الرحمة
مفاهيم عامة
الرحمة: هي مبعث الخيرات، ومعدن الفضائل، فالبرحمة تتجمع الصلات وتتوحد البشرية، بها يبرّ الولد أباه، وبها يصل المرء قريبه، وبها يألف الزوجان أحدهما الآخر، كما أنها صفة كريمة، وعاطفة إنسانية نبيلة تبعث على بذل المعروف، وإغاثة الملهوف، وإغاثة المحروم، وبالعكس من الرحمة القساوة: فهي مبعث القذارات الروحية، ومجمع الرذائل الخلقية، وهي منبع لذمائم الصفات.
عدد الزوار: 119
ما هي الرحمة؟
- الرحمة: هي مبعث الخيرات، ومعدن الفضائل، فالبرحمة تتجمع الصلات وتتوحد البشرية،
بها يبرّ الولد أباه، وبها يصل المرء قريبه، وبها يألف الزوجان أحدهما الآخر، كما
أنها صفة كريمة، وعاطفة إنسانية نبيلة تبعث على بذل المعروف، وإغاثة الملهوف،
وإغاثة المحروم، وبالعكس من الرحمة القساوة: فهي مبعث القذارات الروحية، ومجمع
الرذائل الخلقية، وهي منبع لذمائم الصفات.
هل تلزم الرحمة بين أفراد المجتمع؟ وما هو الدليل عليها من القرآن الكريم والسنة
المطهرة؟
- ابتدأ الله تبارك وتعالى سور القرآن المجيد كلها بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)
وفيها اسمان من أسمائه الحسنى، وصفتان كلتاهما من الرحمة، وكذلك سورة الحمد:(الحمد
لله رب العالمين، الرحمن الرحيم) إشارة إلى علاقته سبحانه بعباده، وفضله عليهم،
وبرّه بهم ورحمته عليهم.
فالرحمة المطلقة دليل الكمال المطلق، ومن هنا كان الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)
أرحم الناس وكان نبينا الخاتم(صلى الله عليه وآله) أوفر نصيباً من هذا الخلق العالي،
قال تعالى في وصفه(صلى الله عليه وآله):(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما
عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، وقد جدَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)_
القدوة_ في هذه الصفة الإنسانية الرائعة، وكان المثال والنموذج فيها، كما كان في
سائر المحاسن الأخلاقية، لقد كانت رحمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) واسعة بحيث
شملت الجميع، الصغير والكبير، الحر والعبد، الرجل والمرأة، وقد قال الله تعالى
مخاطباً إياه (صلى الله عليه وآله): (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
ولقد اهتم الإسلام بإيجاد هذه الصفة في القلوب، وأكدّ على تركيزها في أعماق النفوس
حتى تعطي ثمارها النبيلة: صلة الرحم، بر الوالدين، العطف على صغار الناس وكبارهم،
وكل ما يرجى منه الخير.
كما أمر الإسلام بالتراحم العام، وجعله دلالة الإيمان الكامل واليقين الصادق،
فالمسلم المؤمن يلقى الناس كلهم وفي قلبه عطف كامن وبرّ خالص، يجتهد في تخفيف
آلامهم، وتجفيف دموعهم. نعم يلزم على المسلم أن يبذل المعروف ويرق فؤاده للناس كافة
إجابة لمشاعر الرحمة.
والراحمون هم الذين يرحمهم الله، والذي يتجرد عن هذه الصفة فهو شقي كما قال
الرسول(صلى الله عليه وآله):(من لا يرحم الناس لا يرحمه الله).