يتم التحميل...

الحياة الجهاديّة للسيدة الزهراء (عليها السلام)

جمادى الأولى

تُعتبر شخصيّة الزّهراء المطهّرة (عليها السلام) في الأبعاد السّياسيّة والاجتماعيّة والجهاديّة شخصية مميزة بحيث إنّ جميع النّساء المجاهدات والثوريّات والمميّزات والسياسيّات

عدد الزوار: 33

الحياة الجهاديّة للسيدة الزهراء (عليها السلام)


مقتطفات من كلام الإمام السيّد عليّ الخامنئيّ (دام ظلّه):

- الحياة الجهاديّة للسيدة الزهراء (عليها السلام):
"تُعتبر شخصيّة الزّهراء المطهّرة (عليها السلام) في الأبعاد السّياسيّة والاجتماعيّة والجهاديّة شخصية مميزة بحيث إنّ جميع النّساء المجاهدات والثوريّات والمميّزات والسياسيّات في العالم يُمكنهنّ أن يأخذن الدروس والعبر من حياتها القصيرة والمليئة بالمحتوى والمضمون. امرأةٌ وُلدت في بيت الثورة، وأمضت كلّ طفولتها في حضن أبٍ كان في حالة مستمرّة من الجهاد العالميّ العظيم الّذي لا يُنسى، تلك السيّدة الّتي كانت في مرحلة طفولتها تتجرّع مرارات الجهاد في مكّة، وعندما حوصرت في شعب أبي طالب، لمست الجوع والصعاب والرّعب وكلّ أنواع وأصناف الشّدائد في مكّة، وبعد أن هاجرت إلى المدينة أضحت زوجة رجلٍ كانت كلّ حياته جهادًا في سبيل الله، فلم تمرّ سنة أو نصف سنة على هذا الزّوج لم يكن فيها في جهادٍ في سبيل الله أو لم يذهب فيها إلى ميدان المعركة، طيلة المدّة التي عاشتها فاطمة الزّهراء (عليها السلام) مع أمير المؤمنين (عليه السلام). وكانت هذه المرأة العظيمة والمضحّية زوجةً لائقةً لرجلٍ مجاهدٍ وجنديّ وقائد دائمٍ في ميدان الحرب. فحياة فاطمة الزّهراء (عليها السلام)، وإن كانت قصيرة ولم تبلغ أكثر من عشرين سنة، لكنّها من جهة الجهاد والنّضال والسّعي والصّبر الثوريّان والدّرس والتّعليم والتعلّم والخطابة والدّفاع عن النبوّة والإمامة والنّظام الإسلاميّ كانت بحرًا مترامياً من السّعي والجهاد والعمل وفي النّهاية الشهادة. هذه هي الحياة الجهاديّة لفاطمة الزّهراء (عليها السلام) الّتي هي عظيمة جداً واستثنائية وفي الحقيقة لا نظير لها، ويقيناً ستبقى في أذهان البشر ــ سواء اليوم أم في المستقبل ــ نقطةً ساطعةً واستثنائية".

- لا يعرف مقامها إلا المعصوم:

"وتوجد نقطةٌ في حياة الزهراء المطهّرة (عليها السلام)، يجب الالتفات إليها، علماً أنّنا لن ندخل في بيان المقامات المعنويّة لهذه السيدة الجليلة، ولسنا قادرين على إدراك هذه المقامات وفَهمها. وفي الحقيقة إنّ أوج قمّة المعنويّة الإنسانيّة والتكامل البشريّ هي في عِلم الله تعالى وحده، فهو سبحانه الذي يعرف هؤلاء العباد ومن هم بمستواهم ويرى مقامهم.

لهذا ما كان يعرف فاطمة الزهراء (عليها السلام)، سوى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأولادها المعصومين (عليهم السلام).

الناس في ذلك الزمان والأزمنة اللاحقة، ونحن في هذا الزمن، لا يمكننا أن نشخّص ذلك التألّق والتلألؤ المعنويّ الّذي كان موجوداً فيها. فنور المعنويات الساطع لا يمكن أن يصل إلى عين أيّ أحد، وتعجز عيوننا الضعيفة والقاصرة عن أن ترى تجلّي الإنسانيّة الساطع الّذي كان موجوداً في هؤلاء العظماء".

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2016-03-04