كلمة الإمام الخامنئي حفظه الله في جمعٍ من القادة والعاملين في جيش الجمهورية الإسلامية
2015
أرحّب بجميع الإخوة والأخوات الأعزاء، كل الحضور الكريم، وأخصّ بالذكر عوائل الشهداء الأعزاء، آمل أن هذا الإنجاز العظيم والثمين، إنجاز جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي كان طوال هذه السنوات تاجَ فخرٍ على رأس هذه الثلة المؤمنة الصابرة الكادحة
عدد الزوار: 95كلمة الإمام الخامنئي حفظه الله في جمعٍ من القادة والعاملين في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية_19-04-2015
بسم الله الرحمن الرحيم1
أرحّب بجميع الإخوة
والأخوات الأعزاء، كل الحضور الكريم، وأخصّ بالذكر عوائل الشهداء الأعزاء، آمل أن
هذا الإنجاز العظيم والثمين، إنجاز جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي كان
طوال هذه السنوات تاجَ فخرٍ على رأس هذه الثلة المؤمنة الصابرة الكادحة [أن يبقى
كذلك].
تهانيّ للحضور الكريم ولجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولعائلاتهم الكريمة
بمناسبة عيد الجيش، كما أشكر وأقدّر لكم حضوركم واجتماعكم هذا، أتقدّم بالشكر أيضًا
[للقائمين]على هذه الأناشيد التي اتّسمت بالجودة العالية والتنوّع على مستوى
الأشعار كما على مستوى الأداء.
"يوم الجيش"؛ من إبداعات الإمام
ممّا لا شك فيه أنّ أحد أبرز وأهم الخطوات والإبداعات التي قام بها إمامنا العظيم
تعيين يوم خاص بالجيش "يوم الجيش"2.
إذا عدنا إلى تلك المرحلة ولاحظنا التوجّهات والتطلّعات التي كان يحملها أعداء
إيران والثورة اتجاه هذا البلد وكل زاوية من زواياه؛ نستطيع عندئذ أن ندرك كم كان
تحديد يوم خاص بعنوان "يوم الجيش" عملًا كبيرًا ومثمرًا، عملًا ضروريًا ولا غنى عنه.
البعض منكم أنتم الشباب لا يذكر تلك الأيام، بل إنّ بعضكم لم يكن قد ولد، لقد كان
هناك تحرك قوي وخطير للقضاء على الجيش الإيراني حتى من داخل الجيش نفسه، لقد حصلت
مساع في هذا الاتجاه وكانوا ينظّرون ويقدّمون رؤية وفلسفة. كانت هناك عناصر من داخل
الجيش تعمل على القضاء على هذا الجيش، باعتبارها عناصر متدينة موحّدة3، هذه
التحرّكات والمساعي كانت موجودة وقائمة.
لكن الإمام تصدّى لها ووقف في وجهها، لقد شخّص الإمام ضرورة بقاء الجيش قويًّا
ومقتدرًا، وأن يكون له دوره الذي يقوم به، كذلك أدرك الإمام ضرورة إزالة العوائق
التي أدّت إلى إيجاد هوّة بين الجيش والشعب وقد تمكّن من إزالتها فعلًا.
لقد بقي الجيش في الميدان كتشكيل ثوريّ قولًا وفعلًا، بقي في قلب المواجهة وقام
بالدور المناط به.
هناك شواهد على هذا الأمر تعود إلى ما قبل فترة الحرب المفروضة وسنوات الدفاع
المقدّس الثماني، لكن الحقائق ظهرت واتّضحت خلال تلك المرحلة من خلال إنجازات
وملاحم الجيش على مختلف الصعد وفي جميع الساحات، وقد أشرت في هذا اللقاء وفي لقاءات
أخرى إلى ذكريات وحوادث وقعت في تلك الأيام وإلى ما شهدته ساحات القتال، خصوصًا في
الفترة الأولى لبدء الحرب عام 59 هـ[1980م] حيث عاينت هذه الأمور عن قرب، وكذلك في
السنوات اللاحقة خلال فترة رئاستي للجمهورية والتي لم أكن أذهب فيها إلى ساحة
المعركة لكنّني كنت أتابع هذه الإنجازات من خلال التقارير والجلسات التي كانت تعقد
للنظر في الأمور واتخاذ القرارات اللازمة.
29 فروردين؛ الجيش وفيٌّ للثورة
علينا تمجيد هذه الأيام وتخليد ذكراها، كذلك ينبغي أن ندرك معنى التاسع والعشرين من
شهر فروردين على النحو الصحيح.
التاسع والعشرون من فروردين يعني أن الجيش ينتمي إلى هذا البلد وإلى هذه الثورة
وإلى هذا الشعب، يعني أن الجيش إنما يعمل على تحقيق تطلعات الشعب وأهداف الثورة.
وكما أنشد هؤلاء الشباب الأعزاء ظل الجيش وفياً للثورة، هذا هو معنى التاسع
والعشرين من فروردين.
هذا من جملة الأمور العظيمة التي قام بها الإمام والتي كان لها آثار خالدة وسيكون
لها المزيد من الآثار في المستقبل. وإن شاء الله ستحققون أنتم الشباب التقدم
والتطور في هذا المحيط وهذه الأجواء وتصنعون المجد والفخر لهذا البلد بإذن الله.
الجيش الإيراني: بصيرةٌ والتزام
إن إحدى خصوصيّات جيش الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي البصيرة الثوريّة
والدينيّة، التمسك بالدين والالتزام الديني، وهذا أمر في غاية الأهميّة.
التعهّد الديني يعني الالتزام التام بكافة الموازين التي قررها الإسلام في خصوص
القوى المسلحة والأعمال العسكرية.
ترى الجيوش في العالم عندما تشعر بالنصر تطلق العنان لجموحها وتقوم بممارسات يندى
لها الجبين؛ وقد شاهدنا نماذج من ذلك في مناطق مختلفة من العالم. هذا عندما تشعر
بالنصر حيث لا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا. أما حينما تشعر [الجيوش] بالخطر فهي تقدِم
على ممارسات وأعمال أخرى تعتبر جُرمًا في نظر الشرع المقدّس، كذلك تعتبر جرمًا من
وجهة نظر القوانين الدولية. طبعًا لا يأبه الطغاة في العالم لا للقوانين الدولية
ولا للمعايير الإنسانيّة، يقومون باستخدام الأسلحة الممنوعة ويستهدفون المدنيّين
وهذا ما حصل كثيرًا في الحروب التي خاضتها أمريكا مباشرة أو بالواسطة، هذا هو الحال
الذي عليه جيوش العالم.
أما الجيش والقوى العسكرية في الجمهوريّة الإسلامّية فهم يلتزمون بالأحكام
الإسلامية؛ فلا يعمدون إلى الطغيان عند انتصارهم وتحقيقهم الغلبة؛ ولا هم يقدمون
على ممارسة محرّمة وممنوعة أو يستخدمون وسائل محظورة عند تعرّضهم للخطر.
لقد كانت مدننا – سواء المدن الواقعة عند الحدود أو حتى طهران وأصفهان وغيرها
العديد من المدن الأخرى في مرحلة لاحقة – تتعرّض لهجوم أعمى ووحشي من خلال الصواريخ
"الصدامية"، كانت تلك الصواريخ تتساقط على مختلف أنحاء هذه المدينة "طهران"، تلك
الصواريخ التي صنعت وبيعت من قبل الدول الأوروبية وكان يتم توجيهها من قبل
الأمريكان، لقد كان الأمريكيون يزوّدون صداما بالأهداف، كانوا يقومون بتصوير
الأهداف العسكرية جوّا ثم يرسلون تلك الصور إلى الأعداء.
كانت تلك الصواريخ تستهدف المدن والناس العزّل، كانوا يستهدفون المدنيّين، يرتكبون
المجازر ويخرّبون المنازل.
بعد مضي مدة من الزمن أصبحنا قادرين على المقابلة بالمثل، تمكنّا من امتلاك
الصواريخ وصرنا قادرين على المقابلة بالمثل، تمكنّا من استهداف المدن التي كانت تقع
ضمن مدى صواريخنا ومن جملتها بغداد، لكن الإمام قال لنا: إذا أردتم استهداف نقاط
غير عسكرية - غير الثكنات والمواقع وأمثالها– عليكم قبل ذلك الإعلان عن هذه النقاط
من خلال الراديو كي يتمكّن الناس من المغادرة والابتعاد عنها، لو دقّقتم لن تجدوا
من يتقيّد بمثل هذه الضوابط على مستوى العالم.
جيوش العالم؛ لا التزامات ولا قيود
إنّ أغلب القوى المسلحة في العالم – بل جميعها تقريبًا على حد ما نعلم – لا تُلزِم
نفسها بمثل هذه القيود والالتزامات، وهذا ما تشاهدون نموذجًا له اليوم في اليمن؛
وقبل مدة شاهدنا ذلك في فلسطين في غزة وفي لبنان وفي مناطق أخرى من العالم هم لا
يعيرون اهتمامًا لمثل هذه القضايا والاعتبارات.
أما القوى المسلحة التي تلتزم قوانين الإسلام فإنها تراعي مثل هذه القضايا. عندما
نقول – وقد قلنا ذلك – أننا لن نقدم على الاستفادة من الأسلحة النووية فالسبب في
ذلك هو هذه الضوابط وهذا الالتزام بالإسلام والتعبد بالانظمة والقوانين الإسلامية،
وهذه إحدى أهم خصائص القوى المسلحة في الجمهورية الإسلامية.
..دفاعًا مستميتًا
اليوم يوجّه أعداؤنا الاتهام للجمهورية الإسلامية بالتدخل هنا وهناك؛ وهذا خلاف
الواقع، هذا أمرٌ غير حاصل؛ نحن لا نتدخل في أي مكان. عندما نتعرض للهجوم فنحن
ندافع عن أنفسنا دفاعا مستميتا؛ لكننا لا نتدخل.
نحن نمقت الأشخاص والأيادي التي تستهدف الناس العزل والمدنيين، الذين يقتلون
الأطفال والنساء ويخربون البيوت، نعلن رفضنا لممارساتهم وبراءتنا منها، هؤلاء لم
يفهموا شيئا من الإسلام، لم يعرفوا شيئا عن الوجدان الإنساني.
إنّ ميزة قوانا المسلحة هي أنها تلتزم مباني وقوانين الإسلام التي تتناول كافة
القضايا والأحوال سواء في الحرب أو السلم.
هذه إحدى خصائص قوانا المسلحة، وهذا هو السبب في تأييد الناس وحبهم لجيشنا
وحَرَسِنا وقوانا المسلحة؛ عندما يرى الناس أن هؤلاء يشاركونهم الفكر، والسلوك،
والاعتقاد، يتألمون للقضايا نفسها التي يتألم الناس لأجلها وهذا ما يعمق العلاقة
بين الناس والقوى المسلحة. هذه إحدى الميزات.
الخصوصيّة الثانية: "وَأَعِدُّواْ لَهُم.."
الخصوصية الثانية التي ينبغي لقوانا المسلحة الالتفات إليها وهم ملتفتون إليها
والحمد لله وهذا واضح تماما هي العمل بالآية الشريفة:
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا
اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ
اللّهِ وَعَدُوَّكُم﴾.4
هذه الآية تقول: يجب ان لا تغفلوا عن أعدائكم، إياكم أن تعرّضوا أنفسكم للخسارة حال
هجوم الأعداء عليكم نتيجة النقص في الإمكانات، النقص في السلاح والذخائر، أو لأنكم
لم تهيئوا أنفسكم وتعدّوها جيّدًا. فخسارتكم خسارة للشعب، خسارتكم خسارة للإسلام.
ولأجل هذا قلت إنّ التقدّم والتطوّر الذي تحقّق على مستوى قوانا المسلّحة يشكّل
نموذجًا يحتذى. صحيح أن بلدنا والحمد لله يحتلّ مرتبة مقبولة وبارزة في العالم على
مستوى التقدّم العلمي والتكنولوجي لكن من بين المجالات المختلفة لهذا التقدّم
والتطوّر يشكل التقدّم التسليحي والعسكري أحد أهم تلك المجالات.
إنّ التقدم الذي تمكنّا من تحقيقه طوال هذه السنوات على مستوى التجهيزات والإمكانات
في البلاد، في هذه المدة الزمنية، في هذه المرحلة الزمنية، رغم الضغوط والعقوبات
وقلّة الموارد يعتبر أمرا استثنائيًّا جدًّا، استثنائيًّا جدًّا.
الحمد لله فإنّ قوانا المسلحة تمكّنت في المجالات المختلفة من القيام بأعمال كبيرة
ومهمة إما مباشرة وإما من خلال التخطيط والإستعانة بالمراكز العلمية والتكنولوجية،
ولا بد لهذا العمل والجهد أن يستمر. ما أؤكّد عليه هو ضرورة الاستمرار على هذا
النهج وعلى هذا الطريق والسير قدمًا في تطوير البلاد في مجال التسليح والجاهزيّة
العسكريّة. وهذا ما لا يريده أعداؤنا لنا. وإنّ هذه القضيّة اليوم – قضية الصواريخ،
الطائرات بدون طيار، القدرات العسكرية وغيرها من الأمور التي تحققت داخل البلاد على
أيدي شبابنا المبدعين دون الحاجة إلى هذا وذاك - تشكل إحدى الوسائل التي يتم
توظيفها في الضغط الإعلامي والدعاية ضد الجمهورية الإسلامية، لا يريدون لنا
الاستمرار في هذه البرامج يريدون إيقافها؛ بينما المنطق الصحيح والعقلائي مؤيدا
بالآية القرآنية يقتضي الاستمرار في هذا الطريق.
الجهوزيّة لمواجهة أي تهديد
يقوم الطرف المقابل بكل وقاحة بتهديدنا عسكريًّا ، بوقاحة يوجه التهديد لنا مرة تلو
أخرى. مرّت فترة التزموا خلالها الصمت، ثم عاد أحدهم قبل أيام وفغر فاهه ليخبرنا أنّ
كل الخيارات موضوعة على الطاولة ومنها الخيار العسكري؛ حسنًا هم يتباهون بهذا الأمر،
وهم يكرّرون هذا الخطأ كثيرًا، يقولون بأنّهم يريدون سلب الجمهوريّة الإسلاميّة
قدرة الدفاع عن نفسها.
أليس هذا كلاماً أبلهاً ؟ حتى لو لم يقم هؤلاء بتهديدنا صراحة لكان لزامًا علينا
الحذر لما تمليه علينا آية
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ
وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾؛ حتى لو لم يقوموا بتهديدنا لكان علينا أخذ هذه المسألة بعين
الاعتبار وزيادة جاهزيتنا واستعدادنا؛ فكيف إذا كانوا يهدّدوننا صراحة؟.
من ناحية يقومون بتهديدنا ومن ناحية أخرى يقولون: يُمنع عليكم صناعة الصواريخ ،
يمنع كذا، يمنع كذاً، دائماً يطلقون أوامر بلهاء لا أساس لها عبر الإعلام أو من
خلال قرارات دولية. كلا، فالجمهورية الإسلامية أثبتت وأظهرت أنها تقوم بالدفاع عن
نفسها باقتدار كامل وبقوة متناهية؛ في مواجهة المعتدي والجاني يلتفّ الشعب حول بعضه
البعض كقبضة مستحكمة ليتصدى للهجوم الخالي من أي منطق. في مسألة الدفاع تجد الشعب
بأكمله صفًّا واحدًا ولا شيء آخر يمكنه أن يؤثر في هذا الاتحاد وفي هذه اللحمة، هذا
أولًا.
ثانيا؛ محافظة [الجمهورية الإسلامية] على جهوزيتها واستعدادها.
على جميع مؤسسات الجمهورية الإسلامية – بدءا بوزارة الدفاع مرورًا بالجيش والحرس
انتهاءً بمختلف المؤسسات الأخرى – اعتبار هذه المسألة وظيفة يجب القيام بها والعمل
على رفع مستوى الجهوزيّة والاستعداد يومًا بعد يوم، سواءً في مجال التسلّح أو
التنظيم، وكذلك على مستوى القضيّة الأهم والأكثر تأثيرًا في القوى المسلحة أعني
الروحيّة والجهوزيّة والاستعداد الروحي. ونحن والحمد لله لا نشعر بأي نقص على مستوى
الروحية؛ في بلدنا وقوانا العسكرية وشبابنا ورجالنا الشجعان.
الروحية والجهوزية بأعلى مستوياتها
لقد تحقق اليوم ما كان يشكل هدفًا للثورة، هدفًا للتاسع والعشرين من شهر فروردين،
الهدف الذي لأجله وجد الحرس – وجميع ذلك كان من تدبير الإمام الراحل - وهو:
الروحيّة العالية والجهوزية والاستعداد بأعلى مستوياتها!
ففي يومنا هذا, هناك أعداد كبيرة من الشباب المنضوين ضمن تشكيلات الجيش، وهم لم
يشهدوا الثورة ولم يروا الإمام ولم يدركوا أيام الحرب ولا يحملون أي ذكريات عن تلك
الأيام، هم أبناء أيامنا الراهنة؛ ومع ذلك يبعثون إلي وبطرق مختلفة رسائل يبدون
فيها استعدادهم للتضحية والفداء؛ فطيار سلاح الجو في جيش الجمهورية الإسلامية من
جهة، وطيار الدعم الجوي في القوات البرية من جهة وعنصر القوة البحرية أو البرية من
جهة، كلٌّ يبعث لي برسالة؛ أنّهم على أهبة الاستعداد.
لا شك أن كل جيش وكل قوة مسلحة تمتلك مثل هذه الروحية العالية سيجتاز بنجاحٍ أي
مواجهة أو امتحان أو ابتلاء. وبهذه الروحية عليكم التقدم إلى الأمام. بناءً على هذا
فإن المحافظة على البصيرة والتوجه الصحيح والاستعداد اللازم والروحية الجيدة
والاستزادة في كل يوم من التجهيزات والإمكانات ومستوى الجاهزية العسكرية تعد من
الأمور الأساسية التي على القوى المسلحة القيام بها.
الولايات المتحدّة أكبر مصدر للتهديد
إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة لا تشكّل تهديدًا لأي بلد من البلدان، لم نكن نشكّل في
يوم من الأيام تهديدًا لجيراننا فضلًا عن البلدان البعيدة، وهذا ما يثبته التاريخ
القريب بشكل واضح. وحتى عندما تعرّض لنا بعض جيراننا بما لا ينسجم مع رعاية الجوار
مارسنا سياسة ضبط النفس. لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تتعرض لأي بلد من البلدان
لا في الحاضر ولا في المستقبل.
ها هم قد رفعوا راية خرافة القضية النووية والسلاح النووي، الأمريكيون وخلفهم
الأوروبيون وبعض المتملّقين الآخرين ليقولوا أن الجمهورية الإسلامية تشكل مصدر
تهديد، وهذا أمر غير صحيح، إنّ الذي يشكّل تهديدًا هو نفس الولايات المتحدة
الأمريكية.
إن أكبر مصدر للتهديد اليوم في العالم هو الحكومة الأمريكية؛ هذه الحكومة التي
تتدخل في أي مكان من العالم تجد ضرورةً للتدخل فيه دون أي رادع أو التزام وجداني أو
ديني، تقوم بالتدخل دون وجه حق, وتتدخل على نحو يسلب الاستقرار والأمن، لقد جعلت
أمريكا العالم غير آمن، كما أنّ الكيان الصهيوني -هذا الكلب الذي يمسك الأمريكيون
به - هو الذي سلب هذه المنطقة استقرارها وأمنها، هؤلاء هم من سلبوا الأمن من
العالم.
أما الجمهورية الإسلامية فلا يمكن أن تثير القلق والنزاع في العالم أو في المنطقة
والجوار، بل إنّ الجمهورية الإسلامية وفي حالات كثيرة تحمّلت بسماحة وسعة صدر
السلوك السيّئ لبعض جيرانها.
اليمن؛ امريكا تدعم الظالم
إنّ منشأ القلق والاضطراب هو تلك القوى الطاغية التي تتدخّل في كل مكان.
أنظروا إلى ما يجري اليوم في اليمن من حوادث أليمة ومفجعة، ها هي أمريكا تدعم
الظالم، وكذلك الأوروبيون، هؤلاء هم من يثير النزاع والاضطراب، هؤلاء هم من ينشر
الذعر والقلق في مختلف الدول، هؤلاء هم الذين يجعلون من العالم مكانًا غير آمن لبني
الإنسان، النزاع والفوضى إنما تعود أسبابها إلى هؤلاء.
إيران؛ دفاعًا عن الأمن والاستقرار
إنّ الجمهورية الإسلامية تعتبر الأمنَ من أكبر النعم الإلهية- سواء لها او
للآخرين-؛ وهي جاهزة للدفاع عن أمنها واستقرارها؛ فلتكن هذه المسألة حلقة في آذان
مسؤولي القوى المسلحة: المحافظة على الأمن في البلاد، تأمين أمن الحدود، المحافظة
على أمن الناس والسلامة العامة، هذه قضايا تقع مسؤوليتها على عاتق المسؤولين
العاملين في هذا المجال.
نسأل الله تعالى أن توفق القوى المسلحة أكثر فأكثر يوما بعد يوم، كما نسأله أن
يوفقكم أنتم الشباب للقيام بدوركم في هذا المجال. ولا يقتصر ذلك على الحرب، فإن
تحقيق الجاهزية وصناعة التقدم والتطور والبناء الروحي والذاتي، بناء الأطر التنظيمية
وأمثال ذلك يعد من الأعمال المهمة والمسائل الكبرى التي ينبغي العمل عليها. طبعًا
إذا وقعت الحرب يومًا فسيكون الحضور في ساحات القتال جزءًا من الاستعداد والجاهزية
وجزءا من الابتلاء والامتحان و... أرجو الله تعالى أن يوفكم في مختلف الساحات
والميادين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- قبل كلمة الإمام
الخامنئي، قدم الأمير اللواء عطالله صالحي القائد العام للجيش تقريرا عن اعمال
وانجازات الجيش.
2- صحيفة الإمام، ج7، ص 20، بيان إعلان يوم الجيش 26-1-1358ه.ش 15-4- 1979
3- بمعنى ان هذه العناصر كانت تنطلق من فكرة ان الجيش هو جيش الشاه وموروث غير
ملتزم وغير متدين.. (حسب ما يفهم من كلام سماحته).
4- من سورة الأنفال: الآية:60.