معَ الشِّيعَة الإمَاميَّة ..
تعرّف على الشيعة
رَاي صَريح في حَقِيقَةِ التَّشيعِ وَأصُولهِ التي تَرتَكِزُ عَليهَا المذاهِبُ الإسلامِيَّة
عدد الزوار: 145
رَاي صَريح في حَقِيقَةِ التَّشيعِ وَأصُولهِ التي تَرتَكِزُ عَليهَا
المذاهِبُ الإسلامِيَّة
مقَدّمَة
بسم اللّه، وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه
"الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه" الإمام علي
بن أبي طالب ع.
جمعت في هذه الأوراق بعض ما كنت أرسله في الصحف الحين بعد الحين من سنة 1937 إلى
هذا التاريخ1.
ومنه ما كان رداً على من نسب إلى الإمامية ما ليس لهم به علم، ومنه ما أردت به بيان
عقيدتهم، وما عندهم من كنوز، والتقريب بين مذهبهم ومذاهب السنة، ومنه تلوته يوم
العاشر من المحرم في ذكرى سيد الشهداء الحسين بن علي عليه
السلام، ومنه اذعته من الراديو في شهر رمضان المبارك ويوم العيد إلى غير ذلك
من المناسبات.
وأسميت الكتاب "مع الشيعة الإمامية" لأني رأيت
هذا الاسم أجمع لشتات تلك الخطب والمقالات، وأقرب إليها من سائر الأسماء التي لاحت
لي، وأنا أفكر في اختيار التسمية.
ومعنى التشيع في اللغة، المتابعة على وجه التدين والولاء، ومنه قوله تعالى
"وان من شيعته لإبراهيم.. فاستغاثه الذي من شيعته"
ولكن لفظ الشيعة صار بسبب كثرة الاستعمال علماً مختصاً بشيعة علي بن أبي طالب الذين
يعتقدون بإمامته بعد الرسول، وهم فرق منهم الإمامية والزيدية والجارودية.
وقال الشيخ المفيد في أول كتاب - أوائل المقالات - : ان لفظ الإمامية علم على من
دان بوجوب الإمامة ووجودها في كل زمان، وأوجب النص الجلي والعصمة والكمال إمام، ثم
حصر الإمامة في ولد الحسين، وساقها إلى علي بن موسى الرضا.
والشيعة الإمامية هم أكثر فرق الشيعة عدداً وانتشاراً، ومنهم الاثنا عشرية الذين
قالوا بإمامة اثني عشر معصوماً، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم محمد
بن الحسن المهدي المنتظر، ويبلغ عدد الإمامية ما يقرب من سبعين مليوناً منتشرين في
العراق، والأكثرية فيها إمامية، وإيران وليس فيها من غيرهم إلا القليل، ومنهم نحو
اثنين وثلاثين مليوناً في الهند بما فيها باكستان، ونحو عشرة ملايين في روسيا
وتركستان، وبخارى والافغان ولبنان، وقليل منهم في سوريا والحجاز واليمن، ومنهم في
الصين والتيبت والصومال وجاوا والالبان وتركيا والبحرين والكويت والاحساء والقطيف
- ولو كنت أعلم بظهر الغيب ان هذه المقالات والخطب
ستستوي في يوم من الأيام بكتاب مجموع لحاولت عند انشائها أن تكون خيراً مما هي، على
أني لم أعدل فيها إلا قليلاً، لا حفظاً لحق التاريخ عليّ، ولا لأن وقتي لا يتسع
للصقل والتسوية، بل، لأني لم أشعر من نفسي الرغبة في التحريف والتعديل، ولا شيء
أصعب علي من الكتابة في هذه الحال.
وأبادر إلى الاعتراف بأني لم آت بتمام الغرض، واستوعب كل القصد، وأن أقوالي كأقوال
أي إنسان غير معصوم تخضع للنقد والحساب، ويخضع صاحبها للمؤاخذة والعتاب، وعذري أنها
عقلي وإيماني أضعهما بين يدي القارئ. ومن اللّه سبحانه استمد العون والهداية.
محمد جواد مغنية
1-
لكل أهملت ما نشرته قبل هذا التاريخ لأنه الباكورة
الاُولى.
* راجع كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين الجزء الأول ص 46 الطبعة الاُولى.