الآيات التي تعتبر الشفاعة خاصّة باللَّه
الشفاعة
وبناءً على هذه الاية فإنّ الشفيع هو الخالق المدّبر لعالم الوجود لأنّ الشفاعة هي أيضاً نوع من التدبير والربوبية والتربية، ومعنى هذا وجوب عدم التعلّق بالأوثان والالتجاء إلى سوى ذاته المقدّسة،
عدد الزوار: 161
قال تعالى:
﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ﴾ [السجدة: 4].
-
﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزمر: 44].
وبناءً على هذه الاية فإنّ الشفيع هو الخالق المدّبر لعالم الوجود لأنّ الشفاعة هي
أيضاً نوع من التدبير والربوبية والتربية، ومعنى هذا وجوب عدم التعلّق بالأوثان
والالتجاء إلى سوى ذاته المقدّسة، وأن وضع أحد من الأنبياء والأولياء على مقام
الشفاعة فهو مستمد منه بالتأكيد: كما أنّ مقام الحاكمية وهداية وتربية الناس
ممنوحٌ لهم من قبل اللَّه تعالى.
وورد نفس هذا المعنى في الآية الرابعة من آيات البحث، ولكن بصورة اخرى، إذ تقول
لعبدة الأوثان الذين اتخذوها شفعاء لهم:
﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيع﴾.
ثم تؤكّد أنّ سبب ذلك هو أنَّ:
﴿لَهُ مُلكُ السَّموَاتِ وَالأَرضِ ثُمَّ الَيهِ
تُرجَعُونَ﴾.
فمن البديهي أنّ من يمتلك حق العفو عن المذنبين وحق الشفاعة أو قبول شفاعة الشافعين
هو الخالق والمالك لكل الموجودات التي بدأ وجودها منه ثم تعود إليه في نهاية
المطاف.
وعلى هذا فانَّ الشفيع في الأساس هو اللَّه تعالى، لا منافس له في ذلك بل يستمد
الآخرون منه مشروعية شفاعتهم، ومن الواضح أنّ انحصار حق الشفاعة به تعالى دون سواه
لا يتنافى أبداً مع مشروعيته للآخرين، كما أنّ الملكية والحاكمية له دون سواه،
ويمكن للآخرين الملك والحكم بإذنه وبأمره وفي حدود خاصّة.
وما يسترعي الاهتمام هنا هو أنّ الآية السابقة لها قالت حين نفت شفاعة الأوثان:
﴿قُلْ اوَلَوْ كَانُوا لَا يَملِكُونَ شَيئاً وَلَا يَعقِلُونَ﴾ (الزّمر/ 43).
وهذا التعبير دليل واضح على أنّ الشفاعة من مختصات المالكية والحاكمية، وإنّما اختص
بها اللَّه تعالى لأنّه هو المالك والحاكم الأصل في عالم الوجود والآخرون يقتاتون
على فُتات مائدة نعمته.