يتم التحميل...

العدد 36 - السنة الثالثة - شهر رجب 1422 هـ

دوحة 36

تحميل pdf

عدد الزوار: 369

   يا فاطمة سميه علياً

لما قربت ولادة طفلها أتت فاطمة بنت أسد الى بيت الله فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت: اي رب إني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسل وبكل نبي من انبيائك وبكل كتاب أنزلته. مصدّقة بكلام جدي ابراهيم. فبحقّ الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لمّا يسّرت علي ولادتي.

فانفتح البيت ودخلت فيه فإذا هي بحواء ومريم وآسية وأم موسى وغيرهن فصنعن مثل ما صنعن برسول الله صلى الله عليه وآله وقت ولادته. وبقيت فاطمة ثلاثة ايام فخرجت وعلي عليه السلام على يديها.

ثم قالت: معاشر الناس إنّ الله عز وجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن مضين قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأوراقها. فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة سميه علياً فأنا العليّ الأعلى وإني خلقته من قدرتي وعز جلالي وقسط عدلي. واشتققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي وفوضت إليه أمري ووقفته على غامض علمي وولد في بيتي وهو أول من يؤذّن فوق بيتي ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها ويعظّمني ويمجّدني ويهللني هو الإمام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ووصيّه. فطوبى لمن أحبّه ونصره والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه...

 البعثة النبوية وصفة لكل الأزمان

البعثة النبوية الشريفة هذه الواقعة العظيمة كانت وما زالت حركة لإنقاذ الناس وتهذيب النفوس والأرواح لتحكم الاخلاق طباع البشر وترسم لهم طرق مواجهة الشر والفساد وانتهاج طريق الحق لتحقيق الأهداف السامية.

وعندما نقرأ في القرآن الكريم ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فيِ الأُمِّيّينَ رَسُولاً مِّنهُم يَتلُوا عَلَيهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ(الجمعه:2) فليس معنى ذلك أنه بمجيء الرسل والانبياء عليه السلام ستتزكى نفوس البشر، أو تزكت، وليس معنى ذلك أن البشر بعد نزول القرآن الكريم لن يذوقوا طعماً للظلم والتمييز والشقاء ولن يواجهوا ما يواجهونه من مشاكل وصعاب في مسيرتهم نحو التكامل.

وإذا قلنا ان نبي الإسلام صلى الله عليه وآله قد بعث لإقرار العدل وخلاص المستضعفين وتحطيم الأصنام البشرية المريضة، ليس معنى ذلك أن البشر بعد بزوغ هذه الشمس سوف لا يرون ظلماً ولن يتحكم برقاب ابنائهم طاغوت أو صنم.

لقد اثبت الواقع ان أقطار العالم بما فيها الإسلامية منها قد توالت عليها أصنام وطواغيت وحكام جعلوا البشر يعانون من مشاكل وصعاب وذلك حصل بعد مضي عشرات السنين على طلوع فجر الإسلام.

إذاً فإن معنى أن الغاية من بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله هي انقاذ البشرية شيء آخر، معنى ذلك أن ما جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وآله للناس هو وصفة شاملة ومفيدة، وصفة لكل الأزمان تساعد البشر على التخلص من الجهل ومقارعة الظلم ومحاربة التمييز، وصفة تأخذ بيد الضعفاء المهدورة حقوقهم من قبل الأقوياء، وصفة تشفي البشر من كل الآلام التي عانى منها تكوينهم، انها وصفة لمواجهة كل ذلك من عمل بها حصل على نتيجة ومن تركها وأهملها أو أخطأ فهمها او لم يتجرأ على العمل بها لم ير نتيجتها وكأن شيئاً لم يكن.

 علي عليه السلام في القرآن

يكفي القول أن كل آية خاطبت الذين آمنوا في القرآن بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كان علي عليه السلام مصداقها الأول والأبرز لمعرفة عدد الآيات التي ذكرت في حق امير المؤمنين عليه السلام.

فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما أنزل الله آية فيها ﴿يا أيها الذين آمنوا الا وعلي على رأسها وأميرها".

هذا وقد ذكر المفسرون آيات كثيرة نزلت في شأن علي بن ابي طالب عليه السلام منها:

- آية التطهير: قال تعالى:  ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(الأحزاب:33).

فعلي عليه السلام هو أحد مصاديق الآية فهو من الذين شملهم التطهير الإلهي من الدنس والشرك وعصمهم من الذنوب والمعاصي.

- آية المباهلة: قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(آل عمران:61). 

 وقد جاء في التفسير ان ابناءنا هم الحسن والحسين عليه السلام ونساءنا فاطمة عليه السلام وانفسنا علي بن ابي طالب الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله: "علي مني وانا منه".

- آية الإطعام: قال الله واصفاً اهل بيت نبيه وفيهم علي عليه السلام ﴿وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأسِيراً إنَّمَا نُطعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلَا شُكُوراً(الانسان:8-9)
.

وذلك عند تصدق اهل البيت عليهم السلام بفطورهم على مدى ثلاثة ايام متوالية رغم تضورهم من الجوع فقد آثروه على أنفسهم رغم احتياجهم له.

- آية التصدق بالخاتم: قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
(المائدة:55).

وهذه الآية تتحدث عن الامام علي عليه السلام عندما تصدق على السائل بالخاتم وهو يصلي.

- آية اشراء النفس: قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
(البقرة:207).

 وقد نزلت هذه الآية بحق علي عليه السلام عندما بات في فراش الرسول ليلة الهجرة وفداه بنفسه حتى يَسلم.

 اطلالة شهر رجب الحرام بداية لأشهر النور

هو شهر من أشهر الضيافة والرحمة الإلهية أطل وتكلل وصوله بفيض الخير والبركة وأشرعت الأبواب لقبول التوبة والمغفرة. فيه غفران الذنوب وجلاء القلوب وتهيئة الأنفس لأجواء العبادة والروحانية وتعويدها الإبتعاد عن المعاصي والآثام ومراقبتها ومحاسبتها في طريق التقرب من الله عز وجل والسير اليه لنيل رضاه والفوز بالقرب منه والوصول اليه طائعين وخاشعين ومعترفين بالنقص والحاجة اليه سبحانه مدركين عظمة نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.

لرجب فضل وشرف عظيم جداً فهو من الأشهر الحرم ومن الأشهر النورانية الثلاثة التي تفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة وتتنزل فيها البركات وتتعاظم فرص التوبة والعودة الى الله بتصفية الروح وتطهيرها بالعبادة الخالصة له جل وعلا.

وهناك مراقبات وأعمال خاصة بهذا الشهر الكريم وأيامه الإلهية والتي ورد في فضل احيائها العديد من الروايات وتتنوع هذه الأعمال الى أعمال عامة في كل أيام الشهر والى الأعمال خاصة بأيام وليالي منه.

ومن أهم الأعمال العامة

- الصوم فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله وابتعد عنه غضب الله واغلق عنه باباً من أبواب النار".

- الإستغفار حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله: "إن رجب شهر الاستغفار لأمتي فأكثروا فيه الاستغفار فإن الله غفور رحيم".

- الصلاة والزيارة والدعاء ولها تفصيلات مذكورة في كتب الأدعية.

أما الأعمال الخاصة فهي أعمال الليلة واليوم الأول ­ ليلة الرغائب ­ ليلة الثالث عشر ويومه ­ليلة النصف من رجب ويومه ­ ليلة ويوم المبعث 27 رجب واليوم الأخير من رجب. ولكل من هذه الأيام والليالي أعمال خاصة من الصلوات والأدعية والزيارات.

 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

طاعة لله والتزام بالشرعية وتمهيد لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه

إنّ الإلتزام بالشريعة الإسلامية واجب في كل عصر سواء كان الإمام حاضراً أم غائباً فالصلاة والصوم والحج والجهاد وكلّ التكاليف الإلهية الواجبة في حضوره باقية على وجوبها في غيبته إلاَّ ما أخرجه الفقهاء بالدليل الخاص في موارد معدودة كصلاة العيدين والجمعة فحكمهم الوجوب في حضوره دون غيبته.

والإلتزام بالشريعة في غيبته له أهميّة عظيمة في التمهيد لظهوره عجل الله تعالى فرجه كما أنّه لمن يسعى إلى لقائه عجل الله تعالى فرجه.

فقد سأل أحد علمائنا رضوان الله عليه: ماذا ينبغي العمل للتشرّف بلقاء صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه؟؟

فيجيب بعدّة وصايا في مقدمتها الإلتزام بالشريعة. وأهمها:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتبرز أهميته في عدة جوانب منها.

1- أنّ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في آخر الزمان يعتبر من أمّة رسول صلى الله عليه وآله الذين يثني عليهم في حديثه الذي ورد عنه: "إنّه سيكون في آخر هذه الأمّة قوم لهم مثل أجر أولهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقاتلون أهل الفتن".

2- إنّ الإلتزام بالشريعة لا يتم إلاّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنّ الشريعة بتمامها قائمة به. فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنها الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحلّ المكاسب وتردّ المظالم وتعمَر الأرض ويستقيم الأمر".

3- إنّ من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر يصبح من أهل المعروف. والتارك لهذه الفريضة لا يكون أهلاً لذلك. فقد روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "وأمر بالمعروف تكن من أهله".

4- إن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب لسخط الله عزّ وجلّ وغضبه وبالتالي نزول عقابه. واليك هذه الروايات.

عن الصادق عليه السلام: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خُلقان من خلق الله فمن نصرهما أعزه الله تعالى ومن خذلهما خذله الله تعالى".

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أموركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب دعاؤكم".

وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: "الذنوب التي تنزل البلاء هي... وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". لذلك فان ترك هذه الفريضة يغضب الله تعالى، فينزل بلاءه وأيُّ بلاء أعظم من الحرمان من الإمام المعصوم عليه السلام وقد ورد عن الباقر عليه السلام: "إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحّانا عن جوارهم".

 المؤمن بين الخوف والرجاء

يستفاد من عديد من الروايات أن المؤمن يجب أن يكون دائماً بين الخوف والرجاء، يعني يخاف الله، ويأمل فضله ورحمته.

يقول تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين.

وهذا الخوف لازم لكل مسلم حتى يتقي عذاب اللّه ويعتصم من الذنوب.

ويقول في القرآن الكريم خطاباً لرسول اللّه صلى الله عليه وآله: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظيمٍ(الأنعام:15).

لا يكن الأمل سبباً للغرور

وأيضاً يجب أن يأمل بلطف اللّه وكرمه، ذلك الأمل الذي يدعوه، يقول تعالى: ﴿وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّهِ الغَرُورُ.

وفي سورة الحديد يقول في خطابه للمشركين: ﴿وَغَرَّكم بالِلّه الغَرورُ.

وفي تفسير (المنهج) ذكر أن الشيطان يخدعكم بقوله إن اللّه كريم حليم لا يعذبكم.

روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: "ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران، نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا".

الرجاء والخوف يظهران في العمل

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو".

بل من الجدير أن يبلغ الخوف والرجاء عند المؤمن حد الكمال والقوة، كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أن لقمان الحكيم قال في وصيته لولده: "خَفِ اللّه خيفة لوجئته ببر الثقلين لعذبك، وارج اللّه رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك".

وعندما يرجع كل إنسان الى نفسه ويبقى وحيداً معها ويعود للتأمل في ذاته فليسأل إذا كان يوجد عنده أثر للخوف الصادق والرجاء الحقيقي، أم لا يوجد سوى الإدعاء؟ وإذا كان صادقاً في خوفه من عذاب الله تعالى فهل فرَّ من ذنوبه؟ وإذا كان يأمل صدقاً رحمة الله فأين السعي في تحصيل أسباب المغفرة والميل والرغبة في أنواع الطاعات والعبادات؟

كل هذه الأسئلة هي برسم الإنسان قبل أن يسمع النداء لساعة الإحتضار.

 نور روح الله

"دعوة الإسلام لا تقتصر على المعنويات، كما أنها لا تقتصر على الماديات أيضاً، بل تشملهما معاً، بمعنى أن الإسلام والقرآن جاء لبناء الانسان وتربيته في جميع المناحي".
 

 ضياء القائد

"لقد كانت بعثة النبي الأكرم حركة عظيمة حصلت لتنقذ الناس وتهذب نفوسهم وأرواحهم وأخلاقهم وتقويهم لمواجهة المشاكل والصعاب".

 إستفتاءات القائد

س: ما هو حكم دفع الرشوة لانتزاع الحق مع العلم أن ذلك قد يوجب مزاحمة الآخرين كتقديم صاحب الحق على غيره؟
ج: لو لم يتوقف أصل استنقاذ الحق على دفع الرشوة لم يجز له ذلك، وإن لم يستلزم مزاحمة الأخرين فضلاً عما لو أوجب مزاحمة الغير بلا استحقاق.

س: هل يجوز للمرأة أن ترتدي في حجابها ولباسها ما يلفت أنظار الغير أو يثير الشهوة؟
ج: لا يجوز لها لبس ما يكون من حيث لونه أو شكله أو كيفية لبسه مما يجلب نظر الأجنبي ويوجب الفتنة والفساد.

 مداد الشهداء

الشهادة هي الموت الواعي على طريق الهدف المقدس، والسعي نحو هذا الهدف هو الجهاد وهو احد مبادىء الإسلام، والشهادة هي ولادة جديدة من أجل حياة خالدة، رمز خلود الشهيد كامن في دمه، لأن نداء التكبير ينطلق من قطرات ذلك الدم.

من وصية الشهيد مروان فاعور

2009-09-25