يتم التحميل...

فلسفة المصائب

أبحاث عامة

ما هي فلسفة المصائب التي تصيب الإنسان؟

عدد الزوار: 208

السؤال: ما هي فلسفة المصائب التي تصيب الإنسان؟
الجواب: نقف على جواب هذا السؤال من خلال الرجوع الى الآية 30 من سورة «الشورى»، يقول الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) ثم إنّ هذا الجزاء ليس جزاءً على جميع أعمالكم القبيحة، لأنّه (ويعفو عن كثير). تبیّن هذه الآية وبوضوح أنّ المصائب التي تصيب الإنسان هي نوع من التحذير والعقاب الإلهي (بالرغم من وجود بعض الاستثناءات التي سنشير إليها فيما بعد).

وبهذا الترتيب سيتوضح لنا جانب من فلسفة الحوادث المؤلمة والمشاكل الحياتية.

والطريف في الأمر أنّنا نقرأ في حديث عن الإمام علي(عليه السلام) أنّه نقل عن الرّسول(صلى الله عليه وآله) قوله: «خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا علي ما من خدش عود، ولا نكبة قدم إلا بذنب، وما عفى الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده».

وهكذا فإنّ هذه المصائب إضافة إلى أنّها تقلل من حمل الإنسان، فإنّها تجعله يتّزن في المستقبل.

2ـ بالرغم من عمومية الآية وشمولها كلّ المصائب، لكن توجد استثناءات لكل عام، مثل المصائب والمشاكل التي أصابت الأنبياء والأئمة المعصومين(عليهم السلام) بهدف الإختبار أو رفع مقامهم.

وأيضاً المصائب بهدف الاختبار التي تشمل غير المعصومين. أو المصائب التي تحدث بسبب الجهل أو عدم الدقة في الاُمور وعدم الإستشارة والتساهل والتي هي آثار تكوينية لأعمال الإنسان نفسه.

وبعبارة اُخرى فإنّ الجمع بين الآيات القرآنية المختلفة والأحاديث يقتضي التخصيص في بعض الموارد بالنسبة لهذه الآية العامة، وليس هذا موضوعاً جديداً ليكون محل نقاش بعض المفسّرين.

وخلاصة القول فإنّ هناك غايات مختلفة للمصائب والمشاكل فالملكات تنمو وتتكامل تحت ضغط المصائب، ويكون هناك حذر بالنسبة للمستقبل، ويقظة من الغرور والغفلة وكفارة للذنب و...

وبما أنّ أغلب أعمال الأفراد لها طبيعة جزائية وتكفيرية، لذا فإنّ الآية تطرح ذلك بشكل عام .


* الأمثل، ج 12، ص 294.

2015-08-10