يتم التحميل...

الشهادة والشهداء

مفاهيم عامة

الشهادة هي بذل النفس وترك الدنيا بكلّ ما تحويه من إغراء ومن عناصر جذب وتعلّق، ولذلك كانت الشهادة في سبيل الله عزّ وجلّ، وسيلة من الوسائل الّتي يمكن للإنسان من خلالها التقرّب إلى الله تعالى ونيل المقامات الرفيعة لديه.

عدد الزوار: 366

الشهادة هي بذل النفس وترك الدنيا بكلّ ما تحويه من إغراء ومن عناصر جذب وتعلّق، ولذلك كانت الشهادة في سبيل الله عزّ وجلّ، وسيلة من الوسائل الّتي يمكن للإنسان من خلالها التقرّب إلى الله تعالى ونيل المقامات الرفيعة لديه.

إنّ الإنسان الّذي يقدّم روحه لأجل قضيّة إلهيّة يحملها هو إنسان لا تنتهي حياته بالقتل ومن ثمّ يستحقّ الحياة الحقيقيّة. فالشهداء هم الأحياء الحقيقيّون، أحياء عند ربّهم ويعيشون في ضمير ووجدان أمّتهم ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ .

وإنّ لمقام الشهادة في سبيل الله أجراً كبيراً وفضلاً عظيماً، فعن أمير المؤمنين ‏ عليه السلام: "فَطوبى للمجاهدين في سبيلِهِ والمقتولينَ في طاعَتِه" .

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الشهداءُ عندَ اللهِ على منابرَ من ياقوتٍ في ظلِّ عرشِ اللهِ يومَ لا ظّلَ إلّا ظّلُّه وعلى كثيبٍ (تلال) من مسكٍ فيقول لهم الله أَلَمْ أوفِ لَكُمْ وأصدُقُكم؟ فيقولون بلى وربّنا" .

مقام الشهداء

لا شكّ أنّ للشهداء ميزة خاصّة ومقاماً خاصّاً عند الله تعالى ﴿وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ، ويكفي دلالة على شموخ مقام الشهداء أنّ الشهادة كانت أمنية سيّد الكائنات محمّد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حيث روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "لودَدْتُ أنّي أغزو في سبيلِ اللهِ فأقتلُ، ثَمَّ أغزو فأُقتلُ ثمَّ أغزو فأقتلُ" ، وكما يعبّر أمير المؤمنين ‏ عليه السلام ‏ عن حبِّه لها: "فواللهِ، إنّي لَعلى الحقِّ، وإنّي للشّهادة لَمُحِبٌّ" .

ولكي يصل الإنسان المؤمن لمقام الشهادة في سبيل الله عزّ وجلّ، لا بدّ له من أن يسلك طريقا مختلفاً عن طرق الآخرين وهي طريق ذات الشوكة، الطريق الّذي لا يعرف المهادنة في الحقّ، ولا المساومة على الأحكام الإلهيّة، فالإخلاص لله تعالى أوّل الطريق، والتسليم لقضائه والالتزام بالتكليف الشرعيّ ومراقبة النفس على الدوام والعزم والإرادة والصبر وسائر الصفات الخلقيّة السامية، هي مقدّمة لكي يصل الإنسان من خلالها لنيل التوفيق الإلهيّ للشهادة.

وبعد ذلك كلّه، يحتاج الإنسان إلى الدعاء والطلب من الله عزَّ وجلَّ أن يرزقه إيّاها، فإنّه حتّى ولو لم ينلها في الدنيا، لن يُحرَم ثوابها في الآخرة، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ سألَ اللهَ الشّهادةَ بصدقٍ بَلَغَهُ الله منازلَ الشهداءِ، وإن مات على فراشهِ" .


* ملخص عن كتاب معارف الأسلام / إعداد مركز نون للترجمة والتأليف .

2016-03-18