يتم التحميل...

الإنشاءُ - 1 -

البلاغة

وفي الاصطلاحِ: مَا لَا يحتملُ صدقاً ولاَ كذباً، كالأمرِ والنهيِ والاستفهامِ والتمنِّي والنداءِ وغيرها، فإنكَ إذا قلتَ: "اللّهُمَّ ارحمْني" لا يصحُّ أن يقالَ لك: صادقٌ أو كاذبٌ.

عدد الزوار: 179

الإنشاءُ:

لغةً الإيجادُ

وفي الاصطلاحِ: مَا لَا يحتملُ صدقاً ولاَ كذباً، كالأمرِ والنهيِ والاستفهامِ والتمنِّي والنداءِ وغيرها، فإنكَ إذا قلتَ: "اللّهُمَّ ارحمْني" لا يصحُّ أن يقالَ لك: صادقٌ أو كاذبٌ.

وقيلَ - أيضاً - فِي تعريفِ الإنشاءِ: هُوَ مَا لَا يحصلُ مضمونُهُ ولَا يَتَحقَّقُ إلَّا إذَا تلفَّظتَ بهِ.

فطلبُ الفعلِ فِي: افعَلْ، وطلبُ الكفِّ في لاَ تَفْعَلْ، وطلبُ المحبوبِ في: الَّتمَنِّي، وطلبُ الفهم في: الاستفهامِ، وطلبُ الإقبالِ في النِّداء، كلُّ ذلك ما حصلَ إلا بنفسِ الصّيغِ المتلَفظِ بها.

أقسامُ الإنشاءِ

الإنشاءُ غيرُ الطلبيِّ:

ما لا يستدعي مطلوباً غيرَ حاصلٍ وقتَ الطلبِ، وهو على أقسامٍ:
1- المدحُ والذمُّ: ويكونان بـ "نعْمَ" و"حبَّذا" و"ساءَ" و"بئسَ" و"لا حبَّذا"، كقولِهِ -تَعَالَى -: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ1، و قولِهِ - تَعَالَى -: ﴿...وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ2.

2- ألفاظُ العقودِ الإيقاعات: سواءٌ كانتْ بلفظِ الماضي، نحو: "بعتُ" و"وهبتُ" و"قبلتُ البيع أو الهبة" أم بغيره، نحو: "هذا لك" في العقود، ونحو "زوجتي طالقٌّ" و"عبدي حرٌّ" في الايقاعات.

3- القَسَمُ: سواءٌ كان بالواو أو بغيرِها، نحو: "واللهِ" و "تاللهِ" و "لعمرُك". - كقولِهِ - تَعَالَى - : ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمً3، وقولِهِ - تَعَالَى - : ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ4.

4- التعجّبُ، ويأتي قياساً بصيغةِ "ما أفعلَه" و"أفعلْ بهِ" كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا...5، وكقولِ الصِّمَّة بنِ عَبْدِ الله6:
بنفسي تلْكَ الأرض ما أَطْيَب الرُّبَا! ومَا أَحْسَنَ اَلْمُصْطَافَ والمتَرَبَّعَا

5- الرجاءُ: ويأتي بـ "عسَى" و"حرَى" و"اخلولقَ" كقولهِ - تَعَالَى -: ﴿فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ7.

وأنواعُ الإنشاءِ هَذِهِ (غير الطلبي) ليستْ مِنْ مَبَاحِثِ عِلمِ المعاني، ولذلكَ نقتصرُ فيهَا عَلَى مَا ذَكَرنَا.

الإنشاءُ الطلبيُّ:
هوَ الَّذي يستدعِي مطلوباً غيرَ حاصلٍ وقتَ الطلبِ -حسبَ اعتقادِ المتكلِّمِ - وهو المبحوثُ عنه في علمِ المعاني، لما فيه منَ اللطائفِ البلاغيّةِ، وأنواعُه خمسةٌ:
1- الأمرُ: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء8.
2- النهيُ: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ9.
3- الاستفهامُ: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ10.
4- التمنيِّ: ﴿يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمً11.
5- النداءُ: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ12.

هَذِهِ هِيَ أَنواعُ الإنشاءِ الطلبيِّ الَّتي سنبحثُ عنهَا فِي هَذَا الكتابِ.

الأمرُ:
وهو طلبُ حصولِ الفعل من المخاطَبِ على سبيلِ الاستعلاءِ، وصِيَغُهُ أربعٌ هي:
1- فعلُ الأمرِ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ13.

2- المضارعُ المجزومِ بلام الأمر كقولِهِ - تَعَالَى -:﴿وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ14.

3- أو باسم فعل الأمر، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ15.

4- المصدر النائب عن فعلِ الأمرِ كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ...16.

وقد تخرجُ صيغةُ الأمرِ عن معناها الأصليِّ- وهو طلب الفعل من العالي للداني على وجه الإِيجاب والإِلزام - فتدلُّ عَلَى معانٍ أخرَى يُدركُها السَّامعُ مِنَ السِّياقِ و قرائِنِ الأَحوالِ ومنها:
1- الدُّعاءُ، كقولِهِ - تَعَالَى - عَن لِسَانَ سُليمَانَ عليه السلام: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ17، فإنَّه يخاطبُ مالكَه وخالقَه، والمالكُ لَا يأمُرُهُ أَحدٌ مِن خَلقِهِ. وإِنَّما يُرادُ بِهَذَا الأمرِ الدعاءُ، وكَذلكَ كلُّ صيغةٍ للأَمرِ يُخاطِبُ بِهَا الأَدنَى مَن هُوَ أَعلى منه منزلةً وشأناً.

2- الالتماسُ، كقولِ امرؤ القيس18:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقْطِ اللِوى بَينَ الدَخُولِ فَحَومَلِ

فإنه يتخيَّل صاحبين يستوقفهما ويستبكيهما جرياً على عادةِ الشُّعراءِ، إذ يتخيَّلُ أحدُهم أَنَّ لَهُ رفيقين يصطحبانِهِ فِي غدُوِّهِ ورواحِهِ، فيوجِّه إليهمَا الخِطَابَ، ويفضِي إليهِما بسرِّه ومكنونِ صدرِه، بصيغةِ الأمر وإِذا صدرت منْ رفيقٍ لرفيقِهِ أو مِنْ ندٍّ لِنِدِّه لم يُردْ بها الإيجابُ والإلزامُ. وإنَّما يُرادُ بِهَا محضُ الالتماس19.

3- الإرشادُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ20، فإنَّه - تَعَالَى - لا يريدُ تكليفاً ولا يقصدُ إِلَى إِلزامٍ، وإِنَّما ينصحُ الَّذين يتداينونَ، ويرشدُهُم إلَى الطَّريقِ المُثلَى لحفظِ الحقوقِ وتجنُّبِ المخاصَمَةِ، فالأَمرُ هنا للنصحِ والإِرشادِ، لا للإِيجابِ والإلزامِ.

4- التهديدُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ21.

5- التعجيزُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ22.

6- الإباحةُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ23.

7- التسويةُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُو24.

8- الإكرامُ كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ25، وقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ26.

9- الامتنانُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبً27.

10- الإهانةُ والتحقيرُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدً28، وقولِ جريرٍ يهجُو الشَّاعرَ النُّمَيْرِيَّ29:
فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ فَلا كَعْباً بَلَغْتَ وَلا كِلابَا

11- التمنِّي، كقولِ امرؤ القيس:
ألا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ ألا انْجَلِي بِصُبْحِ وَمَا الإصباحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ

12- الاعتبارُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِه30.

13- الإذنُ، نحو قولك: (ادخلْ) لمن طرقَ الباب. وكقولِهِ - تَعَالَى - لأهلِ الجنَّةِ: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ31. وقولِهِ: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ32.

14- التكوينُ (الخلق)، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ33.

15- التخييرُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً34، وقوله: ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ35.

16- التعجّبُ، كقولِهِ - تَعَالَى -: ﴿انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيل36.

* كتاب البلاغة الميسّرة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة ص، الآية: 30.
2- سورة آل عمران، الآية: 151.
3- سورة النساء، الآية: 65.
4- سورة الحجر، الآية: 72.
5- سورة مريم، الآية: 38.
6- الصِّمَّةُ بنُ عبد الله بن الطُّفَيْل بن قُرَّةَ القُشَيْريّ، من بني عامر بن صعصعة، من مضر. 95 هـ / 713 م شاعر غَزل بَدْوِيٌّ، من شعراء العصر الأموي، ومن العشاق المُتَيّمِين. كان يسكن بادية العراق، وانتقل إلى الشام. ثم خرج غازياً يريد بلاد الدَّيْلَم، فمات في طَبَرِسْتَان.
7- سورة المائدة، الآية: 52.
8- سورة العنكبوت، الآية: 45.
9- سورة لقمان، الآية: 18.
10- سورة الزمر، الآية: 9.
11- سورة النساء، الآية: 73.
12- سورة المائدة، الآية: 67.
13- سورة الاسراء، الآية: 78.
14- سورة البقرة، الآية: 282.
15- سورة المائدة، الآية: 105.
16- سورة محمد، الآية: 4.
17- سورة النمل، الآية: 19.
18- امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي. 130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يمانيُّ الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغَطَفَان، وأمه أخت المُهَلْهل الشاعر. قال الشعر وهو غُلَام، وجعل يُشَبِّبُ، ويلهو، ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حَضْرَمَوْت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. أقام زَهَاء خمسِ سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب، ويطرب، ويغزو، ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي! ضَيّعني صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحو اليوم، ولا سكر غداً، اليوم خمر، وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه، فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة. ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغَسّاني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيّره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية، فوعده، وماطله، ثم ولّاه إمارة فِلَسْطِين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
19- علي الجارم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، ص 146.
20- سورة البقرة، الآية: 282.
21- سورة فصلت، الآيات: 40.
22- سورة يونس، الآية: 38.
23- سورة البقرة، الآية: 187.
24- سورة الطور، الآية: 16.
25- سورة الحجر، الآية: 46.
26- سورة ق، الآية: 34.
27- سورة النحل، الآية: 114.
28- سورة الإسراء، الآية: 50.
29- محمد بن عبد الله بن نُمَيْر بن خرشة الثَّقَفِي النُّمَيْرِيّ. 90 هـ / 708 م شاعر غَزِل، من شعراء العصر الأموي، مولده ومنشؤه ووفاته في الطائف. كان كثيرَ التشبيب بزينب أخت الحجاج، وأرقُّ شعره ما قاله فيها من قصيدته التي مطلعها: تضوع مسكاً بطن نعمان إذ مشت به زينبٌ في نسوةٍ عَطِرَاتِ
30- سورة الانعام، الآية: 99.
31- سورة الحجر، الآية: 46.
32- سورة ق، الآية: 34.
33- سورة يس، الآية: 82.
34- سورة النساء، الآية: 3.
35- سورة المائدة، الآية: 33.
36- سورة الاسراء، الآية: 48.

2015-11-07