يتم التحميل...

من وصايا الإمام الصادق (عليه السلام)

ربيع الأول

الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت (عليه السلام) الذين فرض الله علينا طاعتهم واتباع نهجهم والتقيّد بأوامرهم ووصاياهم.فمن وصيّة له (عليه السلام) إلى ولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام):

عدد الزوار: 91

من وصايا الإمام الصادق (عليه السلام)


الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت (عليه السلام) الذين فرض الله علينا طاعتهم واتباع نهجهم والتقيّد بأوامرهم ووصاياهم.فمن وصيّة له (عليه السلام) إلى ولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام):

"يا بنيّ: اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فإنّك إن حفظتها تَعِش سَعيداً، وتَمُت حَميداً.

يا بنيّ: إنّه من رضي بما قُسِم له استغنى، ومن مدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرضَ بما قسم الله عزّ وجلّ اتهم الله في قَضائِه، ومن استصغَر زَلّة نفسه استعظَم زَلَّة غيره، ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه.

يا بنيّ: من كشفَ حجاب غيرِهِ انكشفت عوراتُ بيتِه، ومن سَلَّ سيف البغي قُتل به، ومن احتَفَر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حُقِّر، ومن خالطَ العلماءَ وُقِّر، ومن دخل مداخل السوء اتُـهم.

 يا بنيّ: إيّاك أن تَزرِي بالرجالِ فَيُزرَى بك، وإيّاك والدخول فيما لا يعنيك فتَذِلَّ لذلك.

يا بنيّ: قل الحقّ لك أو عليك تُستَشَانُ (أي يكون لك شأن ومنزلة) من بين أقرانك.

يا بنيّ: كن لكتاب الله تالياً، وللسلام فاشياً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، ولمن قطعك واصلاً، ولمن سكت عنك مبتدئاً، ولمن سألك معطياً، وإيّاك والنميمة فإنّها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإيّاك والتعرّض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرّض لعيوب الناس بمنزلة الهدف.

يا بنيّ: إذا زُرت فزر الأخيار ولا تزر الفجّار، فإنّهم صخرةٌ لا ينفجِرُ ماؤُها، وشجرةٌ لا يخضرُّ ورقُها، وأرضٌ لا يظهرُ عشبها".

قال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): "فما ترك أبي هذه الوصيّة إلى أن مات".

ومن وصيّة له (عليه السلام) لحمران بن أعين (أحد أصحابه): "أنظر من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنّ ذلك أقنع لك بما قسم الله لك، وأحرى أن تستوجب الزيادة منه عزّ وجلّ، واعلم أنّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين، واعلم أنّه لا وَرَعَ أنفعُ من تجنُّب محارمِ الله، والكفُّ عن أذى المؤمنين واغتيابِهم، ولا عيشَ أهنأُ من حُسْنِ الخُلُقِ، ولا مالَ أنفعُ من القناعة باليسير المُجزي، ولا جهلَ أضرّ من العجب".

ومن وصيّة له (عليه السلام) إلى زيد الشحّام أمره بتبليغها إلى أتباعه وشيعته:"أَقرئ من ترى أنّه يطيعني منكم ويأخذُ بقولي السلام، وأُوصيكم بتقوى اللهِ عزّ وجلّ، والورع في دينكم، والاجتهادَ لله، وصدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وطولِ السجودِ، وحسنِ الجوار، فبهذا جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله).

أدّوا الأمانةَ إلى من ائتمنَكم عليها بَراً وفاجِراً، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يأمرُ بأداءِ الخيطِ والمخيطِ. صِلُوا عشائرَكُم، واشهدوا جنائزَهم، وعُودوا مرضاهُم، وأدّوا حقوقَهم، فإنّ الرجلَ منكُم إذا ورَع في دينِه، وصدقِ الحديثِ، وأدّى الأمانةَ، وحسَّنَ خُلُقَه مع الناسِ، قيلَ هذا جعفريٌّ، ويسرّني ذلك، ويدخلُ عليَّ منه السرورَ، وقيلَ: هذا أدبُ جعفر، وإذا كان غير ذلك، دخل عليّ بلاؤه وعارَه وقيل: هذا أدبُ جعفر، فوالله لحدثني أبي: أنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زَينَها: أدّاهُم للأمانةِ، وأقضاهُم للحقوقِ، وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائِعِهِم، تسأل العشيرةُ عنه ويقولون: من مثل ُفلان؟ إنّه أدّانا للأمانة،وأصدَقُنا للحديث".ومن وصيّة له (عليه السلام) إلى المفضل بن عمر أمره أن يبلغها شيعته أيضاً قال (عليه السلام): "أوصيك بستّ خصال تُبَلِّغُهُنَّ شيعتي: أداءُ الأمانة إلى من ائتَمَنَك، وأن ترضى لأخيك ما ترضاه لنفسك، واعلم أنّ للأمور أواخر فاحذر العواقب، وأنّ للأمور بَغتَاتٍ فكن على حذرٍ، وإيّاك ومُرتَقَى جبلٍ سهلٍ إذا كان المنحَدَرُ وعِرَاً، ولا تعدِنَّ أخاك وعداً ليس في يدك وفاؤه".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2015-12-31