أولئك الذين يُضرمون نيران التفرقة المذهبية أو يعمدون إلى تكفير هذا وذاك، هم عملاء الشيطان وجنده حتى لو لم يعلموا هم بذلك.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الهدف من الخطاب: التعرُّف إلى مدى خطورة
التيّار التكفيريّ وتأثيره على عالمنا الإسلامي وكيفيّة مواجهته.
*معاً في مواجهة التكفير
تيّار التّكفير ليس جديداً، لكنّه قد اكتسب حياةً جديدة وقوّة إضافيّة، بفضل تخطيط
بعض الأجهزة الأمنية والمخابراتيّة للدّول الاستعماريّة والنّظام الصهيونيّ
والأموال التي ضخّتها بعض دُول المنطقة.
إنّني أشعر بالأسف من قلبي، لأنّنا بدل أن نصرف كلّ طاقاتنا لأجل مواجهة الكيان
الصهيونّي، والدفاع عن القدس الشّريف، مضطرّون للانشغال بالمصائب التي أوجدها
الاستكبار داخل العالم الإسلاميّ، ولا بدّ من ذلك.
* في خدمة الاستكبار
إنّ للتيّار التّكفيريّ ظاهراً إسلاميّاً، لكنّه من النّاحية العمليّة ليس سوى خدمة
للتيّارات الاستعماريّة والاستكباريّة والسياسيّة التي تعمل ضدّ العالم الإسلاميّ.
وهذه بعض الشواهد:
1- حرف بوصلة الصحوة الإسلامية
لقد استطاع هذا التيّار أن يحرف حركة الصّحوة الإسلاميّة؛ من حركةٍ معاديةٍ لأمريكا
وعملائها إلى حربٍ بين المسلمين. لقد كانت حدود فلسطين المحتلّة تمثّل الخطّ
الأماميّ للنّضال، فجاء هذا التيّار التّكفيريّ وحوّل هذا الخطّ الأماميّ إلى شوارع
بغداد وشوارع باكستان والمدن المختلفة في سوريا، بحيث أصبحت هذه الأماكن هي الخطّ
الأماميّ للمواجهة.
2- التنسيق مع الكيان الصّهيونيّ
كما أنّه يقوم بالتنسيق مع الكيان الصّهيونيّ من أجل أن يحارب المسلمين، ولا نجدهم
يعترضون؛ في حين أنّهم يوجّهون كلّ أنواع وأشكال الضّربات والمؤامرات إلى الدّول
الإسلاميّة وشعوبها، وبذرائع مختلفة.
3- تشويه صورة الإسلام
ومن أكبر جرائمهم وأبشعها تشويه صورة الإسلام في العالم. لقد شاهد العالم كلّه في
أجهزة التّلفاز كيف أنّهم يقومون بذبح إنسان من دون أي ذنب. لقد عملوا بخلاف قوله
تعالى: ﴿لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذينَ لَمْ يُقاتلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرجُوكُمْ مِنْ دياركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهمْ إنَّ اللهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطينَ * إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلُوكُمْ فِي
الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أنْ
تَوَلَّوْهُمْ﴾ (الممتحنة: 8-9)، فقتلوا المسلمين، وذبحوا غير المسلمين الذين لا
يتعرّضون لهم ولم يقاتلوهم، ونشروا صور ذلك.
4- تغيير المسار
كلّنا شاهدنا كيف أثّرت الصّحوة الإسلاميّة بالشباب المسلم وجعلته مستعدّاً
ومتحمّساً من أجل تحقيق أهداف الإسلام الكبرى، إلّا أنّ التيّار التّكفيري قد حرف
كلّ هذا الحماس والاندفاع، وجرّ هذه الشّباب الغافلين والجاهلين نحو ذبح المسلمين
وارتكاب المجازر بحقّ النّساء والأطفال.
*مهمّاتٌ كبرى
توجد مهمّات كُبرى علينا القيام بها لمواجهة هذا التيّار التّكفيري، والتي منها:
1- نهضة علميّة
ضرورة القيام بنهضة علميّة ومنطقيّة شاملة من قبل جميع علماء المذاهب الإسلاميّة
لاقتلاع التيّار التّكفيري.
لقد نزل أولئك إلى الميدان رافعين شعار اتبّاع السّلف الصّالح كذباً. لذا، علينا أن
نثبت براءة السّلف الصّالح ممّا يرتكبه هؤلاء، وذلك وفق المنطق الصّحيح ومنطق
الدين.
توجد مجموعة من الشباب قد وقعت تحت تأثير أفكارهم المضلّة، وهؤلاء المساكين
يتصوّرون أنّهم يجاهدون في سبيل الله، فأصبحوا مصداق هذه الآية الشريفة: ﴿قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرينَ أَعْمالاً * الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْع﴾ (سورة
الكهف: 103-104). وهؤلاء هم الذين سيجيبون يوم القيامة ربّهم قائلين: ﴿رَبَّنا
إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبيلاَ * رَبَّنا آتِهِمْ
ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبير﴾ (سورة الأحزاب: 67 –
68). هؤلاء هم المصداق لهذه الآية.
ويقول الله تعالى في موضعٍ آخر من القرآن الكريم: ﴿لِكُلٍّ ضِعْف﴾ (سورة الأعراف:
38)، فالله تعالى لا يقبل منهم قولهم: ﴿رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ﴾، بل يقول:
﴿لِكُلٍّ ضِعْف﴾، فالتّابع والمتبوع في العذاب. وعليه، يجب تخليص هؤلاء الشّباب،
وهذا يقع على عاتق العلماء الذين سيسألهم الله تعالى يوم القيامة عمّا فعلوا.
2- كشف حقيقة دعم السياسات الاستكباريّة
اسعوا لكشف دور السّياسات الاستكباريّة لأمريكا وإنكلترا في إحياء تيّار الفتنة
التّكفيريّ، وفي التّخطيط والدّعم والتّوجيه، ودور عملائهم في ضخّ المال والدعم
المادي. فمثل هذا يُعدّ أمراً ضروريّاً أيضاً ويجب أن يُنجز.
3- فلسطين: القضيّة الأساس
لا تسمحوا بأن تُنسى قضيّة فلسطين والقدس الشّريف. إنّهم يريدون أن يغفل العالم
الإسلاميّ عن قضيّة فلسطين؛ أنتم ترون كيف أنّ مجلس وزراء الكيان الصهيونيّ قد أعلن
يهوديّة دولة فلسطين، وذلك على غفلةٍ من العالم الإسلاميّ وشعوبه.
إنّنا نشكر الله أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة دولةً وشعباً كلمتهم واحدة في هذا
المجال. إنّ حكومة الجمهوريّة الإسلاميّة وإمامنا الجليل قد أعلنا سياسة دعم فلسطين
ومعاداة الكيان الصّهيونيّ ووضعا ذلك حيّز التّنفيذ. والأمر مستمرٌّ بعد مضيّ 35
سنة، ونحن مستمرّون على هذا الطّريق ولم ننحرف عنه. في بعض الأحيان، يرسل لنا بعض
الشباب رسالة للسماح لهم بالذهاب إلى الخطوط الأماميّة لمحاربة الكيان الصّهيونيّ.
إنّ شعبنا يعشق مواجهة الصّهاينة، وإنّ الجمهوريّة الإسلاميّة قد أثبتت هذا الأمر.
لقد قدّمنا الدّعم واستطعنا أن نقوّي من عضد إخواننا الفلسطينيّين في غزّة وفي
المناطق المختلفة. وإنّنا بمشيئة الله مستمرّون على هذا الطّريق. وإنّني أعلن وسوف
يحصل هذا حتماً أنّ الضفّة الغربيّة يجب أن تتسلّح مثل غزّة وأن تصبح جاهزةً
للدّفاع.
*العدوّ ضعيف!
لا تخيفنّكم هيمنة أمريكا؛ فالعدوّ ضعيفٌ. وهو أضعف من أيّ وقتٍ مضى. إنّكم ترون
دُول أوروبّا الاستعماريّة تعاني من المشكلات الاقتصاديّة والسّياسيّة والأمنيّة
وغيرها؛ وإنّ أمريكا أسوأ منها، فهي تعاني من المشكلات الأخلاقيّة والسّياسيّة ومن
الأزمات الماليّة الشّديدة، وسمعتها كقوّة عظمى تزداد انحداراً يوماً بعد يوم في
كلّ العالم. وهذا الكيان الصّهيونيّ قد أصبح أضعف بكثير من السّابق. هذا الكيان
الذي كان يُطلق شعار من النّيل إلى الفرات، ويعلن ويصرّح بأنّ كلّ المنطقة الواقعة
بين النّيل والفرات هي له، لم يتمكّن من احتلال الأنفاق الفلسطينيّة طيلة خمسين
يوماً في غزّة.
إنّ مشاكل أعداء الإسلام وأزماتهم كثيرة. لقد فشل أعداء الإسلام في العراق، وكذلك
في سوريا، وقبلها في لبنان، وهكذا كان مصيرهم في المناطق المختلفة، ولم تتحقّق
أهدافهم، وأنتم ترون أمريكا ومعها كلّ الدّول الأوروبيّة الاستعماريّة تجتمع
لمواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة وتُعمل كلّ إمكاناتها في قضيّة الملف النوويّ من أجل
إخضاع الجمهوريّة الإسلاميّة، ومع ذلك لم يتمكّنوا ولن يتمكّنوا من ذلك، هذا هو ضعف
الجبهة المقابلة. وأنتم بمشيئة الله سوف تزدادون قوّةً يوماً بعد يوم، فالمستقبل
لكم ﴿وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِه﴾ (يوسف: 21).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
تجب إعادة قراءة التعاريف
وإصلاحها. الغرب يقترح عليكم نموذجين: "الإسلام التكفيري" و"الإسلام العلماني"،
وسوف يواصل التلويح بذلك كي لا يقوى الإسلام المعتدل والعقلاني بين ثورات المنطقة.
استعيدوا تعريف الكلمات مرة أخرى وبدقّة.
إذا كانت "الديمقراطية" بمعنى الشعبية والانتخابات الحرة في إطار أصول الثورات
فلتكونوا جميعاً ديمقراطيين. وإذا كانت بمعنى السقوط في شراك الليبرالية
الديمقراطية التقليدية ومن الدرجة الثانية فلا يكن أحد ديمقراطياً.
و"السلفية" إذا كانت تعني العودة إلى أصول القرآن والسنة، والتمسك بالقيم الأصيلة،
ومكافحة الخرافات والانحرافات، وإحياء الشريعة، ورفض التغرّب فلتكونوا جميعاً
سلفيين، وإذا كانت بمعنى التعصّب والتحجّر، والعنف في العلاقة بين الأديان أو
المذاهب الإسلامية؛ فإنّها لا تنسجم مع روح التجديد والسماحة والعقلانية التي هي من
أركان الفكر والحضارة الإسلامية، بل ستكون داعية لرواج العلمانية، والتخلّي عن
الدين.
|
1. هل تعلم أنّه
يجب على الزوج أنْ ينفق على زوجته حتى لو كانت غنيّة؟ وإذا لم يستطع تأمين النفقة
لغيره إلا لشخص واحد فيجب إعطاؤها لزوجته؛ لأنّ نفقة الزوجة مقدَّمة على نفقة
الوالدين والأولاد؟
2. هل تعلم أنّه يجوز للمرأة أن تشترط في عقد
الزواج على خاطبها أن تكون وكيلةً عنه في طلاق نفسها في ظرفٍ معيّنٍ أو مطلقاً،
فإذا قبل الخاطب ذلك صار بإمكانها أن تطلِّق نفسها منه، ويبقى الزوج قادراً على أن
يطلِّقها أيضاً؟
3. هل تعلم أنّه يجوز للمرأة أن تشترط في عقد
الزواج على زوجها الخروج من المنزل لدرسٍ أو لعملٍ أو لغير ذلك، فإن قبل يصير
ملزماً بالسماح لها بالخروج؟
4. هل تعلم أنه لو فقد ما يصح السجود عليه
وكان الوقت ضيّقاً فيسجد على ثوب من القطن أو الكتان، فإن لم يكن متوفراً فعلى أي
ثوب، فإن لم يتوفر فيسجد على ظهر كفه، فإن لم يتمكن فعلى أيّ معدن؟
5. هل تعلم أنّه لو تمّ الاتفاق على لعبة
والخاسر يدفع التكلفة فهذا رهن وهو حرام؟
|
استقباله دام ظله مسؤولي الدولة وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلاميّة العالميّ 09/01/2015
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله حشداً من مختلف شرائح
الشعب ومسؤولي الدولة والعلماء والمفكرين المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية
العالمي وسفراء البلدان الإسلامية، وشدّد على أهمّيّة الوحدة قائلاً: تكريم خاتم
الأنبياء والمرسلين يجب أن لا يكون بالكلام واللسان فقط، إنما ينبغي أن يكون السعي
لتحقيق رسالته الداعية إلى الوحدة أهم أولويات البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة.
ووصف سماحته ميلاد رسول الإسلام الخاتم صلى الله عليه وآله ميلاداً للعلم والعقل
والأخلاق والرحمة والوحدة. كما أبدى سماحته أسفه العميق لنجاح مخططات التفرقة التي
يرسمها أعداء الإسلام مؤكداً: المسلمون بما لهم من إمكانيات وطاقات هائلة ومنقطعة
النظير، لو تعاطفوا وكانت كلمتهم واحدة في التوجّهات العامة والكلية، لكان تقدم
الأمّة الإسلامية ورقيّها أمراً مضموناً، ولكانت الانعكاسات العالميّة لوحدة العالم
الإسلامي ووحدة كلمته مبعث شرف وسمعة حسنة وعظمة لرسول الإسلام صلى الله عليه وآله.
استقباله دام ظله أهالي مدينة "قم" على أعتاب ذكرى التاسع
عشر من دي 07/01/2015
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله الآلاف من أهالي مدينة قم،
وأشار إلى ضرورة مواجهة مساعي الأجانب الرامية إلى تحريف حقائق الثورة ونسيان أحداث
من قبيل التاسع عشر من دي سنة 1356 هـ ش والتاسع من دي 1388 هـ ش مضيفاً: لا نهاية
لعداء الاستكبار لشعب إيران، وعلى المسؤولين أن يسلبوا العدو الذي لا يمكن الوثوق
به حربة الحظر، والنهوض بواجباتهم لتحقيق أهداف الثورة والشعب المشرقة.
كما أكّد سماحته وجود نوايا ترمي إلى تنحية الأيام والأحداث الكبرى والمصيرية
للثورة الإسلامية والعقود الثلاثة الأخيرة إلى مطاوي النسيان، ولكن طالما أنَّ
الشعب حيٌّ ويقظٌ وأنَّ القلوب المؤمنة والمتحفّزة والألسن الناطقة بالحق موجودة في
الساحة، فإن مثل هذا الشيء لن يحصل.
نداؤه دام ظله لملتقى الصلاة الثالث والعشرين 31/12/2014
مع بدء أعمال "ملتقى الصلاة" الثالث والعشرين وجّه إليه الإمام القائد
الخامنئي دام ظله نداءً، وممّا جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ سنين طويلة ونحن نشهد همّة وتحفُّزاً مباركاً يجمع القلوب والأذهان من كل أنحاء البلاد في كلّ سنة إلى هذا الملتقى للتفكير حول الصلاة، وإشاعة نقاط وتذكيرات وتحذيرات حول هذه الفريضة الإسلامية الفذّة وهذا العمود القويّ للدين والتدين في أجواء المجتمع. هذا توفيق كبير لكم أنتم الذين تقيمون هذا الملتقى وموهبة من الله لكم أنتم الذين تستمعون وتنتفعون. وقد حان الأوان لحساب ثمرات هذا الجهد القيم في ميزان النظرة الواقعية، سواء في سلوكيات المتلقين الذين يدعون إلى إقامة الصلاة وعدم الاستخفاف بها، وخصوصاً من الشباب واليافعين، أو في المواظبة على كيفية الصلاة والخشوع وحضور القلب فيها، والذي يعدّ روح هذا العمل الرحماني الصالح وجوهره.
السيد علي الخامنئي.
9 دي 1393 هـ ش