الذين لا تنالهم الشفاعة
الشفاعة
قال تعالى : {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}
عدد الزوار: 196
قال تعالى : {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ
كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر : 18].
وتشير إلى الأشخاص الذين لا تنالهم الشفاعة بسبب ما ارتكبوه من أعمال، ومفهومها أنّ
الشفاعة تشمل فئات اخرى، تقول إحداهما : {مَّا لِلظَّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَلَا
شَفِيعٍ يُطَاعُ}.
إذن فغير الظالمين بشكل عام يستحقّون الشفاعة.
ولكن ما المقصود بالظالمين؟ قال البعض من أمثال المحقق الطبرسي في مجمع البيان
أنّهم المشركون والمنافقون، لأنّ أسوأ الظلم هو الشرك والنفاق «1».
وصرح الفخر الرازي بأنّ المقصود ب «الظالمين» هنا الكُفّار «2».
والآيات السابقة لهذه الآية، ومطلع نفس هذه الآية الذي يحذّرهم من عذاب يوم القيامة
وكذلك الآيات الواردة بعدها والتي تذكُر مصير الكفّار السالفين الذين أصبحوا عبرة
من خلال تعرضهم للعذاب الإلهي، هي أيضاً شاهد ودليل على هذا المعنى.
وقال بهذا الرأي كل من صاحب تفسير روح البيان، وصاحب روح المعاني والمراغي.
وعلى كل حال فإنّ نفي الشفاعة عن الظالمين بالخصوص (وبغض النظر عن المعنى الذي
تُفسر فيه كلمة الظالمين) دليل على إثباتها لأقوام آخرين، فالشفاعة لا تحصل
اعتباطاً بل تحتاج إلى نوع من الاستحقاق والتأهيل، أي إنّ المذنبين على صنفين :
صنف يستحق الشفاعة وصنف لا يستحقّها.
(1) تفسير مجمع
البيان، ج 7، 8، ص 519.
(2) تفسير الكبير، ج 27، ص 50.