1- الجهل: بعض الأفعال تعتبر سرقة في نظرنا في حين لا يعدها الطفل كذلك، فهو
يشعر بالحاجة الى أمر معين ولا يرى اي ضرورة لأن يخبر والديه ؛ فيجوع مثلاً ويشتهي
تناول شيء من الفاكهة فيقدم على سد غريزته دون ان يستأذن احداً أو ان يفكر بأن هناك
حصة للآخرين في ما تناوله.
في الواقع يجهل الطفل هنا بأن عمله هذا غير مناسب لذا يقدم عليه على أساس انه عمل
عادي وهنا يجب أن لا يجري تأنيبه.
2ـ الحرمان: تحصل السرقة أحياناً بدافع انه محروم من الأشياء التي يحبها، إذ
لا يملك مصرفه اليومي ويرى نفسه محروماً من الاكل والفاكهة ووسائل اللعب وباقي
الأشياء.
صحيح انه يتناول مما يتناوله الاخرون في المنزل لكنه يحب أيضاً ان يحصل على ما يراه
في خارجه خاصة ما يتناوله أصدقاؤه، وإذا لم يكن قد رُبي بصورة سليمة فإنه سيحاول
تلبية رغباته واحتياجاته ولو بصورة غير مشروعة، والحل الوحيد لهذه المشكلة هي تنمية
روح الصبر والمقاومة فيه أو توفير احتياجاته الأولية وإزالة الحرمان.
3ـ الرغبة: تميل نفس الطفل أحياناً الى أشياء يستعملها الكبار مثل النظارات
وما شاكلها فيريد ان يستفيد منها أو ان يعبث بها فيواجه المنع والتحذير من والديه،
أو ان يرغب بشيء لكن الحياء يمنعه من التصريح برغبته لوالده أو والدته أو انه إن
اخبرهما لا يعيران أهمية للأمر. والأفضل في مثل هذه الأحوال ان لا نواجه كل مطاليب
الطفل بالرفض، بل نسمح له أحياناً بممارسة ما يرغب أو لمس ما يحب أو اللعب به قريباً
من أعيننا.
4ـ الخوف: ربما يضيّع الطفل شيئاً ويشعر ان التأنيب سيكون مصيره إن هو اخبر
والديه ولذا يعمد الى سرقة المال من مكان ما ويشتري الشيء المفقود ويرده الى مكانه.
وقد تبرز الحالة هذه بصورة أخرى؛ فلو علم الطفل مثلاً انه سيحاسب إن انفق ماله فيما
يرغبه ويشتهيه فإنه سيلجأ الى تأمين مطاليبه بنقود أخرى يحصل عليها بطرق غير مشروعة.
5ـ حب الظهور: يقدم الطفل على السرقة في بعض الأوقات بدافع إظهار نفسه بأنه
اكبر مما هو عليه وله قدرات استثنائية.. يتظاهر بأنه قادر على فعل أشياء وأشياء ظناً
منه بأن امتلاك الشيء الفلاني دليل على العظمة ويسعى للحصول عليه بأي شكل من
الاشكال ومن البداهة ان الظهور بهذا المظهر إنما هو نتيجة الأمور السيئة التي
يتعلمها الطفل من المجتمع.
يتم إصلاح سلوك الأطفال المصابين بمثل هذه الحالات عبر الاهتمام الى حد معقول ببعض
صور حب الظهور فيه وإفهامه في الوقت نفسه بأن السرقة لا تقلل فقط من أهميته ومكانته
بين الآخرين بل وتضعه موضع الذليل والمنبوذ.
* المؤلف: د. علي القائمي، الكتاب أو المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم، الصفحة: 279ـ281
2016-02-13