س 58: واقعة عاشوراء

واقعة عاشوراء

س 58: إن واقعة عاشوراء منبرٌ من نور، برأيك ما هي العناصر الأساسية والدلائل الأصلية في تشكّل هذه الواقعة؟

ج: تدخل في بناء نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) المقدسة، ثلاثة عناصر أساسية، هي عوامل أصلية شكلت هذه الحادثة العظيمة.

العامل الأول: طلب يزيد بن معاوية بعد موت أبيه مباشرة البيعة من الإمام الحسين (عليه السلام) ولو بالقوة؛ لكن الإمام امتنع عن بيعة يزيد. من هنا بدأت المواجهة العلنية والشديدة بين الحق المتمثل بالإمام الحسين (عليه السلام) من جهة، والباطل المتمثل بيزيد من جهة أخرى.

العامل الثاني: هي هجرة الإمام (عليه السلام) إلى مكة بعدما وُضِع في موقع أخذ البيعة منه، بحيث كان يزيد يصر على أخذها والإمام (عليه السلام) ينكرها.

بعد وصول الإمام (عليه السلام) إلى مكة، وإقامته فيها لنحو شهرين، وصل الخبر إلى أهل مكة فرجعوا إلى أنفسهم، ودعوا الإمام (عليه السلام). وبعكس ما نسمع غالباً أن دعوة أهل الكوفة هي السبب في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، هذا خطأ، والصواب أن قيام الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته هي السبب في دعوة أهل الكوفة، وليس صحيحاً أن الإمام (عليه السلام) قام بعد دعوتهم له.

الإمام (عليه السلام) قام وثار في وجه يزيد، وتحرك نحو مكة، وأعلن مخالفته ليزيد، وقد اطلع أهل الكوفة على هذه النهضة، وبما أن الأسباب في الكوفة كانت مهيأة نسبياً، تجمع الناس وتحركوا ودعوا الإمام (عليه السلام).

العامل الثالث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالإمام (عليه السلام) كان يكرر باستمرار، ومن دون ذكر مسألة بيعة يزيد أو دعوة أهل الكوفة، أن هذا العنوان أصل مستقل وعامل أساسي، وقد استند الإمام (عليه السلام) إلى هذا المطلب^.1

^{1- حماسه حسينى (الملحمة الحسينية)، ص 210 - 211.}