يتم التحميل...

رسالة الإمام الخامنئي دام ظله إلى الشباب في أوروبا وأميركا الشمالية

جمادى1

بعد الأحداث الأخيرة التي حصلت في فرنسا وما شابها في بعض الدول الغربية, توجه سماحة الإمام القائد دام ظلّه بخطاب إلى جميع الشباب في أوروبا وأميركا الشمالية, وهذا نصّه:

عدد الزوار: 36

رسالة الإمام الخامنئي (دام ظله) إلى الشباب في أوروبا وأميركا الشمالية


بعد الأحداث الأخيرة التي حصلت في فرنسا وما شابها في بعض الدول الغربية, توجه سماحة الإمام القائد دام ظلّه بخطاب إلى جميع الشباب في أوروبا وأميركا الشمالية, وهذا نصّه:

"إن الأحداث الأخيرة في فرنسا وما شابهها في بعض الدول الغربية الأخرى دفعتني وشجعتني أن أتحدّث إليكم عنها مباشرة.

أتحدث إليكم أيها الأعزة، دون أن أتجاهل دور والديكم، ولأني أرى مستقبل شعبكم وأرضكم بأيديكم,وأرى أن الإحساس بضرورة معرفة الحقيقة في قلوبكم أكثر حيوية ووعيا. وكذلك فإني لا أخاطب الساسة والمسؤولين عندكم لأني أتصور أنهم بعلم ودراية منهم فصلوا درب السياسة عن مسار الصدق والحقيقة.

حديثي معكم عن الإسلام وبصورة خاصة عن الصورة التي يعرضونها عن الإسلام لكم.

قبل عقدين وإلى يومنا هذا, أي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تقريبا جرت محاولات كثيرة لإعطاء هذا الدين العظيم موقع العداء المخيف. وللأسف إن عملية إثارة مشاعر الرعب والفزع والنفور واستغلالها لها ماضٍ طويلٍ في التاريخ السياسي للغرب.

لا أريد هنا أن أتعرض إلى ما يثيرون من أنواع الرعب في قلوب الشعوب الغربية، وعند استعراضكم العابر للدراسات التاريخية والنقدية المعاصرة ستجدون كيف تؤنّب الكتابات التاريخية الأعمال الكاذبة والمزيِّفة للدول الغربية تجاه سائر الشعوب والثقافات. إن تاريخ أوروبا وأمريكا يطأطئ رأسه خجلاً أمام سلوكه الاسترقاقي والاستعماري وظلمه الذي ألحقه بذوي البشرة الملونة وغير المسيحيين. ثمإنّ المؤرخين والباحثين عندكم عندما يمرون على عمليات سفك الدماء باسم الدين بين البروتستانت والكاثوليك أو باسم القومية والوطنية خلال الحربين العالميين الأولى والثانية يشعرون بالمرارة والانحطاط.

وهذا بحد ذاته يدعو إلى التقدير؛ ولست استهدف من خلال استعادة قسم من هذه اللائحة الطويلة جَلد التاريخ ولكني أريد منكم أن تسألوا كل مثقفيكم ونخبكم لماذا لا يستيقظ الوجدان العام في الغرب دائما إلا متأخرا عشرات السنين وأحيانا مئات سنين؟ ولماذا كانت عملية النظر في الوجدان العام تتجه نحو الماضي البعيد وتهمل الأحداث المعاصرة؟ لماذا نجدهم في موضوع مهم من قبيل أسلوب التعاطي مع الثقافة والفكر الإسلامي يمنعون من تكوّن وعي عام لديكم؟
أنتم تعلمون جيداً أن التحقير وإيجاد حالة النفور والرهاب الموهوم من الآخرين تشكل أرضية مشتركة لتلك الاستغلالات الظالمة. أريد الآن أن تسألوا أنفسكم لماذا استهدفت سياسة نشر الرعب والنفور القديمة الإسلام والمسلمين بقوة وبشكل لا سابقة لها؟ لماذا يتّجه نظام القوة والسلطة في عالمنا اليوم نحو تهميش الفكر الإسلامي وجرّه إلى حالة الانفعال؟

هل هناك مفاهيم وقيم في الإسلام تزاحم برامج ومشاريع القوى الكبرى وما هي المنافع التي تتوخّاها هذه القوى من وراء طرح صورة مشوّهة وخاطئة عن الإسلام.؟ ولهذا فإن طلبي الأول منكم أن تتساءلوا وتبحثوا عن عوامل هذا التعتيم الواسع ضد الإسلام.

الأمر الثاني الذي أطلبه منكم أن تقوموا كردّ فعل لسيل الاتهامات والتصورات المسبقة والإعلام السلبي وأن تسعوا لتكوين معرفة مباشرة ودون واسطة عن هذا الدين. إن المنطق السليم يقتضي أن تدركوا حقيقة الأمور التي يسعون لإبعادكم عنها وتخويفكم منها فما هي وما هي حقيقتها؟

أدعوكم ألّا تسمحوا أن يستفيد هؤلاء من الادعاءات المرائية للإرهابيين العملاء لهم وتقديمهم لكم باعتبارهم مندوبي الإسلام. عليكم أن تعرفوا الإسلام من مصادره الأصيلة ومنابعه الأولى. تعرّفوا على الإسلام عبر القرآن الكريم وسيرة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)".

2015-03-06