ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
شعبان
نبارك أيام الولادة الفيّاضة لسيدنا بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتبرّك أيام شهر شعبان بهذه الولادة الكبيرة السعيدة. نسأل الله تعالى أن يجعلكم ويجعلنا من أتباعه سلام الله عليه، ومن شيعته.
عدد الزوار: 766المناسبة: ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
من كلام
الإمام السيّد عليّ الخامنئي (دام ظلّه) في مناسبة ولادة الإمام المهدي (عجّل الله
فرجه):
"نبارك أيام الولادة الفيّاضة لسيدنا بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتبرّك
أيام شهر شعبان بهذه الولادة الكبيرة السعيدة. نسأل الله تعالى أن يجعلكم ويجعلنا
من أتباعه سلام الله عليه، ومن شيعته.
المهدويّة، عقيدة الاديان:
إنّ الاعتقاد بالإمام المهدي
المنتظر جزءٌ من الرؤية الكونية للأديان. أي إن الأديان الإلهية كما تطرح رؤية
كونية عامة بشأن العالم والإنسان ونشأة الخلقة ونهاية مسار الحياة البشرية - رؤيتها
حول الله والمعاد - فإنّ من أجزاء هذه الرؤية الكونية - هذه المجموعة الهائلة
العظيمة التي تمثّل البنى التحتية لكلّ الأفكار والرؤى والأحكام والقوانين والأنظمة
في الأديان - قضية نهاية مسار قافلة البشرية في هذه الدنيا. إن من القضايا التي
يطرح حولها السؤال: إلى أين تذهب البشرية؟ إذا شبّهنا المجتمع الإنساني على مرّ
التاريخ بقافلة تسير في مسار معين، سيطرح هذا السؤال: إلى أين تسير هذه القافلة؟ ما
هو مقصد هذه القافلة؟ إلى أين تنتهي هذه المسيرة؟ هذا سؤال جدّيّ ويجب الإجابة عنه
في أية رؤية كونية. وقد أجابت الأديان عن هذا السؤال. وإجابات المذاهب والمدارس
الفكرية غير الدينية ليست على شاكلة واحدة في هذا الصدد، لكن إجابة الأديان عن هذا
السؤال واحدة ومتشابهة تقريباً، فلديها إجابة محدّدة. في حدود ما نعرفه عن الأديان
الإلهية والأديان التي استُنسخت عن الأديان الإلهية - حتى لو لم تكن هي نفسها إلهية
ولكن من الواضح أنها استقت أصولها وقواعدها من الأديان الإلهية - تعتقد كلها بأن
هذه القافلة ستصل في نهاية الطريق إلى منزل منشود وصالح ومحبوب ومفرح.
المهدويّة وخاصية العدالة:
والخاصيّة الأساسية لهذا الهدف أو المقصد هو "العدالة"، العدالة مطلب
عام للبشرية منذ فجر تاريخها وإلى اليوم وإلى آخر يوم من عمرها. إنَّ الذين يحاولون
في مرتكزاتهم وأفكارهم وأصولهم أن يجنحوا إلى التنويع والتغيير والتحوّل وما إلى
ذلك لا يمكنهم إنكار أن من أهم مطالب الإنسانية منذ يومها الأول وإلى اليوم هو
"العدالة". البشرية تنشد العدالة، ولم تغضّ الطرف يوماً عن هذا المطلب، وسوف يتحقق
هذا المطلب في نهاية المطاف، وقد ورد في آثارنا: "يملَأُ الله بِهِ الاَرضَ قِسطاً
وعَدلاً كما مُلِئَت ظُلماً وجَورا".
عصر المهدوية:
وإذا أردنا التشبيه يجب القول إن مسافراً أو قافلة تعبر منعطفات صعبة
ومعابر عسيرة وجبالاً وودياناً ووحولاً وأشواكاً، وتقطع الطريق من أجل أن توصل
نفسها إلى نقطة معينة، فأين هي هذه النقطة؟ هذه النقطة هي طريق أو جادة مهمة مفتوحة
أو طريق مستوية وسهلة. كل ما نشاهده في تاريخ البشرية إلى اليوم هو مسيرة في طرق
وعرة ومنعطفات صعبة ووسط أشواك جارحة ووحول ومستنقعات، وتسير البشرية على هذا الدرب
لتصل إلى تلك الجادة، وتلك الجادة هي عصر المهدوية ومرحلة (عصر) ظهور الإمام المهدي
المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
الجمهوريّة الإسلاميّة، مصداق وعد الله:
ما قد حققته البشرية من نجاحات، على مرّ التاريخ، عن طريق الدين
وبواسطته هو هذه الوعود الصغيرة، ومن تلك الوعود الجمهوريّة الإسلاميّة. إن
الجمهوريّة الإسلاميّة هي أحد هذه الوعود. فقد وعد الله تعالى أنكم إذا كافحتم
وصبرتم وتوكلتم على الله تعالى، فسوف يمنحكم القوة والاقتدار من حيث لا تحتسبون ومن
حيث تفتقدون الأمل بذلك. وقد تحقق هذا الشيء".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2016-05-18