الخلق والخالق
الدعاء الأول
(والحمد لله على ما عرفنا من نفسه ) من، هنا بمعنى الباء كما هي في الآية : « ينظرون من طرف خفي »، والمراد بنفسه تعالى وجوده، وعظمته في ذاته،
عدد الزوار: 188
(والحمد لله على ما عرفنا من نفسه ) من، هنا بمعنى الباء كما هي في الآية : «
ينظرون من طرف خفي »، والمراد بنفسه تعالى وجوده، وعظمته في ذاته، وصفاته ( وألهمنا
من شكره )، إشارة إلى حكم العقل بوجوب شكر المنعم، لأن البذل، والعطاء معناه
العناية بمن تعطيه، وهذه العناية تستوجب الشكر سواء أكانت من الخالق، أم المخلوق،
قال سبحانه : « إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكوراً ».
وفي الحديث : « أشكركم لله أشكركم للناس »
(وفتح لنا من أبواب العلم بربوبيته، ودلنا عليه من الإخلاص له في توحيده... ) دعا
سبحانه العباد إلى الإيمان به، والإخلاص له في العبادة وحده بلا ند، وشريك، وما من
شك أن الإيمان ثمرة العلم، وفرع عنه، لذا أرشدنا سبحانه إلى الطريق الموصل إلى هذا
العلم، وهو إمعان النظر في الموجودات الكونية، وطبائعها، وترتيبها، وتماسكها، ووحدة
نظامها حيث لا تفسير معقول لذلك إلا بقوة عليمة، وحكيمة، أما تفرد هذه القوة فتدل
عليه وحدة الكون في أوضاعه، وحركاته، وقوانينه، إذ لا أثر فيه للتعدد، والإنقسام :
« ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ».وقال عالم رباني :
هل يسوغ بمنطق العقل، والبديهة أن نفسر ذلك بالصدفة، والإتفاق، أو بقوة عمياء صماء
طائشة لا عقل لها، أو بقوة مخربة مدمرة باطشة لا رحمة لها، أو بقوة عابثة لاهية
لاعبة لا هدف لها. وقال آخر : الوجود كتاب ألفه الله فأحكم تأليفه، فجعل كل عنصر من
عناصره حرفاً من حروفه، وكل ذرة من ذرات الكائنات كلمة مقروءة من كلماته وراءها
حقيقة خفية، تبعث على التفكير، يفهمها العاقل، والذكي. وهذه العبارات، وأمثالها
شرح، وتفسير لقول الشاعر:
وفي كل شيئ له آية***تدل على أنه واحد.