يتم التحميل...

عبادة الله خوفاً أو طمعاً

فلسفات أخلاقية

لا عبادة بلا نية التقرب إلى الله بطاعة أمره، ولا خلاف في ذلك، ولكن جاء في الجزء الأول من مصباح الفقيه للشيخ الهمداني أن بعض الفقهاء يدعون بأن العبادة لا تصح إلا أن يُقصد بفعلها وأدائها مجرد الشكر لله، وأنه هو وحده أهل للطاعة والعبادة، أما من عبده خوفاً من عقابه أو طمعاً في ثوابه فعبادته سراب وهباء!.

عدد الزوار: 120

لا عبادة بلا نية التقرب إلى الله بطاعة أمره، ولا خلاف في ذلك، ولكن جاء في الجزء الأول من مصباح الفقيه للشيخ الهمداني أن بعض الفقهاء يدعون بأن العبادة لا تصح إلا أن يُقصد بفعلها وأدائها مجرد الشكر لله، وأنه هو وحده أهل للطاعة والعبادة، أما من عبده خوفاً من عقابه أو طمعاً في ثوابه فعبادته سراب وهباء!.

وهذا اشتباه وذهول عن قوله تعالى: (أفمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) (9 ـ الزمر).. (وادعوه خوفاً وطمعاً) (56 ـ الأعراف) إلى العديد من الآيات، يضاف اليها صلاة قضاء الحاجات وكشف المهمات. وقال الشيخ الهمداني سيد من كتب في فقه الإمام جعفر(عليه السلام) من يوم مصباح الفقيه إلى اليوم: ((كيف يمكن تكليف البخيل الذي يحب المال حباً شديداً ويقال له: يجب عليكم أن تدفع خمس مالك حباً لله لا خوفاً من عقابه؟ وهل هذا إلا تكليف بغير المقدور؟)).

وبعد، فيجب أن نفرق بين مفهوم الطاعة وحقيقتها من جهة، وبين ما يقصده المطيع من الجزاء المترتب على طاعته من جهة ثانية، فمفهوم طاعة الله هو أن نؤدي الواجب لأن الله أمر به، ومن يفعل ذلك فقد أطاع الله شرعاً وعقلاً وعرفاً، سواء أقصد من طاعته التخلص من العقاب أم الفوز بالثواب لأنهما معاً من أجزية الطاعة وثمارها. وبكلمة أن من أدى ما أوجب الله سبحانه خوفاً أو طمعاً، لم يخرج عن الإطار الإلهي ويتجاوز الخط المرسوم.

2016-03-09