المداراة
مفاهيم عامة
يقصد بالمداراة: الملاينة ومنه الحديث(رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس) أي ملاينتهم وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك، وداريت الرجل أي لاينته ورفقت به، كما في اللغة، وتكون المداراة في حسن الخلق وحسن المعاشرة مع الناس.
عدد الزوار: 116
السؤال الأول: ماذا يقصد بالمداراة؟
الجواب: يقصد بالمداراة: الملاينة ومنه الحديث(رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة
الناس) أي ملاينتهم وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك، وداريت الرجل أي لاينته
ورفقت به، كما في اللغة، وتكون المداراة في حسن الخلق وحسن المعاشرة مع الناس.
ومن الرفق المداراة مع الناس بحسن صحبتهم واحتمال أذاهم وعدم مجابهتهم بما يكرهون.
السؤال الثاني: ما هو الفرق بين المدارة وبين النفاق، وألا تكون المداراة نوعاً
من النفاق؟
الجواب: لا تكون المداراة من النفاق بشيء، فالنفاق هو أن يكون الإنسان ذا وجهين،
يلقى صاحبه بوجه ويغيب عنه بوجه...
والمداراة هي اللين مع الناس.
السؤال الثالث: هل تختص المداراة بالجماعة التي بيننا وبينهم مودة أم تتعدى إلى
غيرهم أيضاً؟
الجواب: لا تختص المداراة بالجماعة التي بينك وبينهم مودة، أو أي نوع من
العلاقة بل حتى الأعداء عليك بمداراتهم، قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):(من
أصلح الأضداد بلغ المراد).
السؤال الرابع: هل هناك نصوص وردت عن النبي وأهل بيته(عليهم السلام)تحث على هذه
الفضيلة؟
الجواب: لقد حثّ الإسلام على فضيلة المداراة مع الناس آكد الحثّ، فقد قال
النبي(صلى الله عليه وآله)(مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش)،
وقال(صلى الله عليه وآله):(أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض).
وعن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية قال:(وأحسن إلى
جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك، وارض لهم ما ترضاه لنفسك، واستقبح لهم ما تستقبحه
من غيرك، وحسّن مع الناس خلقك حتى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا متّ بكوا عليك
وقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله رب
العالمين، واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل مداراة الناس ولا خير فيمن
لا يعاشر بالمعروف مَن لا بد مِن معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلاً..).