يتم التحميل...

الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام في كلام السيد القائد

الإمام الهادي عليه السلام

في المواجهة الّتي جرت بين الإمام الهادي عليه السلام وحكّام زمانه فإنّ الّذي انتصر في الظّاهر والباطن هو هذا الإمام عليه السلام. ففي زمن إمامته حكم ستّةٌ من الخلفاء واحدًا تلو الآخر،

عدد الزوار: 164

مواجهة الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام للسلطة

في المواجهة الّتي جرت بين الإمام الهادي عليه السلام وحكّام زمانه فإنّ الّذي انتصر في الظّاهر والباطن هو هذا الإمام عليه السلام. ففي زمن إمامته حكم ستّةٌ من الخلفاء واحدًا تلو الآخر، وهلكوا جميعًا واحدًا تلو الآخر. وكان آخرهم المعتزّ الّذي قتل الإمام عليه السلام ولم يلبث من بعده إلّا قليلًا. وهؤلاء الخلفاء ماتوا أذلّاء في الغالب، أحدهم قتله ابنه، والآخر على يد ابن أخيه، وبهذه الطّريقة تشتّت العبّاسيّون وانقرضوا، بعكس الشّيعة. فالشّيعة في زمن الإمام الهادي والإمام العسكريّ عليهما السلام، ورغم ما فيه من عنفٍ وقمعٍ كانوا يزدادون انتشاراً وقوّةً يومًا بعد يوم.

لقد عاش الإمام الهادي عليه السلام 42 سنة، قضى 20 سنة منها في سامرّاء، حيث كان يعمل ويعيش ويمتلك مزرعةً. وكانت سامرّاء في الواقع بمثابة معسكر بناه المعتصم لغلمانه التّرك المقرّبين له - وهؤلاء التّرك هم غير الأتراك الّذين يعيشون في إيران أو في آذربايجان أو سائر النقاط، والّذين أحضرهم من تركستان وسمرقند، ومن منطقة مانغوليا وآسيا الشرقية واحتفظ بهم في سامرّاء. وهؤلاء الأتراك، ولحداثة إسلامهم، لم يكونوا يعرفون الأئمّة ولا المؤمنين ولا يفهمون عن الإسلام شيئًا. لهذا صاروا يُضايقون النّاس وأوجدوا بينهم وبين العرب ـ أهالي بغداد ـ النّزاعات والمشاجرات. وفي مدينة سامرّاء نفسها، اجتمع عددٌ ملحوظٌ من كبراء الشّيعة في زمن الإمام الهادي عليه السلام وتمكّن الإمام عليه السلام من إدارتهم، وإيصال رسالة الإمامة من خلالهم إلى مختلف مناطق العالم الإسلامي. فالرّسائل وهذه الشّبكات الشيعيّة، في قم وخراسان والريّ والمدينة واليمن، وفي المناطق البعيدة، وفي جميع أقطار العالم، هي الّتي استطاعت أن تروّج وتنشر وتزيد من المؤمنين بهذا المذهب، يوماً بعد يوم. وقد استطاع الإمام الهادي عليه السلام أن يقوم بكلّ هذه الأعمال، تحت ظلّ بريق السّيوف الحادّة والدمويّة لأولئك الخلفاء الستّة ورغمًا عن أنوفهم. ويوجد حديثٌ معروفٌ حول وفاة الإمام الهادي عليه السلام، يُعلم من عباراته تواجد جمعٍ ملحوظٍ من الشّيعة في سامرّاء، لم يكن الجهاز الحاكم يعرف عنهم شيئًا، لأنّه لو كان يعلم بهم لكان قضى عليهم عن بكرة أبيهم. لكنّ هذه الجماعة، ولأنّها استطاعت أن توجد شبكة قويّة، فإنّ الجهاز الحاكم لم يتمكّن من الوصول إليها.

إنّ يومًا من جهاد هؤلاء العظماء - الأئمّة عليهم السلام - يؤثّر بمقدار سنوات. ويومٌ واحدٌ من حياتهم المباركة يساوي سنواتٍ من حياة جماعةٍ تعمل ليل نهار على مستوى التّأثير في المجتمع. هؤلاء العظماء قد حفظوا الدّين بهذه الطّريقة، وإلّا فإنّ دينًا يقع على رأسه المعتزّ والمتوكّل والمعتصم، والمأمون، ويكون علماؤه رجالٌ كيحيى بن أكثم ـ الذي رغم أنّه كان عالم البلاط، فقد كان من الفسّاق والفجّار المتجاهرين من الدّرجة الأولى ـ لا ينبغي أساسًا أن يبقى، ولكان ينبغي والحال هذا، أن يُجتثّ من جذوره وينتهي كلّ شيء. فجهاد الأئمّة عليهم السلام وسعيهم لم يحفظ التشيّع فحسب، بل القرآن والإسلام والمعارف الدينيّة، وهذه هي خاصّية العباد الخالصين والمخلصين وأولياء الله. فلو لم يكن للإسلام أمثال هؤلاء من أولي العزم، لما استطاع أن يعود غضًّا طريًّا ويوجد هذه الصّحوة الإسلاميّة بعد 1230 سنة، بل كان ينبغي أن يزول شيئًا فشيئًا. فلو لم يكن للإسلام، هؤلاء الّذين جذّروا هذه المعارف العظيمة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الأذهان على مرّ التاريخ الإنسانيّ والإسلامي، لكان ينبغي أن يزول من الوجود وينتهي كلّ شيء، ولا يبقى منه أيّ شيء. ولو بقي، فلم يكن ليبقى من معارفه شيءٌ، كالمسيحية واليهودية، اللتين لم يبقَ من معارفهم الأساس أيّ شيءٍ تقريبًا. فأن يبقى القرآن سالمًا والحديث النبويّ وكلّ هذه الأحكام والمعارف الإسلاميّة، وذلك بعد أكثر من 1000 سنة، وأن تتمكّن من أن تبرز في قمّة المعارف الإنسانيّة، فهذا ليس بالأمر الطبيعيّ، بل كان هناك عملٌ غير طبيعيّ يؤدَّى من خلال الجهاد. وبالتأكيد، كان على طريق هذا العمل الكبير الضرب والسجن والقتل وكلّ هذه لم تكن بالنسبة لهؤلاء العظماء شيئًا.

يوجد حديثٌ حول طفولة الإمام الهادي عليه السلام، عندما أحضر المعتصمُ الإمام الجواد عليه السلام من المدينة إلى بغداد، في العام 218 هجريّة، أي قبل شهادته بسنتين، وبقي الإمام الهادي عليه السلام حينها مع أهله في المدينة، حيث كان له من العمر وقتها ست سنوات. وبعد أن أُحضر الإمام الجواد عليه السلام إلى بغداد سأل المعتصم عن أسرته وأهله، وعندما سمع أنّ ابنه البكر عليّ بن محمّد ابن ست سنوات، قال إنّه خطرٌ ويجب أن نُفكّر بحلٍّ له. وقد أمر المعتصم رجلًا من أقاربه أن يذهب من بغداد إلى المدينة، وأن يجد فيها من هو عدوّ لأهل البيت، فيودع عنده هذا الطفل ليكون معلّمًا له ويربّيه ليصبح عدوًّا لأسرته ومنسجمًا مع الجهاز الحاكم. فجاء هذا الشّخص من بغداد إلى المدينة، واختار أحد علمائها المدعوّ الجنيدي الّذي كان من أشدّ المخالفين والمعاندين لأهل البيت - وكان في المدينة عددٌ من أمثال هؤلاء العلماء ــ لينهض بهذا العمل، وقال له: إنّني مأمورٌ أن أجعلك مربّيًا ومؤدِّبًا لهذا الطفل، ولا ينبغي أن تسمح لأيّ شخصٍ بالتّواصل معه أو الارتباط به، وأُريدك أن تُربّيه بهذه الطّريقة وبهذا الشكل. وقد سجّل التاريخ اسم هذا الشّخص الجنيدي. وكان الإمام الهادي عليه السلام - كما ذكرت - بعمر ست سنوات في ذلك الوقت، وكان الأمر أمر الحكومة، فمن الّذي يستطيع أن يعترض على مثل هذا الأمر؟!

وبعد مدّةٍ جاء أحد المقرّبين من الجهاز الحاكم ليطّلع على الجنيدي، ويسأل عن أحوال ذلك الطفل الّذي أودعه إيّاه. فقال الجنيدي: أيّ طفلٍ هذا، أهذا هو الطفل؟، إنّني أُبيّن له مسألةً في الأدب، فيُبيّن لي أبوابًا من الأدب، حيث أتعلّم منه! فأين درس هذا الطفل وتعلّم؟! وأطلب منه أحيانًا عندما يدخل إلى الحجرة أن يقرأ سورةً من القرآن، وعندما يدخل (وهو يريد أذيّته) يسأل أيّ سورةٍ أقرأ، فأقول له: اقرأ سورة كبيرة، كسورة آل عمران مثلًا، فيقرأها عليّ ويبيّن لي مواضع الإشكال في قراءتها. إنّهم علماءٌ وحفّاظٌ للقرآن، وعلماء بالتأويل والتفسير، أيّ طفلٍ هذا؟!. وقد استمرّ ارتباط هذا الطّفل ــ الّذي كان في الظّاهر طفلًا، ولكنّه وليّ الله، ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾1 - بهذا الأستاذ لمدّة، إلى أن أصبح هذا الأستاذ من الشّيعة المخلصين لأهل البيت2.

لقد كان النّصر حليفهم في جميع الميادين، وهزموهم جميعًا في كلّ المواضع. فدِعبل الّذي كان معارضًا لكلّ الخلفاء العبّاسيين، وذمّ آباءهم في أشعاره، وترك لكلّ واحدٍ منهم سجلّاً في التاريخ، كان له عدّة أبياتٍ حول المعتصم، يقول فيها إنّنا قرأنا في الكتب أنّ بني العبّاس هم سبعة خلفاء، والآن يقولون لنا ثمانية، فمن هو الثّامن؟ وأراد أن يُشبّههم بأصحاب الكهف الّذي كان كلبهم ثامنهم، ثمّ يقول بعدها: فأين أنت من ذاك الكلب؟ فذاك الكلب لم يرتكب أيّ معصيةٍ أو ذنبٍ بين يديّ الله، وأنت مليءٌ بالذنوب والمعاصي: ملوك بني العباسِ في الكتبِ سبعةٌ ولم تأتِنـا عن ثامـن لـهمُ كُتـبُ، كذلك أهل الكهفِ في الكهفٍ سبعةٌ خيـارٌ إذا عُـدُّوا وثامنـهم كلـبٌ، وإنـي لأُعلـي كـلبَهم عنك رفعةً لأنَّك ذو ذنْب وليس له ذنْـبُ. (20/08/2004)

وقد أحضروا الإمام من المدينة إلى سامرّاء ليكون تحت مراقبتهم، ولكنّهم وجدوا أنّه ما من فائدة. فلو اطّلعتم على حالات هؤلاء الأئمّة الثّلاثة في المناقب3 وغيرها لالتفتّم إلى أنّ شبكة العلاقات الشيعيّة في زمان هؤلاء الثلاثة كانت أكثر منها في زمن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام. فكانت تُرسل إليهم الكتب والرّسائل من أقصى نقاط العالم وكذلك الأموال والمسائل، في حين أنّهم كانوا يعيشون ضمن نطاقٍ ضيّق. وقد أضحى الإمام الهادي عليه السلام في سامرّاء محبوبًا من قِبَل النّاس وكان الجميع يحترمونه، ولم يكن يتعرّض لأيّ إهانة. ثمّ فيما بعد وعند وفاته انقلب حال المدينة كلّها، وهذا الأمر تكرّر مع الإمام العسكريّ عليه السلام ، وهناك أدرك الحكّام وجود سرٍّ ما، وكان عليهم أن يشخّصوه ويتعاملوا معه. فالتفتوا إلى قضيّة القدسيّة. وهنا نجد المتوكّل يحضر الإمام عليه السلام إلى مجلسه، الّذي هو مجلس خمرٍ وسكرٍ، لكي ينتشر الخبر في كلّ مكان، أنّ عليًّا بن محمد كان نديمًا للمتوكّل وقد جالسه في مجلس الخمر واللهو! فانظروا أنتم أيّ تأثيرٍ تركه هذا الخبر. لقد نظر الإمام عليه السلام إلى القضيّة من زاوية الإنسان المجاهد ووقف مقابل هذه المؤامرة. فذهب الإمام عليه السلام إلى بلاط المتوكّل، واستطاع أن يُبدّل مجلس سكره إلى مجلسٍ عابقٍ بالمعنويّات. فبذكر الحقائق وإنشاد تلك الأشعار الشامتة هزم المتوكّل، بحيث أنّ هذا المتوكّل وبمجرّد أن انتهى الإمام من كلماته، نهض من مكانه وأحضر للإمام الغالية(عطر مركّب من المسك والعنبر) وشيّعه بكلّ أدبٍ واحترام. فقال له الإمام: هل تتصوّر أنّك إذا جلست هنا، فإنّك ستهرب من قبضة الموت؟! وهكذا بيّن للمتوكّل كلّ ما يجري عند الموت وما بعده، حتّى أكل الديدان له. فاستطاع الإمام أن يُبدّل المجلس تبديلًا تامًّا، ويقلبه رأسًا على عقب، وأن يخرج من البلاط4.

هذه المواجهة الّتي ابتدأها الخليفة المتسلّط والمتعجرف، في قبال شابٍّ لا دفاع له ويبدو في الظاهر هو الأضعف، قد تحوّلت إلى حربٍ نفسيّة لم يكن فيها الحربة والسيف. فلو كنّا نحن هناك لما استطعنا أن نفعل ما فعله الإمام عليه السلام. إنّ الإمام عليه السلام هو الّذي استطاع أن يُشخّص هذه الوضعيّة ويتحدّث بطريقة لا تُغضب الخليفة. كان من الممكن مثلًا أن ينتفض الإمام عليه السلام فجأةً ويرمي بكلّ كؤوس الشّراب أرضًا، ولكن لم يكن هذا ليكون ردّة فعلٍ جيّدة وما كان ليؤتي ثماره، لكنّ الإمام عليه السلام تصرّف بطريقةٍ أخرى. وهذا البعد في القضيّة مهمٌّ جداً.

يجب عليكم أن تلتفتوا إلى هذه النقطة في حياة الأئمّة وهي أنّ هؤلاء العظماء كانوا دومًا في حالة جهاد، جهادٌ روحه سياسيّة، وذلك لأنّ من يجلس على مسند الحكم، كان يدّعي الدّين، وكان يراعي ظواهر الدّين، حتّى أنّه كان يتقبّل في بعض الأوقات، رأي الإمام الدينيّ. كتلك المسائل الّتي كنتم قد سمعتموها عن حياة المأمون حيث كان يقبل رأي الإمام عليه السلام علنًا، فلم يكن يأبى أبدًا أن يقبل الرأي الفقهيّ أحيانًا. فالشيء الّذي كان يؤدّي إلى وجود مثل هذه المواجهة والمعارضة ضدّ أهل البيت هو أنّ أهل البيت كانوا يعدّون أنفسهم الأئمّة، وكانوا يقولون نحن أئمّةٌ، وفي الأساس إنّ هذا كان يُعدّ أكبر مواجهةٍ للحكّام. لأنّ الّذي صار حاكمًا، وكان يُعدّ نفسه إمامًا للنّاس، كان يرى الشّواهد والقرائن المطلوبة في الإمام موجودة فيهم عليهما السلام، وليست موجودة فيه، وكان يعتبر هذا الإمام خطراً على حكومته لأنّه ليس إلّا مدّعٍ. وقد كان الحكّام يُحاربون بمثل هذه الرّوحيّة العدائيّة، وكان الأئمّة عليهم السلام يقفون كالطّود الشامخ. من البديهيّ في مثل هذه المواجهة أن يكون للمعارف والأحكام الفقهيّة والأخلاق، الّتي كان الأئمّة يروّجون لها مكانها الطبيعيّ. وكانت تربية المزيد من التلامذة والأتباع وتوسعة الروابط الشيعية تزداد يوماً بعد يوم.

وهذا ما حفظ الشّيعة. فانظروا أنتم إلى مرامٍ تعمل ضدّه الحكومات لمدّة 250 سنة، فهل ينبغي أن يبقى منه شيء؟! بل يجب أن يزول بالكامل، ولكن أنتم ترون الآن حال الدنيا، وإلى أين وصل الشّيعة.

ينبغي أن نُلاحظ هذه النقطة جيّدًا في الأشعار الّتي أُنشدت في الإمام الصادق والإمام الهادي والإمام العسكري عليهم السلام. لقد جاهدوا وقدّموا أنفسهم في هذا الجهاد. هذا الطّريق الّذي استمرّ نحو هدفٍ محدّد. فأحيانًا يرجع أحدهم، وأحيانًا يذهب أحدهم من هذه الجهة، (اختلفت أساليبهم في التحرّك) إلا أنّ الهدف واحد. إنّ هؤلاء العظماء حقّقوا نجاحاً أكبر من الإمام الحسين عليه السلام، الّذي وضع هذا الأساس، لأنّه بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام، "ارتدّ النّاس بعد الحسين عليه السلام إلّا ثلاثة"5. لكن في زمن الإمام الهادي عليه السلام عندما تنظرون، فإنّ كلّ العالم الإسلامي كان قد صار في قبضة الأئمّة عليهم السلام. حتّى أنّ العبّاسيين وقفوا عاجزين ولم يعرفوا ماذا يفعلون، فلذلك أقبلوا على الشّيعة.

كان أحد الخلفاء العبّاسيين قد كتب رسالةً أمر فيها بذكر أهل البيت في الخُطب والقول بأنّ الحقّ مع أهل البيت. وقد وُثّقت هذه الرّسالة في التاريخ. كُتب أنّ وزير البلاط أسرع يعدو إلى الخليفة وقال: "ماذا تفعل؟!" فلم يجرؤ أن يقول أنّ الحقّ ليس مع أهل البيت! لكنّه قال: "اليوم هناك من ثار في جبال طبرستان وأماكن أخرى تحت شعار أهل البيت، فلو أنّ كلامك هذا يُنشر في كلّ الأماكن، فإنّهم سيجيّشون الجيوش ويأتون إليك للتخلّص منك". فرأى الخليفة أنّ ذلك الوزير يقول حقّاً، فقال: "لا تذيعوا الرّسالة"، أي إنّهم كانوا يخافون على حكومتهم. هذا وإن كان لديهم الاعتقاد، ولكنّ حبّ الحكومة والدنيا والملك منعهم من أن يؤمنوا. (21/09/2001)

لا يوجد أيّ زمانٍ شهدت فيه روابط الشّيعة وانتشار تشكيلاتهم في كلّ أرجاء العالم الإسلاميّ ما شهدته في زمن حضرة الإمام الجواد والإمام الهاديّ والإمام العسكريّ عليهم السلام. فوجود الوكلاء والنوّاب وتلك القصص الّتي تُنقل عن الإمام الهادي عليه السلام والإمام العسكريّ عليه السلام ــ مثلًا عندما كان يُحضر له المال والإمام يُحدّد ماذا ينبغي أن يُفعل به ــ دليلٌ على هذا الأمر. أي إنّه بالرغم من الإقامة الجبريّة لهذين الإمامين الجليلين في سامرّاء، وقبلهما الإمام الجواد عليه السلام بنحوٍ ما، والإمام الرضا عليه السلام بنحوٍ آخر، فإنّ الارتباط والتواصل مع النّاس كان يتّسع على هذه الشاكلة. وهذه الروابط والتّواصل كانت موجودة قبل زمن الإمام الرضا عليه السلام. لكن غاية الأمر أنّ مجيء الإمام إلى خراسان كان له تأثيرٌ كبيرٌ جدًّا في هذه القضيّة. (09/08/2005)

إنّ أئمّتنا وطيلة الـ 250 سنة للإمامة ــ أي منذ رحيل نبيّ الإسلام المكرّم صلى الله عليه وآله وسلم وإلى زمن وفاة الإمام العسكري ــ قد لاقوا الكثير من التّعذيب والقتل والظّلم، وحريٌّ بنا أن نبكيهم، إنّ مظلوميّتهم تستحضر القلوب والعواطف، لكنّ هؤلاء المظلومين قد انتصروا سواءٌ في مقطعٍ من الزمّان أو في كلّ هذا الزّمان وطوله. (20/08/2004)

* كتاب إنسان بعمر 250 سنة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة مريم، الآية 12.
2- كلستان سعدي.
3- مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 447 - 337.
4- راجع: بحار الأنوار، ج50، ص211.
5- بحار الأنوار، ج46، ص 144.

2016-04-11