يتم التحميل...

ابتداء الأعمال

أبحاث عامة

يتضح لو عرفنا أنّ كل عمل ينبغي أن يبدأ بالإستمداد من صفة تعم آثارها جميع الكون وتشمل كلّ الموجودات، وتنقذ المستغيثين في اللحظات الحساسة.

عدد الزوار: 183

ابتداء الأعمال

السؤال: لماذا نستعين بصفتي الله "الرحمن والرحيم" في بدية كل عمل نقوم به؟

الجواب: يتضح لو عرفنا أنّ كل عمل ينبغي أن يبدأ بالإستمداد من صفة تعم آثارها جميع الكون وتشمل كلّ الموجودات، وتنقذ المستغيثين في اللحظات الحساسة.

هذه حقيقة يوضّحها القرآن إذ يقول: (ورحمتي وسعت كلّ شيء).ويقول على لسان حملة العرش: (ربّنا وسعت كلّ شيء رحمةً).

ومن جانب آخر نرى الأنبياء وأتباعهم يتوسّلون برحمة الله في المواقف الشديدة الحاسمة. فقوم موسى تضرّعوا إلى الله أن ينقذهم من تجبّر فرعون وظلمه، وتوسّلوا إليه برحمته فقالوا: (ونجّنا برحمتك).

وبشأن هود وقومه، يقول القرآن: (فأنجيناه والّذين معه برحمة منَّا).

من الطبيعي أنّنا ـ حين نتضرّع إلى الله ـ نناديه بصفات تتناسب مع تلك الحاجة، فعيسى(عليه السلام) حين يطلب من الله مائدة من السماء، يقول: (اللّهمّ ربّنا أنزل علينا مائدةً من السماء... وارزقنا وأنت خير الرّازقين).

ونوح(عليه السلام) يدعو الله في حطّ رحاله: (ربِّ أنزلني منزلا مباركاً وأنت خير المنزلين).

وزكريا نادى ربّه لدى طلب الولد الوارث قال: (ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خيرالوارثين).

للبدء بيّ عمل ينبغي ـ إذن ـ أن نتوسّل برحمة الله الواسعة، رحمته العامّة ورحمته الخاصّة، وهل هنك أنسب من هذه الصفة لتحقّق النجاح في الأعمال، والتغلب على المشكل والصعاب؟!

والقوّة التي تستطيع أن تجذب القلوب نحو الله وتربطها به هي صفة الرحمة، إذ لها طابعها العام مثل قانون الجاذبية، ينبغي الاستفادة من صفة الرحمة هذه لتوثيق العرى بين المخلوقين والخالق.

المؤمنون الحقيقيون يطهّرون قلوبهم بذكر البسملة في بدية كلّ عمل من كل علقة وإرتباط، ويرتبطون بالله وحده ويستمدّون منه العون، ويتوسلون إليه برحمته التي وسعت كلّ شيء.


* الأمثل، ج 1، ص 31.

2015-08-05