يتم التحميل...

من مصائب عالم اليوم الحاليّة أن يقوم أشخاصٌ بدعم ظلمٍ واضحٍ مركّب من عشرات، بل مئات أنواع الظّلم المتراكم وهم يدّعون الدّفاع عن حقوق الإنسان والدّيمقراطية.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسالة الإمام القائد الخامنئي دام ظله الثانية إلى شباب الدُول الغربيّة

إلى كلِّ الشباب في البلدان الغربيّة

إنّ الأحداث المريرة التي ارتكبها الإرهاب الأعمى في فرنسا دفعتني مرّةً أخرى لمخاطبتكم.

المسلمون بريئون من هذه الجرائم
إنّ كلَّ مَن له نصيبٌ من المحبّة والإنسانيّة يتأثّر ويتألّم حينما يرى هذه المشاهد، سواء وقعت في فرنسا أو في فلسطين والعراق ولبنان وسورية. ولا شك في أنّ ملياراً ونصف المليار من المسلمين لهم نفس الشعور، وهم بُراء من مرتكبي هذه الفظائع ومبغضون لهم. غير أنّ القضية هي أن آلام اليوم إذا لم تؤدِّ إلى بناءِ غدٍ أفضل وأكثر أمناً، فسوف تكون مجرّد ذكريات مُرّة عديمة الفائدة.

إنّني أؤمن أنّكم أنتم الشباب وحدكم قادرون، باستلهام الدروس من مِحَن اليوم، على أنْ تجدوا السُّبُل الجديدة لبناء المستقبل، وأنْ تسدُّوا الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هو عليه الآن.

صحيحٌ أنّ الإرهاب أصبح اليوم الهمّ والألم المشترك بيننا وبينكم، لكن من الضروري أنْ تعرفوا أنّ القلق وانعدام الأمن الذي جرّبتموه في الأحداث الأخيرة يختلف اختلافَين أساسيّين عن الآلام التي تحمّلتها شعوب العراق واليمن وسورية وأفغانستان طوال سنين متتالية:
أولاً: إنّ العالم الإسلامي كان ضحيّة الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير، وبحجم أضخم، ولفترة أطول بكثير.
وثانياً: إنّ هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بشكلٍ مؤثِّرٍ وبأساليبَ متنوِّعة. كلُّنا يعلم اليوم بدَور أمريكا في تكوين القاعدة وطالبان وتقويتهما وتسليحهما، وامتداداتهما المشؤومة.

التناقض في السياسات الغربيّة
إنّ الازدواجيّة في تعامل الغرب مع حركة الصحوة في العالم الإسلامي هي نموذج واضح وصريح للتناقض في السياسات الغربيّة.

الوجه الآخر لهذا التناقض يُلاحظ في دعم إرهاب الدولة الذي يرتكبه العدوّ الإسرائيليّ. فالشعب الفلسطينيّ المظلوم يعاني منذ أكثر من ستّين عاماً من أسوأ أنواع الإرهاب. إذا كانت الشعوب الأوروبية اليوم تلتجئ ببيوتها لأيّامٍ عدّة وتتجنّب الحضور في التجمُّعات والأماكن المزدحمة، فإنّ العائلة الفلسطينيّة لا تشعر بالأمن من آلة القتل والهدم الصهيونيّة منذ عشرات الأعوام، حتّى وهي في بيتها. إنّ هذا الكيان يدمّر كلّ يوم بيوت الفلسطينيّين ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرّض أبداً لمؤاخذة جادّة ومؤثّرة من قبل حلفائه النافذين ومن المنظمات الدُوليّة التي تدّعي استقلاليّتها. تُری هل تعرفون في عالم اليوم قسوة متواصلة بهذا الحجم عبر الزمن؟ إنْ لم يكن إمطارُ سيِّدةٍ بالرصاص في وسط الشارع لمجرّد الاعتراض على جنديّ مدجّج بالسلاح إرهاباً، فما هو إذاً؟

الحملات العسكريّة التي تعرّض لها العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، والتي تسبّبت في الكثير من الضحايا، هي نموذج آخر لمنطق الغرب المتناقض؛ إذ كيف يُقال لشعوب البلدان التي تعرضت للهجمات وللدمار، والتي تحولت مدنها وقراها إلى رماد: رجاءً لا تعتبروا أنفسكم مظلومين؟

أنظمتُكم سببُ الإرهاب
أيُّها الشباب الأعزّاء، إنّني آملُ أنْ تغيِّروا أنتم هذه العقلية الملوّثة بالتزييف والخداع، العقليّة التي تمتاز بإخفاء الأهداف البعيدة وتجميل الأغراض الخبيثة. أعتقد أنّ الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار هي إصلاح هذه الأفكار المُنتجة للعنف. ينبغي عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى.

طالما تسود المعايير المزدوجة على السياسة الغربية، وطالما يُقسَّم الإرهاب إلى حسن وسيّئ، وطالما يتمّ ترجيح مصالح الحكومات على القِيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، لقد ترسّخت، للأسف، هذه الجذور تدريجيَّاً على مدى سنين طويلة في أعماق السياسات الثقافيّة للغرب أيضاً، وراحت تعِدُّ لغزوٍ ناعمٍ صامت.

فرضُ الثقافات: عنفٌ صامت
يستخدم العالم الغربيّ أدواته المتطوّرة للاستنساخ والتطبيع الثقافيّ في العالم. إنّني أعتبر فرض الثقافة الغربية على سائر الشعوب، واستصغار الثقافات المستقلّة، عنفاً صامتاً وذا ضررٍ عظيم. وعلى سبيل المثال، إنّ عنصرَي «العداء» و «التحلُّل الأخلاقي» اللذين أصبحا مُكوِّنَين أصليّين في الثقافة الغربية، قد هبطا بمكانتها ومدی مقبوليّتها حتّى في موطن ظهورها. والسؤال الآن: ما هو ذنبنا نحن إذا رفضنا الثقافة العدوانيّة المتحلِّلة والبعيدة عن القِيم؟ هل نحن مقصّرون إذا منعنا سيلاً مدمِّراً ينهال على شبابنا على شكلِ نِتاجات شبه فنيّة مختلفة؟

يجب أن أقول بمنتهى الأسف: إنّ جماعات دنيئة مثل «داعش» هي ثمرة مثل هذه الصِلات الفاشلة مع الثقافات المستورَدة. فإذا كان الإرهاب متولِّداً من صلب عقيدتنا، لكُنّا قد شاهدناه في العالم الإسلاميّ قبل عصر الاستعمار، في حين أنّ التاريخ يشهد ويدلّ بوضوح كيف أنّ التقاء الاستعمار بفكرٍ متطرِّفٍ منبوذٍ نشأ في كَبِدِ قبيلةٍ بدويّة، قد زرع بذور التطرُّف في هذه المنطقة. وإلّا كيف يمكن أن تخرج حثالة مثل «داعش» من إحدى أكثر المدارس الدينيّة أخلاقاً وإنسانيّةً في العالم، التي يعتبرُ قرآنُها أنّ قتل إنسانٍ واحدٍ بمثابة قتل الإنسانيّة كلِّها؟

التطرُّف: نتيجةُ عدم المساواة
ومن جانب آخر ينبغي السؤال: لماذا ينجذب من وُلِد في أوروبا وتربّى في تلك البيئة الفكريّة والروحيّة إلى هذا النوع من الجماعات؟ هل يمكن التصديق بأن الأفراد ينقلبون فجأة بسفرة أو سفرتين إلى المناطق الحربيّة، إلى متطرِّفين يمطرون أبناء وطنهم بالرصاص؟

ولربّما كانت الكراهية العميقة التي زرعت في قلوب شرائح من المجتمعات الغربيّة طوال سنوات الازدهار الصناعيّ والاقتصاديّ، ونتيجة حالات عدم المساواة، وربّما حالات التمييز القانونيّة والبنيويّة، قد أوجدت عُقَداً تتفجّر بين الحين والآخر بهذه الأشكال المريضة.

على كلّ حال، أنتم الذين يجب أنْ تتجاوزوا الصور الظاهريّة لمجتمعاتكم، وتجدوا مكامن العُقد والأحقاد وتكافحوها. ينبغي ترميم الهوّات بدل تعميقها. الخطأ الكبير في محاربة الإرهاب هو القيام بردود الأفعال المتسرّعة التي تزيد من حالات القطيعة الموجودة. أية خطوة متسرّعة تدفع المجتمع المسلم في أوروبا وأمريكا، والمُكوَّن من ملايين الأفراد الناشطين المتحمّلين لمسؤولياتهم، نحو العزلة أو الخوف والاضطراب، وتحرمهم أكثر من السابق من حقوقهم الأساس، وتقصيهم عن ساحة المجتمع، لن تعجز عن حلّ المشكلة فقط، بل ستزيد المسافات الفاصلة وتكرّس العداوات.

هؤلاء هم المسلمون
يعرف العالم الغربي المسلمين جيّداً منذ قرون؛ فقد كان الغربيُّون ضيوفاً في دار الإسلام وامتدّت أعينهم إلى ثروات أصحاب الدار، وانتفعوا من أعمال المسلمين وأفكارهم، ولم يلاقوا منهم في الغالب سوى المحبّة والصبر. وعليه، فإنّني أطلب منكم أيُّها الشباب أنْ ترسوا أسسَ التعامل الصحيح والشريف مع العالم الإسلاميّ. في هذه الحالة ستجدون في القريب أن البناء الذي شيّدتموه على هذه الأسس يمدّ ظلال الثقة والاعتماد على رؤوس بُناته، ويهديهم الأمن والطمأنينة، ويشرق بأنوار الأمل بمستقبلٍ زاهرٍ على أرض المعمورة.

والحمد لله ربّ العالمين.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

يجب على الجميع أن يعلموا
من المهمّ جدّاً كشفُ دَور السّياسات الاستكباريّة لأمريكا وإنكلترا وتوضيحها، ومعرفة دَور السّياسات الأمريكية في هذا المجال، وما هو دور الأجهزة المخابراتيّة لأمريكا وإنكلترا والكيان الصّهيونيّ في إحياء تيّار الفتنة التّكفيريّ. يجب على الجميع أن يعلموا هذا، ويجب أن يعلموا ما الذي يفعله هؤلاء ولأجل أيّ شيء، فالتّخطيط منهم، والدّعم منهم، والتّوجيه أيضًا يصدر عنهم، كما إنّ المال يُضخّ من قبل عملائهم؛ أي الحكومات الموجودة في هذه المنطقة التي تدعم بالمال.

 
 

نور من نور

 

العلمُ يهتفُ بالعمل

«العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل عنه».

تُبيّن هذه الرواية ببيانٍ نموذجيٍّ ورمزيٍّ أنّ العلم يدعو إلى العمل فإن أجاب العمل يبقى العلم ويتّسع ويزداد، وإن لم يجب العملُ العلمَ فسيزول العلم.

إنّ بدء العلم ووجوده وبقاءه وثباته وتطوّره مرهونٌ بالعمل. وهذا يشكّل أحد المباني الفكريّة للإسلام.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله قادة القوّة البحريّة في جيش الجمهوريّة الإسلاميّة. (2015/11/29)
التقى الإمام القائد الخامنئيّ دام ظله قادة القوّة البحريّة ومسؤوليها في جيش الجمهوريّة الإسلاميّة. وأشار سماحته إلى أهميّة البحار وحالات التطوُّر الكبيرة في القوّة البحريّة في الاستفادة من فرص البحر ومزاياه، مؤكِّداً على استمرار حالات التطوُّر والتقدُّم للقوّة البحريّة في الجيش قائلاً: «الطاقات الإنسانيّة الصالحة واليقظة وذات الأفكار والإدارة الصحيحة، إلى جانب الصمود والعزيمة الراسخة والتوكُّل على الله والأمل بالمستقبل، هي العناصر الأنفع في إيصال الجمهوريّة الإسلاميّة إلى مكانتها الكبيرة والتاريخيّة والمتناسبة مع شأنها».

استقباله دام ظله رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم (2015/11/24)
استقبل الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيس جمهورية العراق السيد فؤاد معصوم والوفد المرافق له. وأشار سماحته إلى العلاقات الأخويّة والحميمة والودّيّة بين الشعبين الإيرانيّ والعراقي على الرغم من ثمانية أعوام من الحرب التي فرضها صدّام بتحريض من الأجانب، واعتبر ذلك ظاهرة عجيبة، قائلاً: مسيرة مراسم الأربعين نموذج لهذه العلاقة الصديقة، حتى إنّ شعب العراق لا يقصّر بشيء من إنفاق ومحبّة ومودّة في استقبال الزوار الإيرانيّين.

لقاؤه دام ظله قادة قوّات التعبئة (2015/11/25)
التقى الإمام القائد الخامنئي دام ظله قادة التعبئة في الجمهوريّة الإسلاميّة، حيث وصفها بـ «المُمثِّل المبارك والمتألّق لمجموع الشعب». وسلّط الضوء على أساليب عداء الاستكبار للشعب الإيراني مؤكّداً استعداد الشعب لمواجهته قائلاً: «في النزاع والحرب الحقيقية بين جبهة الاستكبار والجبهة التوّاقة للهُويّة والاستقلال، سيعمل الشعب الإيراني بواجباته في الدفاع عن المظلومين، وخصوصاً الشعب الفلسطيني الشجاع وانتفاضة الضفة الغربية».

استقباله دام ظله رئيس جمهورية روسيا فيلاديمير بوتين (2015/11/23)
استقبل الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيس جمهورية روسيا فيلاديمير بوتين، ورحّب سماحته بتطوير التعاون «الثنائي والإقليمي والدولي»، وأثنى على المشاركة المؤثّرة لروسيا في قضايا المنطقة، وخصوصاً في سوريا.
كما اعتبر دام ظله أنّ الخطة الأمريكيّة الطويلة الأمد للمنطقة، تعود بالضرر على كل الشعوب والبلدان، وخصوصاً إيران وروسيا، وينبغي إحباطها بذكاء وتواصل أقرب.

 
 

استفتاء

 

المرأة في مواجهة الغزو الثقافي

س: لمواجهة الغزو الثقافيّ على مجتمعنا الإسلاميّ، ما هو واجب المرأة في الوقت الحاضر؟
ج: أحد أهمّ واجباتها هو الاحتفاظ بالحجاب الإسلاميّ وترويجه، والتحرُّز عن الملابس التي تُعدُّ تقليداً للثقافة الغربيّة.

2015-12-10