الروح
نهج البلاغة
اختلفوا في معنى الروح من حيث هي، وبصرف النظر عن التي نفخها سبحانه في آدم أو مريم، فمنهم من قال: ان اللَّه سبحانه حجب علمها من العباد، فلا ينبغي الحديث عنها بحال لقوله تعالى:
عدد الزوار: 133
( ثم نفخ فيه من روحه )
اختلفوا في معنى الروح من حيث هي، وبصرف النظر عن التي نفخها سبحانه في آدم أو
مريم، فمنهم من قال: ان اللَّه سبحانه حجب علمها من العباد، فلا ينبغي الحديث عنها
بحال لقوله تعالى: ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) 85 الإسراء. وقال آخر: هي
على هيئة الانسان، لها رأس ويدان، وبطن ورجلان، ولكنها ليست انسانا وقال ثالث: هي
نور لطيف وهواء خفيف. ونقل عن فلاسفة اليونان انهم يفرقون بين العقل والروح والنفس،
فالعقل أرفع وأشرف من الروح، وهي أشرف من النفس.
وللروح في لغة القرآن معان، منها الرحمة: ( ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله )87:
يوسف. ومنها جبريل: ( نَزَلَ بِه الرُّوحُ الأَمِينُ )
193: الشعراء. ومنها القرآن:
(وكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا )52: الشورى. والقاسم المشترك
لمعنى الروح هو كل ما يحيا به الشيء ماديا ومعنويا.
أما المراد بالروح التي نفخها سبحانه في آدم فهي الحياة.. حتى ولو كان للروح ألف
معنى ومعنى، لأن الحديث في كلام الإمام عليه لسلام وفي قوله تعالى:
( فَإِذا
سَوَّيْتُه ونَفَخْتُ فِيه مِنْ رُوحِي ) 29 الحجر.مساق عن جسد آدم الذي بقي
جمادا بلا روح لوقت معدود، وأمد معلوم.. ومثلها تماما الروح التي نفخها سبحانه في
مريم: ( فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا )91 الأنبياء
« أي انه تعالى خلق جنينا في
رحم مريم بلا تلقيح».
* في ظلال نهج البلاغة / العلامة محمد جواد مغنية /ج1/45.
2015-03-07