السؤال: کيف تتعلق الإرداة الالهية بالموجوادت؟
الجواب: جاء جواب هذا السؤال في الية 40 من سورة «النحل» حيث قال تعالى: (إنّما
قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له کن فيکون). ولعلّ لا حاجة لتبيان أنَّ «کن» إنّما
ذکرت لضرورة اللفظ، وإلاّ لا حاجة في أمر اللّه لـ «کن» يضاً، فإرادته سبحانه
وتعالى کافية في تحقيق ما يريد.
ولو أردنا أن نضرب مثلا صغيراً ناقصاً من حياتنا (و لله المثل الأعلى)، فنستطيع أن
نشبّهه بانطباع صورة الشيء في أذهاننا لمجرد إرادتنا، فإنّنا لا نعاني من ية مشکلة
في تصور جبل شامخ أو بحر متلاطم أو روضة غنّاء، ولا نحتاج في ذلک لجملة أو کلمة
نطلقها حتى نتخيل ما نريد، فبمجرّد إرادة التصور تظهر الصورة في ذهننا.
ونقرأ الحديث المروي عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)... إنّ صفوان بن
يحيى سأله: أخبرني عن الإرادة من اللّه تعالى ومن الخلق، فقال: «الإرادة من المخلوق
الضمير وما يبدو له بعد ذلک من الفعل، وأمّا من اللّه عزَّوجلّ فإرادته إحداثه لا
غير ذلک، لأنّه لا يرَوّي ولا يهم ولا يتفکر، وهذه الصفات منفية عنه وهي من صفات
الخلق، فإرادة اللّه تعالى هي الفعل لا غير ذلک، يقول له: کن فيکون، بلا لفظ ولا
نطق بلسان ولا همة ولا تفکر ولا کيف کذلک کما أنّه بلا کيف»1. 2
1. أصول الکافي، ج 1، ص 109،
باب الإراده، ح 3.
2.الأمثل، ج 7، ص 60.