التحميد لله عز وجل
الدعاء الأول
الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين.
عدد الزوار: 277
الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته
أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين.
الحمد
(الحمد لله ) ألحمد : الثناء بالجميل على المحمود تبجيلاً له، وتعظيماً، والثناء
على الله بما هو أهله خير ما تفتح به الأقوال، والأعمال. وهنا سؤال يطرح نفسه، وهو
: هل المراد بحمد الله عزوجل مجرد التسبيح، والتهليل على حبات المسابح، أو مفاصل
الأصابع، أو بلا عد، وحد، أو أن المراد ما هو أشمل، وأعم ؟
الجواب :يكون ألحمد بالقول الذي يذهب مع الريح، ولا يترك أي أثر في القلب، أو الأرض،
ويكون ألحمد بالجهاد، والبذل، وإقامة الحق، والعدل، ولا يصدر هذا إلا من أرباب
النفوس القوية، والقلوب التقية، وهذا ألحمد العملي، وهو الأفضل، والأكمل عند الله
سبحانه.
هو الأول والآخر
(الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده ) الله سبحانه واجب الوجود
لذاته، ومعنى هذا أنه تعالى لا يزال موجوداً بلا علة لوجوده، وأنه الموجود الأول
بلا ابتداء، ودائم الوجود بلا انتهاء، وأنه المبدأ الأول لكل الموجودات، ولو أمكن
عدم وجوده لحظة واحدة لم يكن واجب الوجود، وهو خلاف الفرض، وعبر الفلاسفة عن هذا
المعنى بقولهم : « هو أزلي في القدم، أبدي في البقاء » (1). وقال الإمام أمير
المؤمنين عليه السلام : « الأول قبل كل شيء ولا قبل له، والآخر بعد كل شيء و لا بعد
له » (2).
وعليه يكون سبحانه الأول والآخر بالنسبة إلى مخلوقاته لا بالنسبة إلى ذاته.
1_انظر، الرسائل
العشر للشيخ الطوسي : 104، جواهر الفقه للقاضي البراج : 245، البرهان للزركشي : 2 /
252.
2_انظر، الكافي : 1 / 142، شرح اصول الكافي : 4 / 195 و 206، بحار الأنوار : 54 /
167، نهج السعادة : 1 / 557، تفسير نور الثقلين : 5