار وبلاد المسلمين يتوسع
اليه ويزحف نحوه بجيشه الجرار الذي يسبقه الرعب الناتج عن الاجواء الدعائية التي
يثيرها الاعلام الغربي والذي يبعث على الهزيمة قبل حصولها وعلى الاستسلام قبل تحقق
ما يستدعيه، وقد ساعد على ذلك حالة التخاذل من قبل معظم الحكومات والادارات
والانظمة الحاكمة والتي تمتلك اساساً مقدرات البلاد والتي بيدها القدرة على اعطاء
الاوامر واصدار القرارات للقوات المسلّحة من اجل التحرك والمواجهة، مما ادى الى ترك
ثلة من المجاهدين الذين تم تسليحهم بأسلحة الهزيمة وتم تمويل عمليات فرارهم اكثر
مما موّلت عمليات انقضاضهم وهجماتهم، كما تم تعزيز مؤسساتهم المدنية اكثر من تعزيز
مقومات الصمود والممانعة، كما ساعد على ذلك ايضاً حالة الاختلافات والتباينات
والافتراقات بين الحكام وبين شعوبهم حيث لم يكن غالبية الحكام بمستوى تطلعات وامال
شعوبهم وتوقها الى الحرية والسؤدد ورغبتها في استعادة الحقوق والحالمة بعودة اسباب
العنفوان والقوة الى هذا الانتماء للاسلام من جهة وللعروبة من جهة ثانية، وكذلك من
العوامل المساعِدة في الخذلان والضعف حالة الفرقة التي عملت لها المخططات
الاستكبارية وعززتها بين افراد الامة وجماهيرها وقد ساعد على سريانها ضعفاء النفوس
والعملاء، فباتت الامة تعيش حالة التمزق من خلال تمسك كل طرف من اطرافها بخصوصياته
ومصالحه الضيقة والمحدودة مما اضاع الاولويات واحدث انقلاباً في سلّمها وفي درجة
الاهمية لكل منها، وباتت الصراعات المناطقية والاقليمية هي الحاكمة على واقع الامة
فمن صراعات على نقاط حدودية ضاعت على اثر ترسيم غير دقيق او غير نهائي لقوى
الاستكبار والاستعمار في العالم، وتارة على بعض المساحات الجغرافية المتنازع عليها
في حين ان منطقة واسعة وهامة وتلامس كرامة الامة وعنفوانها قد احتُلت واغتُصبت
وانتُزعت من جسم الامة وهي قطعة هامة وحيوية وذات صلة بمعنويات الامة وكرامتها، وان
ردّات الفعل لم تكن لتتناسب مع حجم الازمة وعظم وهول الكارثة، وقد ساعد الاعلام
الغربي والمعادي وبعض المأجورين والمستزلمين والتابعي العقول لاسيادٍ سوف يكفرون في
يوم من الايام بشركهم وسوف لا يكونون عندهم سوى تجار اقلام وسماسرة كلام وبائعي
افكار، ساعد كل هؤلاء في تضخيم حجم المشاكل الثنائية بين الدول العربية او
الاسلامية المجاورة في حين انها تعاطت او اوهمت الشعوب بضرورة التعاطي مع "اسرائيل"
على انها حالة واقعية طبيعية بل واحياناً حضارية يجب التعامل معها وفق هذه
المنطلقات بالصداقة والترحيب واقامة العلاقات حتى يصل الامر بل الوقاحة عند البعض
بطرح التطبيع مع "اسرائيل" في حين ان البعض يكشّر انيابه وليس مستعداً لان يتقبل
دولة عربية او اسلامية الى جانب دولته ولا يتعامل معها على اساس العلاقات الودية
فضلاً عن التطبيع الكامل للعلاقات،ومن جملة ما تم ادعاؤه من جهات عدة بان "اسرائيل"
هي جزء من اوروبا المتحضرة جاءت الى المحيط العربي المتخلف من اجل سوقه الى الحضارة
والتمدن والرقي من خلال ما استطاعت "اسرائيل" ان تمتلكه وبسرعة من مقومات الدولة
الحديثة على المستويين العلمي والتقني، اذن لقد عملوا بشتى الطرق والاساليب الماكرة
والخداعة والملغومة من اجل تضخيم الخلافات القائمة بين العرب وبين المسلمين ومن اجل
بذر الشقاق والخلاف بين الاطراف المتسالمة او المتوافقة وكذلك بغية اظهار "اسرائيل"
دولة مدنية متحضرة ومسالمة وان العرب هم الذين يعتدون عليها ويريدون تدميرها..
وهكذا عمل الامام الخميني قدس سره وعلى مدى سنين من عمره الشريف على كشف هذه
الاكاذيب وفضح هذه المؤامرات وتسليط الضوء على مكامن الخلل في واقع الامة وعلى
الاخطار التي تحدق بها وتهددها، وهو قدس سره كان يرفع الصوت دائماً لينبه ويوقظ
ولكي يسمعه الناس فيوصل اليهم جملة حقائق كان يراها بعين قلب البصيرة، واراد ان
تعلمها كل الجماهير فضلاً عن الانظمة، هذه الحقائق التي تساعد في حال الاعتماد
عليها او الاستفادة منها في استعادة القدس وفلسطين ومن هذه الحقائق والمقولات
والثوابت:
أولاً: رفض المؤامرات والمخططات الخيانية ورفض المعاهدات والاتفاقات والصلح مع هذا
الكيان لان من شأن ذلك اعطاء الشرعية لاعتداءات "اسرائيل" على الامة وعلى الشعب
الفلسطيني فضلاً عن اعطاء الشرعية لوجودها وهذا ما لا يعترف به الامام قدس سره الذي
يعتبر "اسرائيل" كياناً غاصباً محتلاً ارهابياً متسلطاً وغير شرعي.
يقول الامام الخميني قدس سره: "ان معاهدة كامب ديفيد وامثالها تهدف الى منح الشرعية
لاعتداءات "اسرائيل" وقد غيرت الظروف لصالح "اسرائيل".
ويقول ايضاً: "ان كل موقف يقوّي "اسرائيل" لن يكون مضراً بالفلسطينيين والعرب فقط
بل سيكون مضراً بكل بلدان المنطقة وسيؤدي الى تقوية كل القوى الرجعية في المنطقة".
ثانياً: المباردة لاقتلاع مادة الفساد التي يمثلها نفس وجود الكيان الإسرائيلي وليس
فقط من خلال اعتداءاته او ممارساته فهو عين الفساد.
يقول الامام الخميني قدس سره: "ان "اسرائيل" غاصبة، ويجب ان تغادر بأسرع وقت وطريق
الحل الوحيد هو ان يقوم الاخوة الفلسطينيون بالقضاء على مادة الفساد هذه بأسرع
وقت".
ثالثاً: الدفاع عن الاهداف الفلسطينية وحماية المجاهدين، ففي ذلك سبب الى تحرير
فلسطين.
يقول الامام الخميني قدس سره: "على البلدان الاسلامية ان تدافع بكل قواها عن
الاهداف الفلسطينية وان تدافع عن الحركات التحررية في العالم".
رابعاً: عدم الاعتراف ب"اسرائيل" من قبل الدول سواء كانت اسلامية او عربية ام حرة
لان هذا الاعتراف يعطي الشرعية للكيان الغاصب ويساعده في تثبيت وجوده وفي اطالة امد
هذا الوجود، ومن الواجب الشرعي نفي هذا الاعتراف ومعارضته.
يقول الامام الخميني قدس سره: "انني اعتبر مشروع الاعتراف ب"اسرائيل" بمثابة
الكارثة بالنسبة للمسلمين وبمثابة الانفجار بالنسبة للحكومات وانني اعتبر الاعلان
عن معارضة ذلك فريضة اسلامية كبيرة".
خامساً: دعم الانتفاضة الدائم من اجل ان تستمر وتحقق اهدافها والتي على رأسها سحق
اليهود والصهاينة.
يقول الامام الخميني قدس سره: "لا تصغوا الى كلام الداعين الى وقف اطلاق النار وما
شابه ذلك من الطروحات فكل ذلك من اجل منع الفلسطينيين من التقدم، ان الشعب
الفلسطيني يوشك ان يسحق اليهود الصهاينة واتمنى ان يتم ذلك".
ويقول قدس سره: "ينبغي ان نقدم الدعم لتظاهرات وانتفاضة الشعب الفلسطيني مقابل ظلم
"اسرائيل" ليتغلب على هذا الغول الغاصب والمفترس".
سادساً: رفض المساومات والتنازلات التي يقدمها بعض الحكّام الخونة، ففي ذلك تهاون
بالقضية المركزية واضعاف لها واطلاق ليد العدو في استكمال تنفيذ مخططاته العدوانية.
يقول الامام الخميني قدس سره: "على الشعوب الاسلامية ان تفكر بانقاذ فلسطين وان
تعلن للعالم عن غضبها واستنكارها للممارسات التساومية الاستسلامية للحكام العملاء
والخونة الذين ضيّعوا امال وجماهير مسلمي الارض المحتلة".
ويقول قدس سره: "الا يعلم قادة القوم بان المفاوضات السياسية مع السياسيين
المتجبرين ومجرمي التاريخ لن تنقذ القدس وفلسطين، وسوف تزيد من وتيرة الجرائم
والمظالم كل يوم".
سابعاً: دعم المناضلين الفلسطينيين مادياً ومن الحقوق الشرعية. وكذلك دعم الصمود
والصرف لمعالجة اثار العدوان.
يقول الامام الخميني قدس سره: "انهم مجازون في الصرف الى حد الثلث من سهم الامام
"ع" على اللاجئين والمشردين والمناضلين".
ثامناً: الدعوة الى الوحدة بين المسلمين من اجل مواجهة التحديات وعلى رأسها مواجهة
"اسرائيل" والقضاء على بذرة الفساد التي تمثلها.
يقول الامام الخميني قدس سره: "لقد اكدت دائماً على وحدة المسلمين في العالم
لمواجهة الاعداء بما فيهم "اسرائيل".
ويقول قدس سره: "انني اتمنى ان يتخلصوا من الاختلافات وان تتوجه الحكومات نحو
القضايا الاسلامية وان يقطعوا بمشيئة الله هذه الغدة السرطانية من اراضيهم.
ويقول ايضاً: "يجب ان يتحد الجميع ويقفوا صفاً واحداً بوجه هذه المجموعة المعتدية".
وفي سياق حديثه عن الوحدة بين المسلمين يؤكد الامام الخميني قدس سره ان نفس الوحدة
تؤدي الى ازالة "اسرائيل" وليس هناك حاجة لامكانيات ضخمة لذلك.
وفي ذلك يقول الامام قدس سره: "لو اجتمع المسلمون والقى كل واحد منهم دلواً من
الماء على "اسرائيل" لجرفها السيل، ولكن مع ذلك نرى انهم عاجزون امامه".
تاسعاً: ثورة الشعوب المسلمة هي الطريق لتحرير فلسطين، خصوصاً مع عدم امكانية
الاتكال على الانظمة، فان ثورة الشعوب تحرج الحكام وتدفعهم باتجاه المواجهة مع
"اسرائيل" وباتجاه استخدام القوة في مقابلها وخصوصاً سلاح النفط.
يقول الامام الخميني قدس سره: "اذا اردتم ان تنقذوا فلسطين فعلى الشعوب ان تثور
بنفسها وتدفع حكوماتها لمواجهة "اسرائيل".
ويقول قدس سره: "يجب على الشعوب دفع حكوماتهم للنهوض بجدية لمواجهة امريكا
و"اسرائيل" وذلك باستخدام القوة العسكرية وسلاح النفط".
عاشراً: العودة الى الاسلام ومنابعه الاصيلة والى الالتزام باحكامه من اجل حل
القضية الفلسطينية، والعودة هذه يجب ان تكون الى الاسلام المحمدي الاصيل.
يقول الامام الخميني قدس سره: "ما لم نعد الى الاسلام، اسلام رسول الله، فسوف تبقى
مشاكلنا على حالها ولن نستطيع حل قضية فلسطين".
الحادي عشر: الاستفادة من الامكانات والوسائل العسكرية المستندة على الايمان وعلى
الشعور بعظمة الاسلام وبقدرته على تحقيق الاهداف وعدم الرضوخ الى التهديدات او
الاتكال على التفاوض الذي لا يجلب سوى الخيبة ومزيد منها وعدم مخافة القوى الكبرى
او عيش عقدة ارضائها.
يقول الامام الخميني قدس سره: "يجب ومن اجل تحرير القدس، الاستفادة من المدافع
الرشاشة المتكلة على الايمان وقدرة الاسلام، وترك اللعب بالسياسة التي يُشم منها
رائحة الاستسلام والتخلي عن فكرة ارضاء القوى الكبرى".
* القدس في فكر الإمام الخميني
2016-06-30