يتم التحميل...

زيارة الأربعين

صفر

يعتبر الإمام السيد القائد (دام ظلّه) بأنّه من الضروري تثبيت سنّة الزيارة وإحياء ذكرى كربلاء في الأربعين، وأنّ من خصوصيات يوم الأربعين كونه إحياء لذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام).

عدد الزوار: 52

زيارة الأربعين
من كلام الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله)


يعتبر الإمام السيد القائد (دام ظلّه) بأنّه من الضروري تثبيت سنّة الزيارة وإحياء ذكرى كربلاء في الأربعين، وأنّ من خصوصيات يوم الأربعين كونه إحياء لذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام).

فهذه الشهادة العظيمة - أي شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) – في التاريخ حاول بنو أمية محو ذكراها من أذهان جيل من الناس وذلك من أجل أن لا يبقى لها فائدة في العالم الإسلامي.

وعليه يمكن القول بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) إذا كان قد استشهد على أرض كربلاء، ولم يكن لهذه الشهادة أي أثر، ولم تكن عبرة للأجيال الآتية، وسببا لفضح الظلم اليزيدي والأموي، فما هي الفائدة منها؟ لذا فإن الزيارة والتأكيد عليها من قبل الأئمة (عليهم السلام) إنما هو لبيان الأثر والدور الذي يمكن أن تتركه هذه الخاطرة في رشد وبناء وتوجيه وحثّ الشعوب وتحريك المجتمعات والتاريخ.

فالإمام الحسين (عليه السلام) وصل بشهادته إلى أعلى عليين، ولولا ذكرى شهادته وإحيائها والمراسم التي تقام لها، وزيارته في كل موسم لكان قد مضى ومن معه من شهداء في الغربة، وطواهم الصمت والسكون، وقيمة الشهادة في أن تصبح أسوة ودرسا تعرفه الأجيال وتسمع بها، ويصبح الشهيد أسوة ودرسا عندما يفور دمه ويسيل عبر التاريخ. حينئذ يمكن لمظلومية أمّة أن تبلسم جرح مظلوم وترفع السياط عن أمّة وتداوي جراحها.

ولهذا السبب فإنّ مستكبري العصر الحاضر يصدحون ويرفعون أصواتهم حتى لا يرتفع صوتنا.

ويتابع القائد قائلاً: هذا هو دور ذكرى الشهداء والشهادة. فالشهادة من دون خاطرة وذكرى ومن دون غليان دماء الشهيد لا يثبت أثرها، والأربعين هو ذلك اليوم الذي بدأ فيه رفع علم رسالة شهادة كربلاء عالياً ويوم ورثة الشهداء. سواء قدِمت عائلة الإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء في الأربعين الأول أم لم تأتِ. أما الأربعون الأوّل فهو اليوم الذي جاء فيه الزوار العارفون بالإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء للمرة الأولى. فقد جاء إلى هناك جابر بن عبد الله الأنصاري وعطية، وهما من صحابة النبي(صلّى الله عليه وآله) وحواريي أمير المؤمنين عليهم السلام. وكما جاء في الأخبار والروايات أن جابرا كان كفيفا واخذ عطية بيده ووضعها على قبر الحسين. لمس القبر وبكى وتكلم مع الحسين (عليه السلام). فبمجيئه وكلامه قد أحيا ذكرى الحسين بن علي(عليه السلام)، وثبّت سنة زيارة قبر الشهداء. إن يوم الأربعين على هذا القدر من الأهمية.

زيارة الإمام الحسيـن (عليه السلام):

وممّا أكّد عليه أهل البيت (عليهم السلام) تأكيداً حثيثاً هو زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد ورد عن سدير: قال لي الصادق (عليه السلام): «يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كلّ يوم؟ قلت: جعلت فداك لا، قال (عليه السلام): ما أجفاكم! فتزوره في كلّ جمعة؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): فتزوره في كلّ شهر؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): فتزوره في كلّ سنة؟ قلت: قد يكون ذلك. قال: يا سدير، ما أجفاكم بالحسين (عليه السلام)، أما علمت أنّ لله ألف الف ملك شعثاً غبراً يبكون ويزورون، لا ييفترون، وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين في كلّ جمعة خمس مرات، في كلّ يوم مرّة، قلت جعلت فداك، إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال (عليه السلام): اصعد فوق سطحك، ثمّ التفت يمنة ويسرة، ثمّ ارفع رأسك إلى السماء، ثم تنحو نحو قبر الحسين (عليه السلام) ثمّ تقول: (السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته)، تكتب لك زورة، والزورة حجّة وعمرة ».

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2015-11-27