الأساليب التربوية العامة
الجهاد
يعتبر إعداد الروح القتالية وإيجاد الدوافع والمُحرّكات الاعتقادية, من أهمّ مسائل الحرب لأنها هي التي تُرغّب وتُشجّع على الذهاب إلى الحرب، وتُشكّل بالتالي حافزاً للقتال والصمود واستمرار بذل الجهود.
عدد الزوار: 383
مدخل
يعتبر إعداد الروح القتالية وإيجاد الدوافع والمُحرّكات الاعتقادية, من أهمّ مسائل
الحرب لأنها هي التي تُرغّب وتُشجّع على الذهاب إلى الحرب، وتُشكّل بالتالي حافزاً
للقتال والصمود واستمرار بذل الجهود.
بينما الذين لا يمتلكون روحاّ قتالية أو دافعاّ عقائدياّ ولا يتمتّعون بالدوافع
اللازمة للحرب, فإنّ روحية التراجع والتقهقر هي التي ستكون حاكمة عليهم.
فالجيش الذي يمتلك الروح القتالية اللازمة والعقيدة الدافعة للمواجهة, سيتوجّه نحو
الحرب, وسيكون قادراً على الوقوف والصمود بوجه عشرات الجيوش الفاقدة لهذه الروحية
والعقيدة.
وفي تاريخ الحروب يمكننا أن نقرأ ونشاهد نماذج من تلك الجيوش ذات الروح القتالية
العالية، كما يمكننا أن نجد نماذجَ أخرى كانت فاقدة لتلك الروحية والعقيدة القتالية
اللازمة.
ولأجل ذلك يجب اعتبار مسألة وجود الدافع عند المقاتل، وإعداده معنوياً وإبقائه
جاهزاً للقتال على المستوى النفسي والروحي من أول أسباب النصر والنجاح. ومن هنا
اهتم القرآن الكريم اهتماماً بالغاً بهذا الأمر، وطرح عدة أساليبَ وطرقٍ لأجل إيجاد
الروحية والدافع، وتثبيت العزيمة وتقوية الإرادة لدى المجاهدين.
في هذا الفصل سنذكر بعض هذه الطرق والأساليب إضافة إلى ذكر نماذج قرآنية حول كل
أسلوب على حدة.
أسلوب التبشير والإنذار
يعتبر التبشير والإنذار أحد الطرق والأساليب العامة التي اتبعها كل الأنبياء عليهم
السلام من أجل دعوة الناس إلى الدّين، وتربيتهم وهدايتهم إلى الطريق المستقيم،
ولتثبيتهم على الالتزام بالتعاليم السماوية والتكاليف الإلهية.
ومن هذا المنظار أُطلق على أنبياء الله تعالى اسم: (المبشِّر والمنذر)، يقول الله
تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾1.
وفي لغتنا اليوم، يُعبّر عن مفهوم التبشير والإنذار باصطلاح (الترغيب والترهيب)،
ولكي يكون بحثنا أكثر وضوحاً سنتعرّض لشرح مفهوم التبشير ومفهوم الإنذار في ميدان
الحرب، وسنذكر الآيات المتعلِّقة بهذين المفهومين:
أورد القرآن الكريم آياتٍ كثيرةً تحثّ الناس على الجهاد وتُشوقهم إلى القتال في
سبيل الله تعالى. وفي مقابل هذا الحثّ، بيّن القرآن عدداً من المحفِّزات التي تشير
إلى نعمٍ دنيوية ونعمٍ أخروية هي ثمار وعطاءات إلهية للمجاهد في سبيله تعالى.
وسنذكر ههنا نماذج من النعم الأخروية، ثم النعم الدنيوية، مع عدم الغفلة عن أن أكثر
النفوس إنما تنجذب إلى النعم الدنيوية وملذّاتها لأنسها وإحساسها أكثر بالعالم
المادي، غير أنّا هنا وبسبب مناسبة الكلام لمقام الجهاد والمجاهدين فإنا سنذكر
النعم الأخروية أولاً.
فالتربية القرآنية الإلهية تعتبر السعادة الأبدية والنعم والملذات الأخروية المحور
الأصلي في تعاليم الأنبياء عليهم السلام، وأما النعم والملذات الدنيوية فغير قابلة
للمقايسة أساساً مع السعادة الأخروية الخالدة، وهذا بديهي وواضح في خطاب القرآن.
1- البشارة بالنعم الأخروية:
ورد في عدة آيات قرآنية، وبتعابير مختلفة، بشاراتٌ للمجاهدين بنعمٍ إلهية كبيرة،
وبسعادة أخروية خالدة، شهداء كانوا، أم مقاتلين أصيبوا بجروح بالغة وإعاقات، أم
أسرى معذّبين، أم مجاهدين خاضوا غمار الحرب وضراوتها ثم عادوا غانمين سالمين.
هؤلاء المجاهدون هم أهلُ البشارة في القرآن الكريم، يقول تعالى:
الآية الأولى:
﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ
نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً﴾2.
لقد استُعملت في هذه الآية عبارة ﴿يَشْرُونَ﴾، وهي تعبّر بلسان المعاملة بالبيع
والشراء، والمعنى المقصود فيها: أنّ من يبيع الدُّنيا ويشتري مقابلها الآخرة بنعمها
الأبدية، فمن الطبيعيّ أن يُسارع إلى طلب الشَّهادة والذّهاب إلى الجهاد والقتال في
سبيل الله.
الآية الثانية:
يقول الله تعالى: ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ
أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى
الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ
الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمً﴾3.
إنّ التدقيق في كلمات هذه الآية الشريفة، يُمكِّننا من تقسيم المؤمنين إلى ثلاثة
أقسام:
القسم الأول من المؤمنين: وهو قسم معذورٌ، لم يُوجَّه إليه التَّكليف بالجهاد بسبب
هذا العذر، يقول الله تعالى: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا...﴾4 حيث إنّ هؤلاء، وبسبب نقصٍ في الأعضاء أو الحواس أو غيرها من القوى، أو بسبب الفقر
وشظف العيش والضيق لا قدرة لهم على الجهاد المالي أو البدني ضد أعداء الله والدين.
وبالتالي يعذرهم الله تعالى عن الحضور والمشاركة في جبهات القتال.
القسم الثاني من المؤمنين: يمتلكون القدرة على الجهاد المالي والبدني، لكنّ الجهاد
ليس واجباً عينياً عليهم، ومن هذه الجهة لا يُؤاخذون أو يُحاسبون على تركهم للجهاد
وبالتالي لا عذاب ولا عقاب على ذلك الترك.
القسم الثالث من المؤمنين: هم من لهم القدرة المالية والبدنية على جهاد الأعداء
ويُوفّقون للعمل بهذه الفريضة الكبيرة.
إنّ المراد من المجاهدين الذين فُضّلوا في الآية على القاعدين، هو هذا القسم الثالث،
بينما المراد من القاعدين هو القسم الثاني. لأنّ الجهاد لو كان واجباً عينياً عليهم
وتركوه فإنهم سيكونون مورداً للمؤاخذة، لأنَّ تارك الجهاد مُستحقٌّ للعقاب، لكن
الآية الشريفة قالت بأن للقاعدين أيضاً أجراً وثواباً، وعبّرت بهذا التعبير: ﴿...وَكُلاًّ
وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى...﴾5 وهذا معناه أن هناك ثواباً للقاعدين لكنّه أقل من
ثواب المجاهدين.
الآية الثالثة:
يقول الله تعالى ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *
الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *
يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا
نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ
عَظِيمٌ﴾6.
تشير هذه الآيات إلى أحد المسائل العقائدية والثقافية التي وردت حول الحج في زمن
صدر الإسلام. فالحجُّ كان له أهميةٌّ كبرى في نظر المسلمين والمشركين على حدٍّ سواء.
والذين كانوا يتولون عمارة البيت الحرام "الكعبة" والقيام بمهمة سقاية الماء للحجيج
وضيافتهم، كانت لهم مكانة ومنزلة اجتماعية خاصة، غير أنهم أصيبوا بالعجب والغُرور
لتولِّيهم أمر العمارة أو السقاية, بل كانوا يعدّون أنفسهم طبقة أفضل وأرقى.
ولقد رفض الله تعالى في هذه الآيات، مباهاةَ وافتخارَ هؤلاء الأفراد بأعمالهم،
وعلَّم المسلمين درساً مفادُه: بأَنَّ هذه الأعمال التي أصبحت سبباً للعُجب
والغُرور عند البعض، ليست لها عند الله أي قيمة مهمَّةَ, ولا ترقى إلى مستوى عمل
أهل الإيمان بالمبدأ والمعاد وأهل الجهاد في سبيل الله.
لكن يجب أن لا ينخدع أحد بقيمةِ مثل تلك الأعمال والمقامات والمناصب التي قد تعتبر
سبباً للأفضلية. إذ كيف يمكن أن تكون قيمة مثل تلك الأعمال معادلةً ومساوية لقيمة
الإيمان والجهاد في سبيل الله؟ خصوصاً وأن هذه الأعمال والمناصب كانت تحت عهدة
أفرادٍ مشركين، ظالمين، فاسدين، بعيدين عن الهداية الإلهية.
فمقام المجاهد عند الله تعالى لا يرقى إليه أحد، إذ يُبشَّر من قبل المولى بالرضوان
والجنات، والخلود وأعظم الدرجات.
الآية الرابعة:
يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ
مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا
نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ * رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ
عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ * لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ
مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾7.
وهذه الآيات كسابقتها حيث وعدت المجاهدين بالفلاح والخيرات والفوز والجنات العظيمة.
الآية الخامسة:
يقول الله تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ
وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ
الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾8.
هذه الآيات أيضاً كالآية الأولى، تحدثت بلسان المعاملة والتجارة والشراء والبيع
لتكون أكثر قابلية للفهم في أذهان الناس. في هذه المعاملة، المشتري هو الله عز وجل
والثمن هو الجنة والنعم العظيمة مقابل الجهاد بالروح والمال من المؤمنين وهذا عهد
ووعد إلهي نزل في الكتب السماوية وليس هناك من هو أوفى بوعده من الله عز وجل.
من هذه الجهة يجب أن لا يكون هناك أي ترديد أو شك في هذه التجارة، فهي تجارة مربحة
وإذا ما أتم المؤمنون معاملتهم هذه بنجاح فإنهم سوف ينالون الفلاح والسعادة الأبدية
الكبرى والفوز العظيم.
والمحصِّلة النهائية من كل الآيات التي ذكرناها, أن الله تعالى قد وعد المجاهد في
سبيله بنعم أخروية عظيمة جاء التعبير عنها بألفاظ عالية المضامين مثل: (الأجر
العظيم - الفوز العظيم - المغفرة - الرحمة - الدرجات - الخيرات - المفلحون- الرضوان
- الخلود - الحب الإلهي...) وكلها تعابير تبيّن عظيم أهمية وفضل الجهاد عند الله
تعالى وموقعه القوي في الدين الإسلامي.
2- البشارة بالنعم الدنيوية:
وقسم آخر من الآيات القرآنية، وبتعابير مختلفة أعطى, وعداً إلهيا للمجاهدين في سبيل
الله بالفوز بنعمٍ دنيوية ليكونوا على علم ويقين بأنَّ جهادهم وسعيهم سوف يثمِرْ
أيضاً في هذا العالم، فيتحوَّلُ هذا الوعد الإلهي مُحفِّزاً ودافعاً لهم إلى متابعة
أعمالهم الخطيرة بجديةٍ أكبرَ، واتخاذ قراراتهم المصيرّيَة بيقين وبصيرة.
طبعاً، إذا لم يتوفّر في الجهاد الدافع الإلهي ونية أداء التكليف وقصد التقرّب إلى
الله، وكان الدافع إلى العمل هو الدافع المادي والدنيوي فإن هكذا عمل وجهاد ليس له
أيةُ قيمة تُذكر في الإسلام. فحقيقة أنّ كل عمل خال عن نية القرب والرضا الإلهي لا
قيمة له قد ورد التأكيد عليها وتأييدها في روايات عديدة، فقد ورد:
"أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أغزى علياً عليه السلام في سرية وأمر
المسلمين أن ينتدبوا معه في سريته فقال رجل من الأنصار لأخ له: اغزُ بنا في سرية
علي عليه السلام لعلنا نصيب خادماً أو دابة أو شيئاً نتبلَّغُ به، فبلغ النبيَّ
قولُه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فمن
غزا ابتغاء ما عند الله عزّ وجل فقد وقع أجره على الله عز وجل، ومن غزا يريد عرض
الدنيا أو نوى عقالاً لم يكن له إلا ما نوى"9.
وكثير من الروايات التي مفادها أن من يُقاتل من أجل الحصول على مال أو كسب ثروة
ويُقتل في تلك المعركة فإنه سوف يكون (قتيل المال)، وورد أيضاً في رواية أخرى وصف (قتيل
الحمار) حول رجل قُتل في المعركة انتقاماً لحماره!.
فالوعدُ الإلهي بالنعم الدنيوية والمادية يمكن أن يكون مُؤثِّراً في عمل وسلوك كثير
من الناس ويُقويِّ لديهم الدافع والمُحرِّك من أجل الحرب ضد الأعداء، لذلك لم يغفل
القرآن الكريم عن ذكر هذا العامل وأعطى وعوداً بتحقيق ثمارٍ دنيويَّة.
ومن الموارد التي ذكر فيها القرآن هذا العامل, ما ورد في بعض الآيات من قبيل:
أ- خاطب الله المسلمين والمجاهدين بقوله تعالى: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ
كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا...﴾10.
ب- ثم في آية أخرى قال تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا
بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ
مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ
تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبً﴾11.
ج- وفي آية ثالثة قال تعالى: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ
وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾12.
ففي هذه الآيات إشارة واضحة إلى وعد بالنعم الدنيوية ﴿...مَغَانِمَ كَثِيرَةً
تَأْخُذُونَهَا...﴾13، وكذلك الوعد بالفتح والدخول إلى المسجد الحرام والوعد بالنصر
وما يترتّب على هذا النصر من أمان وازدهار، ورفاه واستقرار.
الإنذار من عذاب الله
القرآن الكريم وكما استفاد من أسلوب التبشير والترغيب في حثّ المجاهدين، أشار أيضاً
إلى أسلوب الإنذار أو التهديد فأنذر المتخاذلين من عذاب الله الشديد وعقابه الأليم
في دار الآخرة. وحذّرهم من تبعات الخذلان وعواقبه وما يرافقه من الابتلاءات
والمصائب في الحياة الدنيا.
ويكمن سرُّ أسلوب الإنذار أيضاً ـ وكما ذكرنا في أسلوب التبشير ـ في أنَّ كثيراً من
الناس قد تتحرّك الدوافع لديهم أكثر، عند ذكر المُرهبات والمُرغّبات الدنيوية
لأُنسهم الشديد بها من خلال تلمُّسها وحضورها أمام أعينهم، فتتحرّك لديهم الدوافع
لما يرونه ويلمسونه من آثارها، أكثرَ من تحرُّكهم لذكر المرغِّبات أو المرهِّبات
بالنِّعم والمصائب الأخروية إذ إنَّها غيرُ محسوسةٍ لهم وليست تحت مشاهدتهم.
وها هنا بعضُ من النماذج القرآنية التي ذُكر فيها هذا العامل:
الآية الأولى:
قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ
تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ
بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾14.
إنّ لحنَ هذه الآية الشريفة يحمل تهديداً شديد اللهجة، فالله تعالى يُنذرهم من خراب
المستقبل ويحذرهم من السخط والغضب الإلهي في حال كان التقصير أو الإهمال في أداء
التكاليف ناتجاً عن تقديمهم حبّ العائلة والمال والتجارة على القتال، فيحذِّرهم من
ترك أمر الجهاد المهمّ مقابل التعلقات الماديةِ وحبّ الرَّاحة.
فنستنتج من هذه الآية أنه لو أصبح حب تلك المسائل الدنيوية أكثر من حب الإنسان لله
وأدّت هذه التعلّقات الدنيوية إلى اتباع القلب لها وتَرْ ك الجهاد في سبيل الله،
عندها فلْيتوقَّع هذا الإنسانُ أو هذه الأمة غضب الله والعواقب الوخيمة جزاء خذلانه
وتركه لواجب الجهاد.
إنَّ أدنى مراتب الحبِّ الإلهيِّ عند المؤمن, هي أن لا يكون حبُّ الله تعالى في قلب
هذا المؤمن أقلَّ من حبِّه للأشخاص الأقرباء أو أشيائه المادية. وهل يُعقل من مؤمن
بالله تعالى أن يحبّ سيّارته، وماله، أكثر من حبه لله تعالى؟ السيارة والمال مكانها
في الكاراج وفي البنك لا في قلب المؤمن، لأن قلبَ المؤمن هو عرشُ الله، وما وسعتني
أرضي ولا سمائي، لكن وسعني قلب عبدي المؤمن.
طبعاً في درجات أهلِ الإيمان العليا, قد يصلُ الإنسان المؤمنُ إلى مرحلةٍ لا يرى
فيها وجوداً سوى الله تعالى، ولا محبوباً في قلبه غير الله عز وجل. نعم في هذه
المرحلة تعلُّق قلبُ المؤمن بالموجودات الأخرى إنما يكون تحت شعاع الحب الإلهي وفي
ضمن دائرته.
الآية الثانية:
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ
انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ
الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ
قَلِيلٌ﴾15.
إنّ هذه الآيات هي خطابٌ لفريق من المؤمنين ضعيفي الإيمان، أو للمنافقين الذين
يدَّعون الإيمان ظاهراً، وقلوبهم متعلِّقة بقوة بالدنيا والمادياتِ، ويظهرون العلل
والأعذار حين صدور أمر الجهاد في سبيل الله من أجل أن لا تضيع عليهم تلك الماديات.
الله تعالى يخاطب هؤلاء في تلك الآيات بلحنٍ ممزوجٍ بالعتاب:
لماذا تلتصقون بالأرض عند إعطاء الأمر بالجهاد ولا تتحركون إلى ساحات القتال؟
هل رضيتم بالتخلي عن السعادة الأخروية الخالدة مقابل متاع أيام قلائل في الحياة
الدنيا؟
ثم يتوجّه الخطاب الإلهي إلى المؤمنين محذِّراً: إن لم تنهضوا لقتال الأعداء
وتسارعوا إلى الجهاد فإن الله سوف يبتليكم ويعذبكم ويستبدل بكم غيركم ليكونوا أنصار
دينه ومجرى لتحقُّق العدالة والإرادة الإلهيّة بقتل الكفار والمشركين بأيدي هؤلاء
المؤمنين.
الآية الثالثة:
يقول الله تعالى: ﴿هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ
الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا
غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾16.
تتوجّه هذه الآية إلى الذين يملكون القدرة على إنفاق أموالهم في سبيل الله،
وبالتالي القدرة على تقوية الخطوط الخلفية للجبهة، فيحيوا في نفوس الجهاديين
المتواجدين على خطوط الجبهة الأمامية الأمل بالنصر على الأعداء.
لكن هؤلاء ومع عظيم خطر هذه المسؤولية، يبخلون ولا ينفقون أموالهم في سبيل الله ولا
يعني الجهادُ الماليُّ لهم شيئاً.
ومن الواضح أنه في صدر الإسلام وفي زمن نزول هذه الآية كان أكثر الإنفاق والمساعدات
المالية تُصرف من أجل تأمين وتغطية مصاريف الحرب والجهاد في سبيل الله، وكان
المسلمون حينها في حاجة شديدة وضرورة أكيدة إلى تأمين مثل هذه المصاريف من أجل
تحقيق انتصار الإسلام الحاسم على الكفر.
إنّ الله تعالى يخاطب هؤلاء الذين يبخلون بإنفاق أموالهم، ويحذّرهم من إجراء سنة
الاستبدال فيما لو بخلوا ولم ينفقوا، إذ يستبدلهم الله تعالى بقوم لا يبخلون، بل
يبذلون الأموال في سبيل الله بكل شوق ورغبة ونية خالصة، يقول الله تعالى:
﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى
التَّهْلُكَةِ..﴾17.
وهذه أيضاً من الآيات المتعلِّقة بالجهاد والتي تدل على حقيقة واحدة وهي أن
المسلمين لو بخلوا ولم ينفقوا أموالهم في سبيل الله ولم يسعوا لتأمين تكاليف الحرب
ضد الأعداء فإن النتيجة الطبيعية لمثل هذا الإمساك والبخل هي انتصار العدو في الحرب،
وبالتالي سوف يقع المسلمون تحت قمع وعذاب هذا العدو، وستتلف أموالهم وتضيع.
وبناءً عليه: إنَّ البخلَ وعدمَ الإنفاقِ في سبيل الله ليس في نفع المسلمين على كل
الصعد خاصة من الناحية الاقتصادية، لأنه سيجعل أموالهم وأرواحهم وأعراضهم وحرماتهم
وماء وجههم وعزتهم وشرفهم ودينهم, تحت سلطة العدو المنتصر، وعندها لن يبقى لهم لا
مال ولا شرف، ولا دنيا ولا آخرة أيضاً، فكل ذلك سوف يفنى ويهلك فيما لو بخلتم
وأمسكتم عن الإنفاق, وسيكون سبباً طبيعياً ومباشراً لأن يُهزم المجاهدون وينتصر
العدو لا سمح الله.
أسلوب المدح والثناء
من الأساليب الترغيبية والتبشيرية التي استفاد منها القرآن الكريم من أجل إيجاد
روحية القتال في المجاهدين وتحريك الدافع فيهم إلى الجهاد هو أسلوب (المدح والثناء
على الجهاديين، وفي هذا المضمار نشير إلى هذه الآية على سبيل المثال، يقول الله
تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء
وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾18.
إنّ هذه الآية تنطق بحقيقة أن الارتداد عن الدين وعدم العمل بالتكاليف الإلهية من
قبل المسلمين لن يضر الله شيئاً، لأن الله تعالى غني عنهم وسوف يحقِّق ما يريده
بواسطة أناس آخرين, يتمتّعون بصفات خاصة تمثل جوهر المدح لهم: فالله يحبهم، وهم
يحبونه، أهل تواضع ولين مع المؤمنين، وأهل بأس وعزة، وغلظة وشدة على الأعداء
والمعاندين للحق.
هم أهل الجهاد في سبيل الله، وأهل الصبر والثبات متى ما ساءت الأحوال واشتدت الظروف،
أو حتى فيما لو هُزموا في جولة من جولات الحرب. لا يخافون لومة لائم، ولا يعبأون
بالسخرية والشتيمة، ولا يتأثّرون بالاستهزاء والوقيعة، لأنهم في طريق الحق على
بصيرة، لا يجد الهول والفزع، والخوف والوجع طريقاً إلى قلوبهم، بل إنّ كل همّهم
وجهدهم قد صُرف إلى أداء التكاليف وإطاعة الأوامر الإلهية التي ائتمنوا عليها.
ثم يعدهم الله تعالى في ذيل الآية, ونتيجة مواجهتهم لكل تلك الأمور وتحمّلهم للصعاب,
بأن يجعلهم مورداً للعناية الإلهية الخاصّة ومحلاً للفيض والكرم السّماوي. ولذا فإنّ
الله تعالى قد ذكر المجاهدين في هذه الآية بلسان مدحٍ خاصًّ ووصفهم بخصائص مميزة
جداً، ولعل أرفع تلك الخصائص قيمة هي أنهم: ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ
يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ﴾19.
لذا من الطبيعي أن يكون لمثل هذا الخطاب النوراني تأثيراً عميقاً جداً في روحية
المؤمنين والمسلمين، ويكون مشجِّعاً ومرغِّباً لهم على الجهاد والقتال ضد أعداء
الله.
أسلوب التوبيخ واللوم
ثمّة أسلوب آخر من أساليب الإنذار التي خاطب الله تعالى بها المسلمين، وجعله دافعاً
ومحفِّزاً لهم إلى الجهاد, وهو توجيه التوبيخ واللّوم للذين يتساهلون أو يَضعفون في
أداء تكليف الجهاد ضد الأعداء، بل وأحياناً يُضعِفون الآخرين عن المشاركة في القتال،
يقول الله تعالى عن هؤلاء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ
فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا * وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن
لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ
إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله
لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمً﴾20.
إنّ هذه الآيات تشير إلى فئة من الناس كانت موجودة بين المسلمين، وكان يُعدّ الحضور
في الجبهة صعباً وثقيلاً عليهم، وعلاوة على أنهم كانوا يتجنّبون المشاركة في الجهاد
ويعتذرون عن المشاركة بألف سبب وعذر، كانوا يلعبون دور المبطئ والمثبِّط عن التوجه
إلى القتال، ويُخوّفون المجاهدين ويُضعفونهم، بل ويمنعونهم لو استطاعوا عن الذهاب
إلى الجبهة.
ثم لو انهزم المسلمون في الحرب وأصبح بينهم الشهيد، والجريح والأسير، ينبري هؤلاء
للقول: بأن الله أكرمنا بحيث لم يبتلنا بما أصابكم، فلو ذهبنا إلى الجبهة لكنا
قتلنا أو جرحنا كما حدث لكم لكن الله نجّانا من هذه المصائب!
وأما لو انتصر المسلمون على الأعداء، وأصبحت القضية في مصلحة المسلمين المجاهدين ثم
شاهد هؤلاء الغنائم، فإنهم ينبرون للقول: يا ليتنا وُفّقنا نحن أيضاً للمشاركة في
الحرب ورُزقنا مثل هذا النجاح الكبير. ولكن هل منعهم أحد عن الحضور في الجبهة؟ أم
أنه لا علم لهم ولا خبر، بوجود ساحة حرب وقتال وبأنّ هناك جبهة جهاد وشهادة؟
لقد بيّن الله تعالى حالات هؤلاء القاعدين وفضح إدعاءاتهم، ووبّخهم على تركهم
الجهاد، ولامهم على سعيهم بأشكالٍ مُنافِقة إلى اختلاق الأعذار لترك الجهاد، بل
إنهم يجدون التّوجيه المناسبَ في كلا الحالتين سواء في حالة انتصار المسلمين أم في
حال هزيمتهم.
وفي آية أخرى وردت المذمّة الإلهية لأولئك الذين يخافون ويستوحشون من المشاركة في
الجهاد، يقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ
أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ
عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ
اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا
الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا
قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيل﴾21.
ففي مرحلة الدعوة في مكة, لم يكن الجهاد حينها تكليفاً ملقىً على عاتق المؤمنين ولم
يُتعرض وقتها لموضوع الجهاد بأي خطاب نبوي, بل كان جلّ الهم هو العمل على تربية
هؤلاء المؤمنين وتزكية نفوسهم. وفي تلك المرحلة اعترض بعض المسلمين على الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم أنه: لماذا لا يقوم وينهض لمواجهة المشركين وقتالهم ؟ ولماذا
لا يُعطي الإذن بالجهاد؟ ثم إن الكثير من هؤلاء المعترضين أنفسهم، وعند صدور الأمر
بالجهاد فيما بعد، أخذوا يُفتِّشون عن الأعذار ويتحجّجون بعلل مختلفة ليمتنعوا عن
المشاركة في الحرب وليفرغوا ذمتهم عن العهود السابقة بتحمل المسؤولية وأداء الأوامر
والتكاليف الإلهية.
ففي هذه الآية يوبّخ الله تعالى هؤلاء المتخاذلين الذين كانوا قبل صدور الأمر
بالجهاد يُنادون بالحرب ومواجهة الأعداء، لكنّهم وبعد صدور الأمر بالجهاد أخذوا
يتذرّعون بعلل واهية لكي لا يحضروا في جبهات الحرب والقتال.
* الربيون عطاء حتى الشهادة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- سورة البقرة، الآية 213.
2- سورة النساء، الآية 74.
3- سورة النساء، الآية 95.
4- سورة البقرة، الآية 286.
5- سورة النساء، الآية 95.
6- سورة التوبة، الآيات 22-19.
7- سورة التوبة، الآيات 89-86.
8- سورة التوبة، الآية 111.
9- بحار الأنوار، ج 67، ص 212.
10- سورة الفتح، الآية 20.
11- سورة الفتح، الآية 27.
12- سورة الصف، الآية 13.
13- سورة الفتح، الآية 20.
14- سورة التوبة، الآية 24.
15- سورة التوبة، الآية 38.
16- سورة محمد، الآية 38.
17- سورة البقرة، الآية 195.
18- سورة المائدة، الآية 54.
19- سورة المائدة، الآية 54.
20- سورة النساء، الآيات 73-71.
21- سورة النساء، الآية77.